الثالثة : إن الإمام الدارمي رحمه الله تعالى قد فسر الحديث القدسي (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا) بأن المراد من ذلك الرحمة، ومجازات الأعمال التي كان يعمل بها في الدنيا، فقد قال الإمام الدارمي في النقض 1/499-500: "إذ زعمت أن نزوله تقريب رحمته إياهم كقوله الآخر : "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا" فقلت : هذا تقرب بالرحمة. ففي دعواك في تفسير النزول : من تقرب إليه شبرًا تباعد هو عنه مسيرة ما بين الأرض إلى السماء، وكلما ازداد العباد إلى الله اقترابا تباعد، هو برحمته عنهم بعد ما بين السماء والأرض بزعمك".

وقال ايضاً في المرجع السابق 2/746 : " ثم فسرت قول عبد الله : "أنهم يكونون في القرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة" أن ذلك تقرب إليه بالعمل الصالح، كما قال الله تعالى : (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا).

ويلك أيها الحيران! إنما قال الله : (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا) في الدنيا بالأعمال الصالحة لا في الآخرة يوم ترفع الأعمال عن العباد".

أنظر : "دك الصواعق النارية على رؤوس من قرر عقائدالمعتزلة والأشاعرةالكلابية ".



http://www.alathary.net/vb2/showthre...E1%C7%C8%ED%C9