قال العلامة صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - :

" وكذلك نَلزم الجماعة ونترك الشذوذ ؛ فلا نأتي بعمل ولا بقول شاذ ليس عليه عمل المسلمين وقولهم ؛ لأن هذا يُفَرّق الكلمة ويحدث العداوة، فما دام المسلمون يمشون على منهج الكتاب والسنة، فلا نترك ما هم عليه لقول شاذ ، فالشذوذ والمخالفات لا تجوز، والحمد لله، المسلمون يبحثون عن الحق، وإجماعهم ( إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة )، حتى الحديث إن ورد عن طـريق وسنـد صحيح، لكن فيه مخالفة لما هو أصح منه ؛ فيسمى حـديثاً شاذاً عند المحدثين .
فيجب التثبت في هذه الأمور، ولا ننبش في أقوال وأفعال مهجورة ونؤلف فيها ونشوش على الناس أمور دينهم، والشذوذ : مخالفة ما عليه جماعة المسلمين، والخلاف ضد الاتفاق، والفرقة ضد الاجتماع، والشذوذ ضد الائتلاف، أما أن نبحث عن الشاذ، فهذا تضليل للأئمة وتجهيل لهم، وهل أنت أوتيت علماً أكثر من علمهم، وخُصصت بعلم لم يصلوا إليه ؟ وما آل إليه بعض الناس من هذه الأمور في العصور المتأخرة التي يفشو فيها الجهل، وأغلب ما يصدر ذلك عن واحد متعالم وليس بعالم، ولم يدرس العقيدة الصحيحة والفقه، إنما تفقه على نفسه وصار يضيف إلى دين الله ما ليس منه، وهذه مصيبة، فالعلم ليس بفوضى، إنه يحتاج إلى ضوابط وفقه ودراية "

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية ص 176.