كلام للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى في شرحه على رسالة الدلائل في حكم مولاة أهل الإشراك للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب،
يقول -حفظه الله-: ((ولمَّا اِستولت الدَّولة السعودية في عهده ـــ يعني عهد المؤلف ـــ على الحرمين الشريفين وقامت بتطهيرهما من مظاهر الشرك بهدم القباب التِّي على القُبور، غار القُبوريون وألبوا الدولة التُركية على السعوديين –دولة التوحيد- لإعادة تلك المظاهر الوثنية، لا لأن السعوديين خرجوا عن طاعتهم كما يُشاع من قبل المُغرضين وأصحاب الأهواء، فإن الدَّولة السعودية دولة مستقلَّة ليس للتُرك عليهم سُلطان من قبل كسائر بلاد نجد، وإنما غزى التُرك بلاد نجد لإزالة التوحيد وإعادة القبورية، فكان غزوهم اِعتداءًا على دولة مستلَّة ذات سيادة مخالفًا للشرع وللنظم الدوليـة، أضف إلى ذلك أن هذا الغزو الآثم يُراد به اِجتثاث عقيدة التوحيد ومناصرة القبورية ولكن والحمد لله لم يُفلحوا، وبقيت عقيدة التوحيد واِندحرت القبورية إلى غير رجعة إن شاء الله في بلاد الحرمين. ولما غزت الجيوش المصرية بقيادة إبراهيم باشا عن أمر الأتراك وهجم إبراهيم باشا على الدرعية واِستولى عليها لم يستولي عليها بالقوة ولكن بالخديعة، فإنه لما طال الحصار بينه وبين أهل الدرعية وهم صامدون رأى الإمام عبد الله بن سعود مُصالحته من أجل حقن دماء المسلمين على أن يُسلِّم نفسه لإبراهيم باشا ليُرسله إلى التُرك، ففدى نفسه –رحمه الله- حُرمات المسلمين وعاهده الخبيث على أن يكُفَّ القتال عن أهل الدرعية وسلَّم الإمام نفسه بناءًا على العهد، فلما أسروه ورحَّلوه خان العهد وانقضَّ على أهل الدرعية بالقتل والتدمير، فخان العهد الذِّي بينه وبين الإمام عبد الله بن سعود فقتل الذراري وسفك الدِّماء وهدم البيوت على أهلها، وخرَّب الدرعية وهو بهذا يظن أنَّه سيقضي على هذه الدَّعوة بجهله، والدَّعوة لا أحد يقضي عليها لأنها مبنية على الكِتاب والسُنَّة، فهي دعوة الرُّسل فلا يُمكن القضاء عليها أبدًا لأن الله –سبحانه وتعالى- يحميها وإن أصاب أهلها شيءٌ من احلقتل أو الاِستيلاء من قبل عدوهم فإن الدَّعوة لن تتضرر أبدًا، بل هذا يزيدها قوة وصلابة لأنها دعوة الـرسول –صلَّى الله عليه وسلَّم- والله تكفَّل بنُصرتها وأنها ستبقى فلم يستطع القضاء على الدَّعوة، بل زادها ذلك قوة وصلابة واِستمرت الدَّعوة. ونرجو أنَّ الله كتب الشهادة لمن قُتل من المسلمين، وكان من جملة من قُتِل وغُدر به هذا الإمام الشاب –يعني صاحب كتاب: رسائل الدلائل، وهي للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب- الشيخ: سليمان بن عبد الله، أخرجه الخبيث من الدرعية وأرسله مع الجنود وقتلوه في المقبرة –رحمه الله- وعمره لا يتجاوز الثانية والثلاثين سنة))، .
هذا الـرد على من يقول أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب و محمد بن سعود رحمهما الله خرجوا على الدولة العُثمانية، وهذا كلُّه كذبٌ واِفتراء ، لأنه لم يكن هناك حُكمًا للدَّولـة العُثمانية في اليمامة، في نجد في ذلك الوقت، . والله أعلم.