النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: راية العز بالتوحيد منصورة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    124

    راية العز بالتوحيد منصورة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قدم هذا السؤال لفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي - حفظه الله - عن (عاصفة الحزم) التي أعلن مباشرتها للحرب خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لنصرة إخواننا المسلمين في اليمن على الحوثيين. فما الحكم فيها؟ وهل هي جهاد أم قتال؟
    فأجاب فضيلته بما نصه:
    "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأما بعد:
    فإن (عاصفة الحزم )التي أعلن مباشرتها للحرب خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود - سدده الله بتسديده ووفقه بتوفيقه وكان له ولجنوده معيناً ونصيراً ولمن انضم تحت لوائه - لا ينبغي أن يشك أبداً أنه ليس قتالاً فحسب، بل جهاد في سبيل الله بضوابطه الشرعية وأن رأيته راية شرعية، وقد استنفر خادم الحرمين الشريفين له المسلمين.
    وفي صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا»، والذي يستنفر هو المسئول عن الأمة في أمنها وخوفها وله الأمر بالاستنفار وهو السلطان، وهذا ما فعله الملك سلمان - وفقه الله وسدده -.
    والمستنفر عليه في هذه الحرب عدو كافر محارب هو ومن معه ومن وراءه ويقوم بالمناورات وينصب الصواريخ وغيرها من الفتاك المدمر من السلاح على حدودنا مهدداً به مقدساتنا في الحرمين الشريفين وبلادنا ومن حولنا من المسلمين.
    وقد قال الله - تعالى -: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري -: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه».
    وكل هذا متحقق في هذا العدو الخبيث، وهذا وحده كاف لجهاده.
    وقد انضم إليه استنصار إخواننا المسلمون في اليمن على قتاله ولم يكن بيننا وبينه ميثاق ولا عقد ولا عهد، بل هو في حرب معنا، وقد قال الله – تعالى – في شأن الأعراب الذين آمنوا ولم يهاجروا مخاطباً نبيه والمؤمنين: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
    فـ (عاصفة الحزم) التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين تنطبق عليها صورة الجهاد الشرعي، ولا يكون الجهاد إلا في مثل هذه الصورة سواءً على مستوى الأمة بأكملها، أو على مستوى بعض سلاطينها سواءً كان مفوضاً ومدعوماً من الآخرين أو ليس كذلك، وهذا في واقع الجهاد ووجوده حيث لا يلزم في كل زمان وقد تكون له حاجة أو لا تكون.
    أما حكمه فهو باق مدى الدهر في حال كل ضعف أو قوة لا يبطله عز عزيز ولا ذل ذليل.
    ونحن أمة مجاهدة: أوائلنا وأواخرنا، وبالأخص أهل هذه البلاد؛ لأنها مهد الرسالة وبيضة الإسلام؛ وقد قال رسولنا صلوات الله وسلامه عليه: «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات علي شعبة من نفاق»، وقال: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه»، رواهما مسلم في صحيحه.
    وأنا أبشر رجال قواتنا ومن شارك معهم من إخواننا المسلمين بأنهم على الجهاد الشرعي
    الذي يحفظ بيضة الإسلام ويعلي شأنه وأهله، وقد قيل:
    لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني في العز كأس الحنظل
    وأي عز أعظم وأعلى وأكرم من الجهاد في سبيل الله الذي يجود فيه المسلم بروحه لربه يحملها على راحته:
    يجود بالنفس إن ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
    هذا مع السلاح الماضي وبأس الحديد الشديد:
    السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللــعــب
    بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والـــريـــب
    والعلم في شهب الأرماح لا معة بين الخميسين لا في السبعة الشهب
    وقد قال الله - تعالى -: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
    و في تبويب البخارى في صحيحه قال: "باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، وقوله - تعالى- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ  تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ".
    وهذا الذي علقه البخاري بصيغة الجزم حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أيده بالثلاث الآيات الكريمات المحكمات.
    فأفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة» .
    وفي صحيح مسلم عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا أبا سعيد من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وجبت له الجنة»، فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها على يا رسول الله ففعل ثم قال: «وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض». قال وما هي يا رسول الله قال: «الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله».
    ويجب الثبات والصبر والمصابرة في الجهاد وعند لقاء العدو، قال الله - عز وجل- :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
    وقال – تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
    وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا الله الْعَافِيَةَ، فَإذَا لقيتموهم فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ»
    وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«النصر مع الصبر».
    وأقول:
    يا راية العز بالتوحـيـد منـصوره والله ذو العرش يحميها ويـعلـيـهـا
    تعلو على النجم بامر الله مأموره والعزم والحزم من أسمى مباديها
    وأقول - أيضاً -:
    وقد يكون هذا العدو المُجَاهَد غير متميز، وهذا التترس لا يمنع قتاله لهزيمته وإذلاله عند أهل العلم.
    وقد قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية - رحمه الله - (كما في مجموع فتاواه: 4/241): "مسألة التترس التي ذكرها الفقهاء؛ فإن الجهاد هو دفع فتنة الكفر فيحصل فيها من المضرة ما هو دونها؛ ولهذا اتفق الفقهاء على أنه متى لم يمكن دفع الضرر عن المسلمين إلا بما يفضي إلى قتل أولئك المتترس بهم جاز ذلك".
    والله أعلم وصلى وسلم على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وتابعيهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،،،،".
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •