« بائيَّـةٌ في تَعلِيمِ الكِتَابَـةِ »
لِلشَّيخِ العـلَّامةِ سُليمـانَ بنِ سَحمـانَ -رحمه الله تعالى-

وهي من غَرائِبِ القصائدِ وعَجائبِ الأبياتِ
جاءَ في دِيوانِه (3/142) :
وقالَ عَفَا الله عنهُ وهو يعلِّمُ بعضَ إخوانِه الكتابةَ ، ويحضُّه على ما ذَكَره فيهَا مِن الآدابِ :


( من بحر البسيط )



اُكْـتُـبْ كَـكَتْـبي كَـمـا قَدْ كُـنْتُ أَكْـتُـبُـهُ
كَتْـبًا كَـكَـتْبي لِـهَـذا الكَـتْبِ في الكُـتُـبِ
.............

كَذَاكَ كُـنَّـا فَـكُنْ فـي الكَـتْبِ كَـيْفَ نَكُنْ
إِلَّا تَـكُـنْ كَـيْـفَ كُـنَّــا كُـنْـتَ ذَا كَـأَبِ
.............

سَـطْـرًا بِسَـطْـرٍ كَـهَـذا السَّـطْـرِ أَسْـطُـرُهُ
سَـطْـرًا سَلِـيـمًـا سَوِيًّـا تَـسْـمُ فِي الـرُّتَبِ
.............

حَـرفًـا بِـحَـرْفٍ عَـلَى حَـرْفٍ كَـأَحْـرُفِــهِ
وَاحْـذَرْ مِـنَ الـحَيْفِ فِي حَـرْفٍ بِلَا سَبَبِ
.............

هَـــذَا كَـهَــذَا وَ هَـــذَا هَـكَـــذَا أَبَـــدًا
وَ ذَا لِـهَـــذَا كَـهَـــذَا غَـــيرُ مُـنْـقَــلِـبِ
.............

وَ الشَّـكْلُ كَـالشَّـكْلِ فِـي شَكْلٍ يُـشَاكِلُـهُ
كَمَـا يُـشَـاكَلُ هَــذَا الشَّــكْلُ بِـالشَّـنَـبِ
.............

وَ يَشْــهَدُ الشَّــهْدُ أَنَّ الشَّــكْلَ يُـشْـبِـهُـهُ
فِي كُلِّ شَيءٍ بِـــلَا شَـــــكٍّ وَلَا رِيَــــبِ
.............

يَا صَاحِ إِنْ كُـنْتَ صَاحٍ قَدْ تَـحَصْحَصَ مَا
حَصْـحَصْـتَـهُ مِـنْ صَحِيحٍ غَيرِ مُضْطَرِبِ
.............

فَـاعْـلَمْ كَعِـلْـمِي بِتَـعْلِـيـمِي لِـتَــعْلَـمَـهُ
وَ تَـعْـلَمَ العِــلْمَ عَــنْ عِــلْمٍ بِـلَا تَــعَبِ
.............

وَ انْـظُـرْ بِـعَـينٍ كَـعَـينِ العِــينِ عَـنَّ لَـهَـا
عَـينُ العَـدُوِّ لِـمَـعْـنًى جَــدَّ فِـي الطَّـلَبِ
.............

فِي الـرَّقِّ بِالـرِّفْـقِ عَـن حِـذْقٍ بِــلَا قَـلَـقٍ
وَلَا شِــقَـاقٍ وَلَا ضِــيــقٍ وَلَا نَــصَــبِ
.............

وَ اسْتَـكْفِ عَنْ كَـيْـفَ بِالتَّعرِيفِ مُـتِّـكِئًـا
وَاكْـفُفْ كَـكَـفِّي عَن التَّطفِـيفِ وَالكَذِبِ
.............

وَاسْـتَـغْنِ غُـنْـيَـةَ مُـسْـتَـغْـنٍ بِـغُــنْـيَـتِـهِ
إِنَّ الغَـنَـاءَ غَــنَـاءُ الـنَّــفْـسِ غَـيرُ غَــبِ
.............

وَ اغْضُضْ كَغَضِّي عَن العَضْلَى إِذَا عَرَضَتْ
وَاكْظِمْ مِن الغَـيظِ عِنـدَ الغَـيظِ وَ الغَضَبِ
.............

وَجِـدَّ وَ اجْهَـدْ وَجَـاهِـدْ وَاجْـتَـهِـد أَبَـدًا
وَاتْـرُكْ لَـجَاجَـةَ ذِي التَّـلْجِيجِ وَ الشَّجَبِ
.............

وَخَــلِّ عَـنْـكَ خَلِـيــلِـي كُلَّ خَـامِـــلَـةٍ
وَ خَـالِـلِ الـخَـلْـقَ عَـنْ خُلْقٍ بِلَا صَخَبِ
.............

وَانْـطُـقْ بِنُـطْـقٍ طَـلِـيـقٍ غَيرِ ذِي شَـطَـطٍ
وَاخْـطُطْ بِـخَـطٍّ كَـهَـذا الـخَـطِّ لِلْخُطَبِ
.............

وَ ابْحَثْ وَبَـاحِثْ وَحَـثْـحِثْ فِي مُـبَاحَـثَةٍ
وَ حَيْثُ حَـدَّثْتَ عَن بَـحْـثٍ فَـعَن سَـبَبِ
.............

وَنَـهْـنِـهِ النَّـفْـسَ عَـمَّـا تَـهْـتَـوِي وَهَوًى
تَـهْـوَاهُ تَـهْــوِي بِــهِ فِي هُــوَّةِ الـعَـطَـبِ
.............

لَـعَـــلَّ هَــــلَّا وَإِلَّا لَا تُـخَــــــالِـلَـــهُ
بِــلَا مِــلَالٍ وَلَا لَــهْــوٍ وَلَا لَـعِــــــبِ
.............

وَإِنْ هَـمَـمْتَ بِـأَمْــرٍ أَوْ غَــمَـمْـتَ بِـــهِ
مِـمَّــا يَـرُومُـكَ مِـنْ هَــمٍّ وَ مِـنْ كَــرَبِ
.............

فَـافْــرُرْ فِـــرَارَ فَــقِــيرٍ رَامَــهُ ضَــــرَرٌ
إِلَـى رَؤُوفٍ رَحِــيــمٍ صَـادِقَ الـهَـــرَبِ
.............

وَ امْــنَــحْ وِدَادَكَ أَهْـــلَ الــوُِدَِّ إِنْ وَدِدُوا
مِـنْـكَ الـوِدَادَ عَـلَى التَّــأْبِــيـدِ وَالــدَّأَبِ
.............

وَزَحْـزِحِ النَّــفْـسَ عَـن زُورٍ وَ عَن زَلَــلٍ
وَلَازِمِ الـحَـزْمَ مَـعْ عَــزْمٍ لَـدَى الطَّـلَـبِ
.............

وَزِلْ بِـــزِيٍّ زَهِــيٍّ كَــيْ تَـــزِيــنَ بِـــهِ
لَــدَى الـزَّلَازِلِ فِـي زَهْــوٍ وَفِـي طَــرَبِ
.............

ثُــمَّ الصَّــلَاةُ عَـلَى الـمَـعْـصُـومِ سَـيِّـدِنَا
أَزْكَى الـبَرِيَّــةِ مِــن عُـجْـمٍ وَ مِـن عَـرَبِ
.............

وَالآلِ وَالصَّـحْـبِ ثُــمَّ التَّــابِـعِـينَ لَـهُمْ
مَـا أَوْمَضَ البَرْقُ فِـي الظَّلْمَـاءِ مِن سُحُبِ

.............

والحمدُ لله ربِّ العالَمينَ
وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّـنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه