النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الوسائل الكفيلة بنجاح الدعوة الى الله لفضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله

  1. #1

    الوسائل الكفيلة بنجاح الدعوة الى الله لفضيلة الشيخ زيد المدخلي حفظه الله

    ولا يعزب عن البال ان خير الوسائل الشرعية لنجاح هذه الدعوة الكريمة التي تجعلها ناجحة ومثمرة هي

    اولا الصبر الذي يعتبر في لسان الشرع زاد الداعية وهو سائر في طريق دعوته الى الله اذ ان الطريق طويل المدى والسير فيه صعب وشاق لوجود العقبات التي قد تعترض سبيل الدعاة الى الله وقد قسم العلماء الصبر الى ثلاثة اقسام

    صبرعلى طاعة الله

    ويندرج تحت هذا القسم الاساس الأعظم من أسس العقيدة الاسلامية ألا وهو الايمان بالله المتضمن الايمان بوجوده والايمان بربوبيته والايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته على الوجه الصحيح الذي هدى الله اليه الفرقة الناجية الطائفة المنصورة اهل السنة والجماعة في كل زمان ومكان كما يندرج تحت هذا القسم ايضا كل أمر دل عليه الكتاب والسنة سواء على سبيل الوجوب او على سبيل الاستحباب

    القسم الثاني الصبرعن معصية الله حيث إن النفس الامارة بالسوء والهوى والشيطان كلها تدفع العبد الى اقتراف المعصية وتزين له فعل السوء وتحبب اليه الوقوع في الفحشاء والمنكر والبغي ليكون من اصحاب السعير
    فإذا قوى العبد صلته بربه واستمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين واعتصم بالصبر الجميل فانه ينتصر على عدوه الداخلي و الخارجي في المعركة الممتدة على مدى حياته في هذه الدنيا وقد قال سبحانه وتعالى: "يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " وقال ايضا: "فاصبر صبرا جميلا"
    وغير ذلك من الآيات كثير

    اما القسم الثالث من اقسام الصبر فهو الصبر على الأقدار المؤلمة التي توجه الى الانسان البشري على وفق ما قدره الله في الازل وذلك كالاذى الذي يناله وأسباب الهم والغم والفقر والمرض وسائر المصائب التي يصاب بها العبد في نفسه او ماله او ذويه فانه بحاجة ماسة الى شحنة كبيرة من مادة الصبر يستعين بها الانسان على الحصول على المرغوب وينجو بها من كل مكروه ومرهوب وقصارى القول : فما أعظم اجر الصابرين الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وما أجزل ثوابهم عند خالقهم كما قال تعالى:"وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم "
    وقال تعالى:"انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب "وقال الشاعر :

    [poem font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="sienna" bkimage="backgrounds/23.gif" border="solid,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
    فيا ايها الداعي اذا كنت صادقا = تصبر فما للصابرين سوى الربح
    وخذ اسوة من رسل ربك خيرهم = محمدا الداعي الى العفو والصفح[/poem]

    أما اذا كان الصبر تجملا او خوف المسبة والعار فلا أجر ولا ثواب واذا انتفى الاجر والثواب فلم يبق الا الذم وسوء العذاب


    ثانيا :الوسيلة الثانية : حسن الاسلوب اذ انه عامل اساسي يعين الداعية الى الله على تحقيق اهدافه وبلوغ مقاصده ولانه من الامور المهمة التي ينبغي ان تتوفر في الداعية في حال كتابته او خطابته و محاضراته او جدله ومناقشاته فاذا تمكن الداعية من حسن الاسلوب وتمتع به في دعوته في جميع مجالاتها وشتى جوانبها أمسى وأصبح كالطبيب الماهر الذي يضع الدواء على مكان الداء ويصرف العلاج للمريض على اساس من الخبرة بنوع المرض وأسباب مضاعفاته
    و ألا وان حسن الاسلوب له أثره البالغ في نفوس المدعويين وله دوره العظيم في فتح قلوبهم للخير وشرح صدورهم للصلاح والفلاح وطمأنينة بما يدعون اليه من تحقيق الغاية العظمى التي لها خلقوا ومن اجلها أنزلت الكتب وبها أرسلت الرسل وفي سبيلها جاهدوا مخلصين لربهم تلكم الغاية هي ان يعبدوا الله وحده وتحكم شريعته في عباده وفي جميع ارضه
    وبحسن الاسلوب جاءت آيات القرآن وإن أردت تبيان ذلك فاسمع قول الله تعالى في دعوته لخلقه :"يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون " وقال عز وجل :"قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان هو الغفور الرحيم "

    وبهذا الاسلوب القرآني الفذ اقتدى النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى ابو امامة رضي الله عنه :" ان غلاما شابا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتأذن لي في الزنا؟ فصاح به الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم قربوه أدن فدنى حتى جلس بين يديه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :اتحبه لامك ؟ قال : لا جعلني الله فداك قال : كذلك الناس لا يحبونه لامهاتهم اتحبه لابنتك ؟ قال له : لا جعلني الله فداك قال: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم اتحبه لاختك ؟ وزاد بن عوف انه ذكر العمة والخالة ويقول في كل واحدة " لا" جعلني الله فداك فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال : الهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه فلم يكن شيء ابغض اليه منه أي من الزنا "

    فانظر يا اخي هذا الاسلوب الرحيم الذي جاء به القرآن العظيم والذي كان يستعمله في دعوته النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحقا ان لنا في ذلك للأسوة الحسنة والقدوة الصالحة الرشيدة التي بها يتحقق صلاح اليشر في أخراهم ودنياهم

    وأما الاخلاص لله في جميع الاعمال وفي مقدمتها الدعوة الى الله والجهاد في سبيل الله فهو الركن الاعظم والاصل الاصيل والشرط الأساسي في قبول تلك الاعمال كما قال سبحانه وتعالى :"فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا "
    وكما قال عز شأنه :" وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة "
    وكا قال عز من قائل :"قل الله اعبد مخلصا له ديني "
    وكما جاء في الحديث القدسي :"يقول الله أنا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه"

    من كتاب الاجوبة السديدة على الاسئلة الرشيدة الجزء الاول لفضيلة العلامة زيد بن هادي المدخلي
    قال العلامة الفوزان في شرحه المختصر للقصيدة النونية

    { الناس اصناف:- حزب الله تعالى ، وحرب الله وهو حزب الشيطان ، أو أحد فارغ ليس له موالاة لا للرحمن ولا للشيطان يعني بهيمة من البشر فارغ الذهن، فانظر نفسك من أيّ هذه الأقسام هي }

  2. #2

    جزاك الله خيرا

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-09-2011, 01:31 PM
  2. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-15-2007, 12:39 PM
  3. حجاب المرأة المسلمة (الألباني رحمه الله)
    بواسطة الأثري في المنتدى منتدى الأسرة والنساء
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2004, 01:00 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •