قال يحي ابن خلف الطرسوسي، وكان من ثقات المسلمين، كنت عند مالك فدخل عليه رجل فقال:
يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول:
القرآن مخلوق، فقال مالك:
"زنديق، اقتلوه"،
فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاما سمعته، قال:
"إنما سمعته منك"
وعظم هذا القول.
وقال ابن أبي أويس: سمعت مالكا يقول:
"القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شيء مخلوق".
و روى ابن نافع عن مالك:
"من قال القرآن مخلوق يجلد ويحبس"،
وفي رواية بشر بن بكر عن مالك قال:
"يقتل ولا تقبل له توبة".
القدرية
وحدث ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم، قال الله تعالى:
(ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها).
وقال سعيد ابن عبد الجبار: سمعت مالكا يقول:
"رأيي فيهم أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا"،
يعني القدرية.
وسئل مالك عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم فقال:
"لا أرى أن يصلي خلفهم"،
قيل: فالجمعة؟ قال:
"إن الجمعة فريضة، وقد يذكر عن الرجل الشيء وليس هو عليه"،
فقيل له: أرايت إن استيقنت أو بلغني من أثق به أليس لا أصلي الجمعة خلفه؟ قال:
"إن استيقنت"،
كأنه يقول إن لم يستيقن ذلك فهو في سعة من الصلاة خلفه.
وقال أشهب: قال مالك:
"القدرية لا تناكحوهم ولا تصلوا خلفهم".