سئل العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - سؤالا جاء فيه :

السائلة: الدكتور القرضاوي يقول أن حديث تفرق الأمة أن الجزء الأخير منه وهو (كلهم في النار إلا واحدة)
يقولُ بأن هذا الجزء موضوع، يعني هو ليس من أصل الحديث.


جواب الإمام الألباني - رحمه الله -:
ليس كل من تكلم في علم ما يُسمع منه، هل عرفتِ الشيخ القرضاوي يومًا ما أنه ألَّف رسالة في علم الحديث، فضلاً عن أن يؤلف كتابًا، فضلاً عن أن يؤلف كتبًا، فضلاً عن أن يؤلف مجلدات؟ هذه مصيبة الدهر في هذا الزمان! مثل القرضاوي ومثل الغزالي المصري هؤلاء يقيمون القيامة على بعض الشباب الناشئين على منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، فإذا ما أحد أفتاهم بفتوى سألوا ما الدليل؟ يقيمون القيامة عليهم: ماذا أنتم كل شيء تسألون ما هو الدليل! لازم أن تسألوا الفقهاء وأهل الاختصاص والعلم، وإذا هم يقعون في الشيء الذي ينكرونه على الشباب وهم شيوخ حيث أنهم لا يأخذون برأي أهل الاختصاص في علم الحديث.
القرضاوي نفسه أنا أعرفه شخصًّا وعشتُ معه في قطر أيامًا والتقينا معه في المجلس الذي يسمونه المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية مرارًا وتكرارًا، فهو يثق بعلمي ويعلم رسوخ قدمي فيه، مع ذلك الآن من أجل تسليك بعض الوقائع السيئة في العالم الإسلامي تجده يُصحح ما هو ضعيف ويُضعِّف كهذا الحديث ما هو صحيح.
لذلك ينبغي على إخواننا المسلمين سواء كانوا نساء أو رجالاً أن يعرفوا كما يُقالُ في المثل العربي القديم، أن يعرفوا كيف تؤكل الكتف؟ يعني اليوم كما تعلمين علم من العلوم له فروع في الاختصاص، يعني مثلاً إنسان ابتُليَ بوجع في أذنه لا يذهب إلى أي طبيب مختص مثلاً في الأمراض الداخلية في البطن في الأمعاء إلى آخره، لكن يذهب إلى رجل مختصّ في الأذنين، وهكذا دواليك، هذا الاختصاص أمر ضروري جدًّا، وهذا من معاني قوله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
فالقرضاوي وأمثاله الغزالي ونحوهما ليسوا من أهل العلم بالحديث تصحيحًا وتضعيفًا، إن كانوا على شيء من العلم فهو علم الفقه التقليدي وليس الفقه المستقى من الكتاب والسنة . اهـــ