بسم الله الرحمن الرحيم

أنواع الجهاد - لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى
ينقسم الجهاد إلى ثلاثة أقسام



جهاد النفس وجهاد المنافقين وجهاد الكفار المبارزين المعاندين

أما النوع الأول :
فهو جهاد النفس : وهو إرغامها على طاعة الله ومخالفتها فى الدعوة إلى معصية الله , وهذا الجهاد يكون شاقا على الإنسان مشقة شديدة , لاسيما إذا كان فى بيئة فاسقة ,فإن البيئة قد تَعصِفُ به حتى ينتهك حُرمات الله , ويدع ما أوجبه الله عليه , وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حينما رجع من غزوة تبوك أنه قال : " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " ([1])لكنه حديث غير صحيح

أما النوع الثانى :
فهو جهاد المنافقين , ويكون بالعلم لا بالسلاح , لأن المنافقين لا يُقاتلون , فإن النبى صلى الله عليه وسلم استؤذن أن يُقتَل المنافقون الذين عُلم نِفاقهم فقال : " حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه "([2])
والدليل أنهم يُجاهَدون قول الله تعالى } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ {…..التحريم :9
ولما كان جهاد المنافقين بالعلم فالواجب علينا أن نتسلح بالعلم أمام المنافقين الذين يوردون الشبهات على دين الله , ليصدوا عن سبيل الله فإذا لم يكن لدى الإنسان علم فإنه ربما تكثر عليه الشبهات والشهوات والبدع ولا يستطيع أن يرُدَّها.

أما النوع الثالث :
فهو جهاد الكفار المُبارزين المعاندين المُحاربين , وهذا يكون بالسلاح , وقد يُقال : إن قوله تعالى : } وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ….{ الأنفال :60
يشمل النوعين : جهاد المنافقين بالعلم وجهاد الكفار بالسلاح , ولكنّ قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا إن القوة الرمى "([3]) يؤيد أن المراد بذلك السلاح والمقاتلة



منقول من
كتاب :الشرح الممتع على زاد المستقنع
لفضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى
(المجلد الثامن صــ 6,5 ــــــ ) دار ابن الجوزى