بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة الاستقامة لسماحة العلامة صالح الفوزان

09-10-1434هـ

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، أمر بالاستقامة على الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد من الله عز وجل بمعجزاته وبراهينه وآياته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله جلَّ وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وقال جلَّ وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ غَيْرَكَ، قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثم اسْتَقِمْ".

إن الاستقامة: هي الاعتدال بين التشدد والغلو، وبين التساهل والضياع، هي الاعتدال على أمر الله سبحانه وتعالى، وأيضا الاستقامة تعني أن الإنسان يستقيم على دين الإسلام لا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة: (قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) وأولى ذلك وأوله التوحيد: استقاموا على التوحيد فلم يشركوا بالله شيئا، لا الشرك الأكبر ولا الشرك الأصغر(قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) بأداء الواجبات والفرائض، وترك المحرمات والمنهيات، وكذلك أدووا المستحبات تجنبوا المكروهات، حافظوا على دينهم.

وكذلك الاستقامة تعني: الاستمرار على الطاعة إلى الممات، استقاموا إلى الممات، أما من يستقيم في وقت ويضيع في وقت آخر فهذا ليس مستقيماً، فالذي يستقيم على الطاعة في رمضان ثم يضيع بعد رمضان هذا لم يكن مستقيماً، الذي يستقم الذي كان مع المستقيمين ثم يضيع إذا كان مع المضيعين هذا ليس مستقيما.

إن المستقيم على دين الله هو المداوم على طاعة الله مدى الحياة، كما في الأثر: هم الذين لا يرغون رغوان الثعالب.

المستقيم على دين الله يحافظ على فرائض الله ويجتنب محارم الله، المستقيم على دين الله يصدق مع إخوانه المسلمين في المعاملة فلا يغش ولا يخدع ولا يكذب ولا يخون.

وكذلك يستقيم مع الناس كلهم، يمثل الإسلام تمثيلا صحيحا حتى مع الكفار لا يعتدي على أحد ولا يظلم أحدا، ولا يخون، هذا هو المستقيم على دين الله عز وجل، ولا يتساهل في شيء من دينه، ولا يكون في حالة مستقيما وفي حالة مضيعا إنما هو دائما وأبدا مع الله سبحانه وتعالى قال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".

إن الاستقامة تعني: أن الإنسان يستقيم على دين الله ولا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة؛ ولكن قد يكون من الإنسان بسبب ضعفه وغفلته، قد يكون عنده نقص في الاستقامة؛ ولكن يجبره بالاستغفار، قال صلى الله عليه وسلم: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا" يعني: لن تأتوا على كل الأوامر فتفعلوها ولا كل النواهي تجتنبوها، لابد يكون هناك نقص: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ" والله جل وعلا يقول: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) هذا دليل على أن الإنسان مستقيم بحاجة إلى الاستغفار لأنه يحصل منه نقص في الاستقامة بسبب ضعفه وغفلته فيستغفر الله مما قصر فيه من الاستقامة، (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ".

فعلى المسلم أن يستقيم على طاعة الله مهما استطاع، وإذا حصل منه نقص فإنه يبادر بالاستغفار والتوبة، والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، الله جل وعلا قال لنبيه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا)، (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) استقيم على أوامر الله، (وَلا تَطْغَوْا) يعني لا تزيدوا ولا تتشددوا؛ ولكن كونوا معتدلين في استقامتكم من الجانبين من جانب الغلو: (وَلا تَطْغَوْا) من جانب النقص: (فَاسْتَغْفِرُوهُ).

فالمسلم يعتدل على طاعة الله (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ونحن نقول في دعاءنا في كل فريضة وفي كل نافلة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، صراط المستقيم: هو صراط الله عز وجل: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)، وأما طريق اليهود (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ومن شابههم فهو الضياع، وإضاعة الأوامر والنواهي وارتكاب المحرمات، وأما (الضَّالُّونَ) فهم النصارى ومن شابههم فإنهم يعبدون الله ويجتهدون ويعملون الرهبانية؛ ولكنهم على غير دليل وعلى غير هدى فهم ضالون يتعبون بلا فائدة، فأولئك مضيعون، وهؤلاء يسيرون على غير طريق، على غير صراط الله المستقيم المعتدل لا ضياع ولا غلو، هكذا المسلم دائما وأبدا.

والاستقامة تكون مستمرة في حياة المسلم إلى أن يموت، وإذا حصل منه نقص فإنه يتوب إلى الله ويستغفر ويجبر هذا النقص، فالله أمرنا بالاستقامة والاعتدال النبي صلى الله عليه وسلم قال لسفيان بن عبدالله: "قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثم اسْتَقِمْ"، لأن هناك (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) هؤلاء هم المنافقون يقولون (آمَنَّا بِاللَّهِ) ولكنهم لا يستقيمون على هذه الكلمة ولا يسيرون على منهاجها فهم في نار جنهم والعياذ بالله، وهم يقولون (آمَنَّا بِاللَّهِ)، (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، وقال سبحانه وتعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ* اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً) يعني سترة يستترون بها أمام الناس، (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) هذه طريقة المنافقين، فليس الاعتبار بالقول أن يقول الإنسان (آمَنَّا بِاللَّهِ) فقط، الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليس الإيمان كلمة تقال باللسان فقط (آمَنَّا بِاللَّهِ) وإذا جاءت الأعمال ضيعها، وإذا جاءت المحرمات انتهكها وهو يقول (آمَنَّا بِاللَّهِ).

علينا يا عباد الله، أن نلاحظ هذا في أنفسنا، أن نقول (آمَنَّا بِاللَّهِ) قولا حقيقا ونطبقه في أقوالنا، وفي أفعالنا، وفي تصرفاتنا، هكذا هو الذي يحقق قوله بعمله.

فالإيمان ليس مجرد النطق باللسان فقط، وليس هو الاعتقاد بالقلب فقط، وليس هو العمل فقط، ولكنه مجموع هذه الأمور، هذا هو الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، الإيمان يزيد وينقص، الناس ليسوا على حد سواء في الإيمان، فالإيمان بالأعمال الصالحة ينمو ويزيد (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) يزيدهم الله (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، وكذلك ينقص قال صلى الله عليه وسلم: "الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أعلاها قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان"، فهو أنواع كثيرة وله أعلى وله أدنى قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ"، وفي رواية: "ولَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةٌ خَرْدَلٍ"، فالإيمان يزيد وينقص ويكمل وينقص ويزول، قد يكون الإنسان يمشي بدون إيمان وإن كان يقول: آمنت بالله

فعلى المسلم أن يحاسب نفسه، وأن يستقيم على طاعة الله إلى أن يموت، وإذا حصل منه نقص بسبب نقصه وبسبب غفلته ونفسه الأمارة بالسوء ودعاة الضلال فيبادر بالتوبة والرجوع إلى الله، فإن الله يقبل التوبة ممن تاب إليه، ولا يستمر على انحرافه أو يقنط من رحمة الله: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) أنيبوا بهذا الشرط أنيبوا يعني: توبوا إلى الله من أجل أن يغفر الله لكم ولا تستمروا أو تقنطوا من رحمة الله لا تستمروا على المعاصي وتقنطوا من رحمة الله.

كذلك لا تعتمدوا على الرجاء وتقولون أن الله غفور رحيم، الله غفور رحيم ولكن لمن؟ لمن تاب: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)، الله غفور رحيم نعم لكنه لمن تاب وأناب إلى ربه عز وجل، أما من فرط وضيع وقال الله غفور رحيم فهذا يستدل بالآية في غير محلها.

فاتقوا الله، عباد الله، وحاسبوا أنفسكم على الاستقامة والاعتدال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:

أيُّها النَّاس، اتقوا الله، واعلموا أن الصوارف عن الاستقامة في هذا الوقت بالذات كثيرة جدا، الصوارف عن الاستقامة كثيرة والمغريات كثيرة والفتن كثيرة وكبيرة فنحن على خطر.

فعلينا أن نحذر هذه الفتن وهذه الانحرافات وهذه الخرافات وهذه الدعوات الضالة وهذه الوسائل وسائل الإعلام المنحرفة التي غزة البيوت وغزة المسلمين في كل مكان ومن وراءها الكفار والمنافقون والأشرار يزينونها للناس، فحلي بالإنسان أن يكون مستقيا في أول الأمر ثم مع هذه الأشياء ومرورها عليه وإصغاءه لها ينحرف عن الاستقامة ويهلك والعياذ بالله.

فعلينا أن نحذر فإن الخطر شديد الآن، أشد من ذي قبل، أشد من وقت مضى، الفتن الآن تكاثرت وتنوعت فعلى المسلم أن يحذر منها، الفتن الآن تصاحب الإنسان في سيارته في منامه، في بيته في كل مكان عليه أن يحذر منها وأن لا يفتح لها بابا على نفسه، وأن لا يثق من نفسه ويقول أنا ما تضر هذه الأمور أنا فاهم، أنا متعلم، أنا ... لا، لا تفتح على نفسك باب الشر لست معصوما أنت إنسان ضعيف وهذه فتن كثيرة فعليك أن تحذر منها وأن تجتنبها.

اتقوا الله، عباد الله في أنفسكم، وحافظوا على دينكم، حافظوا على فرائض الله في أوقاتها من الصلوات الخمس في أوقاتها، حافظوا على نصيب من قيام الليل ولو قل، حافظوا على طاعة الله، حافظوا على الأعمال التي تعودتم عليها ومارستموها في شهر رمضان داوموا عليها، ولا تنتهي أعمالكم بنهاية رمضان فإن أعمال المؤمن لا تنتهي إلا بالموت: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).

ثم اعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله على الجماعة، أتدرون ما هي الجماعة؟ جماعة المسلمين وإمام المسلمين، والآن كما تعلمون تفرق بين المسلمين والفتن بينهم، والقتال بين المسلمين، أحذروا من هذه الأمور وحذروا منها: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ إنك أمرتنا أن نصلي ونسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد حيث قلت سبحانك: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، اللَّهُمَّ أنصر دينك وأعلي كلمتك، وخذل أعدائك، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد، اللَّهُمَّ أحفظ هذه البلاد آمنة مستقرة وسائر بلاد المسلمين عامة، اللَّهُمَّ كف عنا يأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأشد تنكيلا.

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.