سؤال: شيخ دعاء ختم القرآن المنسوب لابن تيمية هل يصح عنه ؟
الشيخ الألباني :لا يصح .
وابن تيمية أبعد العلماء عن أن يحدث وردا أو ذكرا أو دعاءا يتبناه ويلتزمه دبر كل ختمه للقرأن ، كيف وهو الذى رفع راية الدفاع عن السنة ومحاربة البدعة ، وقضى على التقسيم الشائع قديما وحديثا عند جماهير العلماء والمشايخ أن البدعة تنقسم إلىخمسة أقسام فقضى ابن تيمية فى كتبه على هذا التقسيم ولزم تصريح النبى الكريم ( كل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار) .
وخير كتاب له يبحث هذا الموضوع الخطيرهو كتابه المشهور " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " ولذلك فأبعد ما يكون ابن تيمية عن أن يحدث دعاء ختم القرآن . نعم يشرع لكل تالى للقرآن وخاتم له أن يجمع أهله وزويه حوله بعد أن يختم القرآن وأن يدعو له ولهم بما فيه خير الدنيا والآخرة دون أن يلتزم ذلك الدعاء الذى يطبع فى أخر المصاحف أو كثير من المصاحف ، وإنما يدعو أن كان يحفظ شيئا من أدعية الكتاب والسنة - وهى والحمد لله كثيرة مباركة - وإن كان لا يحفظ كشأن الكثير من العامة فليطلب من الله عز وجل بلغته التى هو ينطق بها الله عز وجل يستجيب له ببركة ختمه لكتاب ربه أولا ثم بإخلاصه وتوجهه إلى ربه بقليه ثانيا.
فتاوى الشيخ الألباني
المصدر: سلسلة الهدى والنور
رقم الشريط:(420)

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :
( تنبيه ) :
إن الدعاء المطبوع في آخر بعض المصاحف المطبوعة في تركيا وغيرها ، تحت عنوان : ( دعاء ختم القرآن ) والذي ينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فهو مما لا نعلم له لأصلا عن ابن تيمية أو غيره من علماء الإسلام ، وما كنت أحب أن يلحق بآخر المصحف الذي قام بطبعه المكتب الإسلامي في بيروت سنة ( 1386 ) على نفقة الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني رحمه الله ، وإن كان قد صدر بعبارة ( المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية ) فإنها لا تعطي أن النسبة إليه لا تصح فيما يفهم عامة الناس ، وقد أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم !
وما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز ، لعموم الأدلة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي ب ( البدعة الإضافية ) ، وشيخ الإسلام ابن تيمية من أبعد الناس عن أن يأتي بمثل هذه البدعة ، كيف وهو كان له الفضل الاول – في زمانه وفيما بعده – بإحياء السنن وإماتة البدع ؟ جزاه الله خيرا .
السلسلة الضعيفة – تحت حديث – رقم ( - 6135 – المجلد الثالث عشر - ص 315 )
المصدر