صلاة المرأة في بيتها أفضل حتى في المسجد الحرام
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى
-


سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن امرأة تود حضور الصلاة في المسجد الحرام ما دامت في مكة، ولكنها سمعت أن صلاة المرأة في بيتها أفضل حتى في المسجد الحرام، فهل يحصل لها عندما تصلي في بيتها من المضاعفة ما يحصل عندما تصلي في المسجد الحرام‏؟

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد الحرام، وصلاة الرجل النوافل في بيته أفضل من صلاتها في المسجد الحرام، ودليل ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام‏)‏‏.‏ ولفظ مسلم أو في بعض ألفاظه‏:‏ ‏(‏صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة‏)‏‏.‏ ومع ذلك يقول في المراة‏:‏ ‏(‏بيوتهن خير لهن‏)‏ ويقول في الرجل في النوافل‏:‏ ‏(‏أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة‏)‏‏.‏ وكان هو صلوات الله عليه وسلامه عليه يصلي النافلة في بيته، ويصلي الرواتب في البيت، يصلي صلاة الليل في البيت يوتر في البيت، والمسجد عنده ليس بينه وبين مسجده إلا أن يفتح الباب، ويدخل في المسجد ومع ذلك يقول‏:‏ ‏(‏صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه‏)‏ ويصلي النوافل في البيت‏.‏
ولكن بالنسبة لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏(‏صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام‏)‏‏.‏ ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بها صلاة الفريضة، وذهب آخرون إلى أن المراد بها الصلاة التي تشرع لها الجماعة، وهي صلاة الفريضة، وصلاة الاستسقاء، وما أشبهها إذا استسقوا في المسجد الحرام مثلاً‏.‏
ولكن الصحيح أن الحديث عام شامل للفرض والنفل، لكن لا يعني ذلك أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في البيت، لكن يعني ذلك أن الرجل لو دخل المسجد الحرام وصلى ركعتين فتسمى هذه تحية المسجد، ثم صلى في مسجد آخر في غير مكة ركعتي تحية المسجد، فتحية المسجد في المسجد الحرام أفضل بمائة ألف تحية في المساجد التي خارج الحرم‏.‏

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين