حديث : " أبغض الحلال إلى الله الطلاق "
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء


س2: ما مدى صحة الحديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق ؛ لأن هناك من يضعفه ويقول: إنه مرسل، وكذلك متنه، يقولون: هل يبغض الله شيئًا ويحله فإن الله لا مكره له؟
ج2: جاء في [مختصر السنن] لأبي داود ، عن محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق ، قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه ، والمشهور فيه المرسل وهو غريب، وقال البيهقي : وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولاً، ولا أراه يحفظه .
وفي رواية عن محارب بن دثار ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق وهذا مرسل.
قال ابن القيم : وقد روى الدارقطني من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق ، وفيه حميد بن مالك وهو ضعيف.
ونقل المناوي في [فيض القدير]: أن ابن حجر قال: ورجح أبو حاتم والدارقطني الإِرسال في حديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق .
وأورده ابن الجوزي في [العلل] بسند أبي داود وابن ماجه وضعفه بعبيد الله الوصافي ، وقال يحيى : ليس بشيء، وقال النسائي : متروك الحديث، لكن رواه أبو داود رحمه الله بإسناد متصل صحيح، عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعًا، وليس فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي الذي أعله به ابن الجوزي ، وبذلك يتضح لك صحة الحديث متصلاً لا مرسلاً، ويكون المرسل حينئذ مؤيدًا للمتصل لا قادحًا فيه، أما متنه فليس فيه نكارة؛ لأنه ليس في إحلال الطلاق وبغضه تنافي؛ لأن الله سبحانه حكيم عليم أحله للعباد عند حاجتهم إليه وكرهه لهم عند عدم الحاجة إليه، ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها خرجه الإِمام مسلم في صحيحه .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة : عبد الرزاق عفيفي
عضو : عبد الله بن غديان