السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 6397 ):
س5: أسلمت حديثًا إحدى الشابات البوذيات المثقفات بعد دراسة عميقة للإِسلام استمرت سبع سنوات وهي الآن نشطة في الدعوة للإِسلام ولقد أسلم على يديها بعض الأفراد من رجال ونساء، وفي إحدى جولاتها مع بعض الذين اهتدوا للتعريف بالإِسلام والدعوة إليه في إحدى المناطق النائية وجه إليها أحد البوذيين هذا السؤال: كيف تحكمون بدخول النار لغير المسلم بينما نحن في هذه المنطقة لم نسمع عن الإِسلام إلاَّ الآن فهل آباؤنا في النار وما ذنبهم طالما أنكم معشر المسلمين لم تبلغوا دين الحق إلينا، ولقد اتصلت بنا هذه الأخت المهتدية وتريد منا جوابًا شافيًا على سؤال الرجل والذي دخل في الإِسلام بعد هذا اللقاء؟
ج5 : المسلمون لا يحكمون على غيرهم بأنهم في النار إلاَّ بشرط وهو أن يكونوا قد بلغهم القرآن أو بيان معناه من دعاة الإِسلام بلغة المدعوين لقول الله عز وجل: ، وقوله سبحانه:
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 497)
، فمن بلغتهم الدعوة الإِسلامية من غير المسلمين وأصر على كفره فهو من أهل النار؛ لما تقدم من الآيتين، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أهل النار أخرجه مسلم في صحيحه، والأدلة في هذا المعنى من الآيات والأحاديث كثيرة.
أما الذين لم تبلغهم الدعوة على وجه تقوم به الحجة عليهم فأمرهم إلى الله عز وجل، والأصح من أقوال أهل العلم في ذلك أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع الأوامر دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وقد أوضح هذا المعنى الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره؛ لقول الله عز وجل: ، والعلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه [ طريق الهجرتين ] في آخره تحت عنوان (طبقات المكلفين) فنرى لك مراجعة الكتابين لمزيد الفائدة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز