صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: بيان حقيقة منشور على الإنترنت

  1. بيان حقيقة منشور على الإنترنت

    بيان حقيقة منشور على الإنترنت

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    فقد اطلعت على كلام الشيخ صالح بن سعد السحيمي (في شرحه لنواقض الإسلام للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، الموسوم بـ إتحاف الكرام البررة في شرح نواقض الإسلام العشرة) المفرغ والمنشور على شبكات الإنترنت، ونصه: " لا تحملوا كلامي ما لا يحتمل، فإنه قد لاقينا - ولاقى طلبة العلم، بل وعلماؤنا - من الأكاذيب ومن التشويش، ومن التحامل ما لا يمكن تصوره؛ بل ما حدث قبل أيام قليلة أن أحدالأفاكين في المدينة نسب إلي ونشره بين الناس في الرياض: أنني قلت: إن البابا، بابا الفاتكان قد دخل الجنة؟ فأسألكم بالله أن تدعوا عليه معي على هذه الفرية؛ لأنني أعرف أنه قالها وهو يعلم أنه كاذب في مقولته، وهو أحد زعماء الحدادية في هذه الأزمنة "؟!!.

    وهو يُلحِن إليّ وهو في تقديري من أعرف الناس إن لم يكن أعرفهم بي، ولكن قد أعماه الهوى والحقد وأصمياه فأخذ يردد ما يعلم بطلانه من إلصاق عصابة ربيع المدخلي لقب الحدادية بكل من يريدون تشويهه والتحذير منه بالزور والبهتان، ومع ذلك فهو يسير في ركابهم ويخبط كخبطهم.

    والإفك على الحقيقة هو ما قاله؛ لأنه افتراء علي وبَهْت لي، ولعله ممن رووا له، أو وشوا له، أو ذهول منه، أو سبق لسان؛ لأنه لم يحدث، ولا يمكن أن يقال هذا عن أمثال البابا، بل بعيد جداً، بل ومن المستحيل، ولا يدور في خلد مؤمن عاقل الحكم لأحد بدخول الجنة بعد انقطاع الوحي لو كان مسلماً، فكيف وهو كافر طاغوت وقد هلك على كفره وثبت في الشريعة أنه في النار؟؛ فكيف يقول: "قالها وهو يعلم أنه كاذب في مقولته"؟!!، ولم يذكر الكلام الذي قوله – بزعمه -، وهو اعتراف منه أنه قد قال كلاماً، وهو خلاف ما قاله، بل ما قاله هو الكذب، وأي تشويش أو أكاذيب وتحامل يدعيها علينا؟!!.

    وإنما الواقع والذي حدث فعلاً: أنه قيل لي عنه أنه توقف في أمر البابا-عند هلاكه- ولم يحكم له بالنار، وهذه هي الحقيقة ليس كما ادعى، ولست أنا الذي نسبت ذلك إليه، وإنما اتصل بي آنذاك أحدهم –هاتفياً- غير مرة، وسألني عن الحكم في البابا فقلت: هو في النار؛ لأنه كافر وطاغوت من الطواغيت، وقد هلك على ذلك،والله – تعالى - يقول في الكفار إذا ماتوا على كفرهم ] وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ*لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ[، وآيات
    كثيرة في كون الكفار إذا ماتوا في النار، ومن ذلك ما ورد في شأن آل فرعون.

    وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمثاله بالنار، وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار»، وقال صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه:«حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار», والنصوص في ذلك من الكتاب والسنة وأقوال السلف واضحة جلية في كون الكافر إذا مات على كفره يحكم عليه بالخلود في النار.

    فقال لي السائل-وكأنه في حيرة بعدما سمع جوابي- لقد سألت الشيخ صالح بن سعد السحيمي فتوقف في الحكم عليه، وأحال إلى المفتي والعلماء، فاستغربت ذلك، ولم أسلم به؛ لا لأنه لا يحال إلى المفتي والعلماء، وإنما مثله من الكفار لا يتوقف فيه مثل الشيخ؛ لوضوح حكمه في الكتاب والسنة، وللتثبت والتبين اتصلت بالشيخ صالح نفسه - هاتفياً - وذكرت له كلام السائل فلم ينفه أو ينكره؛ فتيقنت أن ذلك قد حصل منه، وهو ما يشير إليه قوله: "لا تحملوا كلامي ما لا يحتمل" أنه صدر منه كلام.

    وأما قوله:" فنشر هذا في المدينة والرياض", فلا حقيقة له –أيضاً-، وأي مصلحة في نشره؟! وقد أُنسيته إلى أن اطلعت على تفريغ كلامه، وهو الذي حملني على البيان؛ لتعرف الأشياء على حقيقتها، لا كما زعم ولبس وتجنى علي بعباراته الحاقدة الاستعدائية الثأرية!!.

    وصلى الله وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم.

    وكتبه: فالح بن نافع الحربي


    http://www.sh-faleh.com/articles.php?art_id=33

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    هناك من لم يتضح له أمرين
    الأول الحكم حال الحياة وحال الممات
    الثاني إن كان طاغوت
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    131
    جزاكم الله خيراً فضيلة شيخنا فالح بن نافع الحربي ، ورفع ذكركم في الدنيا والاخرة وجمعنا واياكم في جنات النعيم.
    ---------------------------------------
    قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله عن مانعي الزكاة : ( ... وقد روي أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب ــ وجوب الزكاة ـ ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم واحدة وهي قتل مقاتيلهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ، والشهادة على قتلاهم بالنار ..)
    قال الإم محمد بن عبدالوهاب تعلقيا : ( فتأمل كلامه في تكفير المعين ، والشهادة عليه إذا قتل بالنار .. ) انظر الدرر 9/ 418
    الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :
    [ س4/ هل يحكم على اليهودي المعين الذي مات على اليهودية أنه من أهل النار؟
    ج/ نعم يحكم على المعين الذي مات على اليهودية أو على النصرانية بأنه من أهل النار، وهذا لأنه كافر أصلي والنبي لما زار اليهودي الغلام اليهودي وقال له «قل لا إله إلا الله» أو «قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، فجعل الغلام ينظر إلى أبيه ولم يقلها فقال له والده اليهودي: أطع أبا القاسم. فقال الغلام وكان يخدم النبي (: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله). فقال عليه الصلاة والسلام «الحمد لله الذي أنقضه الله بي من النار»، وقال عليه الصلاة والسلام «والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله في النار»، وقال أيضا كما في صحيح مسلم «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» وقال أيضا جل وعلا ((وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ))[المائدة:72]، وهذا لا يدخل في قول أهل السنة والجماعة، ولا نشهد لا معين من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله (، هذا في حق المعين من أهل القبلة، أما من مات على كفره من اليهود والنصارى أو مات ونحن نعلم أنه يهودي أو نصراني فهذا كافر يشهد عليه بأنه من أهل النار «حيث ما مررت بقبر كافر فبشره بالنار».
    تفريغ من شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. الشريط :(26) المدة التي يتواجد فيها الكلام: 01:حيّاكَ الله أخي الكريم ، كيف حالكَ ؟ :47 ] .-------------------------------

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    1,929
    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم يا شيخنا
    قال الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - رحمه الله - " وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من الأهل الأهواء فحذره وعرفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه ؛ فإنه صاحب هوى "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    ......
    المشاركات
    1,355
    بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم خيرا واعلى مقامكم وحفظكم من كل سوء ووفقكم لكل خير
    وجعل استعداء وحقد السحيمي يحيق عليه بالسوء امين امين امين .
    التعديل الأخير تم بواسطة عمر الاثري ; 06-15-2013 الساعة 04:52 PM

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    نرجوا من الإخوة أن لايخلطون بين الأمور
    الطحاوي حينما قرر وسطر عقيدة أهل السنة والجماعة في كتابة العقيدة الطحاوية قال " ولا ننزل أحداً منهم جنة ولانارا " الضمير هنا يعود لما سبق في قوله " ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم" فالكلام واضح وعلم الضمير يعود إلى أين؟! يعود إلى أهل القبلة وليس اليهود والنصارى والمشركين.
    والنصوص عديدة وقد ذكر شيخنا شيء منها حفظه الله ورعاه والمسألة واضحة
    وشكراً على النصوص الجميلة التي ذكرها الأخ السبيق عن شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب وصالح آل الشيخ
    وفي الأخير لاداع لمحاولة ضرب كلام العلماء بعضهم ببعض فالإنسان ينساق خلف الدليل وينصاع له
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    ......
    المشاركات
    1,355
    قال تعالى "يأيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم ناديمين ".
    كان عليك ياشيخ صالح السحيمي - هداك الله - ان تتثبت قبل ان تحكم هذا الحكم الجاهلي المقلد على الشيخ فالح - حفظه الله - ،
    وتفعل كما فعل الشيخ فالح - حفظه الله - معك وتثبت من قولك وجوابك للسائل الذي سألك ، خاصة وانك تعلم علم اليقين امرين اثنين والذي ذكرهما الشيخ - حفظه الله - وهما اولا ان الشيخ فالح - وفقه الله - من اهل العلم وثانيا ان التهمة " بالحدادية " زور وباطل وانها من المدخلي وعصابته يستعملونها ضد كل من يريدون تشويهه و التحذير منه .والله المستعان.
    التعديل الأخير تم بواسطة عمر الاثري ; 06-16-2013 الساعة 07:39 PM

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    817
    [size=5][color="#0000ff"]جزاك الله خيرا شيخنا المفضال على مقالكم الماتع الذي بينتم فيه حفظكم الله عقيدة أهل السنة و الجماعة في مثل هذه المسائل الدقيقة التي أشكلت على كثير من الخلق إلا ما شاء الله و كشفتم فيه إفتراء صالح السحيمي عليكم و العجيب في الحقيقة أنه في هذه المرة السحيمي قد خالف شيخه و مقلده ربيع المدخلي في هذه المسألة حيث جاء عن المدخلي قوله في شرحه لرسالة أصول السنّة للإمام أحمد بن حنبل : [ ((ولا نقطع لأحد بجنة ولا نار، لأن هذا ليس إلا لله عز وجل إلا كفراً بواحاً، ويهودي نصراني كافر واضح هذا يقال في النار، نقطع بأن الكافر في النار، وأما المؤمن العاص أو المطيع لا نحكم لأحد بجنة ولا نار..))ا.هــ ]

    و نعود لمقال شيخنا فأقول يدل دلالة واضحة لأصحاب العقول السليمة على رسوخه في العلم و التحقيق و لا ينكر هذا إلا خفافيش البصائر :

    وليس يصح في الأذهان شيء = إذا احتاج النهار إلى دليل

    و للفائدة :

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :


    جاء في مقال لأحد طلبة العلم :

    نشهد لمن مات وظاهره أنه مات كافرا بالنار

    1. قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48) وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:116) وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72)
    هذا وعد جازم من الله تعالى ألا يدخل مشرك الجنة ، فيجوز لنا الجزم بالنار لمن حرم الله عليه الجنة قطعا .
    2. أخرج ابن ماجه عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَكَانَ وَكَانَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي النَّارِ قَالَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَبُوكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ قَالَ فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدُ وَقَالَ : لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَبًا مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ ) قال الهيثمي (رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح) (مجمع الزوائد) 1/ 118.
    هذا النص صريح في كون الصحابي كان يبشر المشركين بالنار ، فإذا مر بقبر الكافر فلان بن فلان بشره بالنار وهكذا وهذا فيه تحديد لكل مشركة بعينه .
    3. أجمع الصحابة ومنهم الشيخان ـ رضي الله عنهما ـ على أننا نحكم على من مات على بأنه في النار ، واجماعهم يظهر في قصة قتال قول طليحة الأسدي مارواه طارق بن شهاب قال (جــاء وفـد بُزَاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح، فخيَّرهم بين الحرب المُجْلِيَة والسلم المُخْزِيَة، فقالوا: هذه المُجْلِيَة قد عرفناها فما المخزية؟. قال: تُنْزَع منكم الحَلْقَة والكُرَاع، ونَغْنَم ما أصبنا منكم، وتَرُدُّون علينا ماأصبتم منا، وتَدُون قتلانا وتكون قتلاكم في النار، وتتركون أقواماً يتبعون أذناب الإبل حتى يرِيَ الله خليفة رسوله والمهاجرين أمراً يعذرونكم به) فعَرَض أبو بكر ماقال على القوم، فقام عمر فقال: قد رأيت رأيا وسنشير عليك، أما ماذكرت من الحرب المجلية والسلم المخزية فَنِعْم ماذكرت، وأما ماذكرت أن نغنم ماأصبنا منكم وتردون ماأصبتم منا فنِعْم ماذكرت، وأما ماذكرت تدون قتلانا وتكون قتلاكم في النار، فإن قتلانا قاتلت فقُتِلت على أمر الله أجورها على الله ليس لها ديات) قال: فتتابع القوم على ماقال عمر. أهـ. رواه البرقاني على شرط البخاري. عن (نيل الأوطار) للشوكاني، 8/ 22. وذكره ابن حجر في الفتح ثم قال (قال الحميدي: اختصره البخاري فذكر طرفاً منه وهو قوله لهم «يتبعون أذناب الإبل ــ إلى قوله ــ يعذرونكم به» وأخرجه بطوله البرقاني بالإســناد الذي أخرج البخاري ذلك القدر منه) (فتح الباري) 13/210. وأصـل الحديث بالبخاري في باب (الاستخلاف) بكتاب الأحكام برقم (7221). ووفد بُزَاخة هم قوم طُلَيْحَة بْن خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيَّ , وَكَانَ قَدْ اِدَّعَى النُّبُوَّة بَعْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَاعُه قومه لِكَوْنِهِ مِنْهُمْ فَقَاتَلَهُمْ خَالِد بْن الْوَلِيد بَعْد أَنْ فَرَغَ مِنْ مُسَيْلِمَة بِالْيَمَامَةِ , ، فلما هزمهم بعثوا وفدهم إلى أبي بكر.
    وقد ذكر ابن حجر هذا الحديث وقال في شرحه (و «المجلية» بضم الميم وسكون الجيم بعدها لام مكسورة ثم تحتانية من الجلاء بفتح الجيم وتخفيف اللام مع المد ومعناها: الخروج عن جميع المال. و «المخزية» بخاء معجمة وزاي بوزن التي قبلها: مأخوذة من الخزي، ومعناها: القرار على الذل والصغار، و «الحلقة» بفتح المهملة وسكون اللام بعدها قاف: السلاح، و «الكُرَاع» بضم الكاف على الصحيح وبتخفيف الراء: جميع الخيل. وفائدة نزع ذلك منهم أن لايبقى لهم شوكة ليأمن الناس من جهتهم، وقوله «ونغنم ما أصبنا منكم» أي يستمر ذلك لنا غنيمة نقسمها على الفريضة الشرعية ولانرد عليكم من ذلك شيئا، وقوله «وتردون علينا ما أصبتم منا» أي ماانتهبتموه من عسكر المسلمين في حالة المحاربة، وقوله «تدون» بفتح المثناة وتخفيــف الدال المضمومــة: أي تحملــون إلينــا دياتهــم، وقوله «قتلاكم في النار» أي لاديات لهم في الدنيا لأنهم ماتوا على شركهم، فقتلوا بحق فلا دية لهم، وقوله و «تتركون» بضم أوله، و «يتبعون أذناب الإبل» أي في رعايتها لأنهم إذا نزعت منهم آلة الحرب رجعوا أعرابا في البوادي لاعيش لهم إلا مايعود عليهم من منافع إبلهم، قال ابن بطال: كانوا ارتدوا ثم تابوا، فأوفدوا رسلهم إلى أبي بكر يعتذرون إليه فأحب أبو بكر أن لايقضي بينهم إلا بعد المشاورة في أمرهم، فقال لهم: ارجعوا واتبعوا أذناب الإبل في الصحاري، انتهى. والذي يظهر أن المراد بالغاية التي أنظرهم إليها أن تظهر توبتهم وصلاحهم بحُسْن إسلامهم) (فتح الباري) 13/ 210 ــ 211.
    والشاهـد من هذا: هو قول أبي بكر للمرتدين التائبين (وتكون قتلاكم في النار) وموافقة عمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم له على ذلك، وهذا إجماع منهم على تكفير أنصار أئمة الردة وجنودهم على التعيين، إذ لاخلاف في أن القتلى أشخاص معينون، كما أنه لاخلاف بين أهل السنة في أنه لايشهد لمعيَّن بالنار إلا المقطوع بكفرهوقد قال ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
    وبلا ريب أن هذا إجمـع من الصحابـة علـى كفـر أنصـار مسيلمـة المتنبـيء الكـذاب وأنصـار طليحـة الأسدي المتنبـيء الكـذاب، فقد غنموا أموالهم وسَبَواْ نساءهم وشهدوا على قتلاهم بأنهم في النار وهذا تكفير منهم لهم على التعيين، ودليله:
    4. أما المسلم مهما كان فاسقاً فاعتقاد أهل السنة ــ هو كما ذكره الطحاوي رحمه الله ــ (ونرى الصلاة خلف كل بَرّ ٍ وفاجر ٍ من أهل القبلة، وعلى من مات منهم، ولانُنْزِلُ أحداً منهم جنة ً ولا ناراً) ، أما من مات كافراً فإنه يُشهد له بالنار وأنه من أهلها كما في قوله صلى الله عليه وسلم (إن أبي وأباك في النار) الحديث رواه مسلم، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم ــ عن عمّه أبى طالب ــ (هو في ضَحْضاح من نار) الحديث رواه البخاري (3883). وقال صلى الله عليه وسلم (حيثما مررت بقبر كافر ٍ فبشِّره بالنار)
    5. ذكر ابن تيمية أن اتباع مسيلمة كانوا نحو مائة ألف أو أكثر (منهاج السنة النبوية) 7/217، وقال ـ رحمه الله ـ ( ولأن المرتد لو امتنع ــ بأن يلحق بدار الحرب، أو بأن يكون المرتدون ذوي شوكة يمتنعون بها عن حكم الإسلام ــ فإنه يُقتل قبل الاستتابة بلا تردد) (الصارم المسلــول) صـ 322، وقال أيضا (على أن الممتنع لايُستتاب، وإنما يُستتاب المقدور عليه) (الصارم المسلول) صـ 325 ــ 326.
    6. نحن لا نحكم للمسلم بالجنة لأنه قد يدخل النار وإن كنا نرجوا له الجنة ويزداد هذا الرجاء كلما زاد صلاحه ، والله تعالي جزم بدخول المشركين النار ونحن محكم على الظواهر فقط وندع البواطن لله تعالى .
    7. أطفال الكفار ومجاننيهم ليسوا معنيين في هذه المسألة .
    8. لو حكمنا على معين بالكفر وجزمنا له بالنار ثم ظهر خلاف ذلك لا نأثم ، كقول عمر لحاطب ، وسعد مع سعد في حادثة الإفك ، وهذا مستفيض في الشريعية .
    9. عدم العلم بمن قال بهذا القول لا يعني العدم ، وهاك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله عن مانعي الزكاة : ( ... وقد روي أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب ــ وجوب الزكاة ـ ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم واحدة وهي قتل مقاتيلهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ، والشهادة على قتلاهم بالنار ..)
    قال الإمام محمد بن عبدالوهاب تعلقيا : ( فتأمل كلامه في تكفير المعين ، والشهادة عليه إذا قتل بالنار .. ) انظر الدرر 9/ 418 / إنتهى النقل.



    نقل لبعض كلام العلماء في هذه المسألة :

    قال الإمام الطحاوي{(73) ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم.

    (74) ولا ننزل أحد منهم جنة ولا ناراً.
    (75) ولا نشهد عليهم بكفر ولا شرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى.}

    يقول شارح الطحاوية الإمام ابن أبي العز في شرحه{يُرِيدُ : أَنَّا لَا نَقُولُ عَنْ أَحَدٍ مُعَيَّنٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَة إنه مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، إِلَّا مَنْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة ، كَالْعَشَرَة رضي الله عَنْهُمْ . وَإِنْ كُنَّا نَقُولُ : إنه لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مَنْ يَشَاءُ الله إِدْخَالَه النَّارَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا بِشَفَاعَة الشَّافِعِينَ ، وَلَكِنَّا نَقِفُ في الشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ ، فَلَا نَشْهَدُ له بِجَنَّة وَلَا نَارٍ إِلَّا عَنْ عِلْمٍ ؛ لِأَنَّ الحَقِيقة بَاطِنَة ، وَمَا مَاتَ عليه لَا نُحِيطُ به ، لَكِنْ نَرْجُو لِلْمُحْسِنينِ ، وَنَخَافُ على الْمُسِيءِ .}

    قال الإمام ابن أبي العز في الطحاوية ص 494: "ولكن ابن عربي وأمثاله منافقون زنادقه اتحادية في الدرك الأسفل من النار" .


    قال الإمام ابن قدامة في اللمعة : ( ولا نحكم لمعين من أهل القبلة)



    و قال الإمام الذهبي في تاريخ الاسلام :
    (عطاء المقنَّع. شيخ لعين، كان يعرف السَّحر والسِّيمياء، فربط الناس
    بالخوارق والمغنيات، وادَّعى الرُّبوبية من طريق المناسخة، فقال: إنّ الله جلّ
    وعزّ تحوّل إلى صورة آدم، ولذلك أمر الملائكة بالسُّجود له، ثم تحوّل إلى صورة نوح،
    ثم إبراهيم، وغيرهم من الأنبياء والحكماء الفلاسفة، إلى أن حصل في صورة أبي مسلم
    الخراسانيّ صاحب الدعوة، ثم بعده انتقل إليّ، فعبده خلائف من الجهلة وقاتلوا دونه
    مع ما شاهدوا من قبح صورته، وسماجة جهله. كان مشوَّهاً، أعور، قصيراً، ألكن، وكان
    لا يكشف وجهه، بل اتخذ له وجهاً من ذهب، ولذلك قيل له المقنَّع. ومما أضلَّهم به
    من المخاريق قمر يرونه في السّماء مع قمر السماء، فقيل: كان يراه الناس من مسيرة
    شهرين، ففي ذلك يتغزّلهبة الله بن سناء الملك من قصيدة:


    إليك فما بدر المقنَّع طالعاًبأسحر من ألحاظ بدري المعمَّم ولأبي العلاء
    المعرّي: أفق إنّما البدر المعمَّم رأسهضلال وغيٌّ مثل بدر المقنَّع ولمّا استفحل
    الشّرّ بعطاء، لعنه الله، تجهّز العسكر لحربه، وقد صدوه وحصروه في قلعته، فلمّا
    عرف أنّه مأخوذ، جمع نساءه وسقاهن السُّمَّ فهلكن، ثم تناول سماً فمات، فهو يتحسّاه
    في نار جهنّم خالداً مخلداً فيها أبداً، كما ثبت الحديث في ذلك، ثم أخذت القلعة،
    وقتل رؤوس أبتاعه، وكان بما وراء النَّهر. هلك في سنةٍ ثلاثٍ وستّين ومائة. )

    قال ابن مفلح
    (قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ الْمَنْصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ الَّذِي قَرَّرَهُ الْخَلَّالُ اللَّعْنُ الْمُطْلَقُ الْعَامُّ لَا الْمُعَيَّنُ كَمَا قُلْنَا فِي نُصُوصِ الْوَعِيدِ وَالْوَعْدِ ، وَكَمَا نَقُولُ فِي الشَّهَادَةِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَإِنَّا نَشْهَدُ بِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَنَّ الْكَافِرِينَ فِي النَّارِ وَنَشْهَدُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ لِمَنْ شَهِدَ لَهُ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، وَلَا نَشْهَدُ بِذَلِكَ لِمُعَيَّنٍ إلَّا مَنْ شَهِدَ لَهُ النَّصُّ ، أَوْ شَهِدَ لَهُ الِاسْتِفَاضَةُ عَلَى قَوْلٍ ،)

    سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

    ما هي العبارات التي تطلق في حق الأموات فنحن نسمع عن فلان (المغفـور له) أو (المرحـوم) فهل هـذه العبارات صحيحـة؟


    الإجابة:

    المشروع في هذا أن يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) ونحو ذلك إذا كان مسلما، ولا يجوز أن يقال (المغفور له) أو (المرحوم) لأنه لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم أو شهد له رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار كأبي لهب وزوجته، وهكذا من شهد له الرسول بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وبقية العشرة رضي الله عنهم وغيرهم ممن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة كعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن رضي الله عنهما أو بالنار كعمه أبي طالب وعمرو بن لحي الخزاعي وغيرهما ممن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار نعوذ بالله من ذلك نشهد له بذلك.

    أما من لم يشهد له الله سبحانه ولا رسوله بجنة ولا نار فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن ويخافون على المسيء ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة وللكفار عموما بالنار كما أوضح ذلك سبحانه في كتابه المبين قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} [سورة التوبة: الآية 72].
    وقال تعالى فيها أيضا: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ} [سورة التوبة: الآية 68].
    وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الشهادة بالجنة أو النار لمن شهد له عدلان أو أكثر بالخير أو الشر لأحاديث صحيحة وردت في ذلك.

    قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه للطحاوية{وكذلك الشخص المعين الكافر، لا نشهد له بالنار إلا إذا علمنا أنه مات على الكفر، وقامت عليه الحجة، وليس له شبهة مات يعبد الأصنام، وعلمنا أنه قامت عليه الحجة، وعلم أن هذا وثنا، وأنه لا يجوز، فأصر هذا يحكم عليه بالنار.
    يهودي قامت عليه الحجة، عرف أن بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولم يؤمن به، هذا نشهد له، أما إذا لم نعلم نشهد على العموم: كل كافر في النار، كل مؤمن في الجنة.}

    قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية{يريد: أنا لا نقول عن أحد معين من أهل القبلة: إنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، كالعشرة رضي الله عنهم، وإن كنا نقول: إنه لا بد أن يدخل النار من أهل الكبائر من يشاء الله إدخاله النار، ثم يخرج منها بشفاعة الشافعين، ولكنا نقف في الشخص المعين، فلا نشهد له بجنة ولا نار إلا عن علم؛ لأن حقيقة باطنه وما مات عليه لا نحيط به، لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيئ.}


    قال الشيخ يوسف الغفيص في شرحه للطحاوية{قال: (ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً). أي: لا نشهد لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار، إلا لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتقدم أن هذا إجماع، وقال بعض أهل العلم من المتقدمين: يشهد لمن استفاض ذكره، وهذا مرجوح، والراجح أن هذا مقصورٌ على شهادته صلى الله عليه وسلم}

    قال الشيخ صالح آل الشيخ{أنَّ هذا الحكم ذَكَرَ أنه مختصٌ بأهل القبلة فقال (وَلَا نُنَزِّلُ أَحَدًا مِنْهُمْ) يعني من أهل القبلة (جَنَّةً وَلَا نَارًا)؛ لأنَّ أهل القبلة ظاهرهم الإسلام والله - عز وجل - قد وَعَدَ المسلم بالجنة، وقد تَوَعَّدَ من عصاه من أهل الإسلام بالنار.
    فهذا الحكم مختصٌ بأهل القبلة، فمن مات من أهل الإسلام لا يُشْهَدُ عليه بأنه من أهل النار ولا يُشْهَدُ له بالجنة، إلاّ من شَهِدَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي.
    وإذا تبيَّنَ هذا فلا يدخل في كلامه من مات على الكفر وقد كان في حياته كافراً؛ كان طول حياته نصرانياً، أو كان طول حياته يهودياً، أو كان طول حياته وثنياً أو مشركاً الشرك الأكبر المعروف؛ يعني من أهل عبادة الأوثان أو ممن لا دين له.
    فهؤلاء لا يدخلون في هذه العقيدة؛ بل يُشهَدُ على من مات منهم بأنه من أهل النار؛ لأنه مات على الكفر وهو الأصل.
    وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار»(1) وهذا عموم وهو الموافق للأصل، وهو أنَّ من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول قد يكون مات على الإسلام؛ لأنَّ هذا خلاف الأصل.
    والقواعد المُقَرَّرَةْ تقضي باتباع واستصحاب الأصل.
    لهذا المسلم نستصْحِبُ أصلَه -كما سيأتي- فلا نشهد عليه بشركٍ ولا كفرٍ ولا نفاق إذا مات، كذلك نستصحب الأصل في من مات على الكفر من النصارى واليهود والوثنيين وأشباه هؤلاء.
    ومِنْ أهل العلم من أدخَلَ الحكم على المُعَيَّنْ الذي ورد في هذه الجملة الكفار بأنواعهم فقال: حتى الكافر لا نشهد عليه إذا مات لأننا لا ندري لعله أسلم قبل ذلك.
    وهذا خلاف الصواب وخلاف ما قرَّرَهُ أهل التوحيد وأئمة الإسلام في عقائدهم، فإنَّ كلامهم كان مُقَيداً بمن مات من أهل القبلة، أما من لم يكن من أهل القبلة فلا يدخل في هذا الكلام}
    التعديل الأخير تم بواسطة المفرق ; 06-17-2013 الساعة 10:37 PM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    المفرق جزاك الله خير دائماً أنت تتحفنا بالفوائد
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    #################
    إن كان لديك سؤال موجه مباشرة للشيخ فيمكنك الاتصال به
    ويمنع فتح حوارات جانبية في موضوع الشيخ
    ولم نمنعك من ذلك في صفحة أخرى
    وقد كررت تعليقاتك وتم مسحها
    وهذه آخر مرة وإلا سوف نتعامل معها بشكل مختلف
    فنرجوا منك أخي الكريم التقيد بشروط الشبكة
    يعز علي هذا التنبيه حقيقة وحاولت تلاشيه لكن المخالفة تكررت بشكل استفزازي
    المشرف / عبدالعزيز النجدي
    ################
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز النجدي ; 06-18-2013 الساعة 12:27 AM

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    المشاركات
    131
    جزاك الله خير اخي المفرق على نقل الاجماع.
    اخونا المشرف حفظك الله اذا الاخ بن حمد يريد النقاش فارجوا ان يسمح له بذلك فالذي نعرفه عنه انه طالب حق وهو ينقل كلام علماء وربما لم يتضح عنده امر او يريد تزويدنا بفائدة فالرجل له كتابات جيدة تدل على انه يطلب الحق وهو اخونا فارجوا التنبه لذلك بارك الله في الجميع.
    وشيخنا فالح يقدر اهل الجزائر ولهم مواقف طيبه يشكرون عليها واعتذر عن قلة المشاركات في الفترة السابقة.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    1,929
    جزاك الله خيرا أخي المفرق
    قال الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - رحمه الله - " وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من الأهل الأهواء فحذره وعرفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه ؛ فإنه صاحب هوى "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    596
    أخي السبيق قد بينت في تعليقي أننا لم نمنعه من النقاش ومواضيعه في هذا الشأن مفتوحة في صفحة أخرى
    "يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيهِ"

    قال سليمان بن موسى: ["إذا كان فقه الرجل حجازيا ، وأدبه عراقيا فقد كمل"]


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    1,929
    اتمنى يا أخي بن حمد تقرأ مقال الأخ الفاضل المفرق

    جزاك الله خيرا يا مشرفنا الفاضل الأخ عبدالعزيز النجدي
    قال الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - رحمه الله - " وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من الأهل الأهواء فحذره وعرفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه ؛ فإنه صاحب هوى "

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    خليج العربي
    المشاركات
    61
    جزاكم الله خيرا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •