الحمد لله وصلاة وسلاما على رسول الله
وجدت كلاما لأبن باز رحمه الله قيما ورائعا ينصح به كل متصوف

قال رحمه الله
((الطرق الصوفية كثيرة لا تحصى ، وهي تزيد على طول الزمان ، وأكثرها فيه من الشر والفساد والبدع ما لا يحصيه إلا الله - عز وجل -، وكل طريقة فيها قسطٌ من الباطل وقسطٌ من البدع ، لكنها متفاوتة بعضها شر من بعض ، وبعضها أخبث من بعض ،

والواجب على جميع المتصوفة أن يرجعوا إلى الله ، وأن يتبعوا طريق محمد - عليه الصلاة والسلام - ، وأن يأخذوا بما جاء في الكتاب والسنة ، ويسيروا على نهج سلف الأمة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان ، بطاعة الأوامر ، وترك النواهي ، والوقوف عند حدود الله ، وعدم إحداث أشياء ما شرعها الله ،

ليس لهم أن يوجدوا طرقاً يتعبدون بها لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه ، بل يجب أن يحاسبوا أنفسهم ، وأن يدعو كلما خالف الشرع المطهر من طقوسهم وأذكارهم الاجتماعية ، وغير هذا مما أحدثوه في الدين سواء كانوا من القدامى في القرن الثالث والرابع ، أو من المحدثين ، الواجب على الجميع من المسلمين أن يلتزموا بالطريق الذي بعث الله به نبيه - عليه الصلاة والسلام - ، وهو توحيد الله ، والإخلاص له ، وطاعة الأوامر ، وترك النواهي ظاهراً وباطناً ، وأن يلتزموا بذلك ، وأن يحذروا البدع والخرافات التي أحدثها الناس ،

فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
وقال في خطبة يوم الجمعة : (إن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة).

سواء كانت الطرق التي أحدثها الناس قديمة أو جديدة ، الواجب تركها واعتناق الطريق الذي سلكه المسلمون في عهده - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا ، وهو إتباع الكتاب والسنة ، والاستقامة على دين الله ؛ كما جاء عن الله وعن رسوله ، من غير زيادة ولا نقصان ،


وأما إحداث طقوس ، أو طرائق جديدة لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه فهذا لا يجوز ، هذا هو الذي يسمى البدعة ، وأنصار السنة من خيرة الناس في مصر وفي السودان ، أنصار السنة هم الذين يدعون التمسك بكتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وليسوا من الفرق الضالة ، بل هم من فرقة إتباع الكتاب والسنة ، ولهذا قال - عليه والصلاة والسلام - في الفرق : (ستفترق أمتي على اثنتان وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل : من هي يا رسول الله؟ قال : الجماعة). إي الذي اجتمعوا على الحق ، وساروا على نهج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم الصحابة ومن سلك سبيلهم. وفي الرواية أخرى : (هم من كانوا على ما أنا عليه أنا وأصحابي). يعني هم الذين تمسكوا بطريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وطريق أصحابه وساروا عليه ،

فالواجب على المسلمين أن يلزموا هذا الطريق ، وهو طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - بإتباع الأوامر وترك النواهي ، وعدم إحداث أي شيء من الحوادث لا في الأذكار ولا في الصلوات ولا في الصوم ولا في غير ذلك ، بل يجب السير على ما سار عليه الصحابة - رضي الله عنهم - وأتباعهم بإحسان ، هذا هو الحق ، ولما تفرق الناس كثرت بينهم البدع والأهواء ، وكلٌ اخترع لنفسه طريقة من كيسه لم يشرعها الله له ،

ولهذا تعددت الطرق حتى وصلت إلى ثنتين وسبعين فرقة غير الفرقة الناجية ، ومنهم الجهمية والمعتزلة والروافض ، وجماعات أخرى كثيرة كلها داخلة في هذه الفرق الضالة ،

فيجب على المؤمن أن يحذر كل بدعة أحدثها الناس ، وأن يلزم طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وطريق أصحابه ، وما سار عليه صحابته- رضي عنهم وأرضاهم - وأتباعهم بإحسان في طاعة الأوامر وترك النواهي ، والوقوف عند حدود الله ، وعدم إحداث ليس له أصل في الشرع.