ما يفعلونه في الحسينيات والمآتم
( الأول): ما عن أبي المقدام قال : ( سمعـت أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام يقول في قول الله عز وجل (( ولا يعصينك في معروف )) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: إذا أنا مُـت فـلا تخمشي عليّ وجها ولا ترخي عليّ شعرا ولا تنادي بالويل ولا تقيمن عليّ نائحة، قال : ثم قال : هذا هو (المعروف) الذي قال الله عز وجل (( ولا يعصينك في معروف))
وسائل الشيعة 2/915-916، مستدرك الوسائل 1/144.

( الثانية): عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (( ولا يعصينك في معروف)) قال: ( المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن وجها ولا يدعون ويلا ولا يقمن عند القبر)
تفسير نور الثقلين 5/308، مستدرك الوسائل 1/144.

(الثالثة): ما سبق إيراده عن أبي جعفر عليه السلام قال: ( أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وحز الشعر من النواصي )
كررنا إيراده تعلقها بالنياحة وتعلقها هنا باللطم فلاحظ .

(الرابع): قول الحسين عليه السلام لأخته زينب: ( يا أختاه أقسمت عليك فأبري قسمي، لا تشقي عليّ جيبا جيبا ولا تخمشي عليّ وجها، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا هلكت)
مستدرك الوسائل 1 /144.

( الخامسة) : قوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب) المصدر نفسه .

( ويقوم ( الشيعة) بلبس السواد في محرم حدادا على (الحسين ) رضي الله عنه ، جاهلين أو متجاهلين قول الإمام علي عليه السلام فيما، به أصحابه: ( لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون)
من لا يحضره الفقيه 11/163، وسائل الشيعة2/287.

وما أجاب به الإمام الصادق عندما سئل عن الصلاة في القلنسوة السوداء فقال: ( لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار)
من لا يضره الفقيه 1/162، وسائل الشيعة 2/281.

وفي رواية عن الإمام الصادق : ( ولا يقيمن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا
تفسير نور الثقلين 5/308، مستدرك الوسائل 1/124 .

وفي رواية عن الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا، ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا
تفسير الصافي 5/166، تفسير نور الثقلين 5/307 .

وقد سمعت خطيبا شيعيا باكستانيا يدافع عن اللطم محتجا بقول الله عز وجل: (( فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم )) الذاريات الآية 29 .

نجيب عليه بالآتي :

(أولا): على فرض أن الآية كما فسرها الخطيب المذكور لا يفهم من مدلولها أن الله سبحانه وتعالى امتدح عملها فهو على غرار قولها كما في الآية (( وقالت عجوز عقيم )) الذي لم يقره الشرع والذي بشرها بغلام لم تكن تحلم به .

(ثانيا) : إن الشيعي المذكور تجاهل تفسير أئمته للآية :

ففي تفسير ( القمي): ( في صرة : أي في جماعة فصكت وجهها : أي غطته لما بشرها )

تفسير القمي 2/330.

وقال أبو علي ( الفضل بن الحسن الشيعي): (فصكت وجهها: أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبا)
مجمع البيان 27/16.

وقال الملا محسن الملقب ( بالفيض الكاشاني) : ( فصكت وجهها : قيل فلطمت بأطراف الأصابع جبهتها فعل المتعجب

تفسير الصافي 5/71.

(ثالثا) : لعدم أمانة الخطيب المذكور لم يورد الروايات (الشيعية) التي أوردناها هنا علما بأنه أورد الآية المذكورة للتشكيك في الحديث الصحيح (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)
صحيح الجامع الصغير5/102 .

ألم يقف هذا الخطيب على ما رواه خاتمة مجتهديهم ( الملا محمد باقر المجلسي ) عن الصادق عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليهوآله نهى عن الرنة عند المصيبة ونهى عن النياحة والاستماع إليها ونهى عن تصفيق الوجه
بحار الأنوار 82/104 .

وأين المذكور من وصية جعفر بن محمد عليهما السلام عندما احتضر فقال : ( لا يلطمن عليّ خد ولا يشقن عليّ جيب )
بحار الأنوار 82/101

وأين هو من قول الرسول وآله عندما سئل عما يحبط الأجر في المصيبة ؟ فقال صلى الله عليه وآله : ( تصفيق الرجل بيمينه على شماله والصبر عند الصدمة الأولى، من رضي فله السخط)
بحار الأنوار 82/93 .

فإذا كان تصفيق الرجل بيمينه على شماله يحبط الأجر فدخول لطم الخدود وشق الجيوب في هذا التحريم من باب أولى .

أجهل ما رواه المجلسي (الشيعي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( ثلاثة لا أدري أيهم أعظم جرما، الذي يمشي خلف جنازة في مصيبة غيره بغير رداء أو الذي يضرب يده على فخذه عند المصيبة أو الذي يقول : ارفقوا به ... )
بحار الأنوار 82/79 .

دين مليئ بالطامات