الصحيح المسند من آثار أنس بن مالك في الزهد والرقائق والأدب

--------------------------------------------------------------------------------

[ الصحيح المسند من آثار أنس بن مالك رضي الله عنه ]


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فأحمد الله عز وجل أن يسر لي جمع آثار أنس بن مالك - رضي الله عنه - في الزهد والرقائق والأدب ، وأبشر إخواني طلاب العلم أنني انتهيت من جمع آثار عامة الصحابة في الزهد والرقائق والأدب ، وهي تحت المراجعة الآن والحمد لله على توفيقه ، ولا أزعم الاستسقصاء غير أنني بذلت جهدي في جمع ما صح عندي ، وقد انتفعت بذلك كثيراً .
واغتبطت به كثيراً على كل ما أجد في هذه الأيام والله المستعان

1- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 560] :
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ :
أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَلَمْ أَجِدْهُ ، فَقَعَدْتُ أَنْتَظِرُهُ ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَقَالَ : كُنْتَ عِنْدَ هَذَا ، يَعْنِي الْحَجَّاجَ ، فَأَكَلُوا ، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّوْا ، وَلَمْ يَتَوَضَّؤُوا ! ، فَقُلْتُ : أَوَ مَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ هَذَا يَا أَبَا حَمْزَةَ ؟
قَالَ : مَا كُنَّا نَفْعَلُهُ .
أقول : أوردته من أجل حمية أنس على السنة ، وإن كان الحكم الذي غضب من أجله منسوخاً على الصحيح.

2- وقال ابن سعد في الطبقات [ 9496] :
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الذَّارِعُ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ :
مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلاَّ وَأَنَا أَرَى فِيهَا حَبِيبِي ، ثُمَّ يَبْكِي.
أقول : أي أنه يراه في المنام .

* قال الإمام أحمد في المسند [ 13267 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّي، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
قَلَّ لَيْلَةٌ تَأْتِي عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَرَى فِيهَا خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَنَسٌ يَقُولُ ذَلِكَ وَتَدْمَعُ عَيْنَاهُ .
أبو سعيد هو يحيى القطان , والله أعلم

3- وقال ابن سعد في الطبقات [ 9498] :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ :
كَانَ أَنَسٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
أقول : هذا من ورعه واحتياطه رضي الله عنه .

* قال الإمام أحمد في المسند [ 13124 ] :
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:
كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَفَرَغَ مِنْهُ ،
قَالَ : أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
معاذ هو العنبري

4- وقال ابن سعد في الطبقات [ 9499] :
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟
فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : لاَ وَاللَّهِ ، مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلَكِنَّا لاَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا.

5- وقال ابن سعد في الطبقات [ 9501] :
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ : قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ :
شَكَا قَيِّمٌ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي أَرْضِهِ الْعَطَشَ ، قَالَ : فَصَلَّى أَنَسٌ ، وَدَعَا ، فَثَارَتْ سَحَابَةٌ حَتَّى غَشِيَتْ أَرْضَهُ ، حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيجَهُ .
فَأَرْسَلَ غُلاَمَهُ فَقَالَ : انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ هَذِهِ ، فَنَظَرَ ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ.

* وقال أيضاً [ 9502] :
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ :
جَاءَ أَنَسًا أَكَّارُ بُسْتَانِهِ فِي الصَّيْفِ ، فَشَكَا الْعَطَشَ ، فَدَعَا بِمَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَرَى شَيْئًا ؟ فَقَالَ : مَا أَرَى شَيْئًا ، قَالَ : فَدَخَلَ ، فَصَلَّى ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ : انْظُرْ .
قَالَ : أَرَى مِثْلَ جَنَاحِ الطَّيْرِ مِنَ السَّحَابِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُصَلِّي ، وَيَدْعُو حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ الْقَيِّمُ فَقَالَ : قَدِ اسْتَوَتِ السَّمَاءُ وَمَطَرَتْ ، فَقَالَ : ارْكَبِ الْفَرَسَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ شَغَافٍ ، فَانْظُرْ أَيْنَ بَلَغَ الْمَطَرُ ، قَالَ : فَرَكِبَهُ ، فَنَظَرَ ، قَالَ : فَإِذَا الْمَطَرُ لَمْ يُجَاوِزْ قُصُورَ الْمُسَيَّرِينَ ، وَلاَ قَصْرَ الْغَضْبَانِ .
أقول : هذا من كراماته رضي الله عنه ، ووالد الأنصاري فيه خلاف شديد ، يمشى في الآثار زحفاً

7- قال ابن سعد في الطبقات [ 9506] :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ ، قَيِّدُوا الْعِلْمَ بِالْكِتَابِ .
ووالد الأنصاري فيه خلاف شديد ، يمشى في الآثار زحفاً.

8- وقال ابن سعد في الطبقات [ 9507] :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ :
أَنَّ بَنِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا لأَبِيهِمْ : يَا أَبَانَا ، أَلاَ تُحَدِّثُنَا كَمَا تُحَدِّثُ الْغُرَبَاءَ ؟ قَالَ : أَيْ بَنِيَّ ، إِنَّهُ مَنْ يُكْثِرْ يَهْجُرْ.
[ وهو في جزء عفان برقم : 14 ]

9- قال ابن سعد في الطبقات [ 9510] :
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ قَالَ :
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ ، وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ بِصُفْرَةٍ .

* وقال ابن سعد في الطبقات [ 9525] : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ : رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ .

* وقال أيضاً [ 9527] : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ :
رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخِضَابُهُ أَحْمَرُ .

* وقال ابن أبي شيبة [ 25509] : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إسْمَاعِيلَ ، قَالَ :
رَأَيْتُ أَنَسًا يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ .

10- قال ابن سعد في الطبقات [ 6480] :
أَخبَرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قالَ: حَدَّثَنا سفيان، عَن ابن عون، عَن محمد، عَن أنس:
أن بعض الأمراء بعث إليه بمال ، فقالَ : أخُمِّسَ ؟ قالوا : لا ، فلم يقبله.

11- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 11823] :
حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّهُ دَفَنَ ابْنًا لَهُ ، فَقَالَ :
اللهم جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ , وَافْتَحْ أَبْوَابَ الْسَمَاءِ لِرُوحِهِ , وَأَبْدِلْهُ بِدَارِهِ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ .
أقول : وكيع لا يعرف بالرواية عن قتادة فكأن في السند سقطاً .

* قال ابن المنذر في الأوسط [ 3135 ] :
ودفن أنس بن مالك ابنا له ، فقال :
اللهم جاف الأرض عن جنبه ، وافتح ، أبواب السماء لروحه ، وبدله دارا خيرا من داره
حدثناه إبراهيم بن عبد الله ، قال : أخبرنا وهب بن جرير ، قال : ثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس.اهـ
إبراهيم بن عبد الله هو أبو مسلم ثقة.

* وقال الطبراني في الكبير [ 687 ] :
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ، ثنا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا دَفَنَ ابْنًا لَهُ، فَقَالَ:
اللهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبِهِ ، وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ .

12- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 11827] :
حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ :
كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرَهُ قَامَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ عَبْدُك رُدَّ إلَيْك فَارْأَفْ بِهِ وَارْحَمْهُ , اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَهِ , وَافْتَحْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِرُوحِهِ , وَتَقَبَّلْهُ مِنْك بِقَبُولٍ حَسَنٍ .
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَضَاعِفْ لَهُ فِي إحْسَانِهِ ، أَوَ قَالَ : فَزِدْ فِي إحْسَانِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ.

13- قال ابن سعد في الطبقات [ 6508] :
قَالَ : أَخْبَرَنا عفان بن مسلم ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، قالا : حَدَّثَنا حماد بن سلمة .
قَالَ عفان ، عَنْ حميد .
وقال عمرو : عَنْ ثابت ، عَنْ أنس بن مالك قَالَ :
يقولون : لا يجتمع حُب علي وعثمان في قلب مؤمن ، كذبوا , والله قد جمع الله حبهما في قلوبنا.

* وقال أيضاً [ 6509] : أَخْبَرَنا محمد بن عبد الله الأنصاري قَالَ : حَدَّثَنِي أبي قَالَ : حَدَّثَنِي ثمامة قَالَ : حَدَّثَنِي أنس بن مالك قَالَ :
إن ناسًا يزعمون أن حب علي وعثمان لا يجتمعا في قلب رجل مؤمن ، وقال مَرَّة : في قلب مسلم ، ألا وإنهما قد اجتمعا في قلبي.
تقدم الكلام على والد الأنصاري .

* وقال الدينوري في المجالسة [ 2929 ] :
نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، نا عَلِيٌّ ، نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ؛ قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ قَالَ : قِيلَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ حُبَّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا لا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ أَحَدٍ - أُرَاهُ قَالَ - :
قَالَ : فَقَدْ كَذَبُوا ، وَاللهِ ! لَقَدِ اجْتَمَعَ حُبُّهُمَا فِي قُلُوبِنَا .
إسماعيل هو القاضي وعلي هو ابن المديني .

14- قال ابن سعد في الطبقات [ 6515] :
أَخْبَرَنا عفان قَالَ : حَدَّثَنا حماد بن سلمة قَالَ : حَدَّثَنا عبيد الله بن أبي بكر :
أن زيادًا النُّمَيري جاء مع القُرّاءِ إلى أنس بن مالك ، فقيل له : اقرأ ، فرفع صوته وكان رفيع الصوت ، وكشف أنس عَنْ وجهه الخرقة ، وكان على وجهه خرقةٌ سوداء فقَالَ : ما هذا ؟
ما هكذا كانوا يفعلون !
قَالَ : فكان إذا رأى شيئًا ينكره كشف الخرقة عَنْ وجهه .
أقول : فيه إنكار الصحابة للبدع الإضافية .

15- وقال ابن سعد في الطبقات [ 6517] :
أَخْبَرَنا يحيى بن يعلَى بن الحارث المحاربي قَالَ : حَدَّثَنا أبي قَالَ : حَدَّثَنا غيلان ، عَنْ قيس الهمداني ، أنه سمع أنس بن مالك يقول :
أَمَرَنَا كبراؤنا من أصحاب محمد صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم أن لا نَسُبّ أمراءنا ولا نَغُشَّهم ولا نعصيهم ، وأن نتقي الله ونصبر فإن الأمر إلى قريب .

16- وقال ابن سعد في الطبقات [ 6518] :
أَخْبَرَنا عمرو بن عاصم الكلابي ، قَالَ : حَدَّثَنا سلام بن مسكين قَالَ : سمعت ثابتًا البناني يحَدَّثَنا في بيت الحسن بن أبي الحسن والحسن شاهد ، فقال ثابت : حَدَّثَنا أنس بن مالك :
أن الحجاج بن يوسف لما قدم العراق أرسل إليه فقَالَ : يا أبا حمزة إنك قد صحبت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيه وسَلَّم ورأيت من عمله وسيرته ومنهاجه ، فهذا خاتمي فليكن في يدك فَأَرْتَئِي برأيك فلا أعمل شيئًا إلا بأمرك .
قَالَ : فقال له أنس : أنا شيخٌ كبيرٌ وقد ضعفت ورققت وليس فيّ اليوم ذاك .
قَالَ : قد عملت لفلان وعملت لفلان ، فما بالي .
قَالَ : فانظر أحد بنيك ممن تثق بدينه وأمانته وعقله .
فقَالَ : ما في بَنِيَّ أحدٌ أثق لك به ، قَالَ : حتى كثر الكلام بينهما .

17- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 4099] :
حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
صَلُّوا صَلاَةَ الْهَجِيرِ ، فَإِنَّا كُنَّا نَسْتَحِبّهَا .
أقول : الهجير من وقت صلاة الظهر إلى وقت صلاة العصر .

18- قال الدارمي في مسنده [ 276 ] :
أخبرنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد قال :
كان أنس قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم .

19- قال سعيد بن منصور في سننه [ 326] :
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي صدْورِ وَصَايَاهُمْ : هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، وَأَوْصَى مَنْ تَرَكَ مِنْ أَهْلِهِ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، وَيُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ، وَأَوْصَاهُمْ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

20- قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 5165] :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
كُنَّا نُجَمِّعُ فَنَرْجِعُ فَنَقِيلُ .
نجمع يعني نصلي الجمعة .




هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم