الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد :

محمد متولي الشعراوي : انبهر كثير من الناس بدروسه و خاصة في تفسير كتاب الله ، لا سيما و هم صاحب لسان طلق ، و صاحب بلاغيات ، و الغالبية العظمى لا يعرفون عن الرجل شيئا، سواءا عن معتقده، أو سلوكه، أو منهجه .



فأحببت أن أنقل لكم بعض من المزالق الخطرة التي وقع فيها الرجل و مما بينه علماء أهل السنة رحمهم الله.

و الموضوع في حاجة لوقت كبير و بحث واسع و لضيق الوقت سأكتفي بالإشارة لمعظم المزالق ثم التفصيل في أهمها.

و ألخص ذلك في ما يلي:


1-أنه يُطوِّع تفسير القرآن لشطحات الصوفية.

2-من أبرز آرائه في العقيدة، أنه يقرِّر أن الله في كل مكان، وأن قرب الله قرب من القلب.


3-يجيز الشعراوي الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وكذلك يجيز تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة.

4-يجيز التوسل بالصالحين.


5-يفسِّر القرآن برأيه.
6-لا يفرِّق بين حديث صحيح ولا غيره، بل نجده يستدل بالأحاديث الموضوعة وما لا أصل لها.


زعمه: أن الله في كل مكان (نسأل الله السلامة و القول على الله بغير علم)





قال الشعراوي في كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) (ص294):


"أما حديث الله سبحانه وتعالى فقد تم في مكان المعجزة، أو مكان الآيات التي أراد الله أن يكشف عنها لرسله، فكشف الله لموسى آياته الكبرى في الأرض؛ وكلمه وهو على الأرض، وكشف الله لمحمد عليه السلام آياته الكبرى في الملكوت الأعلى؛ وكلمه عند سدرة المنتهى، والله موجود في كلا المكانين، وفي كل مكان وزمان، ومن هنا فإن الحديث لم يكن مرتبطاً بتحديد مكان الله سبحانه وتعالى، فهو موجود في الأرض وموجود في السماء.......
كلام موسى على الأرض، وكلام محمد في الملكوت الأعلى إنما أعطانا البرهان والدليل على أنه موجود في كل مكان..."


وقال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص299):



"أن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان يكلم نبياً وهو على الأرض، ويكلم نبيه وهو عند سدرة المنتهى، ولو كان الله سبحانه وتعالى موجوداً في السموات وحدها ما كلم نبياً له على الأرض، ولو كان موجوداً في الأرض وحدها ما كلم نبياً عند سدرة المنتهى".

و الشعراوي يفسر قوله تعالى : الرحمن على العرش استوى أي استولى !!!!!


أقول : عقيدة أهل السنة و الجماعة السلف الصالح خلاف ذلك و إنما هذه عقيدة الجهمية و المعتزلة و أهل الحلول من غلاة الصوفية !!


أما نحن معشر أهل السنة فنعتقد أن الله في السماء مستو على عرشه كما يليق بجلاله و الأدلة من الكتاب و السنة كثيرة جدا


قال تعالى: اقرأ باسم ربك الأعلى


قال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب


قال تعالى: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض


قال تعالى : الرحمن على العرش استوى


قال أهل الحديث : أي علا


و في الحديث الصحيح : ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء


و في حديث الجارية : قالت: إن الله في السماء


و قد جمع الإمام الذهبي كتابا كبيرا جمع فيه أقوال مئات الأئمة من أهل السنة أن الله في السماء على العرش استوى.و سماه : العلو للعلي العظيم


كلامه في السحر


قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص17) -في كلامه على سجود سحرة فرعون-: "فلما رأوا معجزة موسى كانوا أقدر الناس على فهمها والسجود لها".

أقول: السجود للمعجزة كفر، والسحرة إنما سجدوا لله.

وقال بعد ذلك: "وخروا ساجدين لله". وهذا صواب.



ثم قال: "فإذا بهم أول من يسجد لهذا الدين". وهذا خطأ؛ فليس السجود للدين، وإنما هو لله.

وقال: "فجاء موسى عليه السلام بمعجزة السحر، وتحدى قومه".



أقول: الذي جاء به موسى -عليه السلام- ليس سحراً، وإنما هو آيات من آيات الله -عز وجل-، وقد سماها الله آيات بينات ولم يسمها سحراً؛ قال تعالى: {فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى..الآية}، وقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا..الآية}.



ولذلك فقول الشعراوي في (ص28): "وأعطى السحر لموسى فغلب السحرة"!!، وهذا كفر؛ وإذا كان الله ذم السحر والسحرة، فكيف يعطيه نبيه ويجعله ساحراً ؟!!



قال ابن كثير –رحمه الله-: "قال كثير من العلماء بعث الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة، فبعث الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحّار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام، وصاروا من عباد الله الأبرار..الخ".


تفسيره القرآن برأيه


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال في القرآن برأيه، أو بـما لا يعلم فليتبوأ مقعـده من النار))(1)، ولو نظرنا وبأدنى تأمل إلى مؤلفات الشعراوي لوجدنا أنه لا يعتمد في تفسيره على نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة، أو التابعين، ولا يذكر عالماً من علماء المسلمين، ولا أثراً من آثارهم، وإنما يقول في القرآن برأيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن ذلك كتاب ((من فيض الرحمن في معجزة القرآن)) الذي بلغت صفحاته (450) صفحة، والأمثلة على ذلك كثيرة، مضى بعضها، ويأتي بعض آخر في ثنايا هذا البحث -إن شاء الله-. ومنها مثلاً ما قاله الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص174): "وتمضي الآيات الكريمة فتقول: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وهنا يريد الله سبحانه وتعالى أن يؤكد لنا أنه لا يعطي الشفاعة إلا من أذن له، أي أنه سبحانه وتعالى يريد أن يقول: لا تخف من أي إنسان في الدنيا مهما كان ظالماً، ولا تخش أحداً مهما كان جباراً، فهؤلاء جميعاً ليس لهم شفاعة عندى حتى أمكنهم منك، ولكن الذي له الشفاعة عندي هو من آذن له، ومن يأذن له الله يجب أن يكون قريباً من الله وكل ظالم أو جبار في الأرض هو بعيد عن الله سبحانه وتعالى".

أقول: هكذا يفسِّر الشعراوي الشفاعة برأيه، ويجعلها من الأمور الدنيوية، وأصغر طلبة العلم يعرف المراد بالشفاعة، وأنها في الآخرة، ولا تكون إلا لأهل التوحيد، وأن الآية جاءت إنكاراً على المشركين أن ينتفعوا بشفاعة الشافعين يوم القيامة.

قال شيخ الإسلام: "ومقصود القرآن بنفي الشفاعة نفي الشرك؛ وهو أن أحداً لا يعبد إلا الله، ولا يدعو غيره، ولا يسأل غيره، ولا يتوكل على أحد في أن يرزقه، وإن كان يأتيه برزقه بأسباب، كذلك ليس له أن يتوكل على غير الله في أن يغفر له ويرحمه في الآخرة وإن كان الله يغفر له ويرحمه بأسباب من شفاعة وغيرها.

فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقاً ما كان فيها شرك، وتلك منتفية مطلقاً، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وتلك قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص، فهي في التوحيد، ومستحقيها أهل التوحيد".

ومنها ما قال في ((من فيض الرحمن)) (ص182) عند ذكره قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال..الآية}، "الأمانة هنا معناها حرية الاختيار دون أي ضغط خارجي".

أقول: هكذا يفسِّر القرآن برأيه، والذي ذكره المفسرون غير ذلك، فيروى عن ابن عباس: أنها الفرائض، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك والحسن البصري. كما نقله ابن كثير في ((التفسير)).

الشعراوي والحديث


ومن الأمثلة كتاب ((الدعاء المستجاب)) للشيخ الشعراوي؛ الذي لم يخرج ولم يحقق أحاديثه؛ ولذلك جاءت في الكتاب أحاديث ضعيفة وموضوعة وباطلة، وأحاديث لا أصل لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

أولاً: في (88) قال: "فقد تتحول إلى عبد رباني تقول للشيء كن فيكون، جاء في الحديث القدسي الشريف: ((عبدي أطعني تكن عبداً ربانياً؛ تقول للشيء كن فيكون))".

هذا حديث لا أصل له، وكذب وافتراء على الله لأن الكلمة الكونية في قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}[يس/82]؛ هي من حق الله، ولا يملكها غيره، وعلامات الوضع ظاهرة عليه كما في ((المنار المنيف)) فصل (14) ح(143)، وكذا في ((تدريب الراوي)) (1/277)

قال في كتاب ((من فيض الرحمن)) (ص97): "فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني، قال هذا الحديث: ((من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر(8))) وأنا أكررها حتى نحفظها جيداً، وحتى نجعلها دستوراً لنا في حياتنا".

قلت: هذا الحديث الذي توهَّم الشيخ أنه حديث وأخذ يكرره حتى يحفظه الناس؛ ليكون دستوراً لهم، حديث (غير صحيح)، وإذا بنيت عليه خواطر فتكون غير صحيحة.

و الأمثلة كثيرة جدا لا تحصر !!
جهالات متنوعة


أولاً: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص42): "كما أن القرآن كلام الله الذي بدأه مع آدم، والذي أساس العلم البشري كله".

أقول: من قال للشعراوي أن القرآن بدأه الله مع آدم، وأجهل الناس يعلم أن القرآن بدأه الله مع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزله عليه.

ثانياً: قال الشعراوي في (ص54) -عن القرآن-: "مادته ليست من جنس أعلى من مادة البشر".

أقول: القرآن كلام الله، ولا يجوز أن يُطلق عليه اسم المادة؛ لأن المادة تُطلق على الأشياء المخلوقة، ولذلك إطلاق هذه اللفظة على القرآن (المادة قرآن، ومادة القرآن) فهو خطأ فاحش.ثالثا: قال الشعراوي في ((من فيض الرحمن)) (ص436): "ولكنك إذا واجهته يعني الشيطان وأنت ملتحم بالله فلا يستطيع أن يقدر عليك".

أقول: هذا التعبير يناسب زعمه أن الله في كل مكان، بل ترجمة له وإلا فكيف يقول: وأنت ملتحم بالله، ومما يزيد ذلك وضوحاً، وأنه يريد بالالتحام الملاصقة، قوله عن الملك الذي يأتي بالوحي في (ص372): "بل إن الوحي نفسه من طلاقة القدرة وأن يلتحم الملك بإنسان ليتم تبليغ القرآن الكريم".

الشعراوي والقبور و التوسل بالصالحين
:

وجَّه رئيس تحرير ((مجلة المجاهد)) عدد شهر ذي الحجة 1401هـ. أسئلة إلى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي:

"السؤال الأول يدور حول الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، وقد أجاز فضيلته الصلاة في تلك المساجد.

والسؤال الثاني أجاز فيه تقبيل المقاصير المقامة حول تلك الأضرحة".

والسؤال الثالث أجاز فيه التوسل بالأولياء والصالحين.

و هذا لا يخفى على موحد مخالفته للتوحيد الخالص .

منقول