و قال الإمام ابن عبد البر المالكي في جامع بيان العلم وفضله 2|1072 ( ط محققة ) : ونقموا أيضاً على أبي حنيفة الإرجاء ، ومن أهل العلم من ينسب إلى الإرجاء كثير ، ولم يعن أحد بنقل قبيح ما قيل فيه كما عنوا بذلك في أبي حنيفة لإمامته. )

وقال أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج ( 2 / 619 ) : ( كما أن أبا حنيفة - وإن كان الناس خالفوه في أشياء وأنكروها عليه - فلا يستريب أحد في فقهه وفهمه وعلمه. وقد نقلوا عنه أشياء يقصدون بها الشناعة عليه، وهي كذب عليه قطعاً ) .

و قال ايضا في معرض حديثه عن مرجئة الفقهاء ( مجموع الفتاوى 3/ 357): (أَمَّا الْمُرْجِئَةُ فَلَيْسُوا مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ الْمُغَلَّظَةِ بَلْ قَدْ دَخَلَ فِي قَوْلِهِمْ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِبَادَةِ؛ وَمَا كَانُوا يُعَدُّونَ إلَّا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ حَتَّى تغلظ أَمْرُهُمْ بِمَا زَادُوهُ مِنْ الْأَقْوَالِ الْمُغَلَّظَةِ.) ا.هـ
و قال ايضا كتاب " درء تعارض النقل والعقل " الجزء الثالث :{ وأول من ظهر عنه قول النفاة هو الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وكانا في أوائل المائة الثانية فقتلهما المسلمون وأما سائر أئمة المسلمين مثل مالك و الثوري و الأوزاعي وأبي حنيفة و الشافعي و أحمد بن حنبل وغيرهم فالكتب مملوءة بالنقل عنهم لما يوافق قول أهل الإثبات}
و قال أيضا نفس المصدر السابق : { فقد ذكر الأوزاعي وهو أحد الأئمة في عصر تابعي التابعين الذي كان فيه مالك و ابن الماجشون و ابن أبي ذئب ونحوهم أئمة أهل الحجاز والليث بن سعد ونحوه أئمة أهل مصر والثوري و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة ونحوهم أئمة أهل الكوفة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ونحوهما أئمة أهل البصرة وهؤلاء ونحوهم أئمة الإسلام شرقا وغربا في ذلك الزمان }
و قال في ( مجموع الفتاوى ) ج20ص304: (( من ظَنَّ بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين، أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره، فقد أخطأ عليهم، وتكلَّم إما بظن وإما بهوى... ))

و قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله في نونيته :

كذلك النعمان قال وبعده*** يعقوب والألفاظ للنعمان

من لم يقر بعرشه سبحانه*** فوق السماء وفوق كل مكان

ويقر أن الله فوق العرش لا*** يخفى عليه هواجس الأذهان

فهو الذي لا شك في تكفيره*** لله درك من إمام زمان )

قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 6 / 404 ): قال حفص بن غياث : ( كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر، لا يعيبه إلا جاهل ) .

وقال الإمام الذهبي أيضاً : وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة ، فقال: ( إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت ، وأظنه بورك له في علمه ) .
وقال أيضا في الكاشف : ( الإمام ، فقيه العراق ، أفردت سيرته في مؤَلف )

وقال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (10 / 110): ( الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء ، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة )

وقال ابن العماد في شذرات الذهب (1 / 228) : ( وكان من أذكياء بني آدم ، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء ، وكان لا يقبل جوائز الدولة، بل ينفق ويؤثر من كسبه ) .

و قال شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة أبي حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس ومحمد بن أدريس وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى"((مجموع مؤلفاته 1/96))
وقال ايضا في نفس المصدر:" فتأمل رحمك الله ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعده والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين وما علهي الأئمة المقتدى بهم من أهل الحديث والفقهاء كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين لكي نتبع آثارها وأما مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة وقول جمهورها"))1/107

يتبع...