قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :

ومن علم منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم له ، فإن الله غفر له خطأه ؛ بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ودعاء وغير ذلك .
وإن علم منه النفاق كما عرف نفاق جماعة على عهد رسول الله مثل عبد الله بن أبي و ذويه وكما علم المسلمون نفاق سائر الرافضة عبد الله بن سبأ وأمثاله مثل عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن سعيد المصلوب فهذا يذكر بالنفاق .

وإن أعلن بالبدعة ولم يعلم هل كان منافقا أو مؤمنا مخطئا
ذكر بما يعلم منه،فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم ،
ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصدا بذلك وجه الله تعالى ،وأن تكون كلمة الله هي العليا ،وأن يكون الدين كله لله
فمن تكلم في ذلك بغير علم أو بما يعلم خلافه كان آثما ....
ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض ، أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ورياء ،و إن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل ، وليس هذا الباب مخالفا لقوله الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فان الأخ هو المؤمن والأخ المؤمن إن كان صادقا في إيمانه لم يكره ما قلته من هذا الحق الذي يحبه الله ورسوله وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويه .. اهـ .


انظر مجموع الفتاوى 28 / 234-235

منقول