( 3 )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للرفع استعدادا لانزال الحلقة الثالثة وتقرا فيها عن : أحمد القاضي وخالد المصلح وعلاقتهم بتنظيم الاخوان المسلمين وتفننهم في تزوير الحقائق على شيخنا محمد العثيمين رحمه الله كما تطلع على بعض أكاذيب سلمان بن فهد العودة .

الحلقة الثالثة

قال صاحب الرسالة وفقه الله : وانظر لهذه المقارنة التي تنبيك عن هذه السلسلة الإخوانية السرية الدخيلة على بلادنا حين يقول شيخ أشياخك عندنا سلمان العودة ــ الذي هو أحد التلاميذ النجباء لمدرسة محمد سرور زين العابدين في بريدة ــ عن سيدك قطب وذكر أنه قرأ معظم كتبه أو كلها : ( والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد قطب من أئمة الهدى والدين ، ومن دعاة الإصلاح ، ومن رواد الفكر الإسلامي ... سخر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام وشرح معانيه ورد شبهات أعدائه وتقرير عقائده وأحكامه على وجهٍ قلَّ من يُباريه أو يجاريه في هذا الزمان أ.هـ منقولاً بنصه .

في الوقت الذي كان عالم بلدتنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي هو أحد علماء السنة الكبار يقرر غير هذا ، فحين سأله سائل فقال : ما هو قول سماحتكم في رجل ينصحُ الشباب السُّنِّيّ بقراءة كتب سيد قطب ، ويخص منها : ( في ظلال القرآن ) و ( معالم على الطريق ) و ( لماذا أعدموني ) دون أن ينبه على الأخطاء والضلالات الموجودة في هذه الكتب ؟ فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ : ( أنا قولي ـ بارك الله فيك ـ أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين ، أما تفسير سيد قطب ـ رحمه الله ـ ففيه طوام ـ لكن نرجو الله أن يعفو عنه ـ فيه طوام : كتفسيره للاستواء ، وتفسيره سورة " قل هو الله أحد " ، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به ) .

ثم يوقع الشيخ على فتاواه في التحذير من كتب سيد قطب في كتاب ( براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة ) للشيخ عصام السناني والذي مضمونه جمع فتاوى علماء بلادنا للتحذير من كتب الرجل لخطرها على الشباب .

فأقول يا أيها المسكين : أي النهجين أو الرأيين تبع شياخك الذين هم عندك أئمة هدى ومشاعل نور في عنيزة ؟ هل صدر أشياخك في التربية والتعليم عن رأي شيخهـم فربوا شبابهم على كتب الأقدمين من أهل السنة ؟

الحقيقة المرة أن أشياخك في عنيزة في الوقت الذي يحذر فيه ابن عثيمين من كتب سيد قطب ويدرس كتب السنة للأقدمين يدرسوننا في مجالسهم ويوصوننا بكتب سيد قطب ومحمد قطب وفتحي يكن وأحمد الراشد ومجلة البدعة المسماة " بالسنة " ، ولا أظنك تجهل هذا أو تتغابى وأنت الآن تدافع عن الرجل .

ثم اسأل القدماء عن دروس أحمد القاضي الخاصة بشباب عنيزة ، ودروس خالد المصلح الخاصة بطلاب الشيخ محمد رحمه الله الذين ينتقون ويختارون .

اسأل الشيخ سامي السلمان والشيخ عبد الله المسلم عن دروس الأول ،

واسأل الشيخ خالد المطرفي عن دروس الثاني ، وأرجو أن يكون الإخوة من المؤمنين الأقوياء لبيان الحق في هذه الجزء السري من تاريخ التربية الإخوانية في بلدتنا وأن لا يكتموا الحق بعد إذ تبين .

ثم هل علمت أن لأشياخك تلاميذ أشياخ الصحوة اجتماعات مغلقة محددة في مزرعة في عنيزة قديماً مع سلمان العودة .

أتدري لمـــــــــاذا ؟

لتلقي التوجيهات الخاصة بفقه الواقع . ولذا صرح أحد أعضائكم ممن يتسنم الان رئاسة جهة خيرية للأخ محمد بن حمد الحركان أثناء نقاش معه : أن الفقه يؤخذ من ابن عثيمين وأما المنهج فيؤخذ من سلمان العودة .

فما كانت النتيجة ؟ النتيجة أن قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله قولته الأليمة وذكر تغيركم عليه " أفسدهم علينا سلمان العودة ".

وخذ هذه القصة الأليمة التي تبين أثر هذا التوجيه السري وخطورته على البلاد ، ولولا لطف الله لحصلت به فتنة عظيمة : حدثنا أحد الأمراء من طلبة العلم الذين درسوا عند شيخنا العثيمين رحمه الله ممن لم تتبين له حقيقة تنظيمكم الإخواني إلا بعد سنتين كما قال لنا : حدثنا إنه في أثناء حرب الخليج وبعد صدور فتوى هيئة كبار العلماء بجواز الاستعانة بالكفار في القتال للضرورة ،
ناداني شيخنا العثيمين قبل درس المغرب وعيناه محمرتان وقال : يا فلان ! أريدك بعد صلاة العشاء . قال : فلما صلينا العشاء ركب معي في السيارة ، فقلت : أين أذهب ؟ قال الشيخ متوتراً على غير العادة : اذهب إلى أي مكان . يا فلان خدعونا بأن الأميركان سيرحلون بعد الحرب ، سمعت أنهم يستأجرون الآن في الشرقية إلى سبعين سنة ، سأصدر فتوى أنقض ما أفتيت به مع هيئة كبار العلماء . قال الأخ : يا شيخ : افعل ما تريد ، لكن بشرط أن تتثبت حتى لا تندم . فوافق الشيخ . قال الأخ : بعد أيام ناداني الشيخ وهو يبتسم ويقول : يا فلان تبين أن هذا الكلام الذي نقل لي غير صحيح . قال الأخ : فقلت للشيخ : يا شيخ من الذي قال لك الخبر الكاذب . فقال الشيخ : اثنان هداهم ال له. قال الأخ : فألححت عليه ، فقال فلان وفلان. وصرح لنا الأخ باسم خالد المصلح وترك الآخر أ.هـ

أتظن الشيخ أيها المسكين رحمه الله أنه بعد تلك المصائب كان غافلاً حتى تمر عليه هذه التوجهات الخفية ، لا والله ، و سأذكر لك أيضاً وللتأريخ هذه القصة التي تبين أنه ولله الحمد تبين
له أخيراً تنظيمكم السري ومن تنتسبون له ، وإن كان رحمه الله يكثر من القول بأنه قد غرر بأشياخك من قبل سلمان وأنه سيقودهم إلى الجنة بالسلاسل ، أقول : لما أصدر سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بياناً عاماً يدعو الدعاة لبيان الخطأ دون تجريح أو تشهير ،

ففي وقت واحـد خرج سلمان العودة في بريدة وسفر الحوالي في جده ومحمد سعيد القحطاني في مكة وغيرهم ، كلهم ينزل كلام الشيخ على علماء المدينة لأنهم كشفوا حزبيتهم وعوارهم للشباب ،

بل قال سلمان العودة متفيهقاً في شريط " تحرير الأرض أم تحرير الإنسان " : ( أنا علم به منذ كان هذا الخطاب فكرة ومشروع وكيفية صياغته وتوقيع الشيخ عليه وما يتعلق به وأبعاده!!! والمقصود به بعض المرجفين في المدينة ) .

ثم قام الأتباع في جميع مناطق المملكة بتوزيع الأشرطة توزيعاً عجيباً بآلاف النسخ دخلت كل بيت ومدر .

فلما سئل الشيخ ابن باز عن مراده بالبيان فقال بتاريخ 28/7/1412هـ في مكة المكرمة من شريط مسجل ومتداول عند غير التنظيميين بعد أن أثنى على مشايخ المدينة بالعلـم والاستقامة والعقيدة الطيبة قال : ( ولكن دعـاة الباطل وأهل التصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ، ويتكلمون في هذه الأشياء ، ويقولون : المراد كذا والمراد كذا!! ، وهذا ليس بجيد ، الواجب حمل الكلام على أحسن المحامل ) ، وفي فتاوى المطبوعة الشيخ رحمه الله نحواً من هذا
الكلام أمر الشيخ بإثباته للتاريخ .

ولذا فطن العلامة شيخنا محمد العثيمين رحمه الله لنشرهم الواسع لخطاب الشيخ بعد أن حصلوا بطريقتهم الخاصة على صورته ؛ لأنه عـرف مآربهم السيئة خلف ذلك ؛ فحدثنا الشيخ عصام بن عبد الله السناني والأخ محمد التركي أن الشيـخ قــال لهما كل على حده : ( لما وزعوا خطــاب الشيخ ابن باز هذا التوزيع ، قلت لهم : لا توزعــونه يكفــي إذاعته بالإعلام ، فقال لي أحمد القاضي في جلسة الجماعة : إن الشيخ سلمان العودة نقل عن الشيخ ابن باز أنه أمر بتوزيعه . قال الشيخ : فقلت : الله يجيب الصبح ( أليس الصبح بقريب ) ، فلما أصبحت بادرت بالاتصال على الشيخ ابن باز ، فقال : لم آمر بذلك. عندئذ قال الشيخ : هكذا الإخوان المسلمون يكذبون ويتخذون الكذب ديناً ) أ.هـ .

هذه الكلمة العجيبة ( الإخوان المسلمون يكذبون ويتخذون الكذب ديناً ) قالها شيخنا في موطن آخر ، وأقرها في موطن ثالث لما سئل عنها في مجموعة ، وستثبت هي وغيرها من أقواله رحمه الله في كتاب .

ولاحظ أيها التائه أن الشيخ لا يقصد البنا وقطب بل يقصد أبناءنا الذين قدمت لك ممن تربوا على رموزهم وكتبهم .

ثم انظر إلى التطبيق العملي للتوجه الإخواني العام في عنيزة : حيث أخبرنا الشيخ عمر الحركان حفظه الله أنه لما اجتمع كبار أشياخك وهو معهم قبل اكتشافه أمركم حتى كان يقول آنذاك عند استغرابه لبعض تصرفاتكم : هو أحد أمرين :

إما أن يكون هؤلاء من الإخوان المسلمين ، أو أني أنا لا أفهم . وكان لفرط ثقته بأشياخك يقول : وكنت أرجح الأمر الثاني .

يذكر الشيخ عمر أنه بعد توزيع خطاب الشيخ ابن باز رحمه الله الأول حصل على كلمة الشيخ الآنفة ينفي أنه أراد أهل المدينة ، فقال لهم في المجلس الذي يعقدونه دورياً للنظر في بعض أمورهم ولا يحضره إلا الخاصة : أنتم وزعتم البيان وأشرطة الدعاة تبينون أن الشيخ أراد كذا ، والشيخ بين الآن أنه ما أراد ما فهمنا ، فأخذ أحـد كبـار أشـياخك أمامه ورقة بيان الشيخ وتوضيحه وأحرقها ، وقال : دعهم يستاهلون . قال : فعرفت عندها أن المسألة تحزب لأشياخهم بالباطل .

أرأيت أيها الضائع في لجج الحزبيات الفرق بين الطريقين : طريق يريد نصرة مذهبه ولو بالكذب والزور ، وطريق لما عرف الحق تبعه ولم يتعصب ، هذا هو سبب الافتراق والتميز بين الطريقين .

فهنيئاً لكم (من صاروا منابر هدى وأئمة رشاد) على منهج الإخوان المسلمين .

لقد انتبه أهل السنة في هذه البلاد انتبهوا أخيراً ولكن يا للأسف بعد أن اجتاحت هذه الدعوة عقول شبابهم وأهلكتهم ، ولذا فأقول بملء الفم : نعم لنا الفخر والشرف بمحاربة صحوتكم هذه ودعوتكم هذه لأنها دعوة ضلال وليس لها نسب شرعي بل ولدت على غير الفراش وللعاهر الحجر .