( 2 )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توقفنا يا بهيرج في المقال الأول عند سؤال طرحه صاحب المقال وهو : ما هي المهمة التي أنجزها هو ـ يعني محمد قطب ـ ومن هو على شاكلته ؟

قال صاحب المقال وفقه الله : إنها تربية شباب بلاد التوحيد على منهجهم الحركي التكفيري الفاشل في بلده ربوهم على تكفير دولتهم وتحقير علمائهم والرفع من شأن الحركيين : انظر إلى أحد الدكاترة الذين هم من دعاة الصحوة ــ أشياخ أشياخك في بلدتنا عنيزة التي يتبجح بهم هذا المسكين ــ ممن أشرف محمد قطب على رسالته

وهو الدكتور سفر الحوالي ، وهو يتبنى فكر الإخوان في كتابه ( ظاهرة الإرجاء ص5 ) ، معمماً تكفير المجتمعات وكأنه يعيش في بلد غير بلد التوحيد الذي تقام فيه حدود الشريعة وشعائر الدين

يقول : ( والآن وقد دار الزمان دورة ثالثة حتى عاد كهيئته يوم أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم حيث تردى العالم الإنساني المعاصر في عين ما وقع فيه قوم نوح والعرب من شرك في التقرب والنسك وفي الطاعة والتشريع ) .

ويقول في شريطه " شرح الطحاوية 2 / 266 " : ( فشوقنا كبير أن تكون أفغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية ، وما ذلك على الله بعزيز ) أ.هـ .

وهذا داعية آخر من دعاة الصحوة وهو سلمان العودة يقول في شريطه " يالجرحات المسلمين " : ( الرايات المرفوعة في طول العالم الإسلامي وعرضه إنما هي رايات علمانية ).أ.هـ .

هذا أثر مهمة محمد قطب والإخوان في تربية شبابنا في موقفهم من حكامنا على غير طريقة السلف ، فما أثر تربيتهم لدعاة الصحوة من علماء هذه البلاد ؟

هذا سلمان العودة الذي كنتم تركضون خلفة وأنتم تلهثون وتوزعون أشرطته بالآلاف جذلين آنذاك يقول في شريط " وقفات مع إمام دار الهجرة " معرضاً بكبار علماء بلده : ــ ( في بلاد العالم الإسلامي اليوم جهات كثيرة جداً لم يبق لها من أمر الدين ـ وقد تكون مسؤولة عن الفتيا أحياناً أو عن الشئون الإسلامية ـ لم يبق لها إلا أن تعلن عن دخول شهر رمضان وخروجه ) أ.هـ.

ويقول أيضاً في حوار مع " مجلة الإصلاح الإمارتية عدد 223 ص 11 " : ( الأحداث التي حدثت في الخليج لم تزد على أنها كشفت النقاب عن علل وأدواء خفية … وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين ، بحيث تحصر نطاق الخلاف وتستطيع أن تقدم حلاً جاهزاً صحيحاً وتحليلاً ناضجاً… ) أ.هـ

ثم انظر إلى هذه المهمة الخطيرة التي نجح فيها محمد قطب في مهمته في تربية شبابنا بعد الطعن في علمائنا بتغيير الولاء والتعظيم وتوجيهه لقادة ومنظري الإخوان خاصة الأب الروحي الإخواني حتى نجحوا نجاحاً منقطع النظير ، يقول ســـــفر الحوالي كتابه " ظاهرة الإرجاء ص 57 " : ( وقد وجدت أن أفضل من أجاب على هذه الأسئلة من فقهاء الدعوة المعاصرين هو الأستاذ ســــيد قطب رحمه الله ، وها أنذا أنقل من كلامه ما يفيد ذلك مع بعض زيادات توضحية … ) أ.هـ .

ولذا صار من أبرز العلامات المميزة للفرد الإخواني في الجزيرة العربية حب سيد قطب وسائر دعاة الإخوان ، فاختبرهم بهذا الرجل وعندها الانتصار له أيّاً كان خطأه .