نظم ما إنفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة
تأليف
الإمام سليمان بن سحمان – رحمه الله –
المتوفى 1349ه





بحمد ولي الحمد مسدى الفضائل **أؤلف نظما قائما في المسائل
مسائل عن شيخ الوجود أولى التقى** مبيد العدي من كل غاو وجاهل
وأعني به الحبر بن تيمية الرضى ** وفي بعضها جاءت عضال الزلازل
تفرد عن نعمان فيها ومالك **وعن أحمد والشافعي الأماثل
وقد جاء بعض الصحب يسأل نظمها **فأحببت أن أحظى بدعوة سائل
وإن لم أكن ذا خبرة ودراية**ولست لتحقيق العلوم بأهل
ولكنني أرجو من الله رحمة**وعلمها وتفهيما بكل المسائل
المسألة الأولى
فأولها قصر الصلاة لكل ما**به سفر يسمى لدى كل قائل
وسيان عند الشيخ كانت طويلة**مسافته أو دونه في التماثل
وذا مذهب للظاهرية قد أتى**وعن بعض أصحاب النبي الأفاضل
المسألة الثانية والثالثة
وتستبرئ البكر الكبيرة عندهم**وكان إلى أقوالهم غير ماثل
ويختار ما اختار البخاري وقد أتى**بذا أثر عن نجل حلو الشمائل
وذاك هو الفاروق والقول لإبنه**وثالثها ما قاله في المسائل
فيختار ما اختاروا لسجدة قارئ**بغير اشتراط للوضوء لفاعل
المسألة الرابعة
ومعتقدا ليلا فبان بضده**لأكل ومطعوم بشهر الفضائل
فليس القضا يوما عليه بواجب**وماحكه إلا كناس وجاهل
وما أمر المعصوم من كان مخطئا**من الصحب أن يقضي الصيام فسائل
كذلك بعض التابعين وبعض من**إلى الفقه منسوب ومن الفضائل
عنيت به نجل الخليفة ذي التقى**فمذهبهم ألا قضاء لفاعل
وعمدتهم ما في الصحيحين ذكره**وقد مر منظوما فكن غير غافل
المسألة الخامسة
ومن كان في حجاته متمتعا**بفرض وإلا في جميع النوافل
فيكفيه سعي واحد في اختياره**وعن أحمد يرويه بعض الأفاضل
وكان ابن عباس بذلك قائلا**فأعظم به من قدوة ذي فضائل
المسألة السادسة
وقد جوز الشيخ السباق بغير أن**يحلله ما ليس يوما بجاعل
وإن أخرج جعلا وهذا اختياره**وكان إماما عالما بالمسائل
المسألة السابعة والثامنة والتاسعة
ومن تفتدى تستبرئن بحيضه**وفي ذا حديث مرسل في المراسل
وموطؤه يا صاح أعني بشبهة**ومن طلقت إحدى الثلاث الكوامل
المسألة العاشرة
كذا وطئ من حيزت بملك إباحة**من الوثنيات الحسان الخواذل
المسألة الحادية عشرة
وجوز عقد للرداء لمحرم**بإحرامه فافهم مقال الأفاضل
المسألة الثانية عشرة
و جوز يا صاح الطواف لحائض**وليس لما قد أوجبوه بمائل
إذا كان لم يمكن طواف طهارة**ورفقتها قد قربوا للرواحل
المسألة الثالثة عشر
وجوز بيعا للعصير بأصله**كزيت بزيتون فكن غير غافل
المسألة الرابعة عشر
كذاك الوضو يا صاح من كل ما عسى**يسمى به ألما جائز غير حائل
سواء لديه مطلقا أو مقيدا**وعنه رأينا مطلقا في المسائل
المسألة الخامسة عشر
و جوز بيعا للحلي وغيرها**إذا اتخذت في فضة بالتفاضل
بها والذي قد زاد يجعل للذي**لصنعتها في فاضل في المقابل
المسألة السادسة عشر
وإن وقعت في مائع من نجاسة**سواء قليلا أو يكن غير حامل
ولم يتغير ليس ينجس عنده**وقد كان أحظى منهمو بالدلائل
المسألة السابعة عشر
ومن خاف من عيد كذاك وجمعة**فواتا وليس الماء يوما بحاصل
فإن يتيمم كان ذلك عنده** يجوز فقابل بالثنا كل فاضل
المسألة الثامنة عشر
ومما جرى منها عليه فوادح**عظام وجاءت نحوه بالزلازل
بإفتائه أن الطلاق إذا أتى**ثلاثا بلفظ واحد غير كامل
ولا واقع بل إن تلك جميعها**لواحدة في قلبه كالأماثل
من الصحب في عهد النبي وبعده**إلى أن أجيزت في عقوبة عادل
ولو فرقت إذا هي لم تكن**على سنة المعصوم أفضل فاضل
المسألة التاسعة عشر
ومن بطلاق حالف فيمينه**مكفرة لكن هي بالقلاقل
وعودي بل أوذي لإفتائه بها**وكم مرة إلى ذا الآن من متحامل
وقد كتب الشيخ الإمام مصنفا**بألف من الأوراق دفعا لصائل
ولكنه مع خصمه سوف يتلقي**لدى الله والرحمن أعدل عادل
وفي بعض ما قد مر مما نظمته**مواقف منهم له في المسائل
وقد قال هذا ما تفرد عنهمو**به الشيخ هذا رسم خط لناقل
وصل إلهي كل ما هبت الصبا**وما انهل صوب الساريات الهوامل
على المصطفى الهادي الأمين محمد**وأصحابه والآل أهل الفضائل