بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المشركين .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .
ثم أما بعد :
فأيها الإخوة يا أمة الإسلام يا أتباع نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله وسلم وبارك وعليه وعلى آله وأصحابه ومن استن بسنته واهتدى بهديه :
أتحدث إليكم من منطلق ما أوجبه الله - سبحانه وتعالى - من النصيحة على المسلم لإخوانه وقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : (( الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، قال الصحابة : لمن يا رسول الله ؟ ، قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) ، وفي حديث جابر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يُبايعهم ويُبايعونه على ذلك ، قال : ( والنصح لكل مسلم ) ، أي ينصح المسلم للمسلمين وإذا كانت النصيحة مُتعيّنة في كل وقت وفي كل أوان وفي كل مكان وزمان فإنها في هذا الوقت أكثر تعيينا وآكد وجوباً ذلك أنه قد وُجِد في هذا الزمان المتأخر دعاةٌ أرادوا كما يقولون : ( التغيير ) ، فكانوا مؤامرةً على هذا الدّين لأن معنى التغيير هو التبديل ، وهذا هو حالهم فقد شكّلوا الإسلام وقد حَوَّرُوا الإسلام وصَاغوه كما يريدونه ، وفصّلوه على قدر العقل وكأنهم يريدون للإسلام الدنيا ويريدون به السياسية والوصول إلى مرامٍ وإلى ومقاصد دنيوية دنيئة ولابد من أن يقف الإسلام في طريقهم والحال هذه ، فكل ما يقف في طريقهم يُمِيطونه عن طريقهم وينأون بأنفسهم عنه ويتخذون سبلاً تكفل لهم ما أرادوه من أهدافٍ رخيصة ولكن الله - سبحانه وتعالى - حافظ دينه ومبقٍ سنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ما هي عليه بيضاء ناصعة وقد تركنا عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال فيها : (( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )) ، فالله يقول : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } فمن المؤسف ومن المخجل حقاً أن يُهدم الإسلام بأيدي أبنائه الذين يُنتظر منهم النصر! ، يَهدمون الإسلام في وقت يحتاج فيه إلى بناءه وأن يبنوه بمعنى أنهم يجدّدونه وبمعنى أنهم ينصرونه ويتمسكون به ، يعضون عليه بالنواجذ ويقبضون عليه كما يقبضون على الجمر لا يخافون في الله لومة لائم ، والذي يؤسف فعلاً هو أن هؤلاء أوجدوا مؤسسات وأحدثوا دَعوات وأصلّوا لها أصولاً زاعمين أنها دعوة إلى الإسلام وأنها تنصر الدين ولكنها في الحقيقة تخذله وتفرّق أهله وتؤسّس فيه البدعة وتَبذُر الفرقة وتُـثمر تَغييب الأمة عن دينها وتُلبِّس عليها أمرها ، في تلكم الفرق والدعوات دعوة ما خرج الفساد والضّلال والفُرقة وهَدْم الإسلام إلا بأيدي أهلها وهو شجرة خبيثة ونبتة نتنة نجسة ألا وهي دعوة الإخوان المسلمون التي أنشأها حسن البنا والتي يقول أتباعه :

إن للإسلام صرحاً كل ما فيه حَسْن

لا تسـألني من بَـناه إنه الــبنا حسن

غَرسَ تلك الشجرة الفاسدة العلقمية عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين من الميلاد وبقيت هذه الدعوة تتفرّع عنها فروعٌ سيئة مُفسِدة تَبذر بُذور الفرقة وتُوجد الفتنة وتفسد ولا تصلح وتهدم ولا تبني حتى قال فيها رئيس تنظيمها السري ( علي عشماوي ) : ( إن أي جماعة وأي أهل فتنة إنما خرجوا من تحت عباءة الإخوة المسلمين ) وحسبك به شاهد على فساد تلكم الدعوى فهو من أهلها ، شهد شاهد من أهلها وكل ذي بصرٍ وبصيرة يدرك حينما ينظر إلى فسادها في هذا الزمان ، وقد غَّيَبت حقيقة الإسلام عن أهله فاجتمع أفرادها الذين فرّقتهم في العالم زاعمين أن دعوتهم هي الدعوة العالمية الشمولية كلهم جميعاً يتعاونون فيما اتفقوا عليه على قدر مشترك يصل بهم إلى أهدافهم كما فهموه من الإسلام أو ما أرادوا أن يفهموه لا كما هو في الإسلام وعلى حقيقة ما جاء في الدين .

( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) ، وقد بدأ من زمن ليس بالقصير بل زمن متقدم فساد هذه الدعوة حينما أثرت بين المسلمين وفي بلادهم وأخذ يكتب أصحابها الكتب ويسيطرون على وسائل الإعلام وقد أخذوا بمخططات حكماء الصهيون في برتوكولاتهم وطبقوها تماماً ومن يريد دليلاً على ذلك فعليه أن يرجع إلى ( برتوكولات حكماء صهيون ) بشرط أن يعرف أفعال هؤلاء ، ماذا يفعلون ، ماذا يطبقون ، ما هي سلوكياتهم ، ما هو تخطيطهم الذي طبقوه في المساجد ، طبقوه في الملاجئ ، طبقوه على مستوى الإعلام والصحافة ، طبقوه في مدارس تحفيظ القرآن ، طبقوه في أنظمتهم ووسائلهم التي منها الأناشيد ومنها التمثيل وغير ذلك مما ابتدعوه ولا ينظرون فيه إلى الشرع ولا يستفتون أهلَ علم ولا ينصاعون ولا يلتفتون إلى كلام عاقل أو إلى صوت عقل ، فهم أمّة شكّلت لها ديناً كما يأتي شخصٌ ويضع لنفسه شيئاً ويُصلي خلف هذا الشيء مقنعاً نفسه أنه يتعبد إليه ، فإنهم نظّموا أنظمة وخطّطوا تخطيطات والتزموا بها وألزموا بها الأتباع وليس بالضرورة أن تكون حتى قريبة من الإسلام ، فهذا البنّا يقول ليس بينه وبين اليهود خصومة دينية وإنما القضية لا تعدو أن تكون اقتصادية والله أمرنا بمصافاتهم إليهم وبالإحسان إليهم ... الخ كلامه الذي يعلمه من هم مطلعون على ما تنتجه تلكم المدرسة الخاسرة وتبعه بعد ذلك القرضاوي وغيره كثير ، وكل أتباعه كلهم على هذا المنهج ولو نعقوا وزعموا أنهم يجاهدون وأنهم ينصرون الإسلام إنما تلك الأمور ( شنشنة أعرفها من أخزم ) ، يريدون بها دغدغة العامة ويريدون بها استغلال العواطف ليصلوا إلى أهدافهم ، زاعمين أن العامة كما قال صاحب كتاب ( قضايا في المنهج ) أنهم يشفعون وينفعون ويفعلون الكثير يسقطون العروش ويُطيحون بالرؤوس ، فإذا لماذا نستهين بالعامة ولماذا يستهين الدعاة بالعامة وهم يفعلون ذلك فكل من يلوّح لهم بطوق النجاة فإنهم يندفعون إليه ويندفعون خلفه وإيهانهم بالرموز أكثر من إيمانهم بحقائق الأمور وأن ينظروا في الأمور بعلمٍ أو روّية أو عقل ، إذاً لا يُستهان بهؤلاء فجعل عوام المسلمين - حاشاهم - جعلهم بمثابة كاسِحِي الألغام أو الثور الذي يُلوّحُ له بالخرقة الحمراء فيجري ورائها وكأنهم عنده بمثابة الحيوانات من البقر والحمير وحتى القردة والخنازير ، سبحان الله ! هذا المسلم الذي كرمه الله – سبحانه وتعالى - والذي يطوف أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .. وصح مسنداً إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنهم ينظرون إلى الكعبة ويقولون : ( ما أعظم حرمتك عند الله ولكن حرمة المؤمن أعظم منك ) ، ومع ذلك يقول من يقول أنهم يحترمون عقول الناس ! ، قال أحدهم من قريب في الرسالة ( ملحق المدينة ) حينما قِيل له : من تحب أن تسمع له من الدعاة ؟ ، قال : فلان ! ، أي صاحب كتاب ( قضايا في المنهج ) ، لأنه يحترم عقول الناس ويحترم عقول من يحدثهم !! ، أي احترام عند هذا الذي تزعمه قدوتك وأسوتك ؟! ، إما أنك لا تعرفه وإما أنه أعماك حبّه على غير تقوى وكما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( حُبّك الشيء يُعمي ويُصم )) ، أين احترام الناس عند صاحبك في محاضرة له وعليك أن تراجعها إن كنت تجهل ما قاله فيها ، قال : ( أرى الحضور الليلة قليل فهل هو احتجاج على محاضرة النساء التي كانت البارحة أم أنه قد أوعزت إليهم جهة ما أو كما قال ) ، يقصد ولاة الأمر ، وأذكر هنا قصّة هكذا يقول هو : أذكر هنا قصة أنه أعلن عن مسابقة ليُعرف من يُطيع امرأته أو من يطيعون نسائهم من الرجال ممن تطيعهم نسائهم فوضعت الجهة المنفذّة لوحتين إحداهما كتب عليها ( يقف هنا من يطيعون نساءهم ) ، وكتب على الأخرى ( يقف هنا من تطيعهم نسائهم ) فوقف طابور طويل أمام اللوحة الأولى (من يطيعون نسائهم ) ، ولم يقف عند اللوحة الثانية ( من تطيعهم نسائهم )إلا شخص واحد فجاء إليه الصحافيون وجاء إليه المنظمون

وكونهم يحترمون هذا الشخص ويقولون له أخبرنا كيف تطيعك زوجتك وهؤلاء جميعاً يطيعون زوجاتهم ، أنت الوحيد الذي تطيعك زوجتك ولا تطيعها ، فالتفت إليهم فقال : أنا وقفت هنا لأن زوجتي أمرتني أن أقف هنا !! ، أي احترام هذا يا صاحب التعليل أنك تقتدي بهذا الشخص وتحب أن تسمع له لأنه يحترم من يُحدثهم أو يحترم عقول الآخرين ! ، أي احترام عند هذا وقد سمعنا ماذا قال عن عوام المسلمين جعلهم كالثيران التي تُرفع لها الخِرق ، ويريد أن يَكسَحُوا الألغام كما قال أيضاً هذه رومانيا يقول في ( قضايا في المنهج ) ، إنها الشيوعية تجدهم دائماً يضربون المثل يأخذون السياسة من الأعداء ومن الكفار ومن الشيوعيين ومن الميكيافلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) ومن ( بروتوكولات حكماء صهيون ) وقدوتهم في نجاحهم المنتظر والمرتقب إنما هو الخميني بعد خمسة عشرة عاماً وصل إلى الحكم أو مانديلا وصل بعد سبعة وثلاثين سنة وهكذا تجد أسوتهم ، يقول رومانيا ، أربعة صفوف .. فقُتل الأول وقُتل الثاني وقُتل الثالث والرابع انتصر ، يريد من عوام المسلمين أن يكونوا كذلك مثل الشيوعيين ويحموه هو وأمثاله ويقتل منهم من يُقتل ثم ينتصرون على أشياعهم فيما بعد ولهذا لا تجد هذه الدعوة وأمثالها لا يتفاخرون إلا بالأشلاء والدماء ، هذا الرجل الذي يحترمه لأنه يحترم عقول الناس في كتاب له اسمه ( من وسائل دفع الغربة ) فليُراجع هنا صفحة مائة وستين تقريباً على أنها ما تعيش الدعوة إلا على الدماء واقتاتت بالأشلاء ، وينسبه إلى نفسه وقد نقله نصاً من ( دراسات إسلامية ) لسيّد قطب ، فهُم لا يحسنون إلا ما قاله الزعماء والرموز ، فأي احترام للأمة التي سمعت له وتستمع له إلى الآن وجميع ما تكلمه على الانترنت ، وعلى الكاسيت ، وعلى المدمجات ، موجود يصطلي بناره المسلمون ويعدون من نجسه الآثم وتتأثر عقولهم ويفسدون الاحترام والأدب ، ماذا يقول للأمة يقول لمن أمامهم ولم يستمع إليه إنكم لستم رجالاً ولكنكم رجال أشباه النساء لماذا ؟ لأنكم تطيعون ولي أمركم ! ، سبحان الله هكذا يكون الأدب وهكذا احترام الناس وهل هذا هو أدب مع كتاب الله ومع سنّة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، هذا إنتاج هذه الدعوة وهذا هو الإنتاج الذي نراه الآن يُقدّم ونرى أهله يقدمونه على أن هؤلاء هم رموز الأمّة ، يُقدّمون على وسائل الإعلام ولا نجد منهم إلا السّب والشتم وتغييب أحكام الدّين عن الأمة فلا تدري أين تتجه ، فتنة في وسائل الإعلام بأشكالها وأنواعها .. فضائيات وغير فضائيات ، فلا تجدُ إلا الإثارة ، ولا تجدُ إلا التهييج على الدماء ، ولا تجدُ إلا الطعن في علماء الأمة ، وفي ساستها وقادتها وسلاطينها ، حتى إن بعض هذه الوسائل تخصّصت ويخرج فيها هؤلاء وعامتهم شباب أحداث ما بلغوا حتى نُضج العقول فضلاً عن النضج في العلم والفقه في الدّين ، فيطلع علينا من يوزّع ويفرّق الدجل ، والخرافة ، والشعوذة ، والتخرّص ، والتكهن على الناس باسم ( تفسير الرؤيا ) ، وتجد من يخرج علينا أيضاً ببيانات أهل المفكرين من البلد الفلاني ، بيان المفكرين ضد الغرب ، ضد أمريكا ، ضد كذا .. وتجد من يقع علينا من يفتي في المظاهرات ويفتي بالجهاد من كِيسه وهو لا يمثل أحداً .. فردٌ ، لكنها الفتنة تطلع على الأمة فيقول : افعلوا أو لا تفعلوا ، يَحكُم بأمره ويَتبّع هواه ويقول ما شاء أن يقوله بدون أن ينظر إلى مصالح وإلى مفاسد وإلى أحكام دّين وإلى مصلحة أمّة عامّة وخاصّة ، تجده يفتي مثلاً بأن يكنس المساجد ، تجده وقد مثلاً نظمت الدولة مؤسسات من مؤسساتها ودمجت فيما بينها أو أضافت بعضها إلى بعضها والدولة هي الدولة وبإشراف الدولة فتجدونهم يُوجدون قضية ثم يُثيِرون الغوغاء والعامّة ويدفعونهم إلى المظاهرات التي هذه الفوضى ، هل يا أمة الإسلام يجوز أن يدور في خلد واحد منكم أن دينكم هو دين فوضى ؟ ، وأن دينكم ليس دين ضبطْ للأمور ونظر في نتائجها ويُنظر إلى المصالح ويُدرأ المفاسد ، أي أمرٍ لا يكون له ضابط ويترتب عليه فساد أو مصالح لكنها لا تفي بمضّاره فإن الإسلام يحول دونها ولكن من الذين ينظرون في هذا ؟ ، من الذين يستنبطون ؟ ، من الذين يقيّدون الأمور ؟ ، بعد أن تأهلوا لذلك وحملوا المسؤولية ويتلكم أحدهم من مُنطلق المسؤولية من الذين قال الله – سبحانه وتعالى - فيهم : { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ } ، هذا الذي يفتي للقنوت هل فهم على أن الإمام الذي يقنت هو إمام بالنيّابة عن الإمام العام وأن هذه ليست مهمة هذا الإمام وإنما هي مهمة الإمام العام فإذا أمره ائتمر وإذا لم يأمره فإن هذا ليس من شأنه ، فهذا كان عليه أن يُبـيّن ويوضح للأمّة ، كان عليه وهو يُثيِر الأمّة من أجل إجراءٍ اتخذه ولي الأمر رأى فيه المصلحة واجتماع الأمة على ولي الأمر حتى ولو كان مخطئاً فإنه خيرٌ من تفرّقها ومن الفوضى لها ولو أخطأ عن اجتهاد لأن الله - سبحانه وتعالى - يقول : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } هو يأمر نبيّه –صلى الله عليه وسلم - والأمر للأمة نبيّهم كان ينزل عليه وحي فيُعلمه الحق ولكن هذا تشريع وهو أسوتنا وقدوتنا لنقتدي به – صلى الله عليه وسلم - ، { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله } بعد المشورة إذا كان الأمر هو الرأي المجرد بعد الاجتهاد فإنه يحتمل الخطأ ولكن يجب على الأمّة أن تجتمع وراء سلطانها وأن لا تتفرّق عليه ، فأي مصلحة من وراء إثارة الغوغاء ؟ ، هنا نُحذّر وهو الشق الثاني من عنوان المحاضرة ما قلنا : ( من فتنة الغوغاء ) لأن أصحاب الفتنة إنما هم أصحاب البدعة ، إنما هم أصحاب النِحلة ، أصحاب الفِرق ، القادة المضّلون ، أئمة الضّلال ، فهؤلاء الذين يقودونهم والذين يدفعون إلى الفتنة دفعاً ويلوّحون لهم بالخِرقة الحمراء كما قال من ذكرنا قوله ، فيدفعونه لأجل أن يفسدوا ويُهلكوا الحرث والنسل ، هل هذا يتفق مع ما جاءت به هذه الشريعة ؟ ، عل هذا يخدم ديناً أو دُنيا ؟ ، هذا دليل قاطع على سفه عقول هؤلاء وأن هؤلاء إذا تبعتهم الأمّة فسيصلون بها إلى الهاوية .
ومن جــعل الغـــراب له دليـــلاً

يـــــمّر به على جـــيفِ الكــلاب
فهؤلاء الذين اجتمعوا وهم يُسمّون مُفكّرين ، يَنتسبون إلى البلد الفلاني مع الأسف وقد افتاتوا على سلطانهم وولي أمرهم وخرجوا في وسيلة فتانة خبيثة لعينة لا تبذُر إلا الشقاق والفُرقة وتحارب الإسلام وأهل الإسلام بغض النظر عن من فيها من نَصارى ويهود وجميع العفاريت والشياطين ، يخرج فيها هؤلاء ويُسرِّبُون إليها بياناتهم ، أي إصلاح فيما يقوم به هؤلاء ؟ وقد افتاتوا على ولي أمرهم ، وخرجوا على أمتهم وكأنهم هم ولاّتها ، وهم المعبّرون عنها ، وهم أفراد من الأمّة ، لا يجوز بحال أن يَستقِّلُوا بالأمور من دون أهل الحل والعقد ومن دون سلطانهم ، وتجد من الغوغاء بل ومن النساء ومن سفهاء العقول من يخرج على المسلمين في وسائل إعلامهم ، في صحفهم ، في مجلاتهم ، ويؤيد هؤلاء ! ، أي فساد أفسده هؤلاء ؟، لو رجعوا إلى الآية لكفتهم { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ } وكأني بهم يرون هذه الآية عقبة في طريقهم فوالله لا يسلكون مسلكاً إلا وهي تقطع عليهم الطريق وتدفع في نحورهم هذه الآية ولكنهم كما ضربوا بغيرها عبر الحائط يضربون بها كذلك ، قد ذكرت في كلمة سابقة على أن أحدهم قد حرَّف كتاب الله حينما أراد أن يُفهم الأمّة هذه التي يُلوح لها بالخرقة الحمراء ، قال في شريط ( نهاية التاريخ ) : ( إني أرى من يتكلّم على الغرب اليوم مثل الذي يأخذ معوله ويُكسّر الأصنام وقد سنّ لنا أبو الحنفاء أبونا إبراهيم هذه السنّة فأخذ معوله وعمد على كبير الأصنام فضربه حتى جعله رفاتاً ) ، أطفالنا فضلاً عن هذا الذي يقول هو وأمثاله بأنهم يقرأون القرآن ، هم يقرأون القرآن ولكنهم لا يجاوز حناجرهم كما قال النبّي – صلى الله عليه وسلم - ، وعندنا ضمانة أن هؤلاء لا يتم لهم أمر إنما هؤلاء أهل فتنة ، وعندنا أيضاً ضمانة من أن هؤلاء بعد أن عرفنا تبسيطهم وعرفنا اختلافهم مع الخوارج القُدامى الأُوَّل بأنهم لا ينفع معهم الحوار ولا ينفع معهم النقاش والدليل القاطع أنهم قد أظهروا ما أظهروه من فساد مذهب من زمن وفي أيام علماء كبار وأئمة من أئمة أهل السنّة فاستتابوهم وأوقفوهم وحذروا منهم ، وما قالوه في بعضهم ، يوقفان حماية للأمّة من أخطائهما هداهما الله إلى رشدهما ، إذا ليس رشيدين وهما من الرموز ولم يهديا إلى رشدهما ويجب أن تُحمى منهما الأمّة ، لماذا أيها الأخوة ؟ لأنهم كما رأينا ماذا يفعلون بالأمّة يستخفون بها ولا يرونها إلا أمّة ضياع وأمّةٌ يُصعد على أكتفاها ويُوصل إلى أهدافهم عن طريق جماجمها ودمائها ، فإبراهيم - عليه الصلاة والسلام – ترك الكبير { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُون } ، فلما سألوها { قَالُوَاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَإِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ } ، أيضاً الآخر الذي سُئِل عن نُصرة الأفغان فقال تجب لهم النُصرة والله يقول : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } ولم يكمل { إِلاَّ } لم يصل إلى أداة الاستثناء لأن أداء الاستثناء تكشفهم أمام الناس ولأنها تحوُل بينه وبين ما يريده من هوى ، تأخذه إلى الحكم الشرعي ، تكبح جماحه ، وتأخذ بلجامه ولكنه هو نفسهُ جموح لا تُلجم يَتبّع ما أُشرِب من هواه ولهذا وَقَف ، وصاحبه الذي عنده أيضاً كذلك وقف وكلاهما يقول بأنه يحفظ القرآن ، فأي استخفاف بالمسلمين أيضاً وهم الذين يحفظون كتاب الله في المشارق والمغارب حينما يقف ولا يكمل الآية وهم يحفظونها { إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ } ، هكذا فما وَقَفَ في طريقهم من كتاب أو من سنّة أو حتى من عقلٍ فإنهم لا يستجيبون له ، فأي أمّة هذه ؟ ، أي قَادةٍ هؤلاء ؟ ، فنجد منهم الغير ونجد منهم البواطيل والبلايا ، ونجد منهم الفتنة تشتعل في كل مكان ولما عظُمت فتنتهم أظلَمُوا بالكون بَدَل النّور الذي كان فيه وهو نُور السنّة ولاشك أن نور السنّة باقٍ ولكن كلما استحكمت البدعة وكلما .... أهلها .

كلما استحكمت البدعة وكلما ظهر أهلها وُجِد الظّلام وحال بين النّاس وبين أن يعرفوا وأن يأخذوا به .
وهم خفافيش لا يخرجون إلا في الظلام ، حينما تُنصر السنّة ويُوجد علماؤها وأنت تعلمون في وقت من الأوقات كان يُؤخَذ على أيدي هؤلاء فلما مات كثير من العلماء وقلّ علماء أهل السنّة ظهر هؤلاء ، ما رأيناهم يظهرون في وسائل إعلامنا ، يظهرون في صحفنا ، في المجلات ، يُنشر إنتاجهم الآن في مجلاتهم فيخرجون في رسالة ( ملحق المدينة ) ، هؤلاء والذين ما كانوا يخرجون ولا يُرَون في يوم من الأيام ، يخـرجون في الصحافة الأخرى ، يخرجون في التلفزة ، في الإذاعة ، في وسائل الإعلام ، فوالله إن في خروجهم لفتنة وتلبيس على الأمّة وطمسٌ لمعالم السنّة وقيادة للأمّة إلى حتفها ولكن كما أشرنا لا يتم لهؤلاء أمر ولا يُنصرون لأن الذّلة والصغار قد كتبت عليهم كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( كتبت الذّلة والصغار على من خالف أمري )) ، وقال عن الخوارج الذين قال فيهم من قال فيهم من السلف وهم القَعَد وهم شّر الخوارج الذين الآن نشأت هذه الفتانة عنهم والذين خرجوا الآن وأطلّوا برؤوسهم ورائهم القَعد وهم قواعدهم التي ينطلقون منها نسأل الله أن يدمرها ويمحاها من الوجود حتى يظهر نور السنّة وحتى تُكفى شرّهم الأمة ، فأخذوا الآن يطلّون برؤوس فتنتهم التي هم حالهم فيها كما ذكر البربهاري – رحمه الله - فقال في ( شرح السنّة ) : ( مثل البدع مثل العقارب يدفنون أيديهم وأرجلهم وأذنابهم في التراب فهم مُختفون بين الأمّة فإذا سنحت لهم الفرصة بلغوا ما أرادوا ) إذاً هم أهل فتنة ، هم لا يُنصرون بأنفسهم ولا تُنصر بهم الأمّة ولا يُجاهدون كما يزعمونه ولو ارتفعت آلاف الرّايات الشرعية التي تُجاهد في سبيل الله لما انضووا تحت راية منها ولا قاتلتهم تلكم الرايات مثلما قاتلها الصحابة - رضوان الله عليهم - ، لكن أولئك الخوارج الأوّل كان ينفع فيهم الحوار لأنهم أناس أرادوا الحق فأخطئوه لجهلهم أما هؤلاء أصحاب المناهج ، وأصحاب الأنظمة ، وأتباع الرموز ، وأتباع التخطيط الذي خُطِّط لهم فإنهم لا حيلة فيهم ولذلك أشرنا أنهم لم يستفيدوا من نُصح العلماء ولا من نصح الولاة وما استفادوا حتى وقد اختفوا مدّة ثم خرجوا هذه الأيام وإذا بهم يخرجون بالمشروع نفسه ، و( الشقي من شقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وُعظ بغيره ) فيا ليتهم وُعِظوا بغيرهم ، فقد حصلت نكبات نُكِّب بها هذه الحزب ونُكبت بها هذه الجماعة ولم تَنتصر في يوم من الأيام ولكن مع ذلك فهؤلاء لا يزالون يعاندون ويُصرّون على أنهم سينتصرون كيف لا ينتصرون وأسوتهم مانديلا والخميني ؟! ، هم مقتنعون على كل حال أنهم سينتصرون طالما أنهم يتخذون المُثل وطالما أنهم أخذوا أنظمتهم وتخطيطهم من أمم ومن دول ظنّوا أنها هذه الأنظمة هي الأنظمة التي تصل بهم إلى أهدافهم لأنهم ينظرون إلى سياسية العالم الذي هم فيه سياسة العالم اليوم ، ينظرون إلى الإسلام بالمعاصرة ولا ينظرون إلى أن الإسلام إنما هو الإسلام الذي نزل به الوحي وأن الرجوع إليه هو الإسلام ، أما العصر فلابد وأن يسايروه ولكن في أمور الدنيا وفيما لا يتعارض مع دينهم هم لا يدركون هذه الحقيقة إنما يدركها أصحاب البصيرة أما هؤلاء فهم أصحاب أهواء ، وأصحاب الأهواء تتحكم فيهم أهوائهم كما وصف رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يترك منه مفصلا إلا دخله )) .
فوالله أيها الإخوة إن العقلاء لا يتعجبون ويتحيرّون ربما حينما يخرج أناسٌ لا عرفوا دين الله في يوم من الأيام إنما عرفوا التمثيل والفن واختصاصاتهم هي اختـصاصات بـعيدة عن الـدّين وشـهاداتهم من الغرب ، فماذا سيُعلّم الغرب ؟ ، سيُعلّم الشريعة ؟ ، سيُعلّم السنّة ؟ ، سيعلّم المسلم دينه ؟ ، أنتم ترون عمرو بن خالد هذا متى تعلّم الدّين في يوم من الأيام ، وأين درس وأين كمّل دراسته ، درس في الغرب وكمّل دراسته في الغرب ، طارق السويدان أيضاً ، بل لا يقتصر الأمر على أن يخرج إلينا هؤلاء على أنهم علماء وأنهم دعاة وأنهم مفكّرون للإسلام ويُدعَون إلى مجامع المسلمين وإلى الكلام مع نسائهم ومع شبابهم ومع عامتهم يتكلمون عن الإسلام ، يتندّرون بعلماء الإسلام ، ربما نالوا من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - من شهود الإسلام وحملة الإسلام ، والذين حمى بهم الإسلام والأمة تسمع ذلك منهم وتظنّه من الإسلام لجهلها بالإسلام ، حتى إن أحدهم يُقدِّم نفسه وهو يتضاحك ويُنكّت ويتبجّح بأن النّاس يتصلون به وتتصل به النساء والفتيات : نراك تضحك والعلماء إذا تكلموا لا يضحكون ولا يتبسمون !! ، ماذا يريد هو من وراء هذا ؟ ، يُدغدغ العواطف وما نُكب العلماء إلا من ممثل هؤلاء ، لا تجد منهم أحداً أبداً إلا وهو يتكلم ويطعن في العلماء ، لو تتبعت وسائل الإعلام في هذه الأيام ماذا تجد ؟ أكبر الهجوم تجده على علماء هذه البلاد ، لأنهم لا يوافقونهم في تغييبهم للأمّة عن الإسلام ولأنهم يريدون عليهم أحكامهم حتى ، إن الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله - أنكر على هؤلاء أن يخرجوا في الفضائيات وقال : أما وَجَدَ هؤلاء وسائل يقولون الحق من خلالها إلا هذه الوسائل ؟ ، أي موعظة يَنتفِعُ بها من يستمع إليها وهو قد نظر إلى وجه غانية قبل ذلك وبعد من ذلك وأكثر من ذلك ولكن هذا من أدب الشيخ – حفظه الله - .

ثم يسأل الذين اقتدوا بهؤلاء أيضاً فاقتنوا الصحون الفضائية وأخذوا يطلعون على ذلك الفساد ويتضرّرون به ، لتـتشرّبـه عقولهم وقلوبهم بسبب أولئك ، وأقول إنك أولئك حينما يخرجون فبماذا يخرجون ؟ ، يخرجون بالتهييج والإثارة ومخالفة العلماء والقدح فيهم وتشويه صورة العلماء ، إذا أي حقٍ يقوله هؤلاء ؟ ، وأي حق عندهم ؟ ، إن الذي عندهم والله لهو الباطل الذي قد ذكرنا أمثلة عليه ، فالذي يخرج على النّاس ويُفتيهم بخلاف ما يُفتي به العلماء وبخلاف كتاب الله وسنّة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ويتبعُ الغوغاء ويُدغدغ عواطفهم ويغازلهم وينظر إلى الشَارِع ماذا يريد ؟ فيقوله لهم ويُوجههم إليه ، أي علمٍ وأي حق يقوله هؤلاء ؟ ، ثم أيضاً ( حسدٌ وسوء كِيلة ) ، تقتدي بهم الناس فيقتنون هذه الفضائيات أو يُركبّون تلكم الصحون ويأخذون الفساد الموجود في هذه الفضائيات ، لأنهم ما تأملوا ، لأنهم ما نظروا إلى مقاصد الشريعة ، لأنهم ما سلكوا مسلك العلماء الفقهاء الذين ينظرون إلى المصالح والمفاسد وإنما فقط نظروا إلى تحقيق أهدافهم الرخيصة وإلى خدمة فكرهم ، ولا تجدهم يردّون يد لامس ، لا ولاء ولا براء ، ولا تحقيق سنّة ، ولا قمعُ بدعة ، وجميع أهل البدع حتى الوثنيين والذين يعبدون غير الله – سبحانه وتعالى - من القبوريين وغيرهم لا يتكلمون عنهم ولا ينكرون عليهم ويقتدون بهم ويدافعون عنهم .
إذا الذي يجب على من عرف حقيقة هؤلاء هو أن لا يَخدَع الأمّة وأن لا يأخذ بنفسه جانباً ويقول ليحترق الناس ، قد سمعنا قول الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (( والنصح لكل مسلم )) : (( الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ؟ ، قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) ، فأنا أحذّر المسلمين جمعاء من باب النصيحة من أن يقتدوا بهؤلاء وأن يعرفوا الطريق بهم ، وإنما يُعيدون النظر وينظرون إلى العلماء الذّين لا ينتسبون إلى فرق وإلى دعوات وإلى توجهات ، ولا أصحاب فكريات ، حتى ولو قُدّموا للأمّة على أنهم دُعاة ، وعلى أنهم قُضاة ، وعلى أنهم علماء ، وعلى أنهم دكاترة ، وعلى أنهم متخصصون في الشريعة ، ليس هذا يا أمّة محمّد هو العلم ، الألقاب والشهادات والرموز والأشخاص ، لا يُتديّن بهؤلاء ولا يُفترض بأن هؤلاء بحملهم لتلك الألقاب من شهادات أو من تعيين من أتباعهم على أنهم رموز أنهم يُقتدى بهم أو أنهم أهل علم وإنما العلم ينحصرُ في فئة من النّاس عرفتهم الأمّة بالعلم والفقه في الدّين ، وهؤلاء لا يجوز بحالٍ من الأحوال أن يُفهم أن مهمتهم هي ما يقوله هؤلاء الحركيّون والسياسيّون ، ويلهجون في كل وقت بقصورهم وأنهم قصّروا وأنهم ما جمعوا الأمّة وأنهم ما قادُوا الأمّة ، وأن الأمّة تفرّقت وأنهم هم سبب هزيمتها ...والخ ، كما قال أحد دعاتهم بأنه يريد هو - وهو عائض - والقرضاوي ومن ذكر أن يجتمعوا وأن يجمعوا علماء الأمّة وأن يتفقّوا على فتاواهم وأن يقودوا الأمّة وأن ... الخ ، وهذه من المؤامرة الدنيئة ، تجاهَلَ وتجاوَزَ علماء هذا البلد ، وذهب إلى أولئك الذين يعتبرهم أما هؤلاء فلا قيمة لهم ، مثلما أسقط صاحب ( قضايا في المنهج ) دعوة الشيخ محمد بن الوهاب وعلمائها ودولتها ، فقال بأسلوب ماكر خبيث : ( وهذه دولة الخلافة قائمة ثلاثة عشر قرناً من الزمان تحميها القلوب قبل الأيدي وتحميها الدعوات قبل الحرب والضربات ) يقصد بها الدولة التركية ، تجاوز ثلاثة أدوار لأن آخر سقوط خلافة الدولة التركية كما يقولون عنها ما سقطت إلى بعدما قام الدور الثاني للدولة السعودية وهي قائمة من بدايتها ولُحمتها وسُدَاها هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ورؤساء تلكم الدولة التركية هم الذّين قاتلوا أهل التوحيد وقتلوهم في الدرعية وفي غيرها ، فتجاهل هذه الـدعوة ، دعـوة التوحيد وهذه الدولة مرّ عليها وكأنها غير موجودة ، قال : ( وهذه دولة الخلافة قائمة ثلاثة عشر قرناً من الزمان تحميها القلوب قبل الأيدي وتحميها الدعوات قبل الحرب والضربات ) ، أين دعوة الشيخ محمد بن الوهاب ؟ ، أين دعوة أهل السنّة ، أين علماؤها ؟ ، أين جامعتها التي قامت على دعوة على منهاج النبوّة ودولتها دولة أيضاً السنّة والتوحيد ، والتي هي إلى الآن قائمة تأتي ثمارها ويتفيؤ المسلمون ضلالها ، حتى يعرف المسلمون على أنها مؤامرة على التوحيد بوجود هؤلاء وعلى الإسلام الذي جاء به نبيّنا – صلى الله عليه وسلم - ، ووالله ما نعلم ما يهدم الإسلام مثل هؤلاء مع الأسف ، ووالله لولا أن الله – سبحانه وتعالى - تكفّل بحفظه لقلنا انتهى الإسلام ، فهم يقدمون للأمة بواً ، يقدمون لها صورة بلا روح يزعمون أنها الإسلام ، فيهلك الناس على أقدامهم مع الأسف ويندمون حينما لا ينفع الندم .
ستعلـــم إذا انجـــلــى الغــبار

أفــرس تحـــتـــك أم حــمــار
فنحن نريد أن نحذّرهم من هؤلاء ، تَسمّوا بما تسمّوا به وكلهم يسيرون في خطٍ واحد ، وليعتبر المسلم أن هؤلاء جميعاً مهما بلغوا أنه شخص واحد مهما انحرفوا نتن الفكر سيء الأهداف والمقاصد ، لأنهم يتبعون [ ...... ] الأول لا يفكرون بعقول ، ولا ينظرون إلى مصلحة ، ولا يفقهون في دين مهما كثروا ، فهم فقاقيع من صابون وهم زَبدٌ سيذهب جفاءا ، وهم سُبّة على هذه الأمّة وعُرّة فيها ، وكلهم يتفقون على مذهب الخوارج .


المسلمون منهم بُغاة أو ثُـوّار ولا يكونون خوارج يعني أنهم لا يرون التكفير وهؤلاء قد يكون منهم الصلحاء ولكنهم يخطئون ويقعون في ذلك ومنهم الخوارج ، وجميع الدعاة اليوم فهم يتوَالون على مذهب خوارج ، وجميع من يرى السيف كما يرونه يوالونه ، واعرفوا أيها المسلمون أن هذا هو السّر في كونهم لا يعترِضُ بعضهم على بعض ولا يرّد بعضه على بعض ولا يُنكر بعضهم على بعض حتى يستغرب الناس إذا قِيل فلان بين هذه المنظومة الفاسدة ، يقع في شِرْك توحيد الربوبية ، يقع في شِرْك توحيد الألوهية ، يرتكب أموراً عظائم حتى يُقال بأنه مثلا وثني .. على وثنية ، وتجد من هؤلاء الدفاع عنه والحجب عليه ورفع منزلته ولا يجوز لأحدٍ أن يطعن فيه ! ، ماذا بقي من الدّين إذا كان شخصٌ هذا حاله ، ولعلكم تعتبرون في هذه البلاد وفي غيرها أن هؤلاء الدعاة يُعدُّون بالعشرات بل بالآلاف ولا تجد منهم واحداً يرد علناً ، سبحان الله صُبُّوا في قالب واحد ما هناك من يُخالف آخر في مسألة واحدة ، مع من أنهم جهلة الناس وأبعد ما يقولون ، وعندهم :
مَســاوٍ لو قسمن على الغـــوانـي

لــــمـا أمهـرن إلا بـالطـــــلاق
هذا سيّد قطب يقدح في أنبياء الله ، في موسى ، يقدح في أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، بل في الخلفاء الراشدين ، ولا تجد أحداً منهم إلا وقد أصيِب بالخرس وتجد من يطلع علينا في ( الرسالة ) في المدينة هذه الأيام ، هذه الجريدة الخبيثة ، تنشر السوء والباطل حتى الشرك بالله والخرافة ، ونسأل الله – سبحانه وتعالى - أن يُوّفق وُلاة الأمر أهل التوحيد وأهل السنّة أن يُوقِفوا الهزَل الموجود في هذه الجريدة الخسيسة الخبيثة ، وأن يُوقفوا من يقوم عليها عند حدّهم حتى يحترموا الإسلام ويحترموا أهله ودين الإسلام وعقيدة الإسلام ، تطلع علينا وهو يريد أن يؤسس آخر كلمات اقتطفها من جذع كلمة ما هي آية ولا حديث وكلٌ يَخدم ، وكلٌ يسكت على الآخر ولا يجوز أن يعترض بعضنا على بعض ، من أين لك يجوز ؟ ، من أنت حتى تقول يجوز أو لا يجوز ؟ ، ما عندك ضبطْ تشرّع ؟ ، أنزلت نفسك من يرعى الغنم ، والله ما عرفت قيمة نفسك :
زعمت سخيمة أن ستغلب ربــهـا

ولــيغـلبــن مغــالــب الغــلاب
من أنت ؟ كتاب الله وسنّة رسوله – صلى الله عليه وسلم- هذه بين أظهرنا كما تركنا عليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فيها ولاء ، وفيها براء ، وفيها بدعة ، وفيها سنّة ، وفيها إنكار للباطل ، وفيها إنكار على صاحب الباطل ، لأنه داعية من دعاتكم لا يجوز الإنكار وبعضنا يُكمّل بعضاً يريد إسلاماً يُفلّق كثوبٍ ضّم سبعين بقعة ، سبحان الله هل هذا دين ؟! ، يقول أبداً نجتمع ولا أحد منا يعترض على أحد هذا ما هو الإسلام ولا حتى النصرانية ولا اليهودية ولا أي دين والله ، والله ما وُجِد دين لكن الدين كله الإسلام ولكن عند اليهود والنصارى مع تحريفهم لكتابهم لا يوجد هذا ، أبداً لا يُوجد ، يُوجد من ينكر ، هذه الكنيسة في مصر تنكر ما يفعله الكهنة عندنا ويتكهونون