بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)

أما بعد:

فقد قال الله – تعالى -: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)

وقال - سبحانه -: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ).

وقال: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية(في الجواب الصحيح 4/294-295): " وقد اتفق أهل الملل على أن القول على الله بغير علم حرام, والله - سبحانه - نهاهم أن يقولوا على الله إلا الحق؛ فكان هذا نهيا أن يقولوا الباطل سواء علموا أنه باطل أو لم يعلموا؛ فإنهم إن لم يعلموا أنه باطل فلم يعلموا أنه حق -أيضا-؛ إذ الباطل يمتنع أن يعلم أنه حق، وإن اعتقد معتقد اعتقاداً فاسداً أنه حق فذلك ليس بعلم, فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون, وإن علموا أنه باطل, فهو أجدر أن لا يقولوه".

وقال شيخ الإسلام ابن القيم (في إعلام الموقعين 1/38-39): "وقد حرم الله – سبحانه - القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات, بل جعله في المرتبة العليا منها فقال – تعالى -:(قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون), فرتب المحرمات أربع مراتب, وبدأ بأسهلها وهو الفواحش, ثم ثنى بما هو أشد تحريماً, منه وهو الإثم والظلم, ثم ثلث بما هو أعظم تحريماً منهما, وهو الشرك به – سبحانه -, ثم ربع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله, وهو القول عليه بلا علم, وهذا يعم القول عليه – سبحانه - بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله, وفي دينه وشرعه, وقال – تعالى -: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم), فتقدم إليهم – سبحانه - بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه, وقولهم لما لم يحرمه هذا حرام, ولما لم يحله هذا حلال, وهذا بيان منه – سبحانه - أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله – سبحانه - أحله وحرمه, وقال بعض السلف: ليتق أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم كذا, فيقول الله له: كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا, فلا ينبغي أن يقول لما لا يعلم ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمه أحله الله وحرمه الله لمجرد التقليد أو بالتأويل".

وقال الإمام ابن القيم(في مدارج السالكين 1/372):" وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريماً, وأعظمها إثماً, ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان ولا تباح بحال, بل لا تكون إلا محرمة, وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال؛
فإن المحرمات نوعان:
محرم لذاته لا يباح بحال, ومحرم تحريماً عارضاً في وقت دون وقت, قال الله – تعالى - في المحرم لذاته:(قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن), ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه, فقال:( والإثم والبغي بغير الحق), ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه, فقال:(وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون), فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثماً؛ فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به, وتغيير دينه وتبديله, ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه, وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله, فليس في أجناس المحرمات أعظم - عند الله - منه, ولا أشد إثماً, وهو أصل الشرك والكفر, وعليه أسست البدع والضلالات؛ فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم".

هذا وإن أبا بكر الجزائري قد كتب كتباً ورسائل عديدة واشتهر بها على أنه من أهل العلم وهي في حقيقتها كتبٌ ورسائلُ جهل وضلال وجرأة على حدود الله، ومع ذلك فهو يزكي نفسه ويزكي كتبه ورسائله، ويأبى الرجوع عما تجرأ به ونسبه إلى الدين مما ليس منه وإن بين له خطؤه وضلاله ونهي عنه لذلك يتعين الرد عليه، ولا يسع السكوت عنه ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)، وذلك ما توجبه النصيحة الشرعية: «... لله ولكتابة ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
ولذلك رد عليه العلماء، وممن رد على أخطائه منهم :الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري في رسالته (تنبيهات على رسالتين للشيخ أبي بكر الجزائري)(1 ) بتكليف من سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، واطلاعه على الرد وتأييده وإرساله إلى الجزائري ليصححها في رسالتيه عند طبعهما، فلم يفعل، وقد قال الشيخ التويجري ما نصه: "قد كتبت هذه التنبيهات على نسخة بخط المؤلف أبي بكر جابر الجزائري، وقد أرسلها إلى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز للنظر فيها، والتنبيه على ما يكون فيها من الأخطاء وقد أحالها الشيخ عبد العزيز إليّ، فكتبت عليها التنبيهات المذكورة في هذه الأوراق، وقد طبعت الرسالتان الطبعة الأولى في مطبعة المعرفة، نشر مكتبة الكليات الأزهرية سنة 1404هـ، فلم يلحق بهما شيء من التنبيهات...، وحيث إن التنبيه على الأخطاء في الرسالتين مهم جداً، فقد رأيت أنه يتعين نشر التنبيهات مفردة ليطلع عليها من كانت عنده النسخة المطبوعة، ويعلم وجه الصواب فيما ذكره المؤلف", وضمن التنبيهات بعض التنبيهات على تفسير الجزائري:(أيسر التفاسير).
وزيادةً في الإصرار على نشر الرسالتين بأخطائهما سجلهما بصوته ونشرهما.

ورد عليه التويجري – أيضاً – في أخطاء كثيرة في كتابه:( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ), وضمنها بعض الأخطاء في تفسيره: (أيسر التفاسير).

ورد عليه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الرومي في كتابه:(التبصير بأخطاء أيسر التفاسير), وقد تطرق فيه إلى مئة وسبعين موضعاً.

ورد عليه الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين الملحق الديني - بسفارة المملكة العربية السعودية- في الأردن وشمال الجزيرة في رسالته التي أرسلها إلى الجزائري ويوسف الملاحي - بتاريخ 14/10/1407هـ - حول بيان أحوال جماعة التبليغ وبدعهم وتأييد الشيخين لهم وجدالهما عنهم، وتزكيتهما لهم، ودفاعهما عنهم، وتحريف الجزائري للنصوص الشرعية لتبرير وتحسين ما هم عليه من البدع ودعاويهم شرعية ذلك وسنيته حتى إنه ليتندر على الجزائري وينكت عليه فيقول" فما أقرب هذا الصنيع إلى تأويلات الباطنية..، وإذا كان هذا هو العلم فما هو الجهل؟!!"

وما أورده الشيخ سعد في رسالته من جهالات وتأويلات الجزائري ونكت عليه بها
هذا نصها:"يقول الشيخ أبو بكر - هدانا الله وإياه لأقرب من هذا رشداً - عن تحديد ثلاثة أيام في الشهر، وأربعين يوماً في السنة، وأربعة أشهر في العمر، للخروج مع جماعة التبليغ أن أصوله وينابيعه في شريعة الإسلام ..، أما قال الله – تعالى - (قل تمتعوا في داركم ثلاثة أيام)(2 )، وهي مدة القصر في السفر..، وحفظنا عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من صلى في جماعة أربعين يوماً لا تفوته صلاة كتب الله له براءة من العذاب»، اختار الشارع هذا العدد؛ لأنه خلال هذه الفترة تتغير الطباع وتتبدل العادات..؛ لأنها فترة سبق أن الله أعطاها لموسى إذ قال – تعالى -(وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة)، والأربعة أشهر: لمَ من نظام الدعوة أربعة أشهر؟ عرفنا أن الإيلاء وهو أن يحلف الرجل أن لا يطأ امرأته..، يحلف.. له أن لا يحنث ولا يكفر الشهر الأول والثاني والثالث والرابع..، إذا كملت الأربعة أشهر إما أن يكفر عن يمينه ويطأ امرأته وإما أن تقول: طلقني..، ووجب طلاقها: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم)، هذا نص استدلال الشيخ أبي بكر من الكتاب والسنة على صحة وسنية منهج جماعة التبليغ..، وقد حمدت الله أن من أصول الجماعة عدم مقاطعة الخطيب، وإلا لفتح عليه أحدهم بالدليل الآخر الذي يرد على ألسنة بعضهم لمدة الأربعة أشهر، من قول الله – تعالى -: (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر)، ولا أظنه أسوأ كثيراً من استدلاله من الكتاب على سنية الخروج ثلاثة أيام..، وإذا كان هذا هو العلم فما هو الجهل؟!.
ثم يأخذ الشيخ في شرح مقصد (الحكيم الذي وضع هذا النظام)، من تحديد هذه الفترات..، وإذا كان ذلك (الحكيم) قد اقتبس تنظيمه من النصوص التي ذكرها الشيخ، وأورد مثلها غيره، فما أقرب هذا الصنيع من تأويلات الباطنية للنصوص الشرعية..".

وقد رد عليه الشيخ التويجري كما في كتابنا (النشر لما انطوى بجهل الجهال والهوى) بما يكفي ويشفي.

وما استدركه عليه العلامة حماد الأنصاري - رحمه الله - فيما سمعه منه ابنه عبد الأول كما في ترجمته لأبيه-:« كنت أنا والشيخ أبو بكر الجزائري في دولة تونس، نتناوب في إلقاء المحاضرات، وفي يوم قلت له:"يا شيخ إن لي عليك ملاحظات . قال لي : ما هي ؟ . قلت: يا شيخ يجب عليك أن تقرأ في كتب السلف في العقيدة حتى تستحضر الجواب على الإشكالات في العقيدة عند تدريسك وعند طرح الأسئلة عليك فيها .

وثانيًا قلت له: كتابك في التفسير فيه أخطاء تخالف ما كان عليه السلف لأنك لم تنقل من كتبهم".
وانظر إلى قوة استنباطه! (ففي نهر الخير – هامش تفسيره 1/210) عند قوله – تعالى – في سورة البقرة:( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ،وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ), قال : " ما السر في الأربعة أشهر؟ يبدو أنها ثلث السنة والثلث كثير كما في حديث سعد في الوصية( 3)"؟!!!

قلت: أولاً: الأربعة أشهر هي ثلث السنة فهل لـ(يبدو) محل؟!

وإن كان يحتمل أنه أراد تعلق حكمة في العدد، وهذا أغرب من الخطأ في العبارة، إذ لا حجة أو دليل على تعلق حكمة به لا شرعاً ولا قدراً.

ثانياً: هل ثمة صلة بين الإيلاء، والوصية بالثلث؟!!!، وهل صلة بين كونه كثيراً أو قليلاً؟!!.

هذا كلام له خبيء ### معناه ليس لنا عقول

ومثل ما سبق من هلوساته وقياساته الفاسدة قوله (في نهر الخير- هامش تفسيره 2/380) عند قوله – تعالى -:(وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم) الآية,:"من مات على الكفر لا ينفعه ما عمله في الدنيا من خير إلا أنه يخفف عنه العذاب لحديث أبي طالب، وأنه في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".

قلت:وهو كسابقه فأي علاقة بين حديث أبي طالب الذي يخصه( 4) وحده دون غيره من الكافرين لمعنىً مفهوم وهو خدمته العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حمايته وحياطته عندما كان يبلغ رسالة ربه.

ثم إن نزول الآية الكريمة ولفظها في المنافقين, والمنافقون وإن كانوا أشد كفراً إلا أنه لا علاقة للحديث بالكافرين منافقين أو غير منافقين، ولا قياس مع وجود النص، ولكن الرجل بهذا بعيد عن العلم وطريقة أهله.

ومثل ما تقدم قوله (في هامش تفسيره – نهر الخير – 5/480)،عند قوله – تعالى – في سورة القيامة: (أولى لك فأولى ، ثم أولى لك فأولى)الآيات، بعد أن ذكر كلاماً عبر عنه بكونه أسلوباً أدبياً:" لقد استمالني الأسلوب الأدبي فأخذت أخاطب الإنسان الهالك مقرعاً موبخاً بما تضمنته الآيات لفهم مدلولها للاتعاظ والاهتداء بهديها، فإن لم يكن هذا مرضياً عندك فأعف عني واغفر لي، آمين"

فهل يليق التخاطب بهذا الأسلوب مع الله-تعالى-؟!!!، إنه لا يليق إلا مع الإنسان, أما مع الله فهو سوء أدب، والأمر - بناء على كلامه - لا يخرج عن شيئين:

الأول: أنه متأثم من كلامه الذي وصفه بالأسلوب الأدبي.

الثاني: أنه مشكك في كونه مرضياً لله ومع ذلك أثبته في تفسيره وأبقاه فيه بعد تعليقه عليه، مكتفٍ بطلب المغفرة: إن كان كلامه غير مرضي لله:
حسب المسيء مقاله وشعوره### في سره يا ليتني لم أذنب

فالحال إذاً كما قال الشيخ سعد الحصين في نحو هذا – كما تقدم -: إذا كان هذا هو العلم فما هو الجهل؟!

ورددت عليه في كتابي: (الإكسير في نقض أيسر التفاسير), واقتصرت فيه على سبعة وسبعين موضعاً, مكتفياً فيما بقي برد الشيخ الرومي وما يلاحظه العلماء زيادة على ذلك فما أشرنا إليه هو الأهم.

وإن الحامل على تأليف هذا المؤلف ما أخذ الله على المسلم من فرض البيان وحرمة الكتمان (لتبيننه للناس ولا تكتمونه), وواجب النصيحة(وأنصح لكم)(وأنا لكم ناصح أمين), وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الدين النصيحة", ثلاثاً, قالوا لمن يا رسول الله, قال:"لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"

وقال: "من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار"، وإن ضلالات وأباطيل أبو بكر الجزائري لا يجوز لمسلمٍ اطلع عليها السكوت عنها بحال, خصوصاً وأنها قد بينت له، فقد بينت له بعضها مهاتفةً فور توزيع كتابه (هذا الحبيب يا محب)، وكتبت إليه بكثير منها مما في تفسيره مرتين: مرة مع ابنه عبد الرحمن, ومرة مع صهره عبد الرحمن محيي الدين، وكتبت إلى الجامعة الإسلامية أيام تدريسي فيها وكانت بعض مواضع من تفسيره مقررةً على المعاهد والدور التابعة لها، وقد طلبت منه لجنة المناهج التصحيح فأبى أن يفعل, وقد انتظرت سنين لم أؤلف في الرد عليه- مكتفياً بالإجابة على أسئلة السائلين - رجاء أن يثوب إلى رشده فيدرك خطورة فعله ويتوب إلى ربه وينصح لدينه وأمته ويعلن ذلك وفق قوله - تعالى(إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ), فما كان منه إلا الكتم و الإصرار على ذلك الحنث العظيم والاستكبار والاستعداء عليّ, وزاد في التلبيس والمراوغة حتى إنه كتب في ذلك رسالة وطبعها مفردة, وضمن رسائله، يغالط فيها ويراوغ للتغطية على بلاياه في تفسيره أيسر التفاسير ويهون ما فيه من انحرافات وخرافات خطيرة بعنوان (كشف الستار عما يظن أنه عار).

وقد تحمل حملاً ثقيلاً وصار قائد ضلالة، بل هو من الأئمة المضلين المفسدين لأصل الدين: وهو كتاب الله، فنشر من خلاله الباطل وأفسد دلالاته كثيراً وحرف معانيه - بما زعمه تفسيراً -، وهو الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد), وسن بذلك سنة سيئة, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم:"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".

وقد ألفت في جهالاته وضلالاته وخرافاته ستة كتب-لكثرة ما عنده من الضلال والباطل والجهل- وستصدر تباعاً- إن شاء الله -:

1_حقيقـــــة الانتصــــار برد الخطأ في الدين وفي تفسير كلام الجبار( رد خطأ أبو بكر الجزائري في حق نبي الله يوسف وفي تفسيره وغيره من كتبه ).

2- (الإكسير في نقض أيسر التفاسير, وطليعته) رداً على تفسيره .

3- تنبيه الغافلين إلى خرافة الخرافيين وطعنهم في حفظة الدين (رد على أبي بكر الجزائري).

4- النشر لما انطوى بجهل الجهال والهوى(رد جدال العباد بالباطل عن الجزائري وتفسيره).

5 - تنبيه العقلاء إلى دسيسة حثالة الجهال الأغبياء (تنبيه لأضاليل وأباطيل أبو بكر الجزائري)

6- وهذا الكتاب (صد المقال المجحف بنسبة ما لا يليق بنبي الله يوسف)(رد على أبي بكر الجزائري)
وفي المثل العربي:" كل شاة برجليها ستناط"

وقد نظمه شعراً من قال:
وكل شاة برجليــــها معــــــلقة ### عليك نفسك إن جاروا وإن عدلوا

وقد قيل في المثل -أيضاً-: "يداك أوكتا وفوك نفخ"

وإن تفسير أبي بكر الجزائري: أيسر التفاسير، لا علاقة له بالتفسير وقواعده وطريقة المفسرين, وإنما هو أفكار وعقيدة كاتبه الزائغ وهلوساته وتزكياته لنفسه وما يكتبه، وما أخذه من أخطاء وخزعبلات وشذوذات وجهالات الجهال من بعض المفسرين، ونقولات من هنا وهناك بلا تمحيص أو تحقيق، وكما قيل:فاقد الشيء لا يعطيه:
إذا لم يكن للمرء في الأمر مذهب### تخبط في ديجوره حيث يذهب

وما يذكره بعضهم من وجود بعض الفوائد -غير مدركين فساد ما فيه وخطورته- يقضي عليها ما فيه من فساد وضلال كما لو خلط السم بالعسل ونحوه من الطيبات، وكما قيل:
وَازنْتُ بين مَلِيحِها وقبيحِها ### فإذا الملاحةُ بالقباحةِ لا تفي

وقد رد عليه أهل العلم الذين يعرفون فساد ما فيه غير ناظرين إلى فوائده بجانب ضلاله وضرره وخطورة أباطيله خصوصا في تفسيره وفي كتبه الأخرى -أيضاً- على تفاوت فيما بينها، وقد نقلنا بعض كلامهم فيما تقدم.

وقد آن أن نرد إجحافه و ظلمه وتعديه على عصمة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام: الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم:




تابع قراءة الكتاب من هنا
http://www.sh-faleh.com/books.php?book_id=20