- الجزء رقم : 01 -
(تفريغ) تحذير العقلاء من ذوي الفتنة والغوغاء - متجدد
للشيخ العلامة فالح الحربي
- حفظه الله تعالى -
بسم الله الرحمن الرحيمإنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كله ولو كره المشركين .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } .
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .
ثم أما بعد :
فأيها الإخوة يا أمة الإسلام يا أتباع نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله وسلم وبارك وعليه وعلى آله وأصحابه ومن استن بسنته واهتدى بهديه :
أتحدث إليكم من منطلق ما أوجبه الله - سبحانه وتعالى - من النصيحة على المسلم لإخوانه وقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : (( الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، الدّين النصيحة ، قال الصحابة : لمن يا رسول الله ؟ ، قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) ، وفي حديث جابر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يُبايعهم ويُبايعونه على ذلك ، قال : ( والنصح لكل مسلم ) ، أي ينصح المسلم للمسلمين وإذا كانت النصيحة مُتعيّنة في كل وقت وفي كل أوان وفي كل مكان وزمان فإنها في هذا الوقت أكثر تعيينا وآكد وجوباً ذلك أنه قد وُجِد في هذا الزمان المتأخر دعاةٌ أرادوا كما يقولون : ( التغيير ) ، فكانوا مؤامرةً على هذا الدّين لأن معنى التغيير هو التبديل ، وهذا هو حالهم فقد شكّلوا الإسلام وقد حَوَّرُوا الإسلام وصَاغوه كما يريدونه ، وفصّلوه على قدر العقل وكأنهم يريدون للإسلام الدنيا ويريدون به السياسية والوصول إلى مرامٍ وإلى ومقاصد دنيوية دنيئة ولابد من أن يقف الإسلام في طريقهم والحال هذه ، فكل ما يقف في طريقهم يُمِيطونه عن طريقهم وينأون بأنفسهم عنه ويتخذون سبلاً تكفل لهم ما أرادوه من أهدافٍ رخيصة ولكن الله - سبحانه وتعالى - حافظ دينه ومبقٍ سنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ما هي عليه بيضاء ناصعة وقد تركنا عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال فيها : (( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك )) ، فالله يقول : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } فمن المؤسف ومن المخجل حقاً أن يُهدم الإسلام بأيدي أبنائه الذين يُنتظر منهم النصر! ، يَهدمون الإسلام في وقت يحتاج فيه إلى بناءه وأن يبنوه بمعنى أنهم يجدّدونه وبمعنى أنهم ينصرونه ويتمسكون به ، يعضون عليه بالنواجذ ويقبضون عليه كما يقبضون على الجمر لا يخافون في الله لومة لائم ، والذي يؤسف فعلاً هو أن هؤلاء أوجدوا مؤسسات وأحدثوا دَعوات وأصلّوا لها أصولاً زاعمين أنها دعوة إلى الإسلام وأنها تنصر الدين ولكنها في الحقيقة تخذله وتفرّق أهله وتؤسّس فيه البدعة وتَبذُر الفرقة وتُـثمر تَغييب الأمة عن دينها وتُلبِّس عليها أمرها ، في تلكم الفرق والدعوات دعوة ما خرج الفساد والضّلال والفُرقة وهَدْم الإسلام إلا بأيدي أهلها وهو شجرة خبيثة ونبتة نتنة نجسة ألا وهي دعوة الإخوان المسلمون التي أنشأها حسن البنا والتي يقول أتباعه :
إن للإسلام صرحاً كل ما فيه حَسْن
لا تسـألني من بَـناه إنه الــبنا حسن
غَرسَ تلك الشجرة الفاسدة العلقمية عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين من الميلاد وبقيت هذه الدعوة تتفرّع عنها فروعٌ سيئة مُفسِدة تَبذر بُذور الفرقة وتُوجد الفتنة وتفسد ولا تصلح وتهدم ولا تبني حتى قال فيها رئيس تنظيمها السري ( علي عشماوي ) : ( إن أي جماعة وأي أهل فتنة إنما خرجوا من تحت عباءة الإخوة المسلمين ) وحسبك به شاهد على فساد تلكم الدعوى فهو من أهلها ، شهد شاهد من أهلها وكل ذي بصرٍ وبصيرة يدرك حينما ينظر إلى فسادها في هذا الزمان ، وقد غَّيَبت حقيقة الإسلام عن أهله فاجتمع أفرادها الذين فرّقتهم في العالم زاعمين أن دعوتهم هي الدعوة العالمية الشمولية كلهم جميعاً يتعاونون فيما اتفقوا عليه على قدر مشترك يصل بهم إلى أهدافهم كما فهموه من الإسلام أو ما أرادوا أن يفهموه لا كما هو في الإسلام وعلى حقيقة ما جاء في الدين .
[ يتبع ]