النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقال جديد الواجب على المسلمين عند تأخر المطر للعلامة صالح الفوزان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    مقال جديد الواجب على المسلمين عند تأخر المطر للعلامة صالح الفوزان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الواجب على المسلمين عند تأخر المطر

    الله سبحانه يمن على عباده بإنزال المطر عند حاجتهم ليوفر لهم الماء الذي يشربونه ويسقون منه زروعهم ومواشيهم قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)، وقال تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً* لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً* وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً)، وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)، فالله ينزل المطر رحمة ويحبس عمًا يشاء عقوبة على كفر النعمة وارتكاب المعاصي ليتوب العباد عن ذلك وهذا من رحمة الله بهم ليرجعوا إلى ربهم ويتوبوا من ذنوبهم ثم يعيد نزول المطر وهذا في حق المؤمنين أما الكفار فإن الله يستدرجهم بالنعم ليزدادوا إثمًا ثم يأخذهم على غرة كما قال تعالى: (وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)، قال بعض المفسرين: لو استقاموا على طريقة الكفر فإن الله يستدرجهم بوفرة الأمطار ووفرة النعم ليكون ذلك مغريًا لهم لما هم عليه من الكفر ليكون ذلك أشد في عقوبتهم ولذلك كثيرا ما تجد بلاد الكفار مغدقة خصبة استدراجًا لهم كما قال تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)، فالمطر يترتب على انحباسه أضرار عظيمة ويترتب على زيادة نزوله أضرار أكثر كما يشاهد من الفيضانات والطوفان وهدم المساكن وتلف الأموال والأنفس ولهذا لما زادت كمية نزول المطر وخيف منها الضرر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه بصرف نزوله على جهات لا خطر فيها فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر"، وقد قال الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ)، فلو نقص عن مقداره لم يحصل به المقصود من الري ونبات الأشجار وجريان الأنهار ولو زاد عن مقداره لضر البلاد والعباد كما هو مشاهد الآن من حدوث الفيضانات وتلف الأموال والأنفس وهدم المباني والمساكن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق"، والذي يشرع للمسلمين حين انحباس المطر عنهم التضرع إلى الله بالدعاء والتوبة والإكثار من الاستغفار كما قال نوح عليه السلام لقومه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)، وقال هود عليه السلام لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)، حتى الحشرات والطيور تحس بأضرار انحباس المطر وتدعوا ربها أن ينزله كما ورد أن سليما عليه السلام خرج بقومه يستسقي لهم فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك وقال عليه السلام: (ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم)، وجاء في تفسير قوله تعالى: (وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ)، أن الحبارى تموت في وكرها وهي تلعن عصاة بني آدم إنما منعنا القطر بسببهم ولهذا شرع نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته صلاة الاستسقاء عند انحباس المطر والخروج إلى المصلى وإخراج العواتق وذوات الخدور حتى الحيض ليشهدن دعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى وقد دعا صلى الله عليه وسلم في خطبة صلاة الاستسقاء وأكثر من الاستغفار ودعا بالسقيا في خطبة صلاة الجمعة ودعا بذلك في غير صلاة ولا خطبة كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في هدي خير العباد ولا يقنط المسلمون من رحمة الله ويستعجل نزول المطر قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)، ويجب على المسلمين إصلاح أوضاعهم الدينية والتصدق على فقرائهم ورحمة ضعفائهم قال صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، فلا يكفي الدعاء والاستغفار دون إصلاح أمور دينهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله على بصيرة وإقامة الحدود على من وجبت عليه وكف العصاة والمفسدين عن معصيتهم وإفسادهم وإنصاف المظلومين ممًا ظلمهم فقد جاء في الحديث: "لا يقدس الله أمة لا يؤخذ من قويهم لضعيفهم"، وجاء في الحديث "الحد يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين صباحا"، وفق الله الجميع للصلاح والإصلاح والاستقامة على دين الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

    كتبه صالح بن فوزان الفوزان

    عضو هيئة كبار العلماء

    10-03-1433هـ

    موقع الشيخ
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    ......
    المشاركات
    1,355
    بارك الله فيك
    وحفظ الله العلامة الامام الفقيه صالح بن فوزان الفوزان وبارك في عمره وعلمه وعمله امين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    جزاك الله خيرا
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •