بسم الله الرحمن الرحيم


خطبة الجمعة توجيهات للصائمين لسماحة العلامة عبدالعزيز آل الشيخ


توجيهات للصائمين

الجمعة 12/9/1432هـ

الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى ، عباد الله في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال : "من لم يدع قول الزور والعمل به وفي لفظ والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ، أخي الصائم ، إن امتناعك عن الطعام والشراب والنساء في نهار الصيام ليست الغاية من الصيام ولكنها وسيلة لغاية عظيمة وهي تهذيب النفس وتزكيتها من الأقوال البذيئة والأخلاق الرذيلة وتحلي المسلم بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات ، أخي الصائم ، امتناعك عن الطعام والماء والنساء مع عدم ترفعك عن قبيح الأقوال وسيء الأعمال يجعل صومك صوماً ناقصاً ، صوماً غير مرضيٍّ عنه ، صوماً يتطرق إليه النقصان فإياك إياك أن تُذهب ثواب صيامك ، إياك أن يكون حظك من صيامك مجرد الجوع والظمأ ، وليكن حظك من صيامك المسارعة إلى فعل الخير وتهذيب النفس وتزكيتها ، قول الزور وعمل الزور كل قولٍ باطلٍ وكل الأقوال الباطلة من أقوال الزور، فالكذب ، وشهادة الزور، والغيبة ، والنميمة ، والسب ، والشتم ، واللعن ، والسخرية ، والاحتقار، وانتقاص المسلم كل ذلك من الأقوال السيئة وكلها من الزور والبهتان ، فالمسلم صادق في أخباره صادق في شهادته ، المسلم بعيدٌ عن هذه الأقوال السيئة ، لسانه يصونه عن كل قول سيء وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم لما قال : "أمسك عليك لسانك" قال الصحابي وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ، قال : "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يَكُب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" ، أخي الصائم ، الصائم حقاً من ترفَّع عن الكذب سواء كان هذا الكذب كذباً على الله أو كذباً على رسوله صلى الله عليه وسلم فذاك أشد أنواع الكذب والافتراء (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النحل:116-117] ، الكذب على محمد صلى الله عليه وسلم من أشد أنواع الكذب ، يقول صلى الله عليه وسلم : "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" ، شهادة الزور من أنواع البهتان والظلم بأن تشهد شهادة تعلم أنها باطلة ومخالفة للواقع وأنها افتراء لتقلب بها الحقائق ، وتُلبس بها على القضاء ويُستحل بها أموال المسلمين ، وربما استُحلت بها أبدانهم ، وربما عوقبوا عقوبات عظيمة ، بأسباب تلكم الشهادة الجائرة الظالمة الكاذبة ، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم لما عد كبائر الذنوب وكان متكئاً فجلس فقال : "ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور"، فما زال يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت ، والله يصف عباد الرحمن بقوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) [الفرقان:72] ، فاحذر من شهادة الزور في رمضان وفي غيره أشد إثماً وأعظم جُرماً ، الصائم يحرص على أن لا يغتاب المسلمين فينالوا من حسناته ويتحمل السيئات ، المسلم يبتعد أن يسعى بالنميمة بين الناس حتى لا يفرق بين الأخوين والزوجين ، ولا بين الأصحاب والأصدقاء ، يترفَّع عن ذلك لأنها خلق ذميم ، يترفع ذوو المروءات والنفوس الشريفة ، (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) الآية (القلم:10-12) ، الصائم لسانه مهذب فليس بالسباب ولا باللعان ، فإن خُلق المسلم الترفع عن السباب واللعان ، في الحديث : "ليس المسلم بالسباب ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء" ، إن سباب المسلمين فسوق ، وسب المسلم كقتله ، فالمسلم يترفَّع عن الرذائل ولكنه في شهر الصيام أشد بُعداً عن هذه الأخلاق السيئة ، السخرية بالناس والاستهزاء بهم ولمزهم بالألقاب البذيئة كل هذا من قول الزور، فإن الله تعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) [الحجرات:11] ، الصائم صائنٌ لسانه عن الجدال والمراء وما لا يعنيه ، وفي الحديث : "من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" ، وفيه أيضاً : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" ، وهنا أقف معك أخي المسلم وقفةً عظيمةً تأملية ، إذا علمنا أن الكذب وشهادة الزور والسخرية بالمسلمين وانتقاصهم وعيبهم ولمزهم أمورٌ محرمة دائماً وأبداً ولكنها في شهر الصيام أشد تحريماً وإثماً ، إذن لا بد من تساؤل عن بعض هذه المسلسلات الهابطة ، وبعض هذه المسلسلات الإجرامية ، وبعض هذه المسلسلات الخارجة عن الطريق المستقيم والمنهج القويم من أقوام اتخذوا من هذه وسيلة للطعن في الإسلام وأهله وعيب المسلمين واستنقاصهم ، وسيلة للسخرية من سنة محمد صلى الله عليه وسلم وتشويه السنة وأن السنة النبوية موضعٌ للسخرية والانتقاص والاحتقار (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) [الكهف:103-104] ، نعم نحن مع النقد النافع ، ومع التوجيه السليم ومع النقد النافع ومع المسلسل الهادف ، لكن أن يُتخذ هذا المسلسل وسيلةً للكذب والافتراء ، واستباحة الربا ، والطعن في المسلمين ، واحتقار السنة ولمز أهلها بالصور المشوهة القبيحة فهذا منكرٌ لا يرضاه مسلم ، وإن هذه المسلسلات التي يعُدها من يعُدها إنها لنقصٌ على الإسلام وأهله ، وللأسف الشديد فإن هؤلاء ينتسبون للإسلام ومن أبناء المسلمين ثم يضعون هذه المسلسلات التافهة الساقطة الهابطة التي لا تُحقق هدفاً صالحاً ، لكنها ترمي من مكان معين للعيب في الإسلام وانتقاص أحكامه وتعاليمه وآدابه فليحذر المسلم ذلك : (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63] ، أما يخشى أولئك أن يشملهم عموم قول الله عن المنافقين : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:65-66] ، إننا مع كل مسلسل نافع ، وكل أطروحة نافعة تعالج أي قضية من القضايا لكن على أساس الانضباط الشرعي والسلوك الإسلامي وأن لا نتخذ منها لمزاً أو همزاً أو عيباً أو انتقاصاً بأي خلق من أخلاق المسلمين ولا لأي مؤسسة من مؤسسات المسلمين وإنما نعالجها بالحكمة والبصيرة مع التأدب والترفع عن رذائل الأقوال التي لا خير فيها ، أخي المسلم ، والصائم أيضاً مترفع عن عمل الزور فأعمال الزور السيئة من الغدر والخيانة والغش والتدليس ، المسلم خالياً عنها ، فالمسلم ليس عنده غشٌ ولا خيانة ولا تدليسٌ ولا غش في المعاملات بل معاملاتها كلها نقية طيبة بعيدة عن كل ما يخالف شرع الله ، هو بعيد عن أكل أموال الناس بالباطل ، بعيد عن جحود الحقوق والمماطلة بها ، بعيدٌ عن أكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، بعيد عن الخيانة فيما اؤتمن عليه ، هكذا يكون الصوم مهذباً له حتى يسير على هذا المنهج القوي في رمضان وبعد رمضان فرمضان إلى رمضان مدرسة له ، كلما مضى عام جاء عام آخر ليؤكد القيم والفضائل واستمرار المسلم على أخلاقه وفضائله وقيمه ، أيها الصائم المسلم ، إنك في شهر عظيم ، وموسم كريم ، فسارع إلى فعل الخيرات ، ونافس في صالح الأعمال ، حافظ على هذه الصلوات الخمس ، حافظ عليها محافظة دائمة في أوقاتها مع الجماعة في المساجد ، فإن في المحافظة عليها قوة الإيمان وحصول الخير من حفظها وحافظ عليها كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحُشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف أئمة الكفر والضلال ، بُرَّ بالوالدين ، وصِل الأرحام ، وكُفَّ الأذى عن الجيران ، وتخلَّق بكل خلق حميد ، ارحم المسكين ، واعطف على البائس الفقير، وامسح دمعة اليتيم ، ويسر على المعسرين ، وفرج كرب المكروبين ، وتقرب إلى الله بذلك فنبيكم صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجودهم في رمضان حين يلقى جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة ، كُن أيها الصائم متخلّقاً بالحلم والأناة ، والصفح والإعراض ، والتأدب بالآداب الحسنة ليكون الصوم عوناً لك على الخير وعوناً لك على كل عمل صالح ، وعوناً لك على الاستقامة على الهدى ، أيامه فاضلة ، ولياليه مباركة ، فاغتنمها عند الفطور والسحور بدعوات صادقة خالصة لله ترفع أكفك لذي الجلال والإكرام ترجو رحمته وتخاف عذابه وتتأمل فضله وإحسانه ، وللصائم عند فطره دعوة لا ترد ، فاغتنمها في الخير ، ادع الله لنفسك بالثبات والاستقامة ولوالديك بالمغفرة والرضوان ولذريتك بالصلاح والاستقامة ، ولحياتك بالسعادة المقرونة بطاعة الله جل وعلا وما يُقرب إليه زلفى ، فلنتقي الله في أنفسنا ، ولنحسن لعباد الله ، ولنتحلَ بهذه الأخلاق الكريمة ، ولنبتعد عما يشيننا من الأخلاق السيئة ، ابتعد أخي المسلم عن المناظر الخبيثة الخداعة ، ابتعد عن الصور الماجنة ، التي تقودك إلى الشر وتُحسِّن لك الباطل وتعينك على أبواب السوء ، فكن واثقاً بربك ، مستقيماً على طاعته ، سائلاً له من فضله وكرمه ، أسأل الله أن يجعل صيامنا مقبولا ، وسعينا مشكورا ، وعملنا متقبلا إنه على كل شيء قدير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21] ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية :

الحمدُ لله ، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه ، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه ، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ ، أما بعد فيا أيُّها الناسُ ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى .

عباد الله ، إن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى وقت الفجر وتعجيل الفطور ، فهو القائل : "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" ، والله يقول لنا : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة:187] ، حكم شرعي ماضٍ إلى قيام الساعة ، للأسف الشديد أن الجوالات بُث فيها منذ أيام رسالة مفاد هذه الرسالة أننا نمسك للسحور قبل الوقت بما يقارب سبعة عشر دقيقة أو عشرين دقيقة ، فكأن لسان حالهم يقولون إن الفجر الذي عندنا في تقويم أم القرى على أربع و ثلاث دقائق أننا قد سبقنا الوقت وأن الوقت على أربع وثلاث وعشرين دقيقة فيرون هذه العشرين الدقيقة للأكل والشرب وأن الفجر لم يطلع ويقدحون في هذا التقويم المعتمد الذي مضى عليه سنون عديدة منذ أن أنشأه الملك عبد العزيز غفر الله له عام 43 إلى اليوم وهو تقويم مبني على لجنة علمية ذات فقه شرعي وعلماء من علماء الفلك المسلمين الصادقين الناصحين وتوارثته الأمة من ذاك الزمن إلى اليوم فالطعن في تقويم أم القرى وتشكيك الناس في إمساكهم كل هذا خطأ لا أصل له ولا ينبغي ترويجه ولا الانخداع به ، فنحن نلتزم بالتقويم لأن الواجب علينا النظر في الأفق ولكن نظراً لأن وسائل الإضاءة قد لا توضح لك الأمور، فنحن نعتمد على التقويم ، فالتقويم معتمد ، والتقويم على حق ، والتقويم على صواب ولا إشكال في ذلك ، فالطعن فيه أو التشكيك فيه كل هذا من التنطع الذي لا أصل له ولا ينبغي لأي مسلم أن يُصغي إليه بل يكون مع المسلمين في صيامهم وإفطارهم هذا هو الواجب علينا ، أما هذه الشكوك والتنطعات وافتراء الأكاذيب فكلها تصدر مِن مَن ليس عنده خبره ، ولا دقة في الأمر، وإنما يُحب المخالفة ، فاحذروا ترويج هذه الشائعات أو الإصغاء إليها جعلني الله وإياكم من الصادقين في أقوالنا وأعمالنا ، واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بجماعة المسلمين ، فإن يد الله على الجماعة ، ومن شذّ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على عبد الله رسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56] . اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وارضَ اللهم على خلفائه الراشدين ، الأئمة المهديين ، أبي بكر، وعمر، وعثمان ، وعلي ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنّا معهم بعفوك ، وكرمك ، وجودك ، وإحسانك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، وانصر عبادك الموحدين ، واجعل اللهم هذا البد آمناً مطمئناً ، وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا ، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين ، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز لكل خير، اللهم سدده في أقواله وأعماله ، وكن له عوناً ونصيراً في كل ما أهمه ، واجعله بركة على أمته وعلى المسلمين ، اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبد العزيز لكل خير وأمده بالصحة والسلامة والعافية اللهم وفق النائب الثاني نايف بن عبد العزيز لكل خير، وأعنه على مسؤوليته إنك على كل شي قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10] ، (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف:23] ، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) [البقرة:201] . عباد الله ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90] ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على عموم نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون .