النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حسن الخلق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    106

    حسن الخلق

    يقول ابن القيم:اسمع الآن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به
    العفو عمن أساء إليك
    ليس بالأمر السهل

    فالانتقام للنفس وإذاقة الخصم نفس كأس الألم أمرٌ فيه لذة

    لكن العفو عمن ظلمك -بل الإحسان إليه- (لله) فيه راحة بال ولذة حقيقية يتبعها راحة نفسية لا لذة يتبعها قلق وإظطراب كحال لذة الانتقام
    و لكيلا أطيل عليك ...دع الإمام يخبرك :

    تأمل حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي حكى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم "أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" رواه البخاري ومسلم
    كيف جمع في هذه الكلمات أربع مقامات من الإحسان
    قابل بها إساءتهم العظيمة إليه :
    أحدها: عفوه عنهم
    والثاني: استغفاره لهم
    الثالث: اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون
    الرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به هذا ولدي هذا غلامي هذا صاحبي فهبه لي .

    واسمع الآن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به :

    اعلم أن لك ذنوباً بينك وبين الله تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله فإذا كنت ترجو هذا من ربك أن يقابل به إساءتك
    فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله هذه المعاملة فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك (جزاءً وفاقاً )
    فانتقم بعد ذلك أو اعف وأحسن أو اترك
    فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى ما أساء إليه هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما "قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي شكى إليه قرابته وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: "لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك" رواه مسلم.(بدائع الفوائد لابن القيم)

    حُسن الخُلق من رياض الصالحين بشرح العثيمين - رحمه الله -


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    باب حُسن الخُلق


    قال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)،
    وقال تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)(آل عمران:134).

    1/621- وعن أنس رضي الله عنهُ قال:
    (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً).
    متفق عليه.



    الشرح


    قال الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق، يعني باب الحث عليه،وفضيلته، وبيان من اتصف به من عباد الله، وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله.

    أما حسن الخلق مع الله:
    فهو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدرالله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر، وقال بلسانه وقلبه: رضيت بالله رباّ، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي؛ رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عزّ وجلّ بصدر منشرح ونفس مطمئنة، فهذا حسن الخلق مع الله عزّوجلّ.

    أما مع الخَلق:
    فيحسن الخُلق معهم بما قاله بعض العلماء:
    كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه،وهذا حسن الخلق.

    كف الأذى
    بألا يؤذي الناس لابلسانه ولا بجوارحه،

    وبذل الندى
    يعني العطاء، يبذل العطاء من مال وعلم وجاه وغير ذلك،

    وطلاقة الوجه
    بأن يلاقي الناس بوجه منطلق، ليس بعبوس، ولا مصعّرٍ خده، وهذا هو حسن الخلق.

    ولا شك أن الذي يفعل هذا؛ فكيف الأذى ويبذل الندى ويجعل وجه منطلقاً؛ لا شك
    لأنه سيصبر على أذى الناس أيضاً، فإن الصبر على أذى الناس لا شك أنه من حسن الخُلق، فإن من الناس من يؤذي أخاه، وربما يعتدي عليه بما يضرّه؛ بأكل ماله، أو جحد حق له، أو ما أشبه ذلك، فيصبر و يحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، والعاقبة للمتقين، وهذا كله من حسن الخلق مع الناس.

    ثم صدّر المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب بقوله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ،

    وهذا معطوف على جواب القسم(نْوَن والْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) (القلم:1-4).

    إنك : يعني يامحمد، لعلى خلق عظيم لم يتخلق أحد بمثله، في كل شيء؛ خلق مع الله، خلق مع عباد الله، في الشجاعة والكرم وحسن المعاملة وفي كل شيء، وكان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن يتأدب بآدابه؛ يمتثل أوامره ويجتنبُ نواهيه.

    ثم ساق المؤلف جزءاً من آية آل عمران في قوله:
    (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) ( آل عمران134)،

    وهذه من صفات المتقين الذين أعد الله لهمالجنة،
    كما قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 133-134).

    ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ )يعني الذين يكظمون غضبهم، إذا غضب، ملك نفسه وكظم غيظه، ولم يتعدعلى أحدٍ بموجب هذا الغضب.

    (َوَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس)إذاأساءوا إليهم،

    (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)فإن هذا من الإحسان أن تعفو عمّن ظلمك،

    ولكن العفو له محل؛ إن كان المعتدي أهلاً للعفو فالعفو محمود،
    وإن لم يكن أهلاً للعفو؛فإن العفو ليس بمحمود؛
    لأن الله تعالى قال في كتابه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه)(الشورى:40).

    فلو أن رجلاً اعتدى عليك بضربك، أو أخذ مالك، أو إهانتك، أو ما أشبه ذلك، فهل الأفضل أن تعفو عنه أم لا؟

    نقول في هذا تفصيل:
    إن كان الرجل شريراً، سيئاً،إذا عفوت عنه ازداد في الاعتداء عليك وعلى غيرك، فلا تعفُ عنه، خذ حقك منه ىبيدك، إلا أن تكون تحت ولاية شرعية فترفع الأمر إلى من له الولاية الشرعية،وإلا فتأخذه بيدك ما لم يترتب على ذلك ضرر أكبر.

    والحاصل أنه إذا كان الرجل المعتدى سيئاً شريراً هذا ليس أهلاً للعفو فلا تعفُ عنه، بل الأفضل أن تأخذ بحقك؛
    لأن الله يقول : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ)،
    والعفو في مثل هذه الحال ليس بإصلاح.

    والنفس ربما تأمر كأن تأخذ بحقك، ولكن كما قلت إذا كان الإنسان أهلاً للعفو فالأفضل أن تعفو عنه وإلا فلا.
    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3
    جزاك الله خيرا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •