السؤال193: ما هي أقوال أهل العلم في شأن الإزار، وما هو موضع الاختلاف، وعلى ماذا يحمل وجه الاختلاف، وما حال حديث: التقصير بأربع أصابع تحت الركبة؟

الجواب: الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «إزرة المؤمن إلى وسط الساق». فالأحسن أن يكون إلى وسط الساق، ولو ارتقع إلى تحت الركبة فلا نستطيع أن ننكر عليه، وأما الحديث الذي ورد في السؤال فالذي يظهر لي أنه ليس بصحيح، وإذا كان الثوب كذلك إلى فوق الكعبين، أو إلى الكعبين، فلا نستطيع أن ننكر عليه، لكن الأفضل أن يكون إلى وسط الساق للحديث الذي ذكرناه: «إزرة المؤمن إلى وسط الساق».

السؤال194: ما هي الطريقة المثلى في الدعوة إلى التوحيد، وما هو ضابط المفسدة في الدعوة إليه وهل الدعوة إلى التوحيد قائمة إلى يوم الدين؟

الجواب: أما الطريقة المثلى فهي التعليم، والاهتمام بالدعوة إلى التوحيد فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لما أرسل معاذا إلى اليمن قال: «إنك ستأتي قوما من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله».

وهذه المفسدة إن كانت متحققة أو مظنونة ظنا راجحا، فنعم، لكن نخشى أن تكون من باب الأوهام، ومن باب قول الله عز وجل: ﴿إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين﴾(28)، أي: يخوفكم أولياءه.

فإذا كانت المفسدة متحققة ومؤكدة، فيتأنى في الأمر، ويبدأ بالتعليم مع النية أنه إذا تمكن الشخص، فسيزيل هذه المنكرات.

وبحمد الله فإخواننا أهل عدن حفظهم الله، عند أن قاموا بتخريب القبور، نصروا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، واتضحت حقائق لأناس من أصحاب الحزبيات المغلفة، كأصحاب جمعية الحكمة، وجمعية الإحسان الذين تبرموا وتبرءوا من هذا.

فأقول: لا بد من فتنة وابتلاء، يقول الله عز وجل: ﴿ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين﴾(29).

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين ءامنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب﴾(30).

السؤال195: نرجو من فضيلتكم، تنبيه الإخوة السودانيين على الشريط الذي أخرجته في حسن الترابي الضال، لأن أكثر السودانيين مغترين به، فهو داعية ضلالة، يجب تبيين حاله؟

الجواب: من فضل الله أنه منذ قدم إلى اليمن، واطلعنا على بعض كتبه، وبعض النشرات التي تنشر عنه، ونحن نحذر منه، بل ندعوه إلى أن يجدد إسلامه، والآن تحقق وسألنا أخونا (أبوالمغيرة اللبناني) حفظه الله، وأبان بعض المسائل الكفرية التي صدرت من الترابي.

وأقول: إن كثيرا من الإخوة السودانيين أصحاب عاطفة، وأريد منهم أن يعرضوا أقوال الترابي وردود أهل العلم على كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهذا لأهل الخير والصلاح، أما الحزبي فلو جئته بكل آية.

وقد انزلق بعض الناس من أرض الحرمين ونجد واغتروا به، يقول أحدهم: يعجبني ذكاؤه. فأقول له: وإبليس ذكي، فإن عنده من الذكاء أكثر مما عند حسن الترابي، وكذلك ابن الراوندي، والفارابي، وابن سيناء، فعندهم ذكاء أكثر من الترابي، فلا تغتر يا عبدالله بالذكاء، وتنسى مطاعن الترابي في الدين.

وأنصح الإخوة السودانيين بقراءة ردود أهل العلم على ذلك الضال المضل.

السؤال196: ختاما، جزاكم الله خيرا على هذه الردود النافعة، والإجابات الراشدة، ولكن ما هي نصيحتكم للشباب السوداني، وكيف يتعاملون مع أنصار السنة، الذين حق لهم أن يسموا أنصار البدعة؟ وما هي نصيحتكم لهم في كيفية طلب العلم؟ وعند من يطلبونه؟

الجواب: أنصحهم أن يطلبوا العلم، وأن يبتعدوا عن جماعة أنصار السنة، فقد أصبحوا دعاة بدعة، ودعاة مادة، وأما طلب العلم فأتمنى أن الله يوفق أخا من إخواننا يذهب إلى هناك ويستفيد منه إخواننا السودانيون ولو مدة ثلاثة أشهر، يعلمهم كيف يستفيدون من كتب السنة، وأخبرت أن الأخ حسين عشيش مستفيد فليستفيدوا منه، وإذا استطاعوا أن يرحلوا إلى أهل العلم، فليرحلوا مثل الشيخ الألباني، والشيخ ابن باز، وإياكم إياكم من القرب من الحزبيين فان علمهم ليس فيه بركة، لأنهم ليسوا مخلصين فهمهم أن يجمعوا الناس عندهم، وأن يقربوا الناس إليهم إذا حصلت انتخابات، أما أنت أيها السني فهمك أن تعلم الناس كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولست تدعوهم إلى تقليدك واتباعك، بل تقول لهم: نحن وأنتم نتبع كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

ولا أستطيع أن أفي بما يحتاج إليه الإخوة، ولكنني أنصحهم أن يقبلوا على حفظ القرآن، وعلى الاستفادة من كتب السنة، وعلى الرحلة إن تيسرت لهم إلى أهل العلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أسئلة الشباب السوداني