النتائج 1 إلى 15 من 18

الموضوع: فتاوى منهجية للشيخ العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله -

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    فتاوى منهجية للشيخ العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فتاوى منهجية


    للشيخ العلامة المحدث مقبل الوادعي - رحمه الله -


    من كتب وأشرطة العلامة الوادعي رحمه الله



    ما معنى (المذهب الزيدي مبني على الهيام)؟

    الجواب: الهيام معروف، فإذا كنت تبني بناء على هيام فإنه سيسقط، ومعنى هذا أن المذهب الزيدي ليس له كتب، «فالمجموع» الفقهي والحديثي من طريق عمرو بن خالد الواسطي يرويه عنه إبراهيم بن الزبرقان، فأما عمرو فكذاب وأما إبراهيم بن الزبرقان ففيه ضعف، يرويه عنه نصر بن مزاحم وقد قال الذهبي فيه: كان كذابا زائغا عن الحق.

    فالكتاب لا يثبت، وهكذا كتاب «القراءات» من طريق أبي حيان التوحيدي علي بن محمد ويعتبر من زنادقة الإسلام، بل يقول ابن الجوزي: زنادقة الإسلام ثلاثة: أبوالعلاء المعري، والراوندي، وأبوحيان التوحيدي، قال: التوحيدي أضر الثلاثة لأنهما بينا، ومجمج.

    فعلى هذا لا توجد كتب تثبت نسبتها إلى زيد بن علي -رضي الله عنه- و-رحمه الله-. ولست أدعوكم إلى الانتقال من المذهب الزيدي إلى المذهب الحنبلي أو المذهب الشافعي أو إلى المذهب الحنفي أو المذهب المالكي، بل ندعوكم من الانتقال من المذهب الزيدي والشيعي إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.


    تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,547
    جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي البلوشي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    1,500
    رحم الله الشيخ مقبل
    التعديل الأخير تم بواسطة هادي بن علي ; 07-25-2011 الساعة 10:40 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    هناك إخوة ملتزمون ويعملون في محطات بترول ويبيعون فيها السجائر؟

    الجواب: ينصحون ألا يبيعوا هذا، والله المستعان.

    إذا هدى الله رجلا للدخول في دين الإسلام فما الذي يقوله وما الذي يقال له؟

    الجواب: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم ينصح بمجالسة الصالحين، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة».

    وقد أخبرنا بقضية ونحن في الجامعة الإسلامية: أن شخصا أسلم، فانتقل من حجرة النصارى إلى حجرة المسلمين، فإذا المسلمون لا يصلون، فصار إسلامه انتقالا من حجرة إلى حجرة أخرى، فلا بد أن يحرص على مجالسة الناس الصالحين، والكفر بعبادة المسيح، وننصحه كذلك باقتناء الكتب النافعة مثل: كتاب «رياض الصالحين»، و«فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» و«بلوغ المرام» و«تفسير ابن كثير»، وننصحه كذلك بأن يأخذ الإسلام من كتب الإسلام لا من أعمال المسلمين، فأعمالهم سيئة ربما تجد المسلم يكذب ويزني ويشرب الخمر، وهم يعرفون أن هذه الأشياء محرمة، ثم يحتجون على المسلمين بهذا، فنقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى هذا، بل إلى التمسك بالدين الصحيح: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾.
    وهكذا مسألة الأمانة وغيرها من المسائل التي ارتكبها المسلمون وهي مخالفة للشرع، فهم ليسوا بحجة على الإسلام، بل الإسلام حجة على المسلمين أنفسهم.

    فلا بد من تبيين هذا حتى لا يحتج على الإسلام بفسقة المسلمين، بل نقول لهم: نحن لا ندعوكم إلى أن تكونوا مثل هؤلاء، ولا مثل القضاة المرتشين، أو قطاع الطرق، أو الخمارين، ولا ندعوكم إلى أن تكونوا صوفية، فقد زارنا أحد الأخوة الأفاضل يدرس إما في بريطانيا أو ألمانيا، وحكى لنا أن الله هدى امرأة للإسلام، ثم رأت الصوفية يرقصون في المسجد، فاتصلت به وقالت: رأيت كذا وكذا في المسجد، فإن كان هذا هو الإسلام فلا فرق بينه وبين الدين الذي خرجت منه. فنحن لا ندعوك إلى أن تكون شيعيا ولا صوفيا، ولا علمانيا، بل تعمل بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولو خالفك الناس كلهم.

    لا بد للداعي أن يدعو إلى الإسلام في أمريكا، فما هي الطرق الصحيحة، والضوابط الشرعية للدعوة، مع العلم أن مجتمعهم معروف بالفساد والانحلال وغير ذلك؟

    الجواب: قبل هذا ننصحه أن يتزود من العلم النافع، يقول الله تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾.
    ثم يدعو إلى العقيدة الصحيحة، فلا ندعوهم إلى ترك عبادة المسيح، ثم ندعوهم إلى عبادة القبور كما يفعل الصوفية.

    ما قولكم في جماعة التبليغ، وطريقتهم في الدعوة، وماذا تعرفون عنهم؟

    الجواب: ألف الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رسالة أسمها «القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ» أنصح بقراءتها، وكذلك الأخ فالح الحربي، والأخ الشرقاوي من ساكني جدة، والمؤلفات كثيرة في بيان شركياتهم وصوفياتهم، وما هم عليه من الضلال، ودعوتهم دعوة ميتة، ولو لم تكن ميتة ما كانت تذهب في وقت الشيوعية إلى بلاد الشيوعية، وقد جاءنا أخ فرنسي وقلنا له: هل نستطيع أن نأتي إلى بلدكم للدعوة إلى الله، قال: لا تستطيعون إلا إذا كان باسم جماعة التبليغ، فهم مأذون لهم.

    ودعوتهم لو كانت في زمن أبي جهل ما أنكر عليهم، فهم يدعون إلى ست خصال، فهي دعوة مبنية على جهل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾.

    وهؤلاء يدخل معهم الخمار، والعامي الذي لا يعرف شيئا، فدعوتهم دعوة جهل وضلال، ولا أنصح بالخروج معهم، وياحبذا لو منعوا.

    دع عنك التوقيت، تخرج معهم ثلاثة أيام، أو شهر، أو ثلاثة أشهر، فكل هذه بدع، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم﴾ فتخرج بحسب نشاطك واستطاعتك، وأنصح بالخروج مع أهل السنة فإنك ستستفيد مراجعة قرآن، وحفظ أحاديث، وتحذير من الشركيات أو مذاكرة علمية، فلسنا محتاجين إلى أن نخرج معهم.

    يأتي إلى أمريكا من ينسب نفسه إلى أهل السنة، ومنهم عقيل المقطري، ويخطب في المساجد، وبعدها يقوم بجمع التبرعات للجمعية فما حكم ذلك؟

    الجواب: دعوة الإخوان المسلمين دعوة مادية دنيوية، ولجمع الأموال، ففي ذات مرة خرجنا دعوة، وخرج معنا عبدالله النهمي --رحمه الله- فقد قتل في أفغانستان-، وعبدالوهاب صهر حزام البهلولي، وقالوا: نحن نطلب تبرعات، فقلنا: هذه ليست من سمات أهل السنة، لكن إن أبيتم فبشرط ألا تستلموها أنتم، بل تقولون: يستلمها فلان من أهل القرية، فقد أصبح الناس الآن يسيئون الظن بالدعاة إلى الله، والله عز وجل يقول حاكيا عن كثير من أنبيائه في سورة الشعراء: ﴿وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين﴾.

    ويقول الله سبحانه وتعالى حاكيا عن بعض الصالحين: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾ ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾. يقول هذا لنبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فالدعوة لا بد أن تكون لله عز وجل: ﴿قل هذهسبيليأدعوإلىاللهعلىبصيرةأناومناتبعني﴾

    وهؤلاء عندهم اليوم المبارك الذين يخرجون وقد امتلأت مخابئهم، انتفع الناس أم لم ينتفعوا، فهذه إساءة إلى العلم والدعوة. يقوم الخطيب منهم ويحثهم على التمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويحذرهم من عقاب الله، ويذكرهم بالجنة والنار، ثم يقول في النهاية: هاتوا لنا أموالا، والله عز وجل يقول: ﴿ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم﴾.

    وقصة سعد بن الربيع، وعبدالرحمن بن عوف معروفة، عند أن قال سعد ابن الربيع: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق. فقد كان سعد بن الربيع في غاية من الكرم، وعبدالرحمن بن عوف في غاية من العفة.

    فالحق أنهم شوهوا الدعوة، وأقبح من هذا أن الإخوان المسلمين وأصحاب جمعية الحكمة يرجعون ويحاربون بهذه الأموال إخوانهم أهل السنة، ويمسخون شباب أهل السنة، فتجد الشاب ما شاء الله يرجى أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين، لكنه ضعيف العزيمة، وليس عنده ثبات، فيقولون له: تعال عندنا ونحن نعطيك عشرين ألف ريال يمني.

    فترجع هذه الأموال في محاربة دعوة أهل السنة، التي نفع الله بها، والتي شهد لها المسلمون والعلماء بحمد الله بالنجاح، والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى، ولسنا نتكلم في الإخوان المسلمين لأنهم يحلقون لحاهم، ففي الشعب اليمني من هو شر منهم، ولا لأنهم يلبسون البنطلون، ففي الشعب اليمني من هو شر منهم، لكن نتكلم فيهم لأنهم يلبسون على الناس باسم الإسلام، ويحاربون دعوة إخوانهم أهل السنة، وكذلك دعوة أصحاب جمعية الحكمة أصبحت تتعاون مع الإخوان المسلمين على أذية شباب أهل السنة، والله عز وجل يقول: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾.

    والذي يساعدهم بالأموال، يساعدهم على محاربة أهل السنة. وأقول لعقيل: أين محاربتك للقبوريين والصوفية، على أن عقيلا والحق يقال أحسن من محمد المهدي، وأحسن من كثير من أصحاب جمعية الحكمة، ولكن هو من النفر الذين مسخوا بسبب الدنيا، فقد كان وهو عندنا رجلا زاهدا، ثم فتنوه بالمال والسيارات والدنيا، وأنا لا أقول: إن كل أهل السنة قد أصبحوا كذلك، فالحمد لله الكثير الكثير، لو أكلوا ترابا ما استجابوا لدعوة أولئك، والله عز وجل يقول: ﴿فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم﴾.

    ويقول سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا﴾.

    وقد ساءت النيات بسبب الدنيا، فقد كان يأتيني أصحاب إب ويقولون لي: يا أبا عبدالرحمن قل للأستاذ محمد المهدي يجلس لنا في المسجد، يعلمنا العلم. وقد كنت أحسن به الظن، وهم كذلك يحسنون به الظن، فقلت له فأبى، وما عرفنا أنه جوال لجمع الدنانير والأموال، فلا تسمع به إلا في دولة قطر، وأخرى في السعودية، ومرة في أمريكا، وأنا أتحداه أن يأتي بطالب واحد من طلبته مستفيد يستطيع أن يكون مرجعا، والتجار عليهم أن يتقوا الله، وأن يعرفوا أين يضعون زكوات أموالهم، هلا قرءوا قوله تعالى: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم﴾.

    ثم يأتي عقيل ويقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أنا وكافل اليتيم كهاتين». ويأتي محمد المهدي ويقول: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله﴾.

    وانظروا إلى المجلة الشحاذة (مجلة الفرقان) هل تجدون عددا ليس فيه شحاذة. فأنصح أهل السنة أن يقوموا بواجبهم نحو الدعوة، لوجه الله عز وجل، نحن لسنا ندعو الناس إلى اتباعنا فلسنا أهلا لأن نتبع، بل ندعو الناس إلى أن نتبع نحن وهم كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

    ولسنا ندعو الناس إلى أخذ أموالهم، ولو ذهبت إلى أي بلد من البلاد الإسلامية فلن ترى سنيا يقوم ويعظ الناس حتى يبكيهم، ثم بعد ذلك يفرش عمامته عند الباب.


    أسئلة بعض المغتربين في أمريكا

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    رجل تزوج بامرأة من جماعة التكفير وهو لا يدري، فلما علم بالأمر طلقها وأنجبت له ولدا، فهل يجوز له أن يأخذ ولده غصبا عنها خشية أن يتأثر بها أم لا؟

    الجواب: ننصحه أن يعظها ويذكرها بالأحاديث الواردة في ذم تكفير المسلمين مثل حديث: «من قال لأخيه: ياكافر إن كما قال، وإلا رجع عليه».

    وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في الخوارج: «إنهم كلاب أهل النار» ويقول: «يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية».

    فيذكرها بالله ويقص عليها ما ورد عن الخوارج وفي ذمهم، فإن رجعت وإلا فارقها إذا خشي على أولاده، أما ابنه فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول لامرأة: «أنت أحق به ما لم تنكحي». ولكن إذا خشي أن تدعو ولدها إلى البدعة -وهي رأي جماعة التكفير- فله أن يأخذ ولده، فإنها ليست أهلا لحضانته.

    ما هو القول الفصل في يوسف القرضاوي، وهل هو مبتدع أم لا، وما رأيكم فيمن يقول: بأنه عدو لله، ومن أبناء اليهود ويلقبه: بالقرظي، نسبة إلى بنى قريظة؟

    الجواب: يوسف القرضاوي منذ عرفناه وسمعنا به، وهو حزبي مبتدع، أما أنه عدو للسنة فلا نستطيع أن نقول إنه عدو للسنة(9)، ولا نستطيع أن نقول إنه من أبناء اليهود، فلا بد من العدالة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(10). ويقول: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(11). ويقول: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(12).

    والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا.

    فأنا لا أنصح باستماع أشرطته، ولا بحضور محاضراته، ولا بقراءة كتبه فهو مهوس، وله كتاب في جواز تعدد الجماعات، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «يد الله مع الجماعة»، فلم يقل: مع الجماعات. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة»، فما قال: وفارق الجماعات.

    ويقول كما في حديث ابن عباس: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية». أخرجه البخاري. وكما في حديث معاوية عندما سئل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن الفرقة الناجية فقال: «هي الجماعة».

    فالمسلمون جماعة واحدة، فلا يجوز للقرضاوي أن يسعى في تفرقة كلمة المسلمين ويشتت شملهم، ويضعفهم بالتفرقة، يقول الله عز وجل: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(13)، ويقول عز وجل: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء﴾(14).

    وأقبح من هذا ما نشر عنه في جريدة: إننا لا نقاتل اليهود من أجل الإسلام، ولكن من أجل أنهم احتلوا أراضينا.

    أف لهذه الفتوى المنتنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾(15).

    فالدين مقدم على الوطن وعلى الأرض ولكن الحزبية تعمي وتصم.

    ولنا رسالة في الرد عليه بعنوان «إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي».

    ما هو مذهب السلف الصالح في معاملة الحكام؟

    الجواب: الحكام لا يملكون أمورهم، ولكن الذي يملك أمر الحكام هي أمريكا، فهي تدعوهم إلى مؤتمر محاربة المتطرفين، والبطل فيهم من قام وقال: أبيدوا المتطرفين.

    فالحكام مساكين لا يملكون أمرهم، ولكن معاملة السلف تكفينا، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.

    ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه».

    وأنا أقول: إن حكامنا ليسوا كحكام بني أمية أو العباسيين، وإن كان قد وجد في بني أمية من يشرب الخمر، ومن يستمع إلى القينات، ومن لا يبالي بالرعايا، لكن إذا دهم أعداء الإسلام بلاد المسلمين قام كالأسد، مثل الرسالة التي بعثها الرشيد إلى ملك الروم يقول فيها: من هارون أمير المؤمنين، إلى نقفور كلب الروم، الجواب ما ترى لا ما تسمع.

    ونحن في هذا الوقت: الجواب ما تسمع من الإذاعة، (إسرائيل وإسرائيل) وهم معها في الباطن، حتى حكومة عدن عند أن كانت حكومة شيوعية تقول: إسرائيل وفلسطين وكذا وكذا، وهم يذبحون المسلمين وينكلون بالمسلمين أعظم من إسرائيل.

    فيجب أن نعرف ما نحن عليه، والشعوب مسلمة، فالشعب اليمني مسلم وحكومته باقية متمسكة بذيل الإسلام وهى تعتبر أحسن من غيرها، وكذلك الشعب السعودي مسلم وحكومته أيضا، وهي تعتبر من أحسن الحكومات، ونحن مسئولون عن هذا الكلام الذي نقوله.

    فأقول: يجب وضع الأدلة في مواضعها، ولا نغتر بأناس يزعمون أنهم يعرفون الواقع، وقد كتب عبدالرحمن عبدالخالق بعد الحرب العراقية الإيرانية في الجرائد: «إن صداما مؤمن قوي».

    فأقول: نعم هو مؤمن ولكن بالجبت والطاغوت.

    فلا أنصح بالكلام في الحكام، ولكن يجب التثبت، فلا أنصح أحدا بالاصطدام مع حكوماتهم ولسنا دعاة فتن، فالشعوب مسلمة والدائرة ستكون على رءوس المسلمين، ولا أجيز الثورات والانقلابات والخروج على الحكام، والشعوب محتاجة إلى أن ترجع إلى الله سبحانه وتعالى ونواصي العباد بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾(16).

    السؤال75: قال عبدالرحمن بن عبدالخالق لما جاء إلى إندونيسيا بأن الأخطاء التي نبه عليها الشيخ عبدالعزيز بن باز صدرت منه في زمن سابق، ولم يقلها في هذا الزمن فما قولكم في هذا الكلام؟

    الجواب: أقول: عبدالرحمن بن عبدالخالق كان في بدء أمره له مواقف طيبة وقد نفع الله به في الكويت، ثم بعد ذلك انحرف، وأعظم انحرافه هو تفرقة كلمة أهل السنة، وقد تكلمنا عليه في كتاب «المخرج من الفتنة» وفى كثير من الأشرطة، وأنصح بقراءة كتاب أخينا في الله ربيع بن هادي «جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات» فهو كاف واف.

    وأنا أشهد الله أنني أبغضه في الله لما افترى على دعوة أهل السنة فقد فرق بين أهل السنة في اليمن، وفي أرض الحرمين، وفي السودان.

    وأقول: إنه لا يعتمد على أشرطته ولا على كتبه، وقد رأيت له كتابا بعنوان «الفكر الصوفي»، ينقل في هذا الكتاب من «طبقات الصوفية» لأبي عبدالرحمن السلمي محمد بن الحسين وهو متهم، فكيف نأخذ منه ونستدل بذلك الكتاب وربما يكون فيه إزراء على بعض الأشخاص.

    أما عبدالرحمن عبدالخالق فلا أنصح بقراءة كتبه ولا باستماع أشرطته ولا أثق به، فقد قال للشيخ ابن باز: إنني قد رجعت عن هذه الأمور الأربعة التي انتقدتها علي.

    وأقول: إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبدالعزيز بن باز في قضايا يسيرة، بل الرجل أضل أمما وفرق كلمة أهل السنة، وغر الناس بديناره لا بأفكاره.

    فجمعية إحياء التراث بالكويت هي التي تجمع الأموال ثم ترسل عبدالرحمن بن عبدالخالق ليضل الناس ويشتت شملهم، فالدعوة غنية عن عبدالرحمن وعن أفكاره، فعليه بالجلوس في بيته وإن كان غيورا على الإسلام فليذهب إلى مصر، فإنها محتاجة إلى دعاة، ولعله سيتفق مع الأزهريين في آرائهم، أفكار الضياع والميوعة.

    أما جمعية إحياء التراث فقد انقسمت إلى أربعة أقسام كما أفادني زائر من الكويت، وأنا أنصح عبدالرحمن أن يرجع إلى الله وأن يتوب ويأخذ كتابه ويدرس عند الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ عبدالمحسن العباد، وأنا أتحدى عبدالرحمن عبدالخالق أن يأتي بطالب واحد قد أصبح مؤلفا مبرزا وقد رأيت رده على الشيخ ربيع فيكاد الشخص أن يضحك من ركبته، كرد أهل صعدة علي، فعبدالرحمن يقول: أنت قلت ياشيخ ربيع كذا، وأهل صعدة يقولون: أنت قلت يامقبل، فأقول في نفسي: أي والله لقد قلت هذا، وأحمد الله على هذا. فهو رد على الشيخ ربيع برد هزيل منهزم نفسيا، فجزى الله أخانا ربيعا خيرا.

    السؤال76: ما حكم التنظيم السري؟

    الجواب: التنظيم السري إذا كان الشخص يحتاج إليه كأن يكون بين أعداء الإسلام أو أن الحكومة تريد البطش به؛ فلا بأس به، بشرط ألا يكون التنظيم مخالفا للكتاب والسنة، فإذا خالف الكتاب والسنة فهو يعتبر طاغوتا.

    أما أن يكون عندنا مثل الإخوان المفلسين، أو أصحاب جمعية الحكمة، فيكون عند أصحاب جمعية الحكمة اجتماع فيقولون: أنت يافلان تأتي من هذا الشارع، وأنت يافلان تأتي من ذاك الشارع، وهذا يأتي من هنا وآخر من هناك، ولا تتركوا السيارات عند البيت. فهذه تنظيمات عقيمة عقيمة، وأقول: ماذا يحتاجون من السرية وجرائدهم تمدح الحكومة وكذلك أشرطتهم، فليست إلا وسوسة شيطانية، لصرفهم عن الكتاب والسنة.

    والحكومة تاركة المجال للدعوة، وكذلك لمن أراد أن يتوظف، فما سريتهم هذه إلا نكبة على الدعوات، والحكومة إذا عرفت دعوة سرية تحاول أن تقف على حقيقتها.

    ففي ذات مرة كنا في مأرب، ودخلنا نتحدث مع شيخ، وقليل حياء من الجواسيس ما شعرنا به إلا وهو واقف أمامنا، فيظن الظان أنه من أهل البيت، وهم يظنون أنه منا، ولكني كنت قد عرفته فقلت له: اخرج.

    وحصل منه موقف آخر هذا الشخص نفسه، فقد جاءني زائرون من أبي ظبي، ثم صعدنا إلى البيت للغداء، فما شعرنا إلا وذلك الشخص داخل، وبعد أن تغدى قلت له: إياك إياك أن تدخل بدون استئذان، ثم طردناه وهو مهين.

    فالحكومة تحرص كل الحرص على معرفة هذه الأعمال السرية، وما يدريهم أن رئيس الجلسة ربما يكون جاسوسا.

    ودعوة أهل السنة من فضل الله بارك الله فيها، فدعوتهم في كتبهم وأشرطتهم، والحكومة تتحملهم لأنها تعلم أنهم لا ينافسونها على كراسيها، فالكراسي عندهم لا تساوي بعرة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(17).

    فعلى أهل السنة أن يشعروا المسئولين بأنهم لا ينافسونهم على كراسيهم، بل يرون العلم أرفع من الكراسي، وأنهم ليسوا راضين عن وضعهم بل وينكرونه، لكنهم يسألون الله أن يصلحهم، وأن يردهم إلى الحق ردا جميلا.

    السؤال77: هل الإخوان المسلمون يدخلون تحت مسمى الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، أهل السنة والجماعة منهجا وأفرادا أم لا؟

    الجواب: أما المنهج فمنهج مبتدع من تأسيسه ومن أول أمره، فالمؤسس كان يطوف بالقبور وهو حسن البنا، ويدعو إلى التقريب بين السنة والشيعة، ويحتفل بالموالد، فالمنهج من أول أمره منهج مبتدع ضال.

    أما الأفراد فلا نستطيع أن نجري عليهم حكما عاما، فمن كان يعرف أفكار حسن البنا المبتدع ثم يمشي بعدها فهو ضال، ومن كان لا يعرف هذا ودخل معهم باسم أنه ينصر الإسلام والمسلمين ولا يعرف حقيقة أمرهم فلسنا نحكم عليه بشيء، لكننا نعتبره مخطئا ويجب عليه أن يعيد النظر حتى لا يضيع عمره بعد الأناشيد والتمثيليات، وانتهاز الفرص لجمع الأموال.


    أسئلة شباب أندونيسيا

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    ما هو المنهج السلفي في الحكم على فرقة أو جماعة بأنها جماعة ومتى نستطيع أن نخرجهم عن دائرة أهل السنة والجماعة؟

    الجواب: منهج أهل السنة والجماعة هو الالتزام بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وقد ألف أبوإسماعيل الصابوني «عقائد السلف» فربما يذكر السلف، وربما يذكر أهل السنة، وربما يذكر المحدثين وهو يعني شيئا واحدا يصدق على من التزم بالكتاب والسنة على منهج السلف الصالح كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في شأن السلف الصالح: «إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن».

    أما متى يخرج الشخص عن منهج السلف الصالح، فإذا ارتكب البدع: «فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة»، وإذا خرج عن منهج السلف إما إلى التصوف، أو التشيع أو إقامة الموالد أو الترحيب بالقوانين الوضعية، أو الولاء الضيق كالحزبية، التي هي ولاء ضيق فيوالي من أجل الحزب ويعادي من أجل الحزب. إذا كان حزب الله فلا بأس أن توالي وتعادي من أجله ولكن كما يقول ربنا عز وجل: ﴿فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون﴾(4).

    وكما يقول الشاعر:

    وكل يدعي وصلا لليلى
    وليلي لا تقر لهم بذاك


    فإذا كان سلفيا وهو يؤمن بالديمقراطية، فهذا ليس بسلفي ولا كرامة، وإن كان يؤمن بأن الله مستو على عرشه ويؤمن بأسماء الله وصفاته كما وردت في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

    كيف يحذر الشباب من الحزبيات غير الظاهرة والتي لا يحذر منها إلا قليل من الناس وكيف يعرف الشاب أنه خالف منهج السلف في ذلك؟

    الجواب: يعرف بالولاء الضيق، فمن كان معهم فهم يكرمونه، ويدعون الناس إلى محاضراته وإلى الالتفاف حوله، ومن لم يكن معهم فهو يعتبر عدوهم. وكما أن الناس يسألون العلماء في الصلاة والطلاق والزكاة والحج والمعاملات، ينبغي أن يسألوا أهل العلم ويصفوا لهم أصحاب الولاء الضيق، هل هي معاملة إسلامية أم ليست معاملة إسلامية وكما قال الله عز وجل: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(5)، وقال: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾(6)، وقال أيضا: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(7).

    وقال في أصحاب قارون عند أن خرج في زينته: ﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾(8).

    وإياك أن تبيع دينك وعمرك بشيء من المال تافه زائل، فقد أضاعوا أعمارهم وأضاعوا دينهم بالجري بعد الحزبيات، سواء أكانت حزبية مغلفة أم حزبية ظاهرة، والحزبية المغلفة ستظهر عند الانتخابات فمحمد المهدي يقول: من يقنعني بأنني حزبي؟ وهكذا غير محمد المهدي.

    والإخوان المسلمون ضيعوا أعمارهم وفقدوا ثقة الناس بهم، ولو رجعوا إلى الكتاب والسنة وبذلوا ما يبذلونه من الركض والجري للدعوة إلى الكتاب والسنة، لرأيت الشيوعية والبعثية والناصرية ذليلين حقيرين، ولكن هم الذين اعترفوا بهم، من أجل هذا اتسع الخرق على الراقع، ثم بعد ذلك نسمعهم يقولون: خذلنا أهل السنة، وأقول: هل نضيع ديننا وأعمارنا مثلهم، فإذا دعوا واستسلموا للكتاب والسنة فأهل السنة مستعدون ألا يخذلوهم يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

    فليستسلموا للكتاب والسنة وليقولوا: كفرنا بقرارات مجلس الأمن، وقرارات الأمم المتحدة والديمقراطية، وليكونوا صادقين في هذا، ونحن وهم يد واحدة على أعداء الإسلام. أما لماذا لا نحرق أنفسنا معهم وقد احترقوا؛ فلا، فما وثق الناس بدعوة أهل السنة إلا لأنها لا تتلون.

    ذكر الإمام النووي في «شرح مسلم» عند شرح حديث الطائفة المنصورة ما نصه: «ويحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيموا أمر الله من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد بل يجوز أن يكونوا مفرقين»، وذكر ذلك عنه الحافظ في «الفتح»، فهل هذا مخالف لما جاء عن أحمد ابن حنبل وأحمد بن سنان وابن المبارك وغيرهم من أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة وهل هناك راية تجتمع تحتها هذه الطائفة من حيث النسبة والانتساب أم أنهم مفرقون بين الفرق والجماعات؟

    الجواب: أما كلام النووي فهو يقصد أهل السنة، ولا يقصد أنهم من الصوفية، ولا من الشيعة ولا من غلاة المتمذهبة، فهو كلام حق لا غبار عليه، وإن كان الإمام البخاري -رحمه الله- يقول: هم أهل العلم. ويقول الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم!.

    لكن يقال: أن أهل العلم المتمسكين بالعلم، وأهل الحديث العاملين بالحديث داخلون دخولا أوليا، وإلا فأنا لا أستطيع أن أقول: إنها مقصورة على المحدثين، لعدم الدليل، فليس هناك دليل، ولكن أهل الحديث داخلون دخولا أوليا، كما ذكرت هذا في كتاب «المخرج من الفتنة» وهم أحق الناس بهذا، لكن لا يمنع أن يكون هناك من هو مجاهد ومن هو فقيه في فهم الكتاب والسنة وبقية الفنون العلمية والمصالح التي ينتفع بها الإسلام والمسلمون وباب التخصص معروف، أي إذا وجد أناس يعرفون حديث رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ووجد آخرون يدرسون في الفقه الإسلامي وآخرون في اللغة العربية، وآخرون في كتب التفسير وفي علم الحديث، فلا ينبغي لطائفة أن تشنع على أخرى، وهذه هي الطوائف التي ينبغي أن يكمل بعضها بعضا، لا الديمقراطيون وغيرهم من فرق الضلال يكمل بعضهم بعضا، لكن الطوائف الذين تخصصوا في فنون العلم مع اعترافهم بما يقوم به الآخرون من خدمة الإسلام والمسلمين.

    فخالد بن الوليد الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- «إنه سيف من سيوف الله» كان لا يحفظ من الأحاديث إلا اليسيرة، وأبوهريرة يعتبر حافظ الصحابة، فهل إذا جاءت غزوة من الغزوات أمر فيها أبوهريرة، لا، بل يؤمر فيها خالد بن الوليد، وأصحاب السياسة مثل عمرو بن العاص، وإذا جاء الحديث فعند أبي هريرة.

    فهذا أمر ضيعه العصريون، كل واحد يريد أن يسحبك إلى فكرته، وإذا لم تنسحب إلى فكرته قدح فيك، وقال: هؤلاء متشددون ولا يعرفون إلا (حدثنا وأخبرنا)، أو يقول: هؤلاء شقوا عصا المسلمين. ومثل هذه الكلمات التي تقال وتنفر عن أهل السنة.

    ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(9)، ويقول: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(10).

    وأقول: أين ردود الإخوان المسلمون في اليمن وأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان على الصوفية وعلى الشيعة، وعلى الشيوعيين، وعلى الإباضية، وعلى المخرفين والقبوريين، بل أعظم الأعداء لهم هم أهل السنة، فقد سخروا جهودهم في تحطيم أهل السنة، ولكن رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده﴾(11).

    وأنصح أهل السنة بالاستقامة على الكتاب والسنة، وبالإقبال الكلي على الكتاب والسنة، وألا يشغلوا أنفسهم بهؤلاء فقد ذابوا وضاعوا.

    وقد كنت أريد أن أرد بل قد كتبت شيئا بعنوان «تحذير النبيه من أكاذيب عمار السفيه» وإذا هذا الرد سيرفع من شأنه، فمن معنا؟ معنا ساقط من الساقطين، لا يساوي شيئا وأقول: لن يراعى فليس أهلا لأن يرد عليه.

    وأيضا (البيضاني) فقد كنت عزمت على كتابة «تحذير الغبي من تلبيسات محمد البيضاني الأشعبي» فعند أن كان هاهنا في دماج تارة يقول: أحقق في جامع الترمذي، وأخرى: أكتب تفسيرا، وأخرى كذا، مسكين ضيع نفسه.

    ولن أرد إن شاء الله إلا على بعض المسائل، وأقول للبيضاني: أتخوف مقبلا بما جئت به؟ ولو كنت أخاف ما كتبت هذا، بل أعتبره دلالة على كتبي، فمن الناس من لا يعرف «قمع المعاند» فيقول: نطلع عليه، ومن الناس من لا يعرف «المصارعة» أو «الفواكه الجنية»، ومن الناس من لا يعرف الأشرطة، ومن الناس من لا يعرف «الترجمة» أو «هذه دعوتنا وعقيدتنا»، مثل ما رد أهل صعدة فقد كتبوا ردا بعنوان «فصل الخطاب في الرد على المفتري الكذاب» ويقولون: أنت قلت يامقبل كذا وكذا، قلت: أي والله قلت، وأحمد الله الذي وفقني للقول بذلك. أحدث نفسي وأنا أقرأ هذا الرد.

    هناك من يقول إن الجمعيات كجمعية الحكمة والإحسان شبهة وليست حزبية فما تقولون؟

    الجواب: هذا إما أن يكون صاحب هوى، وإما أن يكون جاهلا، فإن كان جاهلا فننصحه أن يتعلم، وإن كان صاحب هوى فليعتبر بغيره الذين ضاعوا وماعوا بعد هذه الجمعيات، وأنصحه باستماع شريط «التحذير من الحزبية»، والحمد لله فالعجائز عندنا يعرفن أن جمعية الحكمة حزبية وكذلك أصحاب جمعية الإحسان، وانظروا إلى الإخلاص، فقد قربوا الإفطار في حضرموت في رمضان، وجاءوا بالمصور، فقال الإخوان: نحن لا نتصور، قالوا: لا بأس تأخروا ونصور الطعام. وهناك مبنى في السدة بنته جمعية الحكمة ولم يبق معها طالب واحد، وطلبة العلم طلبة أخينا علي العروقي أهل السنة لا يجدون أين ينزلون، وفي نشرة مجلة (الفرقة) لعمار السفيه قال: إن جمعية الحكمة عندها ملايين، وأنا أتساءل: هل أتى فاعل الخير بهذا المال ليخزن في البنوك أم لينفق على طلبة العلم؟ وهم يكذبون -وعندي إثباتات محتفظ بها- يزعمون أنهم يدعمون طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، وبدماج، وربما لا يجد أحدهم ثمن الصابون ليغسل ثيابه، ولا يجد أحدهم ما يرجع به إلى بلده، ثم يذهبون ويخزنونها في البنوك، وهذه المجلة عندي، فلماذا لا تنفق هذه الملايين على طلبة العلم بمعبر، وبمأرب، وبدماج، وفي مفرق حبيش، وفي عدن، وحضرموت، يقولون: لا، لا بد أن يبايعونا إذا أرادوا أن نعطيهم، أما أن نعطيهم لله عز وجل، فلا يعطون لله عز وجل، وراجعوا المجلة.

    أسئلة أصحاب لودر

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    97
    جزاك الله خيراً وبارك فيك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    السؤال147: ما هي السرورية وما هي العلامات الواضحة لها وهل هي حقيقة أم خيال؟

    الجواب: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

    فالسروية تنتسب إلى الأخ (محمد سرور زين العابدين) وقد كان بالكويت وأخرج بعض الكتب الطيبة في بيان أحوال الشيعة، وأشياء طيبة، ثم انتقل إلى ألمانيا ثم إلى بريطانيا واستقر به المقام هنالك، وأصدر مجلة (البيان)، وفرحنا بها غاية الفرح، ثم أصدر مجلة (السنة) وفرحنا بها كذلك غاية الفرح، وقلنا: هذه هي ضالتنا المنشودة وأثنى بعض إخواننا على مجلة (البيان) وأثنينا عليها قبل وقلنا: إنه لا يوجد لها نظير ولكن شأن الحزبيين أنهم يدعون في البداية إلى الكتاب والسنة حتى يألفهم الناس، وحتى تشتد عضلاتهم، فإذا علموا أن الكلام ليس مؤثرا فيهم أظهروا ما عندهم.

    ومجلة (السنة) التي ينبغي أن تسمى مجلة (البدعة) تنفر عن أهل العلم وترميهم بالجمود والعمالة وبعدم فهم الواقع.

    والحمد لله ظهرت حقيقة السروريين في قضية الخليج، والفضل في هذا لله عز وجل، أذكر أنني قرأت ذات مرة كلاما فيه مهاجمة للشيخ الألباني لأنه أصدر شريطا بعنوان «لقاء مع سروري» ثم بعد صفحات يثنون على الشيخ ابن باز، وقد عرفت مغزى هذا الثناء حتى لا يقال: إنهم يطعنون في العلماء.

    وبعد أيام بعد فتوى الشيخ ابن باز حفظه الله بجواز الصلح مع اليهود، حملوا على الشيخ ابن باز فإذا هي خطة مدبرة للتنفير عن أهل العلم، وتلمح مجلة (البيان) و(السنة) إلى أنه ينبغي أن يرجع إلى السلفيين الذين يفهمون الواقع في اليمن في شأن قضية اليمن.

    فأقول: يا مساكين، ما يوم حليمة بسر، ومن الذي يجهل حالة المسلمين، ولكن الشأن كل الشأن في علاج هذا الواقع.

    فما يحصل للمسلمين من انهزامات ومن خوف ومن جدب هو بسبب الذنوب، يقول الله تعالى: ﴿وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون﴾(1).

    فإذا كنا قد عرفنا الداء، فما هو الدواء، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا﴾(2).

    فالذنوب هي التي أذلت المسلمين، والتعامل بالربا وإباحة الزنا في كثير من البلاد الإسلامية، واستيراد القوانين الوضعية من قبل أعداء الإسلام والخضوع لها، وكم يعد العاد... وتبرج وسفور، واختلاط في المدارس والجامعات.

    والدواء يكون بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ثم بالرجوع إلى العلماء، يقول الله عز وجل: ﴿وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾(3). فيجب علينا أن نرجع إلى العلماء: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(4).

    وترى بعض الناس يحفظ له ثلاثة أو أربعة مواضيع ويقوم بها في المساجد يركض وينطح، ثم يلقبه أصحابه بشيخ الإسلام، فهل هذا هو العلم؟ بل العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتك ركبتك ولا بد أن تصبر على الجوع والعري، وانظر إلى حالة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما صبروا عليه.

    وأهل العلم هم الذين يضعون الأشياء في مواضعها، كما تقدم في الآية الكريمة السابقة ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾(5). ويقول عز وجل: ﴿أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب﴾(6).

    والمصيبة التي ابتلى بها المسلمون هي جهلهم بدينهم، فمن حفظ له آيات وأحاديث وقام يتكلم بها وخصوصا إذا أعطي فصاحة، قالوا: هذا هو الشيخ.

    والحمد لله تتضح الحقيقة كما قيل:

    إذا حمل الفصيح فلا تهبه
    فتلك الاستعارة مستعارة
    ولذ بالعلم والعرفان تلقى
    فصاحته انتهت من غير غارة


    فيجب علينا أن نزن العلماء والدعاة إلى الله بالعلم والعمل.

    والله سبحانه وتعالى عند أن أخبرنا بقصة قارون: ﴿فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون﴾(7).

    فيجب أن نرجع إلى أهل العلم وأن نتعلم، كما أتى جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليعلم الصحابة كيف يسألون.

    ولن أنسى ما قاله عبدالقادر الشيباني الجويهل: سنرسل إلى أبي عبدالرحمن إخوانا يعطيهم جرعات في شهرين ثم نرسلهم إلى مراكز ونحتل الساحة على الإخوان المسلمين. فأقول: في شهرين يستطيع أن يخرج دعاة إلى الله؟

    وإذا كان الجهال هم الذين يقودون الدعوات فأبشر بنكسات الدعوات. فلا بد من مجالسة العلماء، والاستفادة منهم، كما فعل علماؤنا المتقدمون، فقد جالس سلمان الفارسي أول عالم، حتى مات، والثاني والثالث، حتى لحق بالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وهكذا أصحاب معاذ -رضي الله عنه- قبل أن يموت قالوا له: إلى من نذهب؟ قال: إلى عبدالله بن مسعود.

    ولما طالب أحد الإخوة أحد الحزبيين بطلب العلم، قال: ﴿منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة﴾(8)، يقول إن الله سبحانه وتعالى قال هذا في الصحابة، يعني أنهم قد اعترفوا أنه لا صبر لهم على طلب العلم وعلى الجوع، وأنهم يريدون أن يجاروا الناس في العمران والسيارات وفي الدنيا.

    ثم نسمعهم بعد ذلك يقولون: أنتم تطعنون في الجمعيات. فمن قال لك: إننا نطعن في الجمعيات؟ نعم، إننا نطعن في بعض الجمعيات التي اشتملت على حزبيات وعلى ولاء ضيق وعلى لصوصية واختلاس الأموال، فهذه هي التي نطعن فيها وننفر عنها.

    فهذه دعوة مبنية على الكذب والتلبيس وستظهر الحقيقة، فقد ظهرت دعوة علي بن الفضل، وظهرت حقيقة دعوة المعتزلة، والشيعة، والصوفية، والذي سيظهر هذا بإذن الله تعالى أهل السنة، فهذه الحزبيات المغلفة هي التي استمالت بعض ضعاف الأنفس(9) الذين يعرفون حقيقتها، استمالتهم بالدرهم والدينار(10).

    وبحمد الله فأهل السنة يغربلون المجتمع غربلة، يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك».

    فالشيخ ربيع بن هادي حفظه الله بأرض الحرمين ونجد يكشف الحزبيين ويبين ما هم عليه.

    والشيخ أبوالحسن بمأرب، والشيخ محمد بن عبدالوهاب بالحديدة، والشيخ محمد الإمام بمعبر، والشيخ قاسم، والأخ محمد الصوملي في جامع الخير في صنعاء.

    فأنصح الإخوة -لأن أكثرهم بحمد الله مستفيد- أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة وأن يدعوا إليهما ولا يضيعوا أعمارهم في تمجيد الشيخ فلان، ولو تركهم لقالوا: احذروه هذا من جماعة التكفير أو هو عميل للحكومة. فهذا كلام من لا يخاف الله.

    السؤال148: هناك جماعات تدعي أنها سلفية، فنرجو القول الحق والفاصل فيها وهي: جماعة التكفير، وجماعة الجهاد، وجماعة عبدالرحمن عبدالخالق، وجماعة محمود الحداد، فنرجو تبيين ما هم عليه وهل يصدق عليهم اسم السلفية؟

    الجواب: السلفية ليست جبة يلبسها إذا أراد، وإذا أراد خلعها خلعها، بل هي التزام بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على فهم السلف الصالح، وبفضل الله قد تكلمنا على جماعة التكفير، وعلى جماعة عبدالرحمن عبدالخالق وبينا ما هو عليه، وهكذا جماعة الجهاد في أشرطة متكاثرة، فلا نحتاج إلى تكرير الكلام. وكذا السرورية تكلمنا عليهم في أجوبة البحرينيين(11)، حتى تعلم حقيقتهم.

    ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾(12). فالسلفي هو الذي يلتزم بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وليس الذي عنده انتخابات وعنده ولاء وبراء ضيق، وتنفير عن العلماء. والسلفي لا يهاجم إخوانه أهل السنة، ولا يشق عصاهم من أجل دريهمات.

    وبعضهم يعرف الحقيقة، ولكن التوسع في الدنيا هو الذي جعلهم ينشقون عن إخوانهم كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم».

    وكما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال».

    خسروا وخابوا، فقد كنا نعدهم للتأليف والتحقيق مثل: عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني، ومحمد المهدي، وعبدالله بن غالب، وعقيل المقطري، الذي جن ويحتاج إلى كية في رأسه، لأنه زارني بعض العامة من إخواننا السلفيين فقال: والله ما عقيل جاهل ولكنها الدنيا.

    السؤال149: هناك من يوزع شريطا للشيخ الألباني في سفر وسلمان ويقول: هذا آخر شريط في سفر وسلمان، فماذا ترون في منهج سفر وسلمان، وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: أنا لم أسمع هذا الشريط، وأنصحهما بالرجوع والتوبة إلى الله عز وجل، ونسأل الله أن يتوب عليهما وأن يهديهما للرجوع عما كانا عليه فإنهما ضيعا كثيرا من الشباب، وقد جاءتني رسائل شفوية وخطية أن الشباب بعدما حصل ما حصل لسفر وسلمان رجعوا إلى الكتاب والسنة، فهما داعيان نسأل الله أن يصلحهما.

    السؤال150: هل التكلم في الحزبيين أو التحذير منهم يعد حراما؟ وهل هذا الأمر خاص بالعلماء دون طلبة العلم؟ وإن تبين لطلبة العلم الحق في هذا الشخص؟

    الجواب: ينبغي أن يسأل أهل العلم عن هذا الأمر، لكن الشخص الذي ينفر عن السنة وعن أهل السنة وعن مجالس أهل العلم؛ يحذر منه، والجرح والتعديل لا بد أن يكون الشخص عارفا بأسبابهما، ولا بد أن يتقي الله سبحانه وتعالى فيما يقول، فإن الأصل في أعراض المسلمين أنها محترمة، كما قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

    لكن المبتدعة لا بأس أن يحذر منهم طالب العلم في حدود ما يعلم بالعدالة ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾(13)، ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾(14)، ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان﴾(15).

    والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمر أبا ذر أن يقول الحق ولو كان مرا.

    بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا﴾(16).

    فلا بد من العدالة في الكلام على الحزبيين، ولست أقصد أنك تنظر إلى مبتدع وتذكر ما له من حسنات وسيئات، فالمبتدع ليس أهلا لأن تذكر له حسنات، وليس لنا وقت أن نذكر حسناته.

    وقد قلنا قبل إن أصحاب جمعية الحكمة، وأصحاب جمعية الإحسان مماسح للإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون مماسح للحكومات، وهاتان الجمعيتان مدخل إلى الإخوان المسلمين؛ لأن الشخص يذهب ويدخل مع أصحاب هذه الجمعيات مدة يسيرة ثم يراهم لا علم ولا عمل -أعني عمل حركي في مجال الدعوة ولست أعني أنهم لا يصلون- فيذهب إلى الإخوان المسلمين وخصوصا إذا كانت المادة أكثر مع الإخوان المسلمين، والأماني بالرتب العسكرية، وإدارات المعاهد.

    السؤال151: هل الوسائل الدعوية توقيفية على الكتاب والسنة أم هي اجتهادية؟

    الجواب: أما الدعوة فالذي يظهر لي أن الدعوة نفسها توقيفية: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾(17)، ويقول: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة﴾(18).

    أما الوسائل فلا بأس بها ما لم تخالف الكتاب والسنة، فإذا خالفت الكتاب والسنة فهي تعتبر طاغوتية.

    السؤال152: ما حكم التمثيل ومن يقول به بأنه وسيلة مباحة؟

    الجواب: أنصح بالرجوع إلى ما كتبه الأخ بكر بن عبدالله أبوزيد، فكتابته كافية وافية.

    السؤال153: بماذا تنصح من يتعاطف مع الحزبيين ولا يحذر منهم وهو من إخواننا أهل السنة؟

    الجواب: أنصحه أن يستغني بالله، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله» وحرام عليه أن يبيع العلم والدين، فنحن لم نعده أن يكون خادما لأولئك، بل أعددناه ليكون مؤلفا ومحققا وداعيا إلى الله على بصيرة، وهذا الشخص الذي يغض الطرف عنهم يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما﴾(19).

    السؤال154: ختاما بماذا تنصح شباب السنة في تهامة؟

    الجواب: أنصحهم بالالتفاف حول إخوانهم أهل السنة، فعندهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب أخ محنك خبير بالحزبية، وعندهم الأخ محمد مقبول، وغيرهما من إخواننا المتمسكين بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأنصحهم بالصبر وأن يدرسوا سيرة الصحابة كيف صبروا على الجوع والعري، وعلى المخاوف وعلى الغربة من الأوطان.

    وبحمد الله قد وجدنا شبابا بتهامة في غاية من الاستقامة والصبر والتمسك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نحتقر أنفسنا عندهم.

    وأنصحهم أن يتركوا الجدل، مع أولئك فليسوا أهلا لأن يجادلوا، كما أنصح الشيخ محمد بن عبدالوهاب ألا يضيع وقته في الجدل معهم، وأنصحه أن يؤلف كتابا في بيان ما هم عليه من البعد عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويطبع وينتفع به.

    فهؤلاء ليسوا أهلا لأن يجادلوا، فقد جاء رجل إلى الإمام مالك وقال: يا مالك أريد أن تناظرني قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعتني قال: فإن جاء شخص آخر وناظرني وغلبني؟ قال: اتبعته، قال: إذا يصير ديننا عرضة للتنقل، اذهب إلى شاك مثلك فإني على ثبات من ديني.

    فأنصح الأخ محمد بن عبدالوهاب ألا يبقى مشادا مع هؤلاء فهم ليسوا بشيء، ولا يضرون، فالمسألة مسألة مادة ودنيا، وأنا أعتبر الكلام فيهم رفعة لهم.

    وبحمد الله فكتاب «قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد» قد قمعهم، وكتاب «المصارعة» صرعهم من فضل الله. وفي هذه الأيام أرسلت برسالة بعنوان «فضائح ونصائح»(20) فبحمد الله الكتب تريحنا، ونحن مستمرون على دروسنا ما فرطنا في دروسنا، ولا في التأليف، ولا في الدعوة إلى الله عز وجل بل جميع هذه الأمور حاصلة، وهم يركب أحدهم سيارته من صنعاء إلى حضرموت، من أجل أن يدعو إلى جمعية الحكمة أو جمعية الإحسان.

    وأما (محمد المهدي) فأخشى عليه من أن يجن، فإنه يعتبر أخسر شخص في جمعية الحكمة لأن أهل إب كانوا مطيعين له ومحبين له، والآن قد تفلتوا عليه، فلم يبق معه إلا مبنى الجمعية، يصعد وينزل فيها. فعظم الله أجر أهل السنة في محمد المهدي(21).

    وأنصح إخواني في الله ألا يميلوا إلى الدنيا، فتذهب معلوماتهم وتطمس بصائرهم ثم يزورنا الأخ بعد أيام فأقول له: أعرب يا أخانا: (إنا ههنا قاعدون)، فيقول: والله يا شيخ قد نسيت.

    وكنا ذات مرة في جلسة في بيت الشيخ محمد بن سعيد العنسي وكنا مدعوين فقلت: حديث كذا من صحابيه؟ ومن أخرجه؟ وما حاله؟ فجعل بعض أصحاب جمعية الحكمة يلتفت بعضهم إلى بعض فعبدالمجيد الريمي يلتفت إلى أحمد المعلم، وأحمد المعلم يلتفت إلى آخر، ولا يجيب أحد منهم والذي يجيب هم إخواننا الذين كانوا معنا. أما أولئك فهم الشخص منهم أن يحضر موضوعا ويقوم ويلقيه.

    فننصحهم بالإقبال على طلب العلم والجد والاجتهاد في تحصيله. وهناك أشرطة تتعلق بهذا الموضوع مثل شريط «نصيحتي لأهل السنة» ومثل «الأجوبة على أسئلة شباب البحرين» ومثل «البراءة من الحزبية»(22).

    فأقول: نحن نقول هذا الكلام ونحن نعلم أن الحكومات تشمت وتفرح بهذه الفرقة، لكن والله كما قيل: مكره أخاك لا بطل، فقد أبى هؤلاء أن يحكموا الكتاب والسنة، وأبوا أن يسكتوا عن الدعاة إلى الله، فاضطررنا إلى أن نتكلم وأن نحذر منهم حتى لا يضيعوا الشباب.

    فأنصح أصحاب الجمعيتين أن يعتبروا بالإخوان المفلسين، فقد أصبح المجتمع مبغضا للإخوان المسلمين ونافرا عنهم.

    وشيء آخر هو معاملتهم السيئة والدعوة إلى الحزبية نفرت كثيرا من الناس عنهم.

    فالإخوان المسلمون في مصر انتكسوا وفازوا بكرسي واحد في هذه الانتخابات، والإخوان المسلمون ههنا لعلهم يحصلون على نصف كرسي، لأن أولئك هم الأصل والسادة.

    أما أصحاب الجمعية فهم في الباطن يخبرون بعض أفرادهم بجواز الانتخابات والتصويتات وتلك فتوى أحمد بن حسن المعلم موجودة، إذ أفتى بالدخول في الإصلاح والانتخاب لمرشحي الإصلاح.

    وهم يرمون أهل السنة بأنهم عملاء للحكومات، فأريد منهم أن يبوحوا في جرائدهم بما يقولونه، وأنا لا أدافع عن الحكومات فرب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما﴾(23).

    وأنا أشكو إلى الله من ضياع الوقت، فيأتينا الأخ من إندونيسيا، أو من أمريكا، أو من بريطانيا، وهو يشكو من الحزبيين. ولكنني أبشركم فقد أعطيتهم قسطهم في كتاب «غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة» وأعطيتهم قسطهم في كتاب «فضائح ونصائح».

    كل واحد منهم يذهب يفتش الكتاب من أوله إلى آخره، هل ذكرني أبوعبدالرحمن في الكتاب. وكل هذه المسائل قد أجبنا عليها في أشرطة متقدمة وهي موجودة هنا، وموجودة في (تسجيلات اليقظة) بصنعاء.

    ونقول لهم الآن: اتسع الخرق على الراقع، اطلعوا على الكتب التي أخرجت، وعلى الكتب التي ستخرج، ومنهم من يتمنى أنه ما تكلم في أهل السنة، وبلغني عن بعضهم أنه يقول: ما تكلم أبوعبدالرحمن في أحد إلا أحرقه، انظروا فلانا، ويمثل بداعية كبير جدا.

    وكما قلت: فالحكومات تفرح بهذا وبالخلاف، ولكن هل لهم أن يرجعوا، فنحن مستعدون أن نسكت عنهم، يرجعون إلى الكتاب والسنة، وليس الرجوع أن يسكتوا عنا ونسكت عنهم بل الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

    والحمد لله رب العالمين.

    _______________________

    (1) سورة النحل، الآية: 112.

    (2) سورة النور، الآية: 55.

    (3) سورة النساء، الآية: 83.

    (4) سورة العنكبوت، الآية: 43.

    (5) سورة الروم، الآية: 22.

    (6) سورة الرعد، الآية: 19.

    (7) سورة القصص، الآية: 79-82.

    (8) سورة آل عمران، الآية: 152.

    (9) ضعاف الأنفس الذين لا يؤمنون بالقدر، ولا يؤمنون بقول الله عز وجل: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾.

    (10) وبعض الدعاة المغفلين في أرض الحرمين ونجد يجاهد -في زعمه- ويجمع لهم الأموال ليحاربوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وينفروا عنها.

    (11) مطبوع ضمن «فضائح ونصائح».

    (12) سورة النساء، الآية: 123.

    (13) سورة الأنعام، الآية: 152.

    (14) سورة المائدة، الآية: 8.

    (15) سورة النحل، الآية: 90.

    (16) سورة النساء، الآية: 135.

    (17) سورة النحل، الآية: 125.

    (18) سورة يوسف، الآية: 108.

    (19) سورة النساء، الآية: 114.

    (20) وقد طبعت والحمد لله.

    (21) وبعد هذا فقد انسلخ من السنة بل يخشى عليه أن ينسلخ من الدين فقد تدهور تدهورا مشينا، في هذه الأيام حدث خصام بين طرفين فحكم محمد المهدي ومدير الناحية وشخص ثالث يقال له عبدالكريم فحكم المحكمون بذبح أربعة أثوار عند أحد الطرفين، وهذا ذبح لغير الله، الذبح حرام والأكل منه حرام فأف لك يا محمد المهدي.

    (22) الأول والثاني مطبوعان مع «فضائح ونصائح»، والأخير مطبوع مع «قمع المعاند».

    (23) سورة النساء، الآية: 107.

    هذه السرورية فاحذروها

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    السؤال155: وصلني سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنها فرقت جمعهم وشتتت شملهم.

    الجواب: إن هذه الجمعية أول من أنكر عليها هم أهل السنة من فضل الله، لأنه يقودها عبدالرحمن بن عبدالخالق، وكان في بدء أمره يدعو إلى الكتاب والسنة ونفع الله به أهل الكويت، وكان بينه وبين الإخوان المسلمين مهاترات، فهو يقدح فيهم وهم يقدحون فيه، ثم ظهرت منه أمور منكرة، وقد اختلط به بعض إخواننا بمدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ودخلوا بيته فوجدوا فيه التلفزيون، وأنكروا عليه ذلك لما ينشر في التلفزيون من الفساد وما فيه من الصور، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة».

    ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين».

    وأهل العلم ليس لديهم وقت للتلفزيون، فنصحوه أن يخرجه من بيته فتنكر لهم ورماهم بأنهم من جماعة التكفير، وبأنهم خوارج، وقد ظلمهم بهذا، فهم طلبة علم يصيبون ويخطئون، ويجهلون ويعلمون.

    وألقى محاضرة ذات مرة وذكر فيها أنه لا يجوز لنا أن نغير المنكر في مصانع الخمر وأن نمنع الناس منها، أي من العمل فيها حتى نأتي ببديل، وإلا فمن أين يأكل العاملون فيها؟ هكذا يقول، فرد عليه الأخ علي جعفان -رحمه الله- وهو حضرمي برسالة قيمة، وقبل أن يرد عليه ذهب إليه مجموعة وقالوا له: أنت أخطأت، فقال: أنا أعترف بخطئي، قالوا: فنريد أن تخبر الجماهير الذين حاضرتهم أنك أخطأت؟ قال: إذا أخبرتهم لا يثقون بي. وهو مخطئ في هذا، بل تزداد ثقتهم به.

    ثم ألف كتابا بعنوان: «الولاء والبراء» وهو كتاب رديء لا يؤلفه سني ولا سلفي، يتهجم فيه على طلبة العلم فتارة يتهمهم بأنهم خوارج، وأخرى يتهمهم بالزيغ والجهل.

    واتجاههم خير من اتجاه عبدالرحمن بن عبدالخالق بحمد الله، فهم يدعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ونفع الله بدعوتهم بل ملأت الدنيا في مدة ست سنوات، ثم رحلنا إلى اليمن وبعد أن وصلنا إلى اليمن جاءني أناس من الكويت منهم الأخ عبدالله السبت وقالوا: نحن لا نستطيع أن نساعدك إلا إذا كنت مرتبطا بمؤسسة حكومية؟ فقلت لهم: ونحن لا نبيع دعوتنا لأحد، فإن شئتم أن تساعدوا الدعوة بدون شرط ولا قيد فعلتم، وإن كان هناك شروط فيغنينا الله عز وجل عن مساعدتكم.

    وأقبح من هذا أنه كانت لهم جلسة مع ضعاف الأنفس ممن يدعون السلفية من اليمنيين وقال الكويتي الذي جمعهم: ما انطلقت دعوتنا إلا بعد أن تركنا العلماء.

    ونقول له: كبرت كلمة تخرج من فيك أيها الجويهل، يقول بعض الحاضرين اليمنيين: لقد قف شعري من هذه المقالة الشنيعة.

    ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾(2)، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾(3)، ويقول سبحانه وتعالى مبينا لمنزلة العلماء وأنهم هم الذين يضعون الأشياء مواضعها عند أن خرج قارون في زينته، قال أهل الدنيا: ﴿ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾(4).

    والعلماء هم الذين يدعون الناس على بصيرة: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني﴾(5).

    والعلماء هم الذين يدعون إلى الخير: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾(6).

    وهم الذين رفع الله شأنهم وأعلى قدرهم: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾(7).

    وهم الذين قرنهم الله بنفسه وملائكته: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾(8).

    وهم الذين يحاربون الفتن، وهم الذين يقفون في وجوه الظلمة، وهم الذين يصبرون على شظف العيش ويجالسون الأمة ويفيدونها، وأنت تزهد يا أيها الجويهل في مجالسة العلماء وفي اتباع أهل العلم، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واتبع سبيل من أناب إلي﴾(9).

    ويقول صاحب آل ياسين لقومه: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾(10).

    فمنزلة العلماء منزلة رفيعة، شئت أم أبيت، ولما كانت دعوتك مبنية على جمع الأموال، وعلى التلبيس، وعلى أفكار غربية، أصبحت منهارة، وتبرأ منها كثير من الناس ممن هم أعرف الناس بها من الإخوة الكويتيين، ودعوا الشيخ ربيع لإلقاء محاضرة في الكويت فضاقت بأصحاب جمعية إحياء التراث الأرض بما رحبت.

    وهم يتلونون فقد رد عليهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، ثم يأتي عبدالرحمن عبدالخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم: رحلوه، هذا لا خير فيه، لرحل.

    من أجل هذا تراجع، ونحن نقول لعبدالرحمن عبدالخالق: هل تراجعت عن قولك أنه لا بأس بالتحالف مع العلمانيين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير﴾(11).

    ويقول رب العزة في كتابه الكريم: ﴿ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون﴾(12).

    ويقول سبحانه وتعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾(13).

    وعند أن ذكر ولاء المؤمنين للمؤمنين، والكفار للكفار، قال في آخر سورة الأنفال: ﴿إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير﴾(14).

    وقد عم الفساد وطم في الكويت، وعبدالرحمن عبدالخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.

    وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن، فبعض أهل السنة في اليمن مثل عبدالمجيد الريمي، ومحمد البيضاني ومن اتبعهما أصبحوا من أتباع محمد سرور، ومثل محمد المهدي وبعض المسئولين في جمعيه الحكمة اليمانية أصبحوا أتباعا لجمعية إحياء التراث، وأنا أظن أن هذه سياسة بينهم من أجل أن يأكلوا بالجانبين من الفم من هاهنا ومن هاهنا، وقد قلت هذا من قبل بدليل اجتماعاتهم.

    وهؤلاء اليمنيون الموجودون هاهنا أصبحوا حربا على أهل السنة، ويظاهرون الإخوان المسلمين، بل يؤازرونهم، بل يتمسح بهم الإخوان المسلمون ويستثيرونهم على مشاغلة أهل السنة يظنون أننا سنشتغل بمحمد المهدي، فمن محمد المهدي سفيه من السفهاء، وبحمد الله فقد أعطيناه قسطه في غير ما شريط، ونعرف من الذي يدفعه، إنهم الإخوان المفلسون، وعبدالمجيد الزنداني، وعبدالرحمن عبدالخالق وأصحاب جمعية إحياء التراث.

    ونقول لمحمد المهدي: مجلتك مجلة «الفرقة» ما زادت أهل السنة إلا انتصارا، وما زادت دعوتهم إلا انتشارا، من فضل الله، فاكتب ما شئت فأنت سفيه اليوم وغدا وبعد غد، فهو كذاب أشر، ومحترق يحرق غيره فقد أحرق عمار بن ناشر وأصبح لا يجسر أن يرفع رأسه في تعز.

    أما عبدالرحيم الشرعبي فماذا أقول وهو الذي يكتب في هذه المجلة، ويدعونا إلى جمع الكلمة مع الإخوان المفلسين، عندي كلمة كبيرة تجلجل في صدري ولا أحب أن ألطمه بها، ولكن إذا كتب فإن شاء الله سنوجهها إليه.

    فجمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان، حتى أنهم يسمون أتباع عبدالرحمن عبدالخالق -مثل: محمد هاشم الهدية- بالمصلحيين، فقد باعوا الدعوة بالدينار الكويتي، وقد نصحناهم مرارا وقد انفصلت عنه جماعات، وبقي محمد هاشم الهدية يركض بعد المادة من قطر إلى الكويت، وقد رد علي في ذات مرة ويقول: هاأنا أدافع عنكم. فنقول له: كلامك تطير به الرياح وكيف أنشر لك كلاما وأنت مغمور لا تعرف. فلا تستحق أن نجيب عليك، ولكن عندك ما يكفيك من الشباب السوداني فقد بينوا مخازيك ومخازي أتباع عبدالرحمن عبدالخالق وانفصلوا بحمد الله، وحاربتموهم لأنهم قالوا: إن الاختلاط في المدارس لا يجوز، والانتخابات لا تجوز، وكذلك الدخول في المجالس النيابية لا تجوز.

    فقد حاربوهم وفصلوهم وما أخرجوهم من الجنة إلى النار، بل أخرجوهم من الذل إلى العزة ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾(15)، ﴿من كان يريد العزة فلله العزة جميعا﴾(16). فالعزة لله سبحانه وتعالى ليست لمحمد الهدية ولا فلان وفلان.

    وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا، فلا بارك الله في عبدالرحمن عبدالخالق، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «أنا فرق بين الناس»، وفي بعضها: «ومحمد فرق بين الناس». فهو يفرق بين الرجل وزوجته، فامرأته تكون كافرة ويتركها، أو الرجل يكون كافرا وامرأته مسلمة، وبين الأخ وأخيه وبين الأب وولده، وبين القريب وقريبه لأنه كفر وإسلام في ذلك الوقت. أما هذا فقد فرق بين أهل السنة وما أظنك إلا عميلا لأمريكا فهي التي تريد أن تفرق كلمة الدعاة إلى الله، بل تبذل أموالا في التفرقة، وهكذا الحكومات الموجودة الآن تحرص كل الحرص على تفرقة كلمة الجماعات وهي تعمل أعمالها.

    ولا تنسوا مدحه لصدام وأنه الرجل المؤمن فقد نشروا هذا في الصحف، فالحزبيون ليسوا بموفقين، ولما زحف على الكويت أصبح بعثيا فقد انتقل من مؤمن إلى بعثي، وهو بعثي عند أهل السنة من قبل ومن بعد، فالرجل غير موفق، ودعوته منذ كنا في الجامعة الإسلامية ولها حوالي ستة وعشرون سنة، فأين ثمرة دعوته؛ وأتحدى عبدالرحمن عبدالخالق أن يأتي بطالب واحد من طلبته قد أصبح مرجعا، فإن قال: عندي عبدالرزاق الشايجي، قلنا: هو سفيه من السفهاء يدعو إلى الديمقراطية، ويحارب أهل السنة.

    وهذا أمر لمسه بعض الإخوان عند أن كنا في المدينة قال: إن الإخوة الكويتيين لا يعرفون إلا عبدالرحمن عبدالخالق، وقال عبدالرحمن عبدالخالق، وفعل عبدالرحمن عبدالخالق. وعبدالله السبت عند أن أتى إلى اليمن وقلت له: لم لا تجعلون لكم معهدا علميا ودعوتكم لها زمن طويل ولم تنتج طالب علم! فقال: قد أحسسنا بهذا الضعف وقد أصبحنا ندفع طلابنا إلى الجامعات السعودية. وهذا كلام صحيح.

    فالحزبيون غير موفقين في دعوتهم بل يعتبرون نكبة على الدعوات، هذا وقد احترق عبدالرحمن عبدالخالق بحمد الله واحترق عملاؤه في اليمن بحمد الله، واحترق محمد سرور الذي كان صاحبنا قبل قضية الخليج وأصبح هو وحفنة من أتباعه يحاربون العلماء، وينفرون عن العلماء، فتارة يطعن هو وأتباعه في الشيخ الألباني وأخرى في الشيخ ابن باز، وأنهما لا يفهمان الواقع. وأما عند التحيل من أجل التزكيات ومن أجل المال فيأتون إلى الشيخ ابن باز ويقولون: فعلنا وفعلنا، وأنا أنصح التجار نصيحة لله أن يتولوا هم توزيع أموالهم لئلا يعينوا على ضرب الدعوة الإسلامية.

    وأقول لأخي السني: اصبر فقد أصبحت دعوتهم محترقة في الكويت، لا يدعمها إلا الدينار الكويتي، وكذلك الأموال التي تأتي من بعض التجار من السعودية، وإلا فقد أصبحت محترقة والله المستعان. وننتقل إلى بقية الأسئلة.

    السؤال156: ما هو موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين وحزب التحرير! بينوا لنا وجه انحرافهم وجزاكم الله خيرا؟

    الجواب: موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين أنهم يحكمون على منهجهم بأنه منهج مبتدع، وعلى أفرادهم بأنه من كان يعلم بالمنهج ويلتزم به فإنه مبتدع، ومن كان لا يعلم المنهج وهو يظن أنه ينصر الإسلام والمسلمين فيعتبر مخطئا.

    وأصل دعوة الإخوان المسلمين دعوة قبورية كما ذكر هذا الأخ الشحي في رسالته «حوار هادئ مع إخواني» وهي رسالة قيمة، فقد ذكر أن حسن البنا كان يطوف بالقبور، وكان يحضر الموالد، وذكر غيره بأن حسن البنا كان يهمه أن يجمع الناس، ويجمع بين المتناقضات يقول في بعض رسائله: دعوتنا سلفية صوفية. وكيف يتأتى هذا! والصوفية بمنأى عن السلفية، وقد قرأت أن سكرتيره الخاص كان نصرانيا، وهناك كتاب طيب بعنوان «التاريخ السري للإخوان المسلمين» لعلي العشماوي أنصح بقراءته.

    فدعوة الإخوان المسلمين تعتبر نكبة على الدعوات لأن أكبر أعدائها هم أهل السنة، فهم يتحالفون مع الشيوعي والبعثي والناصري والعلماني والرافضي، ولكن لا يمكن أن يتعاونوا مع السني فهو خطير وقد قال قائلهم: لو أن لي من الأمر شيئا لبدأنا بكم ياأهل السنة قبل الشيوعية. وشاهد ذلك ما حصل لأهل كنر في أفغانستان الشيخ جميل ومن كان معه -رحمه الله-، وأبادوا الدعوة وأفنوها في كنر وذبحوا رجالها.

    فدعوة الإخوان المسلمين نكبة على الدعوة، دعوة سياسية فهم يأتون السني بالوجه السني إذا احتاجوا إليه، والبعثي بالوجه البعثي إذا احتاجوا إليه، والشيوعي بالوجه الشيوعي.

    والشيء بالشيء يذكر فعند أن كنا في الجامعة الإسلامية يصرخون ويقولون: الشيوعية احتلت البلاد وأنتم تبقون تدرسون هاهنا، ثم إذا قدمتم إلى بلدكم ستؤخذون من المطار. فهم يستغلون الفرص ويستثيرون الناس، ولما جاءت الشيوعية انسدحوا لها وأهلا وسهلا بالأخ علي سالم البيض، وقال الأخ علي سالم البيض كذا وكذا، وأنكروا علي لماذا أقول: إن علي سالم البيض كافر. فهو عندهم في أول الأمر شيوعي ثم بعد ذلك مسلم، وفي وقت الحرب كافر، فهم ليس لهم مبدأ ويمكن أن يتقربوا بالسني إلى الولاة، أما أهل السنة فهم يتحدونهم أن قد شكوهم إلى وال من الولاة، ولكن يردون عليهم في أخطائهم لعل الله أن يهديهم ويرجعوا وبحمد الله فقد رجع كثير من شبابهم.

    أما حزب التحرير فهو حزب منحرف ضال يحرف في العقيدة، ويبيح المحرمات ومصافحة النساء، ويهمه الوثوب على السلطة، فهو أخبث من حزب الإخوان المفلسين -وأخبث أفعل تفضيل يدل على المشاركة وزيادة- فيجب أن يبتعد عنه، وقد قيل للنبهاني الذي كان مؤسسه: لماذا لا تعلمون شبابكم القرآن؟ فقال: أنا لا أريد أن أخرج دراويش، وأجاز للمرأة الدخول في الانتخابات.

    السؤال160: ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله من جمعية إحياء التراث؟

    الجواب: أما الشيخ الألباني فهو متبرئ منها منذ زمن، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء، والحزبيون ملبسون، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هو موثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون: ياشيخ قد حقق الله الخير الكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى إفريقيا -وهم في الحقيقة ذهبوا يفرقون كلمة المسلمين- وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا، والشيخ حفظه الله يصدق، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتضح له أمرهم سيتبرأ منهم.

    السؤال161: الذين كانوا يعتبرون على المنهج الصحيح ثم زاغوا عنه هل يجوز لنا الاستماع إلى أشرطتهم أو قراءة كتبهم المؤلفة قديما وكذا محاضراتهم؟

    الجواب: أنا لا أنصح بقراءة كتبهم ولا سماع أشرطتهم، وتعجبني كلمة عظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول فيها: لو أن الله ما أوجد البخاري ومسلما ما ضيع دينه.

    فالله سبحانه وتعالى قد حفظ الدين، يقول الله تعالى: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾(24). فأنصح بالبعد عن كتبهم وأشرطتهم وحضور محاضراتهم وهم محتاجون إلى دعوة، وإلى الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من الذي حصل منهم في قضية الخليج وفي غيرها.

    أسئلة البريطانيين من مدينة بارمنغهام
    عن جمعية إحياء التراث وحزب التحرير

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    السؤال163: هل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري من العلماء المعتبرين وما حالهما وما هو وجه انحرافهما؟

    الجواب: هما ماسونيان أفسدا الشباب بمصر في زمنهما، وبعد زمنهما، وأفسدا كثيرا من الكتاب ومنهم محمد رشيد رضا ولنا رسالة بحمد الله بعنوان «ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية» ولا يتسع الكلام فأحيل على كتاب «منهج المدرسة العقلية في التفسير» وكتاب «جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام» فهما من أئمة الضلال وهما إلى الكفر أقرب.

    السؤال164: هل صح أن عبدالله بن الزبير خرج على يزيد بن معاوية وكيف الرد على السروريين المستدلين بهذه القصة؟

    الجواب: بيعة يزيد بن معاوية لم تكن مأخوذة عن أهل الحل والعقد، ويعجبني ما قاله بعضهم لمعاوية وقد قال معاوية: ما رأيك في يزيد؟ فقال: إن تكلمت بالحق خفتكم وإن تكلمت بالباطل خفت الله فأنا أسكت ولا أتكلم بشيء.

    وممن أنكر هذه البيعة عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق وقال: هذه بيعة قيصرية. بمعنى أنهم هم الذين يتوارثون الملك، وأما المسلمون فينصبون خليفة من كان أهلا لذلك، والإمام أحمد -رحمه الله- يقول في يزيد بن معاوية: لا نحبه ولا نسبه. والذهبي يقول: أنه رجل سوء، ولكنه لا يبلغ إلى حد الكفر.

    وقد خرج عليه بعض أفاضل الصحابة الذين هم خير من يزيد ألف مرة وليس لهم حجة في خروج عبدالله بن الزبير وخروج الحسين كذلك، فإنه ارتكب كثيرا من المحرمات على أن عدم الخروج والصبر كان أولى.


    أسئلة البريطانيين من مدينة بارمنغهام
    عن جمعية إحياء التراث وحزب التحرير

    كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •