السؤال236: ما هو الدليل على تقسيم الجن إلى سلفيين وغير سلفيين؟
الجواب: الذي هو موجود في الأنس هو موجود في الجن، فالأشخاص الذين بهم مس يتكلمون بهذا فربما يقولون: نحن من أهل السنة.
السؤال249: ما هي نوعية إنكار المنكر؟
الجواب: إنكار المنكر ممكن أن يكون باللّكم وممكن أن يكون بالعصا، وممكن أن يكون بأشياء توجع.
وأما مسألة التفجيرات فلسنا ندعو إلى هذا، وكذلك أيضًا مسألة إطلاق الرصاص، لكن كما قلت لكم إن أصحاب المعاصي أذلاء كما قال الله عز وجل: {إنّ الّذين يحادّون الله ورسوله أولئك في الأذلّين637}.
السؤال250: أنت قلت الخمر والزنا لا يجوز في بلاد المسلمين مفهوم المخالفة أنه يجوز في غير بلاد المسلمين؟
الجواب: النصارى دينهم يبيحه لهم واليهود أيضًا، لكن يشربون في بيوتهم لا يتباهون به أمام الناس بارك الله فيك.
?????
وبعد هذا نختتم هذا الشريط بنصيحة للشعوب الإسلامية، فإن الدائرة في النهاية تكون على رءوسهم، ونحن معشر المسلمين عند أن فرطنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود كثرت الفتن، وأصبح كثير من المسلمين حيارى، وتسلط على المسلمين من لا يخاف الله فيهم، والسبب في هذا أن المسلمين كل ما جاءهم من قبل أعداء الإسلام قبلوه، وكأنه ليس عندهم كتاب من حكيم حميد ولا عندهم سنة من رسول اصطفاه الله سبحانه وتعالى، من أجل هذا سلط الله على المسلمين من لا يرحمهم.
روى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيّها النّاس إنّكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها {عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم638} وإنّا سمعنا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثمّ يقدرون على أن يغيّروا ثمّ لا يغيّروا إلاّ يوشك أن يعمّهم الله منه بعقاب)).
وروى البخاري في "صحيحه" من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مثل القائم على حدود الله أي: المواجه لها والمبتعد عنها والواقع فيها أي: الّذي يقع فيما حرمه الله كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)). ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون ? فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون ? فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون ? فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين?639}.
هذا حال الشعوب التي تتقبل من أعداء الإسلام كل ما أتوا به: تبرج وسفور، ديمقراطية، انتخابات، مظاهرات، بنوك ربوية.
فهي ذنوبنا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظًّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم الله بما كانوا يصنعون640}. العداوة موجودة بين الحكام أنفسهم، وبين الشعوب أنفسهم، وبين الدعوات أنفسها، وبين القبائل أنفسهم.
العداوة وسفك الدماء التي يقول فيها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ثمّ قال: لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعض?)).
القتيل في بلد المسلمين لا يبالى به، والقتيل من أعداء المسملين سواء كان في بلدهم أم في بلاد المسلمين تنعق الإذاعات ويناشدون مجلس الخوف، وكما قيل:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
هذا جزاء من رضي بالتحاكم إلى أعدائه، يا سبحان الله تتحاكم إلى خصمك، عند أن كان بيننا وبين الشيعة خصام قالوا: الحاكم في هذه القضية سيدي علي العجري، قلت: مالي ولسيد علي العجري، قالوا: سيدي مجد الدين وهو شيخك. قلت أيضًا كذلك.
أنت تتخاصم إلى خصمك! قضية تحدث وتذهب إلى مجلس الأمن أو تذهب إلى الأمم المتحدة أين عقول المسلمين؟!! رب العزة يقول في كتابه الكريم: {أفحكم الجاهليّة يبْغون ومنْ أحْسن من الله حكمًا لقوْم يوقنون641} ويقول: {ومن لم يحْكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون642}.
هي الذنوب، ولو استقمنا لرأينا الأمن ورأينا الخير، ولا نبالي إذا حاصرتنا أمريكا حصارًا اقتصاديًا ما نبالي، كما ربنا يقول عز وجل: {أولم نمكّن لهم حرمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كلّ شيء643}، هذا في أهل مكة الذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لو أننا استقمنا لرأيت البركة الإلهية في زراعتنا وفي أيضًا أنعامنا كما يقول الله سبحانه وتعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم?644}، {ولو أنّهم} أي: أهل الإنجيل.
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وما أرسلنا في قرية من نبيّ إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يضّرّعون ? ثمّ بدّلنا مكان السّيّئة الحسنة حتّى عفوا وقالوا قد مسّ آباءنا الضّرّاء والسّرّاء فأخذناهم بغتةً وهم لا يشعرون ? ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ? أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون ? أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون ? أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون645}.
فعلينا جميعًا معشر المسلمين أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر قبل أن يحل بنا ما حل بغيرنا. ولكلّ قسطه: فسفك دماء القبائل والحروب التي بينهم والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار)) قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: ((إنّه كان حريصًا على قتل صاحبه))، ويقول: ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا)).
والعداوة بين الوالد وولده، وزادت الأحزاب الطين بلّةً، والعداوة بين الرجل وامرأته خصوصًا بعد أن أفتى علماء السوء بأن المرأة تخرج وتنتخب. وربّ رجل غيور على أهله فلا يريد أن تخرج وقد لعبت بعقلها وسائل الإعلام وجلساء السوء: "تخرجين تنصرين دين الله وإذا لم ننصر دين الله فسيأخذها الشيوعيون والبعثيون" يا هذا الشيوعيون والبعثيون قد ماتوا.
ما بقى إلا أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى ونناشد حكومتنا بالاستقامة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبتطهير المجتمع المسلم اليمني الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أتترقبون من جمعية العلماء أن تخرج قرارًا أنه لا يجوز أن يباع الخمر بعدن علانية! ولا يجوز أن تقرر بيوت للزنا!. يا جمعية العلماء أكلت حقوق الشعب من زمان فأين ثمراتك؟، المسألة كما قيل:
شبابًا فلما حصّلوه وحشّرواوصاروا شيوخًا ضيّعوه وأدبروابأخلافها مفتوحها لا يصرروأين الحديث المسنـد المتخير؟ عنوا يطلبون العلم في كل بلدةوصحّ لهم إسناده وأصولهفمالوا على الدّنيا فهم يحلبونهافيا علماء السوء أيـن عقولكم؟ لسنا نتوقع منهم أن ينصروا دين الله، وأن ينكروا المنكر الموجود، هم مستعدون إذا قالت الحكومة انتخابات أن يكتبوا في الانتخابات، وإذا قالت الحكومة بتحديد النسل ينبري جماعة منهم ويقولون بتحديد النسل، وإذا قالت الحكومة: إن الربا لا بأس به ينبري صاحب ذمار ويفتي أن الربا لا بأس به وهكذا. والله المستعان.
فيجب أن نتقي الله في أنفسنا وفي العامة، فإنكم يا أهل السنة أنتم المسئولون عن العامة، وإلا فمن الذي يتوقع أن ينصر دين الله! أهم الإخوان المفلسون وهم يدعون إلى ترسيخ الديمقراطية؟ وقد رأيتم بعض ثمراتها في عدن وما هو آت أعظم.
وبعد ذلك ماذا ننتظر من ربنا قال الله سبحانه وتعالى: {وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون646}، وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنّتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربّكم واشكروا له بلدة طيّبة وربّ غفور ? فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل647}.
أتتوقعون من الشيعة أن ينصروا دين الله وأن يغاروا لدين الله ولو أتاهم إبليس فضلاً عن علي سالم البيض وقال: عليكم بهؤلاء الوهابية وأنا معكم فإننا نريد أن نرد الخلافة لأهل البيت. يقولون: صدقت. ويقومون ويجالدون مع إبليس بسيوفهم وبمدافعهم ورشاشاتهم لا تنتظروا من الشيعة أن يغيّروا منكرًا ولا من الصوفية، وهم أنفسهم غارقون في المنكر، ولا من الحزبي الذي يهمه أن يتجمع الناس حوله على إسلام أو على كفر، فأنتم معشر أهل السنة تقومون بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر في حدود ما تستطيعون {لا يكلّف الله نفسًا إلاّ وسعها648}، {لا يكلّف الله نفسًا إلاّ ما آتاها649}.
فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، ونناشد المسئولين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى إذا أرادوا أن يحفظ الله لهم سلطانهم، وألا يلوثوا البلد اليمنية بالديمقراطية وألا يلوثوها بالفساد، فبلدنا بلد الإسلام آمنوا بعد أن أرسل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذ بن جبل، وأبا موسى الأشعري، وخالد بن الوليد، وعلي بن أبي طالب واستسلموا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والآن يا أهل اليمن إياكم إياكم أن تستسلموا للديمقراطية.
أختم كلمتي هذه بقول الله عز وجل: {واسألهم عن القرية الّتي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السّبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرّعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ? وإذ قالت أمّة منهم لم تعظون قومًا الله مهلكهم أو معذّبهم عذابًا شديدًا قالوا معذرةً إلى ربّكم ولعلّهم يتّقون ? فلمّا نسوا ما ذكّروا به أنجينا الّذين ينهون عن السّوء وأخذنا الّذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ? فلمّا عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين ? وإذ تأذّن ربّك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إنّ ربّك لسريع العقاب وإنّه لغفور رحيم650}.
هؤلاء الآيات فيها تحذير لأهل الحق أن يجاملوا أو يركنوا إلى الذين يريدون الفساد، وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والحمد لله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كتاب تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب