السؤال207: نرجو منكم أن تبينوا لنا شيئا مما بلغته الدعوة في اليمن، فهي مجهولة عندنا في فرنسا، وإن أمكن أن ترسلوا لنا شيئا من أشرطتكم، أو كتبكم وجزاكم الله خيرا؟
الجواب: أما دعوة أهل السنة فمن فضل الله الناس مستجيبون لها غاية الاستجابة في جميع البلاد اليمنية، وصدق النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذ يقول: «الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان».
ويقول أيضا: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا»، قالوا: وفي نجدنا قال: «اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا»، قالوا: وفي نجدنا، قال: «هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان».
فبحمد الله توجد مراكز علمية من أبنائها من يحفظ القرآن، ومنهم من حفظ «صحيح البخاري» بعد الانتهاء من حفظ القرآن، ومنهم من حفظ «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان»، ومنهم من حفظ «بلوغ المرام»، ومنهم من حفظ «رياض الصالحين»، فالناس مستريحون لها لأن القائمين عليها طريقتهم في هذا -ولا نزكي على الله أحدا- هي طريقة الأنبياء: ﴿قل ما سألتكم من أجر فهو لكم﴾(22). ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا﴾(23). ويقول: ﴿اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون﴾(24).
فهي طريقة الأنبياء، يؤدون واجبا أوجبه الله عليهم، فلا يدعون الناس لأجل أن ينتخبوهم كما يفعل الحزبيون يقولون: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا﴾(25)، ثم يقولون: فننصحكم أن تختاروا الرجل الصالح، وأنصحكم أن تختاروني. وهذا الرجل الصالح المسكين هو الذي يدعو إلى الطاغوتية.
ولا يدعون الناس بعد انتهاء الدعوة والمحاضرة ويفرشون العمائم ويقولون: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا﴾(26). وقد أخبرني من أتى من أمريكا أن محمدا المهدي وعقيلا المقطري يقولان: «أنا وكافل اليتيم كهاتين»، ويستدلون كذلك بالآيات المتقدمة.
فهذه دعوة شحاذة، لكن دعوة أهل السنة لو أكلوا التراب، ويصبرون على التمر والماء، إن وجد التمر، أو يصبر على كسر الخبز، ويخرج ويدعو إلى الله سبحانه وتعالى. فالناس يثقون بدعوة أهل السنة غاية الوثوق.
السؤال208: ما هي نصيحتكم للأخوة المسلمين في فرنسا سواء الذين يستطيعون الهجرة والذين لا يستطيعون؟
الجواب: أنصحهم بتقوى الله سبحانه وتعالى، فهي وصية الله لعباده: ﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله﴾(27).
وتقوى الله امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ثم أنصحهم بالإخلاص لوجه الله عز وجل: ﴿ألا لله الدين الخالص﴾(28). ويقول: ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾(29).
وفي «الصحيحين» عن جندب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به». وفي «صحيح مسلم» أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه».
فأنصحهم بإخلاص العمل لله عز وجل ثم بمتابعة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فإن الله عز وجل يقول: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾(30).
كما ننصحهم بطلب العلم واقتناء الكتب النافعة مثل: «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» و «مسند الإمام أحمد» و «جامع الترمذي» و «سنن أبي داود» و «سنن النسائي» و «سنن ابن ماجة» وكذلك مراسلة أهل العلم، وأن يحذروا كل الحذر من الحزبيين، فإن الحزبي لا يدعوك لوجه الله بل لأجل أن تصوت له. كما ننصحهم أن يحذروا من أصحاب الجمعيات الشحاذين، الذين لا يأتون إلا من أجل جمع الأموال.
فعليهم بالجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع وفي حفظ القرآن يقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
ويقول: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» مع الفهم: ﴿أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها﴾(31) فلا بد من الفهم.
وكما قلنا قبل مكاتبة كبار العلماء مثل الشيخ الألباني والشيخ ابن باز ومن كان على شاكلتهما مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ أبي الحسن في اليمن، وكثير من إخواننا الأفاضل حفظهم الله.
فعليهم أن يتصلوا بأهل العلم وإن يسألوهم، ولا يأتيهم شخص همه هو أن يجذب الناس فيحدثهم عن الجهاد في سبيل الله، فأقول: إن الجهاد في سبيل الله يعتبر من أسمى شعائر الإسلام، ولا يقوم دين إلا بجهاد في سبيل الله لكن المجتمع الذي استولت عليه أمريكا لن تتركه يجاهد في سبيل الله، أو الذي استعبده الدرهم والدينار لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله، أو المجتمع الذي يهمه نفسه وأن يحصل الشخص فيه على بيت وزوجة وسيارة لن يستطيع أن يجاهد في سبيل الله.
وإذا درسنا سيرة الصحابة وجدناهم صبروا على العري، وعلى الجوع، وعلى المرض وعلى مفارقة الأوطان، وعلى فراق الأحبة بمكة، فهل بلغنا عشر ما بلغوه، فإذا بلغنا الربع فنحن رجال ونستطيع أن نجاهد، أما أن يأتي لنا مثل حسن الترابي ترب الله وجهه ويدعونا إلى الجهاد، أو ضائع مائع من الإخوان المسلمين ويدعونا إلى الجهاد.
فلا بد في الجهاد من إخلاص لوجه الله عز وجل، ومن استقامة، فقد هزم الصحابة في غزوة حنين بسبب أن أعجب بعضهم بكثرتهم: ﴿ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين﴾(32).
وهزموا في أحد بسبب معصية: ﴿إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا﴾(33). ويقول تعالى: ﴿ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم﴾(34).
فإذا كان هذا الأمر يحصل للصحابة، فما ظنك بشخص دجال يكذب على المسلمين، لا يهمه الجهاد في سبيل الله، بل همه أن يختلس أموال المسلمين، وربما همه أن يوضع علماني ينفذ لأمريكا مخططاتها، فربما يكون الحاكم الموجود لا ينفذ لها جميع مخططاتها، فهي تريد أن تأتي بابن بار لها. فإذا كانت أمريكا هي التي تسير الجهاد فينبغي أن نصون دماء المسلمين، وإذا كان لدينا استغناء عن أمريكا فلنفعل.
وبحمد الله قد ألفت الكتب وتكلم أهل العلم على فضل الجهاد، وأنه لا عز للمسلمين إلا بالجهاد لكن كيف يستطيع إخواننا الفرنسيون أن يميزوا بين أهل الحق والباطل؟ بواسطة العلم فلا يأتي صوفي أو شيعي، أو شخص من الإخوان المفلسين، أو شخص من الشحاذين أصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان، أو محمد الهدية السوداني، أو غيرهم، فتستطيع أن تميز إذا عرفت عقائد السلف مثل: «العقيدة الواسطية» لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومثل: «القول المفيد» لأخينا محمد بن عبدالوهاب العبدلي اليمني حفظه الله، ومثل: «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد» لبعض أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
فلا بد أن يكون عندك ميزان تزن به الناس والدعاة إلى الله. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وقد لدغ المؤمنون مرارا.
فننصح من استطاع من إخواننا الفرنسيين أن يهب نفسه لله عز وجل ويتعلم حتى يصبح مبرزا في العلم حتى يستطيع إفادة إخوانه هناك.
وعليهم أن يحذروا من الصوفية، فربما تصلي خلف الصوفي وهو يدبر لك المكائد، فإنهم يبغضون السلفيين. وكذلك الشيعي، فسيأتونهم رافضة من إيران ويقولون: إسلام إسلام، وهم مستعبدون لأمريكا، وعندهم عقيدة خبيثة، فمنهم من يعتقد أن قرآننا ناقص وأكثرهم يسب الصحابة، وعندهم الكثير من العقائد الخبيثة.
وإذا حذرتم من المبتدعة ومن الحزبيين فسيقولون: أنتم تغتابون الناس، فقولوا لهم: يا أيها المغفلون هل شعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، والبخاري وأبوحاتم، وأبوزرعة فهؤلاء هم من أئمة الحديث -بل لو قال قائل: إنهم أئمة الحديث، لما أبعد عن الصواب- يغتابون الناس؟. أم أنهم يعلمون أنهم مجروحون فيقولون: لا يجوز الكلام في الناس، وأقول: نعم لا تغتب المسلمين، لكن الدين النصيحة، إذا عرفت أنهم لا يعرفون أن هذا صوفي، فتبين حاله بأنه صوفي، أو عرفت بأنهم لا يعرفون بأن هذا حزبي، فتبين حاله بأن هذا حزبي، أو عرفت بأنه ركب الطائرة وذهب إلى فرنسا ليختلس أموال المسلمين، فتقول: هذا ما جاء من أجل مصلحتنا، بل جاء من أجل الدرهم والدينار.
فالدين النصيحة، وأئمة أهل السنة قد أجمعوا على جواز الجرح والتعديل، فموتوا أيها المفلسون، والسروريون، ويا أصحاب الجمعيات، موتوا بغيظكم، وبحمد الله فأشرطة الجرح والتعديل قد وصلت إلى أمريكا وأنتم تعلمون ذلك ووصلت إلى أقصى بلاد الله.
فأنصح الإخوة أن يكونوا على حذر حتى يعرفوا عقيدته وأنه من أهل السنة.
السؤال209: هل هناك أحد من الدعاة في السعودية تابع محمد سرور على نهجه؟
الجواب: وجد من يتابعه بكثرة، وأيدوا فكرته الخاطئة أنه لا يجوز الاستعانة بأمريكا على رد المعتدي صدام البعثي، والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».
فهناك من تابعه على فكرته وتأثر بها، مثل سلمان العودة، وكذلك سفر الحوالي، لكن سفرا أقل تأثرا بها، ولو جالس سفرا إخوان صالحون فما أظنه إلا سيرجع، أما سلمان فقد خبط خبط عشواء، وفي اليمن أيضا تابعه بعض المخذولين من أصحاب جمعية الإحسان.
السؤال210: بعض الناس ينصح الإخوة الغرباء بالدراسة في كلية الإيمان لأجل الحصول على الإقامة؟
الجواب: أنا لا أنصح بهذا، لأنه سيأتيك عبدالكريم زيدان، حالق اللحية، لابس الكرفتة والبنطلون ولا تميز بينه وبين النصراني(35)، وهكذا آخرون من أمثال عبدالكريم زيدان، وأناس من أصحاب السنة انحرفوا كعبدالله الحاشدي فأنا لا أنصح بالالتحاق بهذه الكلية.
وأنا أعجب كثيرا، فكلية الإيمان لا بأس بالدراسة فيها ويعطى الطالب إقامة، وأما دار الحديث بدماج فلا يسمحون إلا لمن أذنت له سفارته. ولكننا سنصبر ويبارك الله في الموجودين.
وبهذا نكتفي ونحن وإخواننا في مسجد السنة بدماج نحو السبعمائة إلى الثمانمائة بحمد الله ويقرئون إخوانهم في فرنسا السلام، وينصحونهم بدراسة كتب السلف، وبالحذر من الحزبيين والمبتدعة، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.
أجوبة الأسئلة الفرنسية
: تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب