عبدالرحمن بن صالح الحجي .. والفرار من الزحف !

لا يشك عاقل أننا في هذه البلاد المباركة نعيش في زمن فتنة ..

كثرت فيه الآراء المخلة .. والأهواء المضلة ..

وكثر المتصدرون .. المتعالمون ..

الذين ضللوا الناس بزخرف القول ..

فظهرت الفرقة بين المتدينين .. ونشأ الصراع بين الدعاة والمتمشيخين ..

فجماعة الإخوان المفلسين .. أصبح لها عندنا صولة وجولة ..

وأصبح لها قادة ودعاة ومؤيدين !

وخرجت من تحت عباءتها .. جماعة التكفير والتفجير

فسفكت الدماء .. وكفرت العلماء والأمراء

وانتشرت جماعة التبليغ بين العوام وأهل البادية ..

وأصبحت تجوب البلاد شرقاً وغرباً بلا حسيب ولا رقيب !

فنشرت التهريج والبدعة .. وحاربت العلم والسنة

وأما أذناب الغرب .. المتأمركين .. المتلبرلين ..

فأصبحت لهم على وسائل الإعلام السيادة ..

فلا صوت .. إلا صوتهم .. ولا رأي إلا رأيهم !

فتطاولوا على الدين .. وأهله

وسخروا من كل عالم راسخ .. وسفهوا رأيه وقوله !

وظهر من بين هؤلاء وأولئك .. دعاة لبسوا لباس السلفية

وتشبهوا بأهل العلم الراسخين ..

فأعلنوا الحرب على الأحزاب الدعوية ..

وشنوا الغارات .. على دعاة الإخوان المتلونين

وصرحوا بالتحذير من جماعة التبليغ الغوية ..

ففرح بهم العلماء .. وأثنوا عليهم .. وعلى جهودهم الدعوية

ونال بعضهم ما نال من تزكيات أهل العلم .. وثنائهم

ولكن .. وبعد عدة سنوات

انكشفت الحقيقة للعلماء الثقاة ..

فهؤلاء المتشبهون .. جهلة متعالمون

حاربوا تنظيم الأحزاب .. ونظموا تحزيب الأشياخ

فكل شيخ منهم صار إماماً .. يلتف حوله الأتباع والمؤيدون

وهو عندهم إمام السلفية .. بل السلفية بعينها

فمن لم يعظمه فهو حزبي ضال .. شاء أم أبى

ومن انتقده .. فهو مبتدع خطير .. يريد إسقاط السلفية وهدمها

وهؤلاء المتعالمون .. مع كثرة كلامهم في العقيدة

وزعمهم أنهم .. أهلها .. ودعاتها

إلا أنهم متخبطون فيها أشد التخبط

لا يميزون بين المشرك .. والموحد

و لا يفقهون في باب الإيمان إلا ما يفقهه كبار منظري الأشاعرة

فالعمل عندهم شرط كمال في الإيمان

وتارك أعمال الجوارح .. مؤمن من أهل النجاة والاحسان

وهؤلاء مع أنهم أحسنوا في حرب الخوارج السفهاء ..

إلا أنهم أساءوا بنشر مذهب الإرجاء ..

وقد التبس أمرهم على كثير من الأخيار

الذين ينشدون الدين الحق ومذهب السلف الصافي ..

فنبه العلماء على فساد مذهب هؤلاء في الإيمان ..

وأفتوا بالتحذير من كتبهم التي تبنت ذلك المذهب الأعوج ..

فتنبه من تنبه .. وضل من ضل

وكان ممن تنبه لانحراف هؤلاء .. الدكتور عبدالرحمن الحجي

وكان في أول أمره مندفعاً لحربهم والتحذير منهم ..

ولكنه آثر التلميح لا التصريح ..

وتكلم في العمومات .. وترك الخوض في التفصيلات

فقلنا .. لعله يرى ذلك أقرب للحكمة .. وأدعى للإصلاح

ولكن الطامة الكبرى .. والآفة العظمى

أن الحجي .. الذي أمسك لسانه عن أصحاب المناهج الفاسدة

قد أطلق لسانه في أعراض العلماء الأخيار :

ابن خزيمة .. وابن حجر.. والذهبي .. والألباني

بل حتى أئمة الدعوة بعد الإمام محمد بن عبدالوهاب لم يسلموا من غمزاته الساقطة

وهاهم أصحاب الحجي .. ومريديه

قد أشغلوا مجالسهم في فري جلود أهل العلم السالفين

قد خيّل الشيطان للواحد منهم أنه أحمد زمانه !

وأنه يجب عليه أن يصدع بالحق .. لا يجامل ولا يحابي

فذهب يفتش في الكتب عن أخطاء العلماء ومخالفاتهم

ليتفكه بها في المجالس .. بكل غرور وتعالي

لقد ظهرت شجاعة الحجي وأصحابه على الأموات من أهل العلم

وجبنوا عن أهل الزيغ والضلال من الأحياء !

فلم يجرؤ أحد منهم على أن يصرح باسم أحد من دعاة الضلال والبدعة

لا دعاة العلمنة والليبرالية

ولا دعاة الرافضة أو الصوفية

بل ولا دعاة الإخوان والتبليغ

ولا دعاة الإرجاء الجديد

وهذا والله أشبه ما يكون بالتولي يوم الزحف

فالحجي قد سكت عن فرق الضلال .. و دعاة الباطل

وأقبل يفري لحوم العلماء !!

نسأل الله العافية .. ونعوذ بالله من الخذلان

وقبل ختام هذه الوقفة العاجلة .. هناك بعض التنبيهات :

الأول/ أن طعن الحجي بأهل العلم هو أمر سيء جداً

ولكن أسوأ منه : أن الحجي ينسب منهجه الفاسد هذا إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب

كما في شرحه على رسالة الشيخ إلى ابن عبداللطيف قاضي الأحساء

الثاني / أن حرص الحجي على الطعن بالذهبي ليس هو من أجل الذهبي نفسه

بل هو يريد أن يتوصل إلى الطعن بشيخ الإسلام ابن تيمية !!

وقد ذكرت ذلك لأحد أصحابه قبل أكثر من سنة

وهاهو في هذه السنة قد بدأ أول محاولة له للنيل من ابن تيمية

وذلك في خطبته الأخيرة والتي جعل عنوانها :

جهاد الباطل بالبينات (وطريقة ابن تيمية رحمه الله )

فهذا الغر المتعالم يريد أن يعلم ابن تيمية كيف يجاهد أهل الباطل !!!

ثم وقفت على كلام قبيح للحجي عن الإمام ابن تيمية فحواه :

أن ابن تيمية عنده من التشويش في كثير من المسائل ما الله به عليم !!!

http://dc102.4shared.com/download/Oh...01725-cdad908f


الثالث / أن تخبطات الحجي وتعالمه يحتاج المزيد من الوقفات التفصيلية

نذكر فيها تلك التخبطات موثقة بصوته

حتى يتبين جهله .. وأنه ينظر بعين واحدة

هي عين الغلو والشدة والعنف

أسأل الله أن يهدينا بهداه وأن يسددنا في العلم والعمل

وأن يجنبنا الفتن والزلل

.