(1) بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ
(2) يَا مُنْزِلَ الآيَاتِ وَالْفُرْقَانِ = بَيْنِي وَبَيْنَكَ حُرْمَةُ الْقُرْآنِ
(3) اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي لِمَعْرِفَةِ الهُدَى = وَاعْصِمْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الشَّيْطَانِ
(4) يَسَّرْ بِهِ أَمْرِي ، وَإِقْضِ مَآرِبِي = وَأَجِرْ بِهِ جَسَدِي مِنَ النِّيرَانِ
(5) وَاحْطُطْ بِهِ وِزْرِي ، وَأَخْلِصْ نِيَّتِي = وَاشْدُدْ بِهِ أَزْرِيِ ، وَأَصْلِحْ شَانِي
(6) وَاكْشِفْ بِهِ ضُرِّي ، وَحَقِّقْ تَوْبَتِي = وَارْبِحْ بِهِ بَيْعِي بِلاَ خُسْرَانِ
(7) طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي ، وَصَفِّ سَرِيرَتي = أَجمْلْ بِهِ ذِكْرِي ، وَأَعْلِ مَكَانِي
(8) وَاقْطَعْ بِهِ طَمَعِي ، وَشَرِّفْ هِمَّتي = كَثِّرْ بِهِ وَرَعَي ، وَأَحْي جِنَانِي
(9) أَسْهِرْ بِهِ لَيْلِي ، وَأَظْمِ جَوَارِحِي = أَسْبِلْ بِفَيْضِ دُمُوعِهَا أَجْفَانِي
(10) أَمْزُجْهُ يَا رَبِّ بِلَحْمِي مَعْ دَمِي = وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِي مِنَ الأَضْغَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(11) أَنْتَ الَّذِي صَوَّرْتَنِي وَخَلَقَتَنِي = وَهَدَيْتَنِي لِشََرَائِعَ الإِيمَانِ
(12) أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي وَرَحِمْتَنِي = وَجَعَلْتَ صَدْرِي وَاعِيَ الْقُرْآنِ
(13) أَنْتَ الَّذِي أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي = مِنْ غَيْرِ كَسْبِ يَدٍ ، وَلاَ دُكَّانِ
(14) وَجَبَرْتَنِي ، وَسَتَرْتَنِي ، وَنَصَرْتَنِي = وَغَمَرْتَنِي بِالْفَضْلِ وَالإِحْسَانِ
(15) أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَنِي ، وَحَبَوْتَنِي = وَهَدَيْتَنِي مِنْ حَيْرَةِ الخِذْلاَنِ
(16) وَزَرَعْتَ لِي بَيْنَ الْقُلُوبِ مَوَدَّةً = وَعَطَفْتَ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ
(17) وَنَشَرْتَ لِي فِي الْعَالمَينَ مَحَاسِناً = وَسَتَرْتَ عَنْ أَبْصَارِهِمُ عِصْيَانِي
(18) وَجَعَلْتَ ذِكْرِي فِي الْبَرِيَّةِ شَائِعاُ = حَتَّى جَعَلْتَ جَمْيَعَهُمْ إِخْوَانِي
©©© ©© © © ©© ©©©
(19) وَاللهِ لَوْ عَلِمُواْ قَبِيحَ سَرِيرَتِي = لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
(20) وَلأَعْرَضُواْ عَنَّي ، وَمَلُّواْ صُحْبَتِي = وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
(21) لَكِنْ سَتَرْتْ مَعَايِبِي وَمَثَالِبي = وَحَلِمْتَ عَنْ سَقْطِي وَعَنْ طُغْيَانِي
(22) فَلَكَ الْمَحَامِدُ وَالْمَدَائِحُ كُلُّهَا = بِخَوَاطِرِي ، وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
(23) وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ = مَالِي بِشُكْرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(24) فَوَحَقِّ حِكْمَتِكَ الَّتِي آتَيْتَنِي = حَتَّى شَدَتْتَ بِنُورِهَا بُرْهَانِي
(25) لَئِنِ اجْتَبَتْنِي مِنْ رِضَاكَ مَعُونَةٌ = حَتَّى تُقَوِّي أَيْدُهَا إِيِمَانِي
(26) لأُسَبِّحَنَّكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً = وَلَتَخْدُمَنَّكَ فِي الدُّجَى أَرْكَانِي
(27) وَلأَذْكُرَنَّكَ قَائِماً أَوْ قَاعِداً = وَلأَشْكُرَنَّكَ سَائِرَ الأَحْيَانِ
(28) وَلأَكْتُمَنَّ عَنِ الْبَريَّةِ خَلَّتِي = وَلأَشْكُوَنَّ إِلَيْكَ جَهْدَ زَمَانِي
(29) وَلأَقْصِدَنَّكَ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِي = مِنْ دُوْنِ قَصْدِ فُلاَنَةٍ وَفُلاَنِ
(30) وَلأَحْسِمَنَّ عَنِ الأَنَامِ مَطَامِعِي = بِحُسَامِ يَأْسٍ لَمْ تَشُبْهُ بَنَانِي
(31) وَلأَجْعَلَنَّ رِضَاكَ أَكبَرَ هِمَّّتِي = وَلأَضْرِبَنَّ مِنَ الْهَوَى شَيْطَانِي
(32) وَلأَكْسُوَنَّ عُيُوبَ نَفْسِي بِالتُّقُى = وَلأَقْبِضَنَّ عَنِ الْفُجُورِ عِنَانِي
(33) وَلأَمْنَعَنَّ النَّفْسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا = وَلأَجْعَلَنَّ الزُّهْدَ مِنْ أَعْوَانِي
©©© ©© © © ©© ©©©
(34) وَلأَتْلوَنَّ حُرُوفَ وَحْيَكَ فِي الدُّجَى = وَلأُحْرِقَنَّ بِنُورِهِ شَيْطَانِي
(35) أَنْتَ الَّذِي يَا رَبِّ قُلْتَ : حُرُوفَهُ = وَوَصَفْتَهُ : بِالْوَعْظِ وَالتِّبْيَانِ
(36) وَنَظَمْتَهُ : بِبَلاَغَةٍ أَزَلِيَّةٍ = تَكْيِيفُهَا يَخْفَى عَلَى الأَذْهَانِ
(37) وَكَتَبْتَ فِي الْلَّوحِ الْحَفِيظِ : حُرُوفَهُ = مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ فِي أَزْمَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(38) فَاللهُ رَبِّي لَمْ يَزلْ مُتكَلِّمَاً = حَقَّاً إِذَا مَا شَاءَ ذُوْ إِحْسَانِ
(39) نَادَى بِصَوْتٍ حَينَ كَلَّمَ عَبْدَهُ = مُوسَى ، فَأَسْمَعَهُ بِلاَ كِتْمَانِ
(40) وَكَذا يُنَادِي فِي الْقِيَامَةِ رَبُّنَا = جَهْراً ، فَيَسْمَعُ صَوْتَهُ الثَّقَلاَنِ
(41) أَنْ يَا عِبَادِي ، أَنْصِتُواْ لِي وَاسْمَعُواْ = قَوْلَ الإِلَهِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ
(42) هَذَا حَدِيثُ نَبِيِّنَا عَنْ رَبِّهِ = صِدْقاً ، بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ بُهْتَانِ
(43) لَسْنَا نُشَبِّهُ صَوْتَهُ بِكَلاَمِنَا = إِذْ لَيْسَ يُدْرَكُ وَصْفُهُ بِعيَانِ
(44) لاَ تَحْصُرُ الأَوْهَامُ مَبْلَغَ ذَاتِهِ = أَبَداُ ، وَلاَ يَحْوِيهِ قُطْرُ مَكَانِ
(45) وَهُوَ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمُهُ = مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ ، وَلاَ نِسْيَانِ
(46) مَنْ ذَا يُكَيِّفُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ = وَهُوَ الْقَدِيمُ مُكَوِّنُ الأَكْوَانِ
(47) سُبْحَانَهُ مَلِكاً عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى = وَحَوَى جَمَيْعَ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(48) وَكَلاَمُهُ الْقُرْآنُ أَنْزَلَ آيَهُ = وَحْياً عَلَى الْمَبْعُوثِ مِنْ عَدْنَانِ
(49) صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ خَيْرَ صَلاَتِهِ = مَا لاَحَ فِي فَلَكَيْهِمَا الْقَمَرَانِ
(50) هُوَ جَاءَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ الَّذِي = لاَ تَعْتَرِيهِ نَوَائِبُ الْحَدَثَانِ
(51) تَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَحْيُهُ = بِشَهَادَةِ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
(52) وَكَلاَمُ رَبِّي لاَ يَجِيءُ بِمِثْلِهِ = أَحَدٌ ، وَلَوْ جُمِعَتْ لَهُ الثَّقَلاَنِ
(53) وَهْوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا = وَمِنْ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
(54) مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنْ يُبَارِي نَظْمَهُ = وَيَرَاهُ مِثْلَ الشِّعْرِ وَالْهَذَيَانِ
(55) فَلْيَأْتِ مِنْهُ بِسُورَةٍ أَوْ آيَةٍ = فَإِذَا رَأَى النَّظْمَيْنِ يَشْتَبِهَانِ
(56) فَلْيَنْفَرِدْ بِاسمِ الأُلُوَهِةِ ، وَلْيَكُنْ = رَبَّ الْبَريَّةِ ، وَلْيَقُلْ : سُبْحَانِي
(57) فَإِذَا تَنَاقَضَ نَظْمُهُ فَلْيَلْبَسَنْ = ثَوْبَ النَّقِيصَةِ صَاغِراً بِهَوَانِ
(58) أَوْ فَلْيُقِرَّ بِأَنَّهُ تَنْزِيلُ مَنْ = سَمَّاهُ فِي نَصِّ الْكِتَابِ مَثَانِي
(59) لاَ رَيْبَ فِيهِ بَأَنَّهُ تَنْزِيلُهُ = وَبِدَايَةُ التَّنْزِيلِ فِي رَمَضَانِ
(60) اللهُ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَ آيَهُ = وَتَلاَهُ تَنْزِيلاً بِلاَ أَلْحَانِ
(61) هُوَ قَوْلُهُ وَكَلاَمُهُ وَخِطَابُهُ = بِفصَاحَةٍ وَبَلاَغَةٍ وَبَيَانِ
(62) هُوَ حُكْمُهُ ، هُوَ عِلْمُهُ ، هُوَ نُورُهُ = وَصِرَاطُهُ الْهَادِي إِلَى الرِّضْوَانِ
(63) جَمَعَ الْعُلُومَ دَقِيقَهَا وَجَلِيلَهَا = فَبِهِ يَصُولُ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي
(64) قَصَصٌ عَلَى خَيْرِ الْبَريَّةِ قَصَّةُ = رَبِّي ، فَأَحْسَنَ أَيَّمَا إِحْسَانِ
(65) كَلَمِاتُهُ مَنْظُومَةٌ ، وَحُرُوفُهُ = بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ ، وَحُسْنِ مَعَانِ
(66) وَأَبَانَ فِيهِ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ = وَنَهَى عَنِ الآثَامِ وَالْعِصْيَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(67) مَنْ قَالَ : إِنَّ اللهَ خَالِقُ قَوْلِهِ = فَقَدِ اسْتَحَلَّ عِبَادَةَ الأوْثَانِ
(68) مَنْ قَالَ : فِيهِ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ = فَغَداً يُجَرَّعُ مِنْ حَمِيمٍ آنِ
(69) مَنْ قَالَ : إِنَّ حُرُوفَهُ مَخْلُوقَةٌ = فَالْعَنْهُ ، ثُمَّ اهْجُرْهُ كُلَّ أَوَانِ
(70) لاَ تَلْقَ مُبْتَدِعاً وَلاَ مُتَزَنْدِقاً = إِلاَّ بَعَبْسَةِ مَالكِ الْغَضْبَانِ
(71) وَالْوَقْفُ فِي الْقُرْآنِ خُبْثٌ بَاطِلٌ = وَخِدَاعُ كُلِّ مُذَبْذَبٍ حَيْرَانِ
(72) قُلْ : غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلاَمُ إِلَهِنَا = وَاعْجَلْ ، وَلاَ تَكُ فِي الإِجَابَةِ وَانِ
(73) أَهْلُ الشَّرِيعَة أَيْقَنُوْا بِنُزُولِهِ = وَالْقَائِلُونَ بِخَلْقِهِ شَكْلاَنِ
(74) وَتَجَنَّبِ اللَّفْظَيْنِ ، إِنَّ كِلَيْهِمَا = وَمَقالُ جَهْمٍ عِنْدَنَا سَيَّانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(75) يَا أَيُّهَا السُّنِّيُّ خُذْ بِوَصِيَّتِي = وَاخْصُصْ بِذَلِكَ جُمْلَةَ الإِخْوَانِ
(76) وَاقْبَلْ وَصَيَّةَ مُشْفِقٍ مُتَوَدِّدٍ = وَاسْمَعْ بِفَهْمِ حَاضِرٍ يَقْظَانِ
(77) كُنْ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَوسِّطاً = عَدْلاً ، بِلاَ نِقْصٍ وَلاَ رُجْحَانِ
(78) وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ رَبٌّ وَاحِدٌ = مُتَنَزِّهٌ عَنْ ثَالِثٍ أَوْ ثَانِ
(79) الأَوَّلُ الْمُبْدِي بِغَيْرِ بِدَايَةٍ = وَالآخِرُ الْمُفْنِي ، وَلَيْسَ بِفَانِ
(80) وَكَلاَمُهُ صِفَةٌ لَهُ وَجَلاَلَةٌ = مِنْهُ ، بِلاَ أَمَدٍ وَلاَ حَدْثَانِ
(81) رُكْنُ الدِّيانَةِ أَنْ تُصَدِّقَ بِالْقَضَا = لاَ خَيْرَ فِي بَيْتٍ بِلاَ أَرْكَانِ
(82) اللهُ قَدْ عَلِمَ السَّعادَةَ وَالشَّقَا = وَهُمَا وَمَنْزِلَتَاهُمَا ضِدَّانِ
(83) لاَ يَمْلِكُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ لِنَفْسِهِ = رَشْداً ، وَلاَ يَقْدِرُ عَلَى خِذْلاَنِ
(84) سُبْحَانَ مَنْ يُجْرِي الأُمُورَ بِحِكْمَةٍ = فِي الْخَلْقِ بِالأَرْزَاقِ وَالْحِرْمَانِ
(85) نَفَذَتْ مَشِيْئَتُهُ بِسَابِقِ عَلْمِهِ = فِي خَلْقِهِ ، عَدْلاً بِلاَ عُدْوَانِ
(86) وَاْلكُلُّ فِي أَمِّ الْكِتَابِ مُسَطَّرٌ = مِنْ غَيْر إِغْفَالٍ ، وَلاَ نُقْصَانِ
(87) فَاقْصِدْ هُدِيتَ ، وَلاَ تَكُنْ مُتَغَالِياً = إِنَّ الْقُدُورَ تَفُورُ بِالْغَلَيَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(88) دِنْ بِالشَّرِيعَةِ وَالْكِتَابِ كِلِيهِمَا = فَكِلاَهُمَا لِلدِّينِ وَاسِطَتَانِ
(89) وَالْخَيْرُ وَالشَّرُ اللَّذَانِ كِلاَهُمُا = بِجَمِيعِ مَا تَأْتِيهِ مُحْتَفِظَانِ
(90) وَلِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظَانِ لِكُلِّ مَا = يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ مَخْلُوقَانِ
(91) أُمِراَ بِكَتْبِ كَلاَمِهِ وَفِعالِهِ = وَهُمُا لأَمْرِ اللهِ مُؤْتَمِرَانِ
(92) واللهُ أَصْدَقَ وَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ = مِمَّا يُعايِنُ شَخْصَهُ الْعَيْنَانِ
(93) وَاللهُ أَكْبَرُ أَنْ تُحَدَّ صِفَاتُهُ = أَوْ أَنْ يُقَاسَ بِجُمْلَةِ الأَعْيَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(94) وَحَيَاتُنَا فِي الْقَبْرِ بَعْدَ مَمَاتِنَا = حَقَاً ، وَيَسأَلُنَا بِهِ المْلَكَانِ
(95) وَالْقَبْرُ صَحَّ نَعِيمُهُ وعَذَابُهُ = وَكِلاَهُمَا لِلنَّاسِ مُدَّخَرَانِ
(96) وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَعْدٌ صَاِدقٌ = بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ فِي الأَبْدَانِ
(97) وَصِرَاطْنَا حَقٌّ ، وَحَوْضُ نَبِيِّنَا = صِدْقٌ ، لَهُ عَدَدَ النُّجُومِ أَوَانِي
(98) يُسْقَى بِهَا السُّنَّيُّ أَعْذَبَ شَرْبَةٍ = وَيُذَادُ كُلُّ مُخَالِفٍ فَتَّانِ
(99) وَكَذلِكَ الأَعْمَالُ يَوْمَئِذٍ تُرَى = مَوْضُوعَةُ فِي كَفَّةِ الْمِيْزَانِ
(100) وَالْكُتْبُ يَوْمَئِذٍ تَطَايَرُ فِي الْوَرَى = بِشَمَائِلِ الأَيْدِي وَبِالأَيْمَانِ
(101) وَاللهُ يَوْمَئِذٍ يَجِيءُ لِعَرْضِنَا = مَعَ أَنَّهُ فِي كُلِّ وَقَتٍ دَانِ
(102) وَالأَشْعَرِيُّ يَقُولُ : يَأْتِي أَمْرُهُ = وَيَعِيبُ وَصْفَ اللهِ بِالإِتْيَانِ
(103) وَاللهُ فِي الْقُرْآنِ أَخْبَرَ أَنَّهُ = يِأْتِي بِغَيْرِ تَنَقُّلٍ وَتَدَانِ
(104) وَعَلَيْهِ عَرْضُ الْخَلْقِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ = لِلْحُكْمِ كَي يَتَنَاصَفَ الْخَصْمَانِ
(105) وَاللهٌ يَوْمَئِذٍ نَرَاهُ كَمَا نَرَى = قَمَراً ، بَدَا لِلسِّتِّ بَعْدَ ثَمَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(106) يَوْمُ الْقِيامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ = لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ
(107) يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ = وَتَشِيبُ فِيهِ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ
(108) يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ شَرُّهُ = فِي الْخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
(109) وَالْجَنَّةُ الْعُلْيَا وَنَارُ جَهَنَّمِ = دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ
(110) يَوْمٌ يَجِيءُ الْمُتَّقُونَ لِرَبِّهِمُ = وَفْداً ، عِلَى نُجُبٍ مِنَ الْعِقْيَانِ
(111) وَيَجَيءُ فِيهِ المُجْرِمُونَ إِلَى لَظَى = يَتَلَمَّظُوْنَ تَلَمُّظَ الْعَطْشَانِ
(112) وَدُخُولُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ جَهَنَّمَ = بِكَبَائِرِ الآثَامِ وَالطُّغْيَانِ
(113) وَاللهُ يَرْحَمُهُمْ بِصِحَّةِ عَقْدِهِمْ = وَيُبَدَّلُواْ مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ
(114) وَشَفِيعُهُمُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مُحَمَّدٌ = وَطُهُورُهُمْ فِي شَاطِئ الْحَيَوانِ
(115) حَتَّى إِذَا طَهُرُواْ هُنَالِكَ أُدْخِلُواْ = جَنَّاتِ عَدنٍ ، وَهْيِ خَيْرُ جِنَانِ
(116) فَاللهُ يَجْمَعُنَا وَإِيَّاهُمْ بِهَا = مِنْ غَيْرِ تَعْذِيبٍ ، وَغَيْرِ هَوَانِ
(117) وَإِذَا دُعِيتَ إِلَى أَدَاءِ فَرِيضَةٍ = فَانْشَطْ وَلاَ تَكُ فِي الإِجَابَةِ وَانِي
(118) قُمْ بِالصَّلاَةِ الخْمْسِ ، وَاعْرٍفْ قَدْرَهَا = فَلَهُنَّ عِنْدَ اللهِ أَعْظَمُ شَانِ
(119) لاَ تَمْنَعَنَّ زَكَاةَ مَالِكَ ظَالِماً = فَصَلاَتُنَا وَزَكَاتُنَا أُخْتَانِ
(120) وَالْوِتْرُ بَعْدَ الْفَرْضِ آكَدُ سُنَّةٍ = وَالْجُمْعَةُ الزَّهْرَاءُ وَالْعِيدَانِ
(121) مَعَ كُلِّ بَرٍّ صَلِّهَا أَوْ فَاجِرٍ = مَا لَمْ يَكُنْ فِي دِينِهِ بِمُشَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(122) وَصِيَامُنَا رَمَضَانَ فَرْضٌ وَاجِبٌ = وَقِيَامُنَا الْمَسْنُونَ فِي رَمَضَانِ
(123) صَلَّى النَّبِيُّ بِهِ ثَلاَثاً رَغْبَةً = وَرَوَى الْجَمَاعَةُ أَنَّهَا ثِنْتَانِ
(124) إِنَّ التَّرَاوِحَ رَاحَةٌ فِي لَيْلِهِ = وَنَشَاطُ كُلِّ عُوَيْجِزٍ كَسْلاَنِ
(125) وَاللهِ مَا جَعَلَ التَّرَاوِحَ مُنْكَراً = إِلاَّ المْجُوسُ وَشِيعَةُ الْصُلْبَانِ
(126) وَالْحَجُّ مُفْتَرَضٌ عَلَيْكَ وَشَرْطُهُ : = أَمْنُ الطَّرِيقِ ، وَصِحَّةُ الأَبْدَانِ
(127) كَبِّرْ هُدِيتَ عَلَى الْجَنائِزِ أَرْبَعاً = وَاسْأَلْ لَهَا بِالْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ
(128) إِنَّ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنائِزِ عِنْدَنَا = فَرْضُ الْكِفَايَةِ ، لاَ عَلَى الأَعْيَانِ
(129) إِنَّ الأَهِلَّةَ لِلأَنَامِ مَوَاقِتٌ = وَبِهَا يَقُومُ حِسَابُ كُلِّ زَمَانِ
(130) لاَ تُفْطِرَنَّ وَلاَ تَصُمْ حَتَّى يُرَى = شَخْصَ الْهِلاَلِ مِنَ الْوَرَى إِثْنَانِ
(131) مُتَثَبِّتَانِ عَلَى الذَّيِ يَرَيَانِهِ = حُرَّانِ فِي نَقْليْهِمَا ثِقَتَانِ
(132) لاَ تَقْصِدَنَّ لِيَوْمِ شَكٍّ عَامِداً = فَتَصُومَهُ وَتَقُولُ مِنْ رَمَضَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(133) لاَ تَعْتَقِدْ دِينَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ = أَهْلُ الْمَحَالِ وَشِيعَةُ الشَّيْطَانِ
(134) جَعَلُوا الشُّهُورَ عَلَى قِياسِ حِسَابِهِمْ = وَلَرُبَّمَا كَمُلاَ لَنَا شَهْرَانِ
(135) وَلَرُبَّمَا نَقَصَ الذَّي هُوَ عِنْدَهُمْ = وَافٍ ، وَأَوْفَى صَاحِبُ النُّقْصَانِ
(136) إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى = مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ
(137) مَدَحُوا النَّبِيَّ ، وَخَوَّنُواْ أَصْحَابَهُ = وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ
(138) حَبُّواْ قَرَابَتَهُ ، وَسَبُّواْ صَحْبَهُ = جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ
(139) فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ = رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ
(140) فِئَتَانِ عَقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ = بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الْفِئَتَانِ
(141) فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ فِي سُبُلِ الهُدَى = وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(142) قُلُ : إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ = وَأَجَلَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الْكُثْبَانِ
(143) وَأَجَلَّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ = وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ الْعُمَرَانِ
(144) رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ = بِدَمَي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ
(145) فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَراَ لِنَبِيِّنَا = فِي نَصْرِهِ ، وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ
(146) بِنْتَاهُمَا أَسْنَى نِسَاءِ نَبيِّنَا = وَهُمَا لَهُ بِالْوَحِي صَاحِبَتَانِ
(147) أَبَوَاهُمَا أَسْنَى صَحَابَةِ أَحْمَدٍ = يَا حَبَّذَا الأَبَوَانِ وَالْبِنْتَانِ
(148) وَهُمَا وَزِيَرَاهُ اللَّذَانِ هُمَا هُمَا = لِفَضَائِلِ الأَعْمَالِ مُسْتَبِقَانِ
(149) وَهُمَا لأَحْمَدَ نَاِظرَاهُ وَسَمْعُهُ = وَبِقُرْبِهِ فِي الْقَبْر مُضْطَجِعَانِ
(150) كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ = وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ
(151) أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا = أَتْقَاهُمَا فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
(152) أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا = أَوْفَاهُمَا فِي الْوَزْنِ وَالرُّجْحَانِ
(153) صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الْغَارِ الَّذِي = هُوَ فِي الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ
(154) أَعْنِي : أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ = مِنْ شَرْعِنَا فِي فَضْلِهِ رَجُلاَنِ
(155) هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ = وَإِمُامُهُمْ حَقَّاً بِلاَ بُطْلاَنِ
(156) وَأَبُو الْمُطَهَّرَةِ الَّتِي تَنْزِيهُهَا = قَدْ جَاءَنَا فِي النُّوْرِ وَالْفُرْقَانِ
(157) أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَى مِنْ حُرَّةٍ = بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَانِ
(158) هِيَ زَوْجُ خَيْرِ الأَنْبِيَاءِ ، وَبِكْرُهُ = وَعَرُوسُهُ مِنْ جُمْلَةِ النِّسْوَانِ
(159) هِيَ عِرْسُهُ ، هِيَ أُنْسُهُ ، هِيَ إِلْفُهُ = هِيَ حِبُّهُ صِدْقاً بِلاَ أِدْهَانِ
(160) أَوَ لَيسَ وَالِدُهَا يُصَافِي بَعْلَهَا ؟ = وَهُمَا بِرُوحِ اللهِ مُؤْتَلِفَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(161) لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ = دَفَعَ الْخِلاَفَةَ للإِمَامِ الثَّانِي
(162) أَعْنِي بِهِ : الْفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً = بِالسَّيْفِ بِيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيِمَانِ
(163) هُوْ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ = وَمَحَا الظَّلاَمَ ، وَبَاحَ بِالْكِتْمَانِ
(164) وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ = فِي الأَمْرِ فَاجْتَمَعُواْ عَلَى عُثْمَانِ
(165) مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيلَةُ فِي رَكْعَةٍ = وَتْراُ ، فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ الْقُرْآنِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(166) وَلِيَ الْخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ = أَعْنِي : عَلَيَّ الْعَالِمَ الرَّبَّانِي
(167) زَوْجَ الْبَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ = لَيْثَ الْحُرُوبِ ، مُنَازِلَ الأَقْرَانِ
(168) سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الْخِلاَفَةَ رُتْبَةً = وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ !
(169) وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَي لاَ يَدَّعِي = مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ فِي النُّبُوَّةِ ثَانِي
(170) أَكْرِمْ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَبَعْلِهَا = وَبِمَنْ هُمَا لِمُحَمَّدٍ سِبْطَانِ
(171) غُصْنَانِ أَصْلُهُمَا برَوْضَةِ أَحْمَدٍ = للهِ دَرُّ الأَصْلِ وَالغُصْنَانِ
(172) أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيرِ وَسَعْدِهِمْ = وَسَعِيدِهِمْ ، وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ
(173) وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ وَالتُّقُى = وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ
(174) قُلْ : خَيرَ قَوْلٍ فِي صَحَابَةِ أَحْمَدٍ = وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(175) دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَحَّابةِ فِي الْوَغَى = بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
(176) فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ ، وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ = وَكِلاَهُمَا فِي الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ
(177) وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَنْزِعُ كَّل مَا = تَحْوِي صُدُورُهُمُ مِنَ الأَضْغَانِ
(178) وَالْوَيْلُ لِلرَّكْبِ الَّذِين سَعَواْ إِلَى = عُثْمَانَ فَاجْتَمَعُوا عَلَى الْعِصْيَانِ
(179) وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ الْحُسَيْنَ ، فَإِنَّهُ = قَدْ بَاءَ مِنْ مَوْلاَهُ بِالْخُسْرَانِ
(180) لَسْنَا نُكَفِّرُ مُسْلِماُ بِكَبِيرَةٍ = فَاللهُ ذُو عَفْوٍ ، وَذُو غُفْرَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(181) لاَ تَقْبَلَنَّ مِنَ التَّوَارِخِ كُلَّمَا = جَمَعَ الرُّواةُ وَخَطَّ كُلُّ بَنانِ
(182) ارْوِ الْحَدِيثَ الْمُنْتَقَى عَنْ أَهْلِهِ = سِيَمَا ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَسْنَانِ
(183) كَابْنِ الْمُسَيَّبَ ، وَالْعَلاَءِ ، وَمَالِكِ = وَاللَّيْثِ ، وَالزُّهْرِيِّ ، أَوْ سُفْيَانِ
(184) وَاحْفَظْ رِوَايَةَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدً = فَمَكَانُهُ فِيهَا أَجَلُّ مَكَانِ
(185) وَاحْفَظْ لأَهْلِ الْبَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ = وَاعْرِفْ عَليَّاً أَيَّمَا عِرْفَانِ
(186) لاَ تَنْتَقصْهُ ، وَلاَ تَزِدْ فِي قَدْرِهِ = فَعَلَيْهِ تُصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ :
(187) إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً = وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهاً ثَانِي
©©© ©© © © ©© ©©©
(188) وَالْعَنْ زَنادِقَةَ الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ = أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ
(189) جَحَدُوا الشَّرائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَواْ = بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ
(190) لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوافِضِ إِنَّهُمْ = شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَ مَا بُرْهَانِ
(191) لَعَنُواْ كَمَا بَغَضُواْ صَحَابَةَ أَحْمَدٍ = وَوِدَادُهُمْ فَرْضٌ عَلَى الإِنْسَانِ
(192) حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ سُنَّةٌ = أَلْقَى بِهَا رَبِّي إِذَا أَحْيَانِي
(193) إحْذَرْ عِقَابَ اللهِ ، وَارْجُ ثَوَابَهُ = حَتَّى تَكُونَ كَمَنْ لَهُ قَلْبَانِ !
©©© ©© © © ©© ©©©
(194) إِيمَانُنُا بِاللهِ بَيْنَ ثَلاَثَةٍ : = عَمَلٍ ، وَقَوْلٍ ، وَاعْتِقَادِ جَنَانِ
(195) وَيَزِيدُ بِالتَّقْوَى وَيَنْقُصُ بِالرَّدَىَ = وَكِلاَهُمَا فِي الْقَلْبِ يَعْتَلِجَانِ
(196) وَإِذَا خَلَوْتَ بِرِيبَةٍ فِي ظُلْمَةٍ = وَالنَّفسُ دَاعِيةٌ إِلَى الطُّغْيَانِ
(197) فَاسْتَحْي مِنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ : لَهَا = إِنَّ الَّذِي خَلَقَ الظَّلاَمَ يَرَانِي
(198) كُنْ طَالِباً لِلعِلْمِ ، وَاعْمَلْ صَالِحاً = فَهُمَا إِلَى سُبُلِ الْهُدَى سَبَبَانِ
(199) لاَ تَتَّبِعْ عِلْمَ النُّجْومِ فَإِنَّهُ = مُتَعَلِّقٌ بِزَخَارِفِ الْكُهَّانِ
(200) عِلْمُ النُّجُومِ وَعِلْمُ شَرْعِ مُحَمَّدٍ = فِي قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ
(201) لَوْ كَانَ عِلْمٌ لِلْكَوَاكِبِ أَوْ قَضىً =لَمْ يَهْبِطِ الْمِرِّيخُ فِي السَّرَطَانِ
(202) وَالشَّمْسُ فِي الْحَمَلِ الْمُضِيءِ سَرِيعَةٌ = وَهُبُوطُهَا فِي كَوْكَبِ الْمِيزَانِ
(203) وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ لِسِتَّةِ أَنْجُمٍ = لَكِنَّهَا وَالَبَدْرُ يَنْخَسِفَانِ
(204) وَلَرُبَّمَا اسَّوَدَّا ، وَغَابَ ضَيَاهُمَا = وَهُمَا لِخَوْفِ اللهِ يَرْتَعِدَانِ
(205) أُرْدُدْ عَلَى مَنْ يَطْمَئِنُّ إِلَيهِمَا = وَيَظُنٌّ أَنَّ كِلَيْهِمَا رَبَّانِ
(206) يَا مَنْ يُحِبُّ الْمُشْتَرِي وَعُطَارِداً = وَيَظُنُّ أَنَّهُمَا لَهُ سَعْدَانِ
(207) لَمْ يَهْبِطَانِ ، وَيَعْلُوانِ تَشَرُّفاً = وَبِوَهْجِ حَرِّ الشَّمسِ يَحْتَرِقَانِ
(208) أَتَخَافُ مِنْ زُحَلٍ وَتَرْجُو الْمُشْتَرِي = وَكِلاَهُمَا عَبْدَانِ مَمْلُوكَانِ !
(209) وَاللهِ لَوْ مَلَكَا حَيَاةُ أوْ فَنَا = لَسَجَدْتُ نَحْوهُمَا لِيصْطَنِعَانِي
(210) وَلِيَفْسَحَا فِي مُدَّتِي ، وَيُوَسِّعَا = رِزْقِي ، وَبِالإِحْسَانِ يَكْتَنِفَانِي
(211) بَلْ كُلُّ ذَلِكَ فِي يَدِ اللهِ الَّذِي = ذَلَّتْ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ الثَّقَلاَنِ
(212) فَقَدِ اسْتَوَى زُحَلٌ وَنَجْمُ الْمُشْتَرِي = وَالرَّأْسُ وَالذَّنَبُ الْعَظِيمُ الشَّانِ
(213) وَالزَّهْرَةُ الْغَرَّاءُ مَعْ مَرِّيخِهَا = وَعُطَارِدُ الْوَقَادُ مَعَ كِيوَانِ
(214) إِنْ قَابَلَتْ وَتَرَبَّعَتْ وَتَثَلَّثَتْ = وَتَسَدَّسَتْ وَتَلاَحَقَتْ بِقِرَانِ
(215) أَلَهَا دَلَيْلُ سَعَادَةٍ أَوْ شِقْوَةٍ ؟ = لاَ وَالَّّذِي بَرَأَ الْوَرَى وَبَرَانِي
(216) مَنْ قَالَ : بِالتَّأَثِيرِ فَهْوَ مُعَطِّلٌ = لِلشَّرْعِ ، مُتَّبِعٌ لِقَولٍ ثَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(217) إِنَّ النُّجُومَ عَلَى ثَلاَثَةَ أَوْجُهِ = فَاسْمَعْ مَقَالَ النَّاقِدِ الدَّهْقَانِ :
(218) بَعْضُ النُّجُومِ خُلِقْنَ زَيْناً لِلسَّمَا = كَالدُّرِّ فَوْقَ تَرَائِبِ النِّسْوَانِ
(219) وَكَواَكِبٌ تَهْدِي الْمُسَافِرَ فِي السُّراَ = وَرُجُومُ كُلِّ مُثَابِرٍ شَيْطَانِ
(220) لاَ يَعْلَمُّ الإِنْسَانُ مَا يُقْضَى غَداً = إِذْ كُلَّ يَوْمٍ رَبُّنا فِي شَانِ
(221) وَاللهُ يُمْطِرُنَا الْغُيُوثَ بِفَضْلِهِ = لاَ نَوْءَ عَوَّاٍء ، وَلاَ دَبَرَانِ
(222) مَنْ قَالَ : إِنَّ الْغَيْثِ جَاءَ بِهَنْعَةٍ = أَوْ صَرْفَةٍ ، أَوْ كَوْكَبِ الْمِيزَانِ
(223) فَقَدِ افْتَرَى إِثماً وَبُهْتَاناً ، وَلَمْ = يُنْزِلْ بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ سُلْطَانِ
(224) وَكَذَا الطَّبِيعَةُ لِلشَّرِيعَةِ ضدُّهَا = وَلَقَلَّ مَا يَتَجَمَّعُ الضِّدَّانِ
(225) وَإِذَا طَلَبْتَ طَبَائِعاً مُستْسِلماً = فَاطْلُبْ شُوَاظَ النَّارِ فِي الْغُدْرَانِ
(226) عَلْمُ الْفَلاَسِفَةِ الْغَوَاةِ طَبِيعَةٌ = وَمَعَادُ أَرْوَاحٍ بِلاَ أَبْدَانِ
(227) لَوْلاَ الطَّبِيعَةُ عِندَهُمْ وَفِعَالُهَا = لَمْ يَمْشِ فَوْقَ الأَرْضِ مِنْ حَيَوَانِ
(228) وَالْبَحْرُ : عُنْصُرُ كُلِّ مَاءٍ عِنْدَهُمْ = وَالشَّمْسُ أَوَّلُ عُنْصُرِ النِّيرَانِ
(229) وَالْغَيْثُ : أَبْخِرَةٌ تَصَاعَدَ كُلَّمَا = دَامَتْ بِهَطْلِ الْوَابِلِ الْهَتَّانِ
(230) وَالرَّعْدُ عِنْدَ الْفَيْلَسُوفِ بِزَعْمِهِ : = صَوْتُ اصْطِكَاكِ السُّحْبِ فِي الأَعْنَانِ
(231) وَالْبَرْقُ عِنْدَهُمُ : شُوَاظٌ خَارِجٌ = بَيْنَ السَّحَابِ يُضِيءُ فِي الأَحْيَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(232) كَذِّبْ أَرِسْطَالِيسَهُمْ فِي قَوْلِهِ = هَذَا ، وَأَسْرَفَ أَيَّمَا هَذَيَانِ
(233) الْغَيْثُ : يُفَرَغُ فِي السَّحابِ مِنْ السَّما = وَيَكِيلُهُ مِيكَالُ بِالْمِيزَانِ
(234) لاَ قَطْرَةٌ إِلاَّ وَيَنْزِلُ نَحْوَهَا = مَلَكٌ إِلَى الآكَامِ وَالفَيْضَانِ
(235) وَالرَّعْدُ : صَيْحَةُ مَالكٍ ، وَهُوَ اسْمُهُ = يُزْجِي السَّحَابَ كَسَائِقِ الأَظْعَانِ
(236) وَالْبَرْقُ : شُوظُ النَّارِ يَزْجُرُهَا بِهِ = زَجْرَ الْحُدَاةِ الْعِيسِ بِالقُضْبَانِ
(237) أَفَكَانَ يَعْلَمُ ذَا أرِسْطَالْيسُهُمْ = تَدْبِيرَ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الْجِهَتَانِ ؟
(238) أَمْ غَابَ تَحْتَ الأَرْضِ ، أَمْ صَعِدَ السَّمَا = فَرَأَى بِهَا الْمَلَكُوتَ رَأَيَ عِيَانِ ؟
(239) أَمْ كَانَ دَبَّرَ لَيِلَهَا وَنَهَارَهَا ؟ = أَمْ كَاَن يَعْلَمُ كَيْفَ يَخَتَلِفَانِ ؟
(240) أَمْ سَارَ بَطْلَيْمُوسُ بَيْنَ نُجُومِهَا ؟ = حَتَّى رَأَى السَّيَّارَ وَالْمُتَوَانِي ؟
(241) أَمْ كَانَ أَطْلَعَ شَمْسَهَا وَهِلاَلَهَا ؟ = أَمْ هَلْ تَبَصَّرَ كَيْفَ يَعْتَقِبَانِ ؟
(242) أَمْ كَانَ أَرْسَلَ رِيحَهَا وَسَحَابَهَا = بِالْغَيْثِ يَهْمِلُ أَيَّمَا هَمَلاَنِ ؟
(243) بَلْ كَانَ ذَلِكَ حِكْمَةَ اللهِ الَّذِي = بِقَضَائِهِ مُتَصَرَّفُ الأَزْمَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(244) لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الضَّوَارِبِ بِالحَصَا = وَالزَّاجِرِينَ الطَّيرَ بِالطَّيرَانِ
(245) فَالْفِرْقَتَانِ كَذُوبَتَانِ عَلَى الْقَضَا = وَبِعِلْمِ غَيْبِ اللهِ جَاهِلَتَانِ
(246) كَذَبَ الْمُهَنْدِسُ وَالْمُنَجِّمُ مِثْلُهُ = فَهُمَا لِعِلْمِ اللهِ مُدَّعِيَانِ
(247) الأَرْضُ عِنْدَ كِلَيْهِمَا كُرَويَّةٌ = وَهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مُقْتَرِنَانِ
(248) وَالأَرْضُ عِنْدَ أُوَلِي النُّهَى لَسَطِيحَةٌ = بِدَلَيْلِ صَدْقٍ وَاضِحِ الْقُرْآنِ
(249) وَاللهُ صَيَّرَهَا فِرَاشاً لِلْوَرَى = وَبَنَى السَّمَاءَ بِأَحْسَنِ الْبُنْيَانِ
(250) واللهُ أَخْبَرَ أَنَّهَا مَسْطُوحَةٌ = وَأَبَانَ ذَلِكَ أَيَّمَا تِبْيَانِ
(251) أَأَحَاطَ بِالأَرْضِ الْمُحِيطَةِ عِلْمُهُمْ ؟ = أَمْ بِالْجِبَالِ الشُّمَّخِ الأَكْنَانِ ؟
(252) أَمْ يُخْبَرُونَ بِطُولِهَا وَبِعَرْضِهَا ؟ = أَمْ هَلْ هُمَا فِي الْقَدْرِ مُسْتَوِيَانِ
(253) أَمْ فَجَّرُوا أَنْهَارَهَا وَعُيُونَهَا = مَاءً بِهِ يُرْوَى صَدَى الْعَطْشَانِ
(254) أَمْ أَخْرَجُوا أَثْمَارَهَا وَنَبَاتَهَا = وَالنَّخْلَ ذَاتَ الطَّلْعِ وَالْقِنْوَانِ ؟
(255) أَمْ هَل لَهْمُ عِلْمٌ بِعَدِّ ثِمَارِهَا ؟ = أَمْ بِاخْتِلاَفِ الطَّعْمِ وَالأَلْوَانِ ؟
(256) اللهُ أَحْكَمَ خَلْقَ ذَلِكَ كُلِّهِ = صُنْعاً ، وَأَتْقَنَ أَيَّمَا إِتْقَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(257) قُلْ : لِلطَّبِيبِ الْفَيلَسُوفِ بِزَعْمِهِ = إِنَّ الطَّبِيعَةَ عِلْمُهَا بُرَهَانِ
(258) أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَونِكَ نُطْفَةً = فِي الْبَطْنِ إِذْ مُشِجَتْ بِهِ الْمَاءَانِ ؟
(259) أَيْنَ الطَّبِيعَةُ حِينَ عُدْتَ عُلَيْقَةً = فِي أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِينَ تَوانَي ؟
(260) أَيْنَ الطَّبِيعَةُ عِنْدَ كَوْنِكَ مُضْغَةً = فِي أَرْبَعِينَ وَقَدْ مَضَى الْعَدَدَانِ ؟
(261) أَتَرَى الطَّبِيعَةَ صَوَّرَتْكَ مُصَوَّراً = بِمَسَامِعِ ، وَنَوَاظِرٍ ، وَبَنَانِ !
(262) أَتَرَى الطَّبِيعَةَ أَخْرَجَتْك مُنَكَّساً = مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ وَاهِيَ الأَرْكَانِ !
(263) أَمْ فَجَّرَتْ لَكَ بِاللِّبَانِ ثُدِيَّهَا = فَرَضَعْتَهَا حَتَّى مَضَى الْحَوْلاَنِ ؟
(264) أَمْ صَيَّرَتْ فِي وَالِدَيْكَ مَحَبَّةً = فَهُمَا بِمَا يُرْضِيكَ مُغَتَبِطَانِ ؟
(265) يَا فَيْلَسُوفُ ! لَقَدْ شُغِلْتَ عَنْ الْهُدَى = بِالْمَنْطِقِ الرُّومِيِّ وَالْيُونَانِي
©©© ©© © © ©© ©©©
(266) وَشَرِيعَةُ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ شِرْعَةٍ = دِينُ النَّبِيِّ الصَّادِقِ العَدْنَانِي
(267) هَوَ دَينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَشَرْعُهُ = وَهُوَ الْقَدِيمُ ، وَسيِّدُ الأَدْيَانِ
(268) هَوَ دِينُ آدَمَ وَالْمَلاَئِكِ قَبْلَهُ = هُوَ دِينُ نُوحٍ صَاحِبِ الطُّوْفَانِ
(269) وَلَهُ دَعَا هُودُ النَّبِيُّ وَصَالِحٌ = وَهُمَا لِدِينِ اللهِ مُعْتَقِدَانِ
(270) وَبِهِ أَتَى لُوطٌ وَصَاحِبُ مَدْيَنٍ = فَكِلاَهُمَا فِي الدِّينِ مُجْتَهِدَانِ
(271) هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَيِهِ مَعاً = وَبِهِ نَجَا مِنْ لَفْحَةٍ النِّيْرَانِ
(272) وَبِهِ حَمَى اللهُ الذَّبيِحَ مِنَ الْبَلاَ = لَمَّا فَدَاهُ بِأَعْظَمِ الْقُرْبَانِ
(273) هُوَ دِينُ يَعْقُوبِ النَّبِيِّ وَيُونُسٍ = وَكِلاَهُمَا فِي اللهِ مُبْتَلَيَانِ
(274) هَوَ دِينُ دَاوُدَ الْخَلِيفَةِ وَابْنِهِ = وَبِهِ أَذَلَّ لَهُ مُلُوكَ الْجَانِ
(275) هَوَ دِينُ يَحْيَى مَعَ أَبِيهِ وَأُمِّه = نِعْمَ الصَّبِيُّ ، وَحَبَّذَا الشَّيْخَانِ
(276) وَلَهُ دَعَا عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْمَهُ = لَمْ يَدْعُهُمْ لِعَبَادِةِ الصُّلْبَانِ
(277) وَاللهُ أَنْطَقَهُ صَبياً بِالْهُدَى = فِي الْمَهْدِ ، ثُمَّ سَمَا عَلَى الصِّبْيَانِ
(278) وَكَمَالُ دِينِ اللهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ = صَلَّى عَلَيْهِ مُنَزِّلُ الْقُرْآنِ
(279) الطَّيِّبُ الزَّاكِي الَّذِي لَمْ يَجْتَمِعْ = يَوْماً ، عَلَى زَلَلٍ لَهُ أَبَوَانِ
(280) الطَّاهِرُ النِّسْوَانِ ، وَالْوَلَدِ الَّذِي = مِنْ ظَهْرِهِ الزَّهْرَاءُ وَالْحَسَنَانِ
(281) وَأُولُو النُّبُوَّةِ وَالْهُدَى مَا مِنْهُمُ = أَحَدٌ ، يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِي
(282) بَلْ مُسْلِمُونَ وَمُؤْمِنُونَ بَرَبِّهِمْ = حُنُفُاءُ فِي الإِسْرَارِ وَالإِعْلاَنِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(283) وَلِمِلَّةِ الإِسْلاَمِ خَمْسُ عَقَائِدٍ = وَاللهُ أَنْطَقَنِي بِهَا وَهَدَانِي
(284) لاَ تَعْصِ رَبَّكَ قَائِلاً أَوْ فَاعِلاً = فَكِلاَهُمْا فِي الصُّحْفِ مَكْتُوبَانِ
(285) جَمِّلْ زَمَانَكَ بِالسُّكُوتِ ، فَإِنَّهُ = زَيَنُ الْحَلِيمِ ، وَسُتْرَةٌ الْحَيْرَانِ
(286) كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ إِنْ سَمِعْتَ بِفتْنِةٍ = وَتَوَقَّ كُلَّ مُنَافِقٍ فَتَّانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(287) أَدِّ الْفَرَائِضَ لاَ تَكُنْ مُتَوَانِياً = فَتَكُونَ عِنْدَ اللهِ شَرَّ مُهَانِ
(288) أَدِمِ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ ، فَإِنَّهُ = مُرْضِى الإِلِهِ ، مُطَهِّرُ الأَسْنَانِ
(289) سَمِّ الإِلَهَ لَدَى الْوُضُوءِ بِنِيَّةٍ = ثُمَّ استَعِذْ مِنْ فِتْنَةِ الْوَلْهَانِ
(290) فَأَسَاسُ أَعْمَالِ الْوَرَى نِيَّاتُهُمْ = وَعَلَى الأَسْاسِ قَوَاعِدُ الْبُنْيَانِ
(291) أَسْبِغْ وَضُوءَكَ لاَ تُفَرِّقْ شَمْلَهُ = فَالْفَوْرُ وَالإِسْبَاغُ مُفْتَرَضَانِ
(292) فَإِذَا انْتَشَقْتَ فَلاَ تُبَالِغْ جَيِّداً = لَكِنَّهُ شَمٌّ بِلاَ إِمْعَانِ
(293) وَعَلَيْكَ فَرْضاً غَسْلُ وَجْهِكَ كُلِّهِ = وَالْمَاءُ مُتَّبِعٌ بِهِ الْجِفْنَانِ
(294) وَاغْسِل يَدَيْكَ إِلَى الْمَرَافِقِ مُسْبِغاً = فَكِلاَهُمَا فِي الْغُسْلِ مَدْخُولاَنِ
(295) وَامْسَحْ بِرَأَسِكَ كُلِّهِ مُسْتَوْفياً = وَالْمَاءُ مَمْسُوحٌ بِهِ الأَذُنَانِ
(296) وَكَذَا التَّمَضْمُضُ فِي وُضُوئِكَ سُنَّةٌ = بِالْمَاءِ ، ثُمَّ تَمُجُّهُ الشَّفَتَانِ
(297) وَالْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ غَسْلُ كِلَيْهِمَا = فَرْضٌ ، وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْعَظْمَانِ
(298) غَسْلُ الْيَدِينِ لَدَى الْوُضُوءِ نَظَافَةٌ = أَمَرَ النَّبِيُّ بِهَا عَلَى اسْتِحْسَانِ
(299) سِيمَا إِذَا مَا قُمْتَ فِي غَسَقِ الدُّجَى = وَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ نَومِكَ الْعَيْنَانِ
(300) وَكَذَلِكَ الرِّجْلاَنِ غَسْلُهُمَا مَعاً = فَرْضٌ ، وَيَدْخُلُ فِيهِمَا الْكَعْبَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(301) لاَ تَسْتَمِعْ قَوْلَ الرَّوافِضِ إِنَّهُمْ = مِنْ رَأَيِهِمْ أَنْ تُمْسَحَ الرِّجْلاَنِ
(302) يَتَأَوَّلُونَ قِرَاءَةً مَنْسُوخَةٌ = بِقِرَاءَةٍ ، وَهُمَا مُنَزَّلَتَانِ
(303) إِحْدَاهُمَا نَزَلَتْ لِتَنْسَخَ أُخْتَهَا = لَكِنْ هُمَا فِي الصُّحْفِ مُثْبَتَتَانِ
(304) غَسَلَ النَّبِيُّ وَصَحْبُهُ أَقْدَامَهُمْ = لَمْ يَخْتَلِفْ فِي غَسْلِهِمْ رَجُلاَنِ
(305) وَالسُّنَّةُ الْبَيْضَاءُ عِنْدَ أُولِي النُّهَى = فِي الْحُكْمِ قَاضِِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ
(306) فَإِذَا اسْتَوَتْ رِجْلاَكَ فِي خُفَّيْهِمَا = وَهُمَا مِنَ الأَحْدَاثِ طَاهِرَتَانِ
(307) وَأَرَدْتَ تَجْدِيدَ الطَّهَارَةِ مُحْدِثاً = فَتَمَامُهَا أَنْ يُمْسَحَ الْخُفَّانِ
(308) وَإِذَا أَرَدْتَ طَهَارَةً لِجَنَابَةٍ = فَلْتُخْلَعَا ، وَلْتُغْسَلِ الْقَدَمَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(309) غُسْلُ الْجَنَابَةِ فِي الرَّقَابِ أَمَانَةٌ = فَأَدَاؤُهَا مِنْ أَكْمَلِ الإِيمَانِ
(310) فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَبَادَرِنَّ بِغَسْلِهَا = لاَ خَيْرَ فِي مُتَثبِّطٍ كَسْلاَنِ
(311) وَإِذَا اغْتَسَلْتَ فَكُنْ لِجِسْمِكَ دَالِكاً = حَتَّى يَعُمَّ جَمِيعَهُ الْكَفَّانِ
(312) وَإِذَا عَدِمْتَ المْاءَ فَكُنْ مُتَيَمِّماً = مِنْ طَيِبِ تُرْبِ الأَرْضِ وَالْجُدْرَانِ
(313) مُتَيَمِّماً صَلَّيْتَ أَوْ مُتَوَضِّئاً = فَكِلاَهُمَا فِي الشَّرْعِ مُجْزِيَتَانِ
(314) وَالْغُسْلُ فَرْضٌ ، وَالتَّدَلُّكُ سُنَّةٌ = وَهُمَا بِمَذْهَبِ مَالِكٍ فَرْضَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(315) وَالْمَاءُ مَا لَمْ تَسْتَحِلْ أَوْصَافُهُ = بِنْجَاسَةٍ ، أَوْ سَائِرِ الأَدْهَانِ
(316) فَإِذَا صَفَا فِي لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ = مَعْ رِيحِهِ مِنْ جُمْلَةِ الأَضْغَانِ
(317) فَهُنَاكَ سَمِّيَ طَاهراً وَمُطهِّراً = هَذَانِ أَبْلَغُ وَصْفِهِ هَذَانِ
(318) فَإِذَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ طَعْمُهُ = مِنْ حَمْأَةِ الآبَارِ وَالْغُدْرَانِ
(319) جَازَ الْوُضُوءُ لَنَا بِهِ وَطْهُورُنَا = فَاسْمَعْ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ يَقْظَانِ
(320) وَمَتَى تَمُتْ فِي المْاءِ نَفْسٌ لَمْ يَجُزْ = مِنْهُ الطُّهُورُ لِعِلَّةِ السَّيَلاَنِ
(321) إِلاَّ إِذَا كَانَ الْغَديِرُ مُرَجْرَجاً = غَدَقاً بِلاَ كَيْلٍ ، وَلاَ مِيزَانِ
(322) أَوْ كَانَتِ الْمَيْتَاتُ مِمَّا لَمْ تَسِلْ = وَالْمَا قَلِيلٌ ، طَابَ لِلْغُسْلاَنِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(323) وَالْبَحْرُ : أَجْمَعُهُ طَهُورٌ مَاءُهُ = وَتَحِلُّ مَيْتَتُهُ مِنَ الْحِيتَانِ
(324) إِيَّاكَ نَفْسَكَ وَالْعَدَوَّ وَكَيْدَهُ = فَكِلاَهُمَا لأَذَاكَ مُبْتَدِيَانِ
(325) أَحْذَرْ وُضُوءَكَ مُفْرِطاً وَمُفرِّطاً = فَكِلاَهُمَا فِي الْعِلْمِ مَحْذُورَانِ
(326) فَقَلِيلُ مَائِكَ فِي وَضُوئِكَ خَدْعَةٌ = لِتَعُودَ صِحَّتُهُ إِلَى الْبُطْلاَنِ
(327) وَتَعُودُ مَغْسُولاَتُهُ مَمْسُوحَةً = فَاحْذَرْ غُرُورَ الْمَارِدِ الْخَوَّنِ
(328) وَكَثيرُ مَائِكَ فِي وُضُوئِكَ بِدْعَةٌ = يَدْعُو إِلَى الْوِسْوِاسِ وَالْهَمَلاَنِ
(329) لاَ تُكْثِرَنَّ ، وَلاَ تُقَلِّلْ ، وَاقْتَصِدْ = فَالْقَصْدُ وَالتَّوْفِيقُ مُصْطَحَبَانِ
(330) وَإِذَا اسْتَطَبْتَ فَفِي الْحَدِيثِ ثَلاَثَةٌ = لَمْ يُجْزِنَا ، حَجَرٌ وَلاَ حَجَرَانِ
(331) مِنْ أَجْلِ أَنَّ لِكُلِّ مَخْرِجِ غَائِطٍ = شَرْجاً ، تَضُمُّ عَلَيْهِ نَاحِيتَانِ
(332) وَإِذَا الأَذَى قَدْ جَازَ مَوْضِعَ عَادَةٍ = لَمْ يُجْزِ إِلاَّ الْمَاءُ بِالإِمْعَانِ
(333) نَقْضُ الْوُضُوءِ : بِقُبْلَةٍ أَوْ لَمْسَةٍ = أَوْ طُولِ نَوْمٍ ، أَوْ بِمَسِّ خِتَانِ
(334) أَوْ بَوْلِهٍ ، أَوْ غَائِطٍ ، أَوْ نَوْمَةٍ = أَوْ نَفْخَةٍ فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ
(335) وَمِنَ الْمَذِيِّ أَوْ الْوَدِيِّ كِلاَهُمَا = مِنْ حَيْثُ يَبْدُو الْبَوْلُ يَنْحَدِرَانِ
(336) وَلَرُبَّمَا نَفَخَ الْخَبِيثُ بِمَكْرِهِ = حَتَّى يُضَمَّ لِنَفْخَةِ الْفَخْذَانِ
(337) وَبَيَانُ ذَلِكَ : صَوْتُهُ أَوْ رِيحُهُ = هَاتَانِ بِيِّنَتَانِ صَادِقَتَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(338) وَالْغُسْلُ فَرْضٌ مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ : = دَفْقُ الْمَنىِّ ، وَحَيْضَةُ النِّسْوَانِ
(339) إِنْزَالُهُ فِي نَوْمِهٍ أَوْ يَقْظَةٍ = حَالاَنِ لِلتَّطْهِيرِ مُوجِبَتَانِ
(340) وَتَطَهُّرُ الزَّوْجَيْنِ فَرْضٌ وَاجِبٌ = عِنْدَ الْجِمَاعِ إِذَا الْتَقَى الْفَرْجَانِ
(341) فَكِلاَهُمَا إِنْ أَنْزَلاَ أَوْ أَكْسَلاَ = فَهُمَا بِحُكْمِ الشَّرْعِ يَغْتَسِلاَنِ
(342) وَاغْسِلْ إِذَا أَمْذَيْتَ فَرْجَكَ كُلَّهُ = وَالأُنْثَيَانِ فَلَيْسَ يُفْتَرَضَانِ
©©© ©© © © ©© ©©©
(343) وَالْحَيْضُ وَالنُّفَسَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ = عِنْدَ انْقِطَاعِ الدَّمِّ يَغْتَسِلاَنِ
(344) وَإِذَا أَعَادَتْ بَعْدَ شَهْرِينِ الدِّمَا = تِلْكَ اسْتِحَاضَةُ ، بَعْدَ ذِي الشَّهْرَانِ
(345) فَلْتَغْتَسِلْ لِصَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا = وَالْمُسْتَحَاضَةُ دَهْرُهَا نِصْفَانِ