صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 28

الموضوع: فوائد ودرر من كلام شيخ الإسلام الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    فوائد ودرر من كلام شيخ الإسلام الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ويكفي العاقل ما جرى في الدول المجاورة وغيرها من الفساد الكبير بسبب الاختلاط . وأما ما يتعلق بالحاجة إلى معرفة الخاطب مخطوبته فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ما يشفي بقوله صلى الله عليه وسلم : ((إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)) فيشرع له أن ينظر إليها بدون خلوة قبل عقد النكاح إذا تيسر ذلك فإن لم يتيسر بعث من يثق به من النساء للنظر إليها ثم إخباره بخلقها وخلقها ، وقد درج المسلمون على هذا في القرون الماضية وما ضرهم ذلك بل حصل لهم من النظر إلى المخطوبة أو وصف الخاطبة لها ما يكفي والنادر خلاف ذلك لا حكم له . والله المسئول أن يوفق المسلمين لما فيه صلاحهم وسعادتهم في العاجل والآجل ، وأن يحفظ عليهم دينهم ، وأن يغلق عنهم أبواب الشر ويكفيهم مكايد الأعداء


    سئل سماحة الشيخ هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟
    جواب: قدر الله عز وجل ماض في عباده كما قال الله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[2]، وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[3]، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[4]، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وعرشه على الماء)) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) رواه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء)) ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه)) فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء)) وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعو إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه والسلامة من كل سوء، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم: ((ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار)) فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[6]. والله الموفق.
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    يستفسر عن الآية الكريمة, ما تفسير الآية الكريمة: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:81]؟


    هذه للمشركين، يعني سيئات الشرك، وخطيئة الشرك والكفر، فهؤلاء هم المخلدون في النار. أما العاصي فهو تحت المشيئة؛ كالزاني والسارق إذا لم يستحل ذلك، والعاق لوالديه وشارب الخمر والمرابي هؤلاء تحت المشيئة؛ كما قال الله - سبحانه - في سورة النساء في موضعين من سورة النساء: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء (48) سورة النساء، فالشرك والكفر لا يغفر إذا مات عليه الإنسان، الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، هذا لا يغفر، صاحبه مخلدٌ في النار، أما الشرك الأصغر والكفر الأصغر فهذا صاحبه على خطر، فإن رجحت حسناته سلم من دخول النار، وإذا عذب على ما قدر ما مات عليه من الشرك والشرك الأصغر والكفر الأصغر، وهكذا أصحاب المعاصي إن عفا الله عنهم وإلا عذبوا على قدر معاصيهم تعذيباً مؤقتاً، ثم يخرجهم الله من النار إلى جنته، إذا كانوا ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن من مات وهو زاني مات وهو سارق مات وهو عاقٌ لوالديه، مات وهو يأكل الربا أو يشرب الخمر مات، هذا تحت المشيئة، بعضهم يعفو الله عنه وبعضهم يدخل النار، ويعذب في النار على قدر المعصية التي فعلها واستمر عليها، ثم يخرجه الله من النار بفضل رحمته جل وعلا، ولا يخلد في النار أبد الآباد إلى الكفار، الكفر الأكبر، والشرك الأكبر، هم الذين يخلدون في النار أبد الآباد، كما قال الله في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) سورة البقرة، وقال في شأنهم سبحانه: يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37) سورة المائدة، نسأل الله العافية. شكر الله لكم...

    نصيحة من كفر بالله
    يقول السائل: إذا كفر أحد الأشخاص بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم فهل يحرم على الشخص أن يقول له: استغفر الله؟


    من كفر فإن الواجب على من حوله من المسلمين أن ينصحه، وأن ينبهه على ما فعل، ويبين له سوء عمله، ويأمره بأن يستدرك أمره ويتوب إلى الله مما فعل، هذا هو المشروع والواجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده...))[1] الحديث؛ ولأن هذا من الدعوة إلى الله، ومن النصيحة لعباد الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))[2]، وأعظم الخير الدلالة على الإسلام والدعوة إلى التوبة من المعاصي ومن الردة، هذا هو أعظم الخير، وقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النَّعَم))[3]، فكونه ينصحه ويوجهه ويقول له: استغفر الله، تب إلى الله، هذه جريمة عظيمة، هذا منكر عظيم، هذا كفر، هذا ضلال؛ لعله يرجع فيتوب، فهذا خير عظيم وعمل صالح.


    أحكام الماء المختلط بغير من الطاهر

    عندما نريد أن نتوضأ من أحد المساجد وعندما نقوم بفتح الماء يخرج لنا مياه مختلطة بالصدأ؛ بفعل أنابيب المياه, هل نتوضأ من هذه المياه المصدية, أم نقوم بصرف الماء بكثرة حتى يخرج لنا ماء صافٍ؟

    لا حرج في الوضوء والغسل بالماء المتغير بالصدأ لا يضر، يغتسل به ويتوضأ منه ولا يضر الصدأ، والحمد لله، وهكذا إذا تغير بالتراب أو بأوراق الشجر أو ما أشبه ذلك لا يضره ذلك.


    فتاوي نور على الدرب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    457
    جزاك الله خير
    قال الملك المجاهد السلفي عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ( أنا داعية لعقيدة السّلف الصالح. وعقيدة السّلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وما جاء عن الخلفاء الراشدين. أما ما كان غير موجود فيها، فأرجع بشأنه إلى أقوال الأئمة الأربعة، فآخذ منها ما فيه صلاح المسلمين )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    الفرق بين السنة والنافلة

    ما الفرق بين السنة والنافلة, فاختلط على كثير من الأشخاص معنى كل منهما عند كثير من المسلمين, لعل لكم توجيه؟


    النافلة هي التي لم يفرضها الله تسمى نافلة، مثل صلاة الضحى, الوتر, الرواتب، سنة الوضوء، هذه يقال لها نافلة، أما صلاة الظهر والفريضة, والعصر, والمغرب هذه يقال لها فريضة، والحج، الحج الأول يسمى فريضة, والحج الثاني للشخص يسمى نافلة، صوم يوم الاثنين, والخميس نافلة، صوم رمضان فريضة وهكذا، والسنة فيها تفصيل، تطلق السنة على كلام النبي- صلى الله عليه وسلم-, وأفعاله, وأقواله يقال لها سنة، وتطلق السنة على النافلة، تسمى صلاة الضحى تسمى سنة وتسمى نافلة، فالسنة مرادفة للنافلة في بعض الأحيان، فتطلق على ما ليس بفرض وهو مشروع مثل صلاة الضحى, الوتر يقال لها سنة يعني ليس بواجب، وتطلق السنة على أفعال النبي, وأقواله, وسيرته-عليه الصلاة والسلام-، وتطلق السنة على ما يخالف البدعة، يقال مثلاً: صيام الاثنين, والخميس سنة، تخصيص رجب بالصيام, أو الجمعة بالصيام بدعة، صيام السنة كلها بدعة الرسول نهى عنها ليس بقربة، قال: (لا صام من صام الأبد)،إذا صام ثلاثة أيام من كل شهر، صام يوم الاثنين والخميس هذا يقال له سنة، هذه وجوه السنة، تطلق على النافلة, وعلى ما هو مشروع ليس بواجب، وعلى ما ضد البدعة.


    الأولياء لهم كرامات تكون خرقاً للعادة إذا كانوا مستقيمين على طاعة الله ورسوله


    هل صحيح أن الأولياء تحدث لهم كرامات خارقة للعادة كالمشي على الماء, والمكاشفات: كالنظر إلى اللوح, وظهور الملائكة وغير ذلك؟


    نعم الأولياء لهم كرامات تكون خرقاً للعادة، إذا كانوا مستقيمين على طاعة الله ورسوله، قد تقع لهم كرامات عند الحاجة عند حاجتهم، أو عند إقامة الحجة على غيرهم، حجة الدين على غيرهم، قد يخرق الله لهم العادة بكرامة، ومن ذلك ما وقع لعباد بن بشر، وأسيد بن حضير كانا زارا النبي- صلى الله عليه وسلم- في ليلة مظلمة، فلما خرجا من عنده أضاءت لهما أسواطهما كالسراج في الطريق حتى وصلا إلى أهلهما، كرامة من الله لهما، كل واحد سوطه يضيء له الطريق، ومن هذا قصة الطفيل الدوسي رئيس دوس لما أسلم وطلب من النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يجعل الله له آية حتى يصدقه قومه، سأل الله أن يجعل له آية، فصار له نور وجهه مثل السراج، لما أتى أهله، فقال: يا رب في غير وجهي، فجعله الله في سوطه إذا رفعه استنار كالسراج، فأسلم على قومه على يديه وهداهم الله بأسبابه, وهناك وقائع أخرى لأولياء الله عند الشدائد مثلما, وقع لجريج لما ظلمته بغي قالت أنه زنا بها وأنها حملت منه، وهي كاذبة فجاءه أهل بلده وهدموا عليه صومعته فقال: ما بالكم؟ قالوا: زنيت بهذه، سبحان الله ما زنيت بهذه، هاتوا الغلام، جابوا الغلام له، فوضع إصبعه على الغلام مولود، فقال: من أبوك يا فلان؟ قال: أبي فلان الراعي، الذي زنا بالمرأة فلما أنطقه الله وهو صغير، قالوا: نعيد لك صومعتك من الذهب، قال: ردوها طين، ردوها مثل حالتها الأولى، المقصود براءتي مما رميتموني به الحمد لله، والقصص كثيرة في هذا.


    البيع بدون تفاوض

    بعض الجهات تستثمر أموالها في الفضة والدولار بحيث تشتري الدولار بالريال الفضة وقد تبيع الفضة بالدولار وهذه العملية عملية قيدية لا غير بحيث لا يرى البائع أو المشتري شيئاً من النقد سواء كان من الفضة أو الدولارات، ولا يتم التقابض بين الطرفين، فما مدى صحة هذا النوع من التعامل؟


    إذا كان التعامل ليس فيه قبض فلا يصح التعامل، فإن المعاملات بالنقود لا بد فيها من القبض سواء كان بالدولار أو بالريال السعودي أو بالدينار، أو بالجنيه الاسترليني أو المصري أو غير ذلك، فلا بد أن يكون هناك تقابض ولو بالقيد، إذا كان عند الشخص له دنانير أو دولارات فباعها على زيد أو عمر بالقيد أو بالهاتف، قال هذه الدنانير التي عندك أو الدولارات التي عندك وهي كذا وكذا قد بعتها عليك بكذا وكذا، فاقبض، فقبض من نفسه صار وكيلاً، قبض عن نفسه هذا المال فلا بأس، أما إذا كان ما جرى قبض فإنه لا يصح، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (يداً بيد)، (الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر ... إلى آلخ.. يداً بيد سواءً بسواء)، ثم قال: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد)، في الدولار بالجنيه الاسترليني يداً بيد، والدولار بالريال السعودي يداً بيد، فإذا قال: بعتك هذه الدنانير أو هذه الدولارات بمائة ألف ريال سعودي، وهو مجرد قيد ما سلم له فلوس هذا ما يصح البيع، لا بد من التقابض، ...... لا بد يكون المال مقبوض لصاحب المال الأول، فإذا كان الشراء للدولارات من زيد فلا بد أن يكون المقابل مسلم لمزيد، سواء كان عنده موجود، لعنده يقول أخبروه........ عنده أو يرسل إليه أو يحولها لإنسان حتى يبضها منه،فإذا حصل التقابض تم البيع وإلا فلا.

    فتاوي نور على الدرب


    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    العيش في بلاد لا تطبق الشريعة
    يقول السائل: أنا أعيش في مجتمع لا يطبق الشرع الإسلامي في جميع النواحي ولا أستطيع جعلهم يطبقونه: فهل عليَّ شيء في ذلك؟


    إذا أمكن من يعيش في بلاد لا تطبق الشريعة أن يهاجر إلى بلاد تطبق الشريعة وجب عليه الهجرة إذا استطاع ذلك، فإن لم يستطع فلا حرج عليه في الإقامة، ويتقي الله ما استطاع ويرشد إلى الخير وينصح العباد، ويدعو إلى تحكيم الشرعية حسب طاقته وهو مأجور في هذه الحالة.

    وإذا كان هناك قدرة على إلزام بالحق ومنع باطل لكونه رئيساً أو شيخ قبيلة أو أمير قرية فمثل هذا يستطيع فعل هذه الأشياء إذا علم الله منه الصدق أعانه فهو يفعل ما يستطيع من تحيكم الشريعة حسب طاقته، كأن يكون شيخ قبيلة فيحكم الشرعية فيهم إذا كان يعلم وعنده معلومات في دينه.

    إذا كان أمير قرية يستطيع أن يحكم الشريعة فيما يتنازعون فيه عنده وما أشبه ذلك.

    المقصود أنه يجتهد ويتقي الله ما استطاع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويدعو الله لولاة الأمور بالهداية أن يهديهم ويوفقهم أو يأتي بغيرهم يحكموا الشريعة هكذا.

    أما إن قدر أنه يهاجر وينتقل إلى بلاد تحكم الشريعة فهذا واجب عليه، إلا إذا كان عالماً ذا علم وبصيرة وهدى، ويرى أن إقامته في هذه البلد فيها دعوة إلى الله وفيها توجيه الناس إلى الخير وفيها إرشادهم إلى توحيد الله وإخراجهم من الظلمات إلى النور هذا له أجر في ذلك من أجل الدعوة، من أجل التوجيه إلى الخير، من أجل إنقاذ الناس مما هم فيه من الباطل، فهو على خير عظيم ولا تلزمه الهجرة في هذه الحال؛ لأنه ينشر دينه، ولأن عنده علماً في دينه لا يخشى على نفسه من شبهاتهم فلا بأس.

    هل وضع الأواني المطلية بماء الذهب خوفاً من الصدأ جائز؟


    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله والسلام على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما. بعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - النهي عن استعمال أواني الذهب والفضة, يقول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تأكلوا في صحائف الذهب والفضة، ولا تشربوا فيها، فإنها لهم في الدنيا -يعني الكفرة-ولكم في الآخرة), ويقول-صلى الله وعليه وسلم-: (الذي يشرب في إناء الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم ), فالرسول حذر من هذا, نهانا أن نأكل أو أن نشرب في أواني الذهب والفضة, وقال: (إنها للكفرة في الدنيا ولكم في الآخرة), وذكر وعيداً شديداً في من فعل ذلك، فالذي يشرب في إنا الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم, وهذا وعيد شديد يدل على الحذر من ذلك, فاستعمال الأواني المطلية بالذهب أو بالفضة لا خلاف فيها, فإن الإناء يكون تارة من الذهب كله, وتارة يكون مطلياً بالذهب, أو مطلياً بالفضة والحكم واحد سواً كان من الذهب خالص, أو من الفضة الخالصة, أو كان مطلياً بواحد منهما, فالواجب الحذر من ذلك.


    حول حديث: ((.. من تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً...))
    لقد قرأت في [رياض الصالحين] بتصحيح السيد علوي المالكي، ومحمود أمين النواوي حديثاً قدسياً يتطرق إلى هرولة الله سبحانه وتعالى، والحديث مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل، قال: ((إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.

    فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هذا من التمثيل وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئاً من الطاعات ولو قليلاً أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي، ولا مشي، ولا هرولة من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.

    فهل ما قالاه في المشي والهرولة لموافق ما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله وإمرارها كما جاءت؟ وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي ولا هرولة فنرجو منكم إيضاحها والله الموفق.



    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فلا ريب أن الحديث المذكور صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

    وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير والكرم والجود منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير والعمل الصالح.

    ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.

    فالواجب في مثل هذا أن يُتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده، وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه.

    فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه ولا مجيء خلقه، ولا نزول خلقه؛ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عز وجل.

    وقد أجمع السلف على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت واعتقاد معناها وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[1]، وقال عز وجل: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[2]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[3].

    فرد على المشبهة بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وقوله: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ، ورد على المعطلة بقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، وقوله: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ، وإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[4]، وقوله: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[5]، وقوله: إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[6]، إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[7] إلى غير ذلك.

    فالواجب على المسلمين علماء وعامة إثبات ما أثبته الله لنفسه، إثباتاً بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيهاً بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من سلف الأمة، كالفقهاء السبعة، وكمالك بن أنس، والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد، وأبي حنيفة وغيرهم من أئمة الإسلام، يقولون: أمروها كما جاءت، وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

    وأما ما قاله المعلقان في هذا (علوي وصاحبه محمود) فهو كلام ليس بجيد وليس بصحيح، ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم، وأولى بالجود والكرم، ولكن ليس هذا هو معناه، فالمعنى شيء وهذه الثمرة وهذا المقتضى شيء آخر، فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منه، ولكنه ليس هذا هو المعنى بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي والهرولة، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك، فنثبته لله على الوجه الذي أراده من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

    وقولهم: إن هذا من تصوير المعقول بالمحسوس، هذا غلط، وهكذا يقول أهل البدع في أشياء كثيرة، وهم يؤولون، والأصل عدم التأويل، وعدم التكييف، وعدم التمثيل، والتحريف، فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، ولا يتعرض لها بتأويل ولا بتحريف ولا بتعطيل، بل نثبت معانيها لله، كما أثبتها لنفسه، وكما خاطبنا بها، إثباتاً يليق بالله، لا يشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيء منها، كما نقول في الغضب، واليد، والوجه، والأصابع، والكراهة، والنزول، والاستواء، فالباب واحد، وباب الصفات باب واحد.

    هناك مجلات دينية مشهود لها بالأمانة والإصلاح ولكن عيبها أنها تحتوي على صور، وقد فتح الله علي بمبلغ وفير فأحببت أن أحصل على أعداد وفيرة منها ولكن تذكرت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وأنا الآن في حيرة من أمري. فأرشدوني وفقكم الله.


    الذي يظهر أن المجلات المفيدة ينبغي أن تشترى وتوزع بين الناس لعظم فائدته، ولا يمنع من ذلك ما فيها من الصور، مثل مجلة المجتمع، ومجلة الدعوة، وكذلك مجلة البلاغ، هذه مجلات نافعة ومفيدة، فلا ينبغي أن يتوقف في شرائها من أجل هذه الصور، بل يشتريها ويوزعها على المحتاجين لها ويستفيد منها.

    والصور لا تمنع دخول الملائكة في مثل هذا؛ لأنها مغطاة، فهذه الصور مغطاة بالأوراق التي عليه؛ فهي تشبه الصور التي تغطى بخرقة فوقها، وتشبه الصور التي في الفراش الذي يمتهن والوسائد، فلا تمنع إن شاء الله من دخول الملائكة.

    لكن على سبيل الاحتياط ينبغي له أن يضع على الرؤوس البوية ويمسحها بالبوية حتى تزول آثار هذه الصور؛ لأن إزالة رأسها إزالة للصورة، ولاسيما إذا كانت على الغلاف؛ لأن هذه مكشوفة فإذا كانت على الغلاف فإنه ينبغي طمسها، فيجعل فوقها قرطاسة بالشمع أو فوق الرأس قرطاسة بالشمع، أو يزيل الرأس بالحبر الذين يزيل معالم الرأس، أو بالبوية ويزول الحكم.

    وفي الحقيقة إن هذا الشيء الذي ذكره السائل مؤلم، فما كان ينبغي لهذه المجلات الطيبة أن تستخدم هذه الصور؛ لأن تصويرها محرم والرسول صلى الله عليه وسلم شدد في ذلك وقال: ((كل مصور في النار))[1]، وقال: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون))[2]، وقال لعلي: ((لا تدع صورة إلا طمستها))[3]. فما كان ينبغي لهؤلاء الذين يصورون هذه المجلات الطيبة أن يضعوا هذه الصور، ونصيحتي لهم جميعاً ألا يضعوها وأن يتركوا هذه الصور حتى تكون هذه المجلات سليمة طيبة بعيدة عن هذا التيار الذي وقع فيه الناس، هذه نصيحتي لإخواني في الدعوة وفي مجلة المجتمع والبلاغ وغيرها.

    نصيحتي لهم جميعاً ألا يضعوا فيها صورة وكذلك إذا كتبوا فيه مقالة لأحد ألا يضعوا صورته إلا بإذنه، حتى لو أذن لا ينبغي لهم أن يصوروه على الصحيح.

    وأنا أحرج على كل من نقل عني مقالاً أن يضع صورتي فأنا لا أسامحه ولا أبيح وضع صورتي، كل من كتب عني أنا أحرجه أن يضع صورتي ولا أرضى بذلك؛ لأني أعتقد أنه لا يجوز التصوير مطلقاً، فأنا أقول لكل من نقل عني في أي مجلة أو في أي جريدة لا أبيحه ولا أسامحه أن يضع صورتي، هذا الذي أقوله لإخواني جميعاً وأنصح به إخواني جميعاً وأبلغكم إياه أني لا أرضى أن توضع صورتي مع أي مقال أو فتوى تنشر عني.

    هذا اعتقادي وإن كان التصوير قد يحتاجه بعض الناس في مثل التابعية والجواز ورخصة القيادة، هذا شيء آخر قد يقال إن صاحبه مضطر أو مكره فيعفى عنه إن شاء الله، لأنه مضطر إلى التابعية ونحوها، لكن نقل المقالات في الصحف ليس هناك ضرورة إلى وضع صورة صاحبها، صاحب المقال معروف وإن لم توضع صورته.

    تهاون الناس في السؤال عن الأمور الشرعية, هل لكم من توجيه في ذلك


    الواجب على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين, والسؤال عما أشكل عليه وعدم السكوت على الجهل، يجب على الرجل أن يتعلم وعلى المرأة أن تتعلم أمور دينها، كل واحد منهم الرجل والمرأة، على كل واحد منهم أن يتعلم أمور دينه، الله يقول: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(النحل: من الآية43)، والله أوجب على الناس أن يعبدوه ولا طريق للعبادة إلا بالتعلم فيعرف ما أوجب الله عليه حتى يؤده، ويعرف ما حرم الله عليه حتى يجتنبه، وأجمع المسلمون على أنه لا بد من التعلم بما لا يسع العبد جهله، يتعلم ما أوجب الله عليه وما حرم الله عليه، والسكوت والإعراض والغفلة أمر منكر لا يجوز، الله وصف الكفار بالإعراض, قال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ(الأحقاف: من الآية3)، وقال- سبحانه-: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا(الكهف: من الآية57)، فالواجب على كل مسلم ومسلمة التفقه في الدين والتبصر كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيرا يفقهه الدين)، وعلى المسلم أن يسأل ولو من طريق الكتابة من طريق الهاتف، يسأل أهل العلم عما أشكل عليه يستمع ما يذاع في إذاعة القرآن من العلم، إذاعة القرآن فيها علم عظيم، مثل نور على الدرب، أسئلة كثيرة من كل مكان، فيها أهل العلم يجيبون عنها فيها فوائد كثيرة، في إذاعة القرآن استماع القرآن، واستماع الندوات والمحاضرات العلمية، فيها خير كثير، كما أوصي جميع الرجال والنساء بالعناية بإذاعة القرآن والاستماع لها والاستفادة بما فيها من العلم، نسأل الله للجميع الهداية

    فتاوي نور على الدرب



    التعديل الأخير تم بواسطة البلوشي ; 01-22-2011 الساعة 11:21 AM
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    في الآية الكريمة وفي سورة الرحمن قال الله تعالى:وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:27]، وفي آية أخرى: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78] الأولى بالرفع, والثاني بالكسر؟ فأفيدونا عن الآيتين؟


    ج/ الأولى وصفٌ لوجه، ويبقى وجه ربك ذو الجلال وصف للوجه، يعني أنه ذو الجلال؛ وهو الرب سبحانه؛ لأن التعبير بالوجه معناه للكل، وجهه ذو الجلال وهو ذو الجلال سبحانه وتعالى. والثانية الأخيرة آية الرحمن وصفٌ للرب تبارك اسم ربك ذي الجلال نعتٍ للرب، وصف للرب بأنه ذو الجلال ووجهه ذو الجلال سبحانه وتعالى، وجهه عظيم وذاته عظيمة سبحانه وتعالى، فهو ذو الجلال من جهة وجهه، وذو الجلال من جهة ذاته سبحانه وتعالى.

    تقول السائلة: هل صحيح أن المهدي المنتظر سوف يظهر أم أنها بدعة؟ مع العلم أنه لا يوجد بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزات، أرشدونا جزاكم الله عنا خيراً.


    المهدي المنتظر صحيح وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال وقرب نزول عيسى عند اختلاف يقع بين الناس عند موت خليفة، فيخرج المهدي ويبايع ويقيم العدل بين الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة.

    أما المهدي الذي يدعيه الرافضة مهدي الشيعة صاحب السرداب فهو لا أصل له عند أهل العلم بل هو خرافة لا أساس لها ولا صحة لها.

    أما المهدي المنتظر الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فإنه من بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة رضي الله عنها واسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم: محمد وأبوه عبد الله، هذا حق وجاءت به الأحاديث الصحيحة وسيقع في آخر الزمان، ويحصل بسبب خروجه وبيعته مصالح للمسلمين من إقامة العدل ونشر الشريعة وإزالة الظلم عن الناس.

    وجاء في الأحاديث أن الأرض ستملأ عدلاً بعد أن ملئت جوراً في زمانه، وأنه يخرج عند وجود فتنة بين الناس واختلاف على إثر موت الخليفة القائم، فيبايعه أهل الإيمان والعدل بما يظهر لهم فيه من الخير والاستقامة وأنه من بيت النبوة.

    احتاج إلى الغسل ولكنه لم يستطع لشدة البرد، ولعدم وجود وسيلة لتسخين الماء فهل يتيمم لصلاة الفجر؟ ومن فعل ذلك فما الحكم؟


    إذا كان في محل لا يستطيع فيه تدفئة الماء وليس هناك كنٌ يستكن به للغسل بالماء الدافي وخاف على نفسه فإنه يصلي بالتيمم ولا حرج عليه, لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ, ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم), وقد ثبت أن عمر بن العاص-رضي الله عنه-كان في غزوة السلاسل أصابته جنابة, وكان في ليلة باردة شديدة البرد فلم يغتسل بل توضأ وتيمم وصلى بالناس, و سأله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما قدم من الغزوة فقال: يا رسول الله إني خفت على نفسي, وتأولت قوله-سبحانه-: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل له شيء ولم يأمره بالإعادة-عليه الصلاة والسلام-فدل ذلك على أنه عذر شرعي.


    تقول السائلة: أنا فتاة مؤمنة بالله، وبوحدانيته مؤدية لطاعاته وأسعى إلى كل من يقربني إليه، إلا أنني أعيش في دوامة مستمرة من أمري، أعيش في صراع دائم مع نفسي هذه النفس الأمارة بالسوء التي هي سبب حيرتي وعذابي في حياتي والتي لا أجد فيها الطمأنينة أبداً في جميع أعمالي وخاصة العبادة وعلى رأسها الصلاة، عندما أقوم لتأديتها لا أجد ذلك الخشوع والخضوع المطلوبين فيها وتراودني أفكار شتى تجعلني أقطع القراءة، ولكن أتعوذ من الشيطان وأستغفر الله ثم أكمل، ولا ألبث لحظات إلا وأعود لمثلها، ولا أزال كذلك حتى أنتهي منها وبعدها أشعر بأن صلاتي غير مقبولة، وأن جميع أعمالي غير مقبولة مني.

    بكيت كثيراً واستغفرت كثيراً وتبت إلى الله أكثر من مرة، ولكن أجد نفس تقودني إلى المعاصي، فأنا الآن أعيش في عذاب وقلب وحيرة وخوف، أخاف أن ينقضي عمري وأنا على هذه الحالة، أخاف أن تنتهي حياتي ولم أغتنم منها شيئاً، علماً بأنني لم أكن كذلك من قبل، فأرجو من فضيلتكم أن تشيروا عليَّ بما يجب فعله حتى أعود كما كنت سابقاً. وفقكم الله لمايحبه ويرضاه.



    أولاً: نسأل الله سبحانه للسائلة أن يوفقها لما فيه رضاه، وأن يصلح قلبها وعملها، وأن يرشدها إلى خير الأمور، وأن يهبها ثباتاً واستقامة وصلاحاً ورشداً، وأن يدلها على الخير الذي فيه المطمأنينة وبه السعادة العاجلة والآجلة.

    ونصيحتي أن تكثري أيتها السائلة من قراءة القرآن الكريم بتدبر وتعقل في الأوقات المناسبة، مع مطالعة كتب السنة، وكتب التفسير التي تشغلك؛ مثل رياض الصالحين، وبلوغ المرام، ومثل الوابل الصيب، وتفسير ابن كثير، والبغوي، وابن جرير، وتفسير الشوكاني، هذه التفاسير مفيدة، حتى تستفيدي وحتى تشغلي الوقت بما ينفعك.

    وأمراً آخر هو مجالسة الأخيار من أهل بيتك والأنس بهم من أبٍ وأم وأخوات صالحات تشغلي به بعض الوقت أيضاًَ، وإذا كنت لست ذات زوج أن تحرصي على الزواج ولو أن تخطبيه أنت، تنظرين من أقاربك من هو طيب وصالح؛ من أبناء العم أو أبناء الخال أو غيرهم ممن تعرفين، ثم تطلبين من أبيك أو غيره من أوليائك أن يتوسط في هذا وتقولين: إنه بلغني عنه كذا وبلغني عنه كذا من غير ريبة، بل السؤال عنه التعرف عليه.

    فإذا عرفت أنه صالح وأنه جيد قلت لأبيك أو أخيك أو غيره من أوليائك إنك تطلبين فلاناً حتى يتزوجك، وتنصحي بأن لا يتكلف في المهور ولا في الولائم، ويتسامحوا معه في المهر وفي الوليمة، كل هذا من أسباب الهدوء و من أسباب الثبات، ومن أسباب زوال هذه الوساوس والأفكار الرديئة.

    وإن كنت ذات زوج فالحمد لله وعليك أن تعيشي معه طيباً وأن تعامليه بخير وتعاشريه بالمعروف، وأن تجتهدي في أسباب الألفة معه والمحبة وقضاء الوطر الشرعي، مع العناية بما تقدم، قراءة القرآن الكريم بتدبر، كثرة الذكر والاستغفار، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومع المطالعة للكتب النافعة المفيدة، كل هذا من أسباب زوال ما ذكرت من قلق والوساوس التي تضرك، وأسأل الله لك الهداية والتوفيق وصلاح النية والعمل.

    فتاوي نور على الدرب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    يقول العلماء في كلامهم: (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، وغيرها من القواعد, فما المقصود بهذه القواعد، ومن هو الذي وضعها، هل هو النبي صلى الله عليه وسلم، أم العلماء استنبطوها؟


    استنبطها العلماء من الأدلة، الأدلة الشرعية كون الإنسان يدرأ مفسدة أعظم من كونه يجلب مصلحه التي يتخيلها ويظنها, فإذا كان اجتماعه بزيد أو بعمرو يترتب عليه شر فيترك هذا الاجتماع الذي يخشى منه شر، وإن كان يرجوا فيه مصلحة بأن يعطيه فلوس أو يدعوا له أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كان يترتب عليه سوء ظن، أنه يظن به شر أن هذا الرجل الذي يحب أن يجتمع به مشهور بالشر أو بشرب المسكر أو بتعاطي ما حرم الله من اللواط أو ما أشبه ذلك يبتعد عما يظن به السوء من أجله، وكذلك إذا كان تعاطيه بصفة معينة يجر عليه شراً يبتعد عنها، وهكذا إذا كان ذهابه إلى حارة من الحارات يجر شراً يبتعد، ولو كان فيها مصلحة أنه يزور مريض أو يتصدق على أحد ما دام دخول هذه الحارة ظاهرها يتهم بالشر والفساد لا يذهب، درء المفسدة مقدمة على المصلحة، وهكذا ما أشبه ذلك. شكر الله لكم...


    ما المقصود في قوله تعالى في سورة يوسف: (( رَوْحِ اللَّهِ ))[يوسف:87]؟


    الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: المعنى النهي عن اليأس من رحمة الله وإحسانه وجوده، ورحمته وإحسانه إلى عباده، .. اليأس منهي عنه، اليأس، يقول - عز وجل -: (لا تقنطوا من رحمة الله)، فسرها، قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)، في سورة يوسف: (لا تيأسوا من روح الله)، يعني من رحمته وإحسانه وفرجه وتيسيره.


    إن الذي يؤمن بالكتاب والسنة والرسل في قريتنا أو مدينتنا ولا يعتقد في الأسياد الذين يضربون أنفسهم في الحديد وغيره كما ذكرت في السؤال السابق، يقولون عنه: أنت وهابي، ويزعمون أن هذا المذهب لا يعترف حتى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.



    هؤلاء مثل ما تقدم جهال، أو متعصبون ملبسون على الناس مخادعون، فهم بين جهل وضلال، وبين خداع وتلبيس، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ينكر عملهم هذا السيئ، فينكر طعنهم أنفسهم بالسلاح، أو إدخال أنفسهم في النار، أو تقربهم إلى أسيادهم بالذبائح والنذور، فكل هذا ينكره أهل العلم بالله، وينكره أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما أنكره الرسول عليه الصلاة والسلام وحذر منه؛ لأنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وليس هذا العمل من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من أمر الصحابة، ولا من دين الله الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو باطل.

    أما الوهابية فهم أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي رحمه الله، فهو إمام مشهور دعا إلى الله عز وجل في نجد في القرن الثاني عشر. دعا إلى الله، وإلى التمسك بالإسلام، وإلى تحكيم الشريعة المطهرة، وحذر الناس من الغلو في الأنبياء والصالحين، وعبادة القبور، وعبادة الأشجار والأحجار.

    ودعا الولاة في زمانه والأمراء والعامة إلى توحيد الله والإخلاص له، واتباع الشريعة وتعظيمها، وإقامة الصلوات في المساجد، والمحافظة على شعائر الله، فيسر الله له الأنصار والأعوان من آل سعود، وقام دين الله بأسباب دعوته في الجزيرة العربية، وظهر الحق، وانتصر الحق، وخذل الله الباطل، وحكمت الشريعة الإسلامية في هذه الجزيرة بأسباب دعوته، ولم تزل بحمد لله في آثارها وفي بقاعها. نسأل الله أن يثبتنا ويميتنا على الحق والهدى، فالشيخ محمد رحمه الله وأتباعه هم من أنصار الحق، ومن دعاة الهدى، وهم الذين نصروا دين الله في وقت الغربة في القرن الثاني عشر، وأعلوا كلمة الله، وجاهدوا عليها، وحكموا شرع الله في هذه الجزيرة.

    وهو يدعو إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى تعظيم شريعته واتباع ما جاء به، والناس يكذبون عليه وعلى أتباعه، ويقولون: إنه لا يصلي على النبي، ويقولون: إنه يقول: عصاي أحسن من النبي، وكل هذا من الباطل ومن أكاذيب أعداء الله؛ فهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله، وأنه أفضل الخلق، وأفضل عباد الله، وهو سيد ولد آدم، وهو إنما قام يدعو إلى شريعته وإلى اتباع ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وهو ممن يعظم أمر الله ونهيه، وينادي في بلاده أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله.

    ويرى - رحمه الله - أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التحيات في آخر الصلاة ركن من أركان الصلاة، فكيف يقال إنه لا يصلي عليه إذا كان يرى أن الصلاة عليه ركن من أركان الصلاة في آخر التحيات في آخر الصلاة؟! ولكن أعداء الله عندهم الكذب، وعندهم التلبيس، وعندهم البهتان، وعدم المبالاة بأمر الله ورسوله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


    فتاوي نور على الدرب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    من هم الأشخاص الذين لا يحق لهم الأكل من النذر؛ لأننا سمعنا بأن الأصول والفروع لا يحق لهم الأكل من النذر؟ أفتونا مأجورين.


    إذا نذر نذراً صدقة يعطيه الفقراء، إذا قال: لله علي أن أتصدق بكذا يعطيها الفقراء، من إخوانه, من أقاربه ومن غيرهم، أما أبوه, وأمه, وأصوله وفروعه لا يعطيهم, إنما يعطي النذر للفقراء من أقاربه، الحواشي، الأخوة, وبنيهم, والأعمام, والأجانب من الفقراء، إذا كانوا فقراء والنذر للفقراء، كأن يقول: لله علي إن عافني الله أن أتصدق بمائة درهم، أو بألف درهم، فعافه الله يتصدق على الفقراء، وإذا كان في إخوته أو أعمامه فقراء يعطيهم منه، وهكذا لو قال: لله علي أتصدق بمائة ألف, أو بمائة صاع رز أو كذا أو كذا، يعطي الفقراء، لكن لا يعطي أصوله وفروعه؛ لأن عليه نفقتهم، فلا يعطي آبائه, ولا أمه, ولا جده, ولا جدته, ولا أولاده, ولا أولاد أولاده، ولكن يعطي الحواشي كالأخوة, والأعمام, وبنيهم إذا كانوا فقراء.

    أوردت أختنا جزءاً من حديث: (عفّوا تُعف نساءكم) هل من شرح لهذا الجزء لو تكرمتم؟


    هذا الحديث مشهور، ولكن لا أعرف حال سنده، ولكن التجارب واقعة، فإن الغالب إن من عف عف نساؤه، ومن رتع في الحرام قد يبتلى بنسائه بذلك - نسأل الله السلامة - تتأسى به زوجته، ويتأسى به بناته، - ولا حول ولا قوة إلا بالله - إذا عرفوا منه الفساد، الواجب الحذر لئلا تقع زوجته وبناته وأخواته في مثلما وقع فيه بأسبابه - نسأل الله العافية منه-.

    من عاداتي كتابة بسم الله الرحمن الرحيم، والثناء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رسائلي إلى أهلي وصديقاتي، ويتخلل الرسالة بعض الآيات أو كلمات دعاء، وفي الأيام الأخيرة اعتراني شعور بألا أكتب لفظ الجلالة أبداً، مع العلم أنني منذ كتابة رسالتي بتلكم الطريقة الأخيرة أشعر أن الرسالة ناقصة وفيها عيب واضح، وسبب هذا الشعور: أنني أخاف أن يكون علي إثم إذا الرسالة وضعت في مكان غير لائق أو ضاعت، فماذا عساي أن أفعل؟


    عملك الأول، العمل الأول أطيب وأحسن، اكتبي بسم الله الرحمن الرحيم، واكتبي بعض الآيات أو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض النصائح، ولا يضرك لو أن الذين قرأؤها طرحوها في محل غير مناسب الإثم عليهم ليس عليك أنت، الإثم على من طرح الرسالة أو الكتاب أو الفائدة في محل غير لائق، الإثم عليه، أما أنت فأنت مأجورة إذا سميت الله في أولها وصليت على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو حمدت الله، أو ذكرت بعض الآيات المفيدة أو بعض الأحاديث كله طيب، وأنت مأجورة، ومن طرحها في محل غير مناسب فالإثم عليه، ليس عليك أنت.


    فتاوي نور على الدرب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    ما رأي سماحتكم في الوعظ عند القبور؟

    الوعظ عند القبور مستحب إذا تيسر ذلك؛ لأن الرسول وعظ عند القبور، ثبت من حديث علي-رضي الله عنه-ومن حديث البراء بن عازب، أن النبي وعظهم عند القبور-عليه الصلاة والسلام-، وعظ الحاضرين عند القبور، فإذا حضر بعض أهل العلم، ووعظ الناس عند القبر، عند انتظارهم الدفن، أو عند وقوفهم للدفن وذكرهم بالله حسن، كله طيب.


    هل الأدعية والأذكار التي تخاطب العباد بلفظ العبودية, هل هي للمسلم والكافر، أم أنها خاصة فقط للمؤمنين؟

    بل هي عامة لجميع المسلمين للناس المسلمين وغير المسلمين عامة لهم, فعليهم أن يدعوا, المسلم يدعوا وحري بالإجابة, والكافر قد يدعوا ويستجاب له, فإذا قال اللهم اغفر لي أو توب علي, أو اللهم ارحمني قد يتوب الله عليه ويرحمه ويهديه للإسلام, وإذا قال اللهم عافني, أو اللهم أرزقني ولداً صالحاً, أو اللهم أجرني من كذا، اللهم ارحمني من كذا، فالباب مفتوح الدعوة للجميع الله يقول-سبحانه وتعالى-:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ(البقرة: من الآية186), الكافر عبد من عباد الله, ويقول-جل وعلا-:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60), فكم من كافر استجب له وهداه الله للإسلام, أو رزق ولداً, أو أنجي من ضيق إلى غير ذلك ربنا-سبحانه وتعالى-جواد كريم يقول-سبحانه-: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(النمل: من الآية62) يعم المسلم والكافر، وإجابة دعوة الكافر من إقامة الحجة عليه, إذا أجاب الله دعوته فهذا من إقامة الحجة عليه, فالواجب عليه أن يستجير بالله, وأن يتوب إليه الذي أجاب دعوته ورحمه, عليه أن يتوب إلى الله, ويبادر بالتوبة, والإخلاص, والدخول في الإسلام, والحذر من الشرك ومن تاب، تاب الله عليه.

    سماحة الشيخ: ما هو تفسير هذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الآية الكريمة فيها بيان حال أولياء الله، وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم يقول-جل وعلا-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، ثم فسرهم فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:63]،فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة، واستقاموا على دينه واتقوه-جل وعلا-, فأدوا فرائضه وتركوا محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى، أهل البصيرة، أهل الصدق، الذين أخلصوا لله العبادة, ولم يشركوا به شيئا، ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه, ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، في هذه الآية الكريمة أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63]،لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في الدنيا، وهم المذكورون في قوله- جل وعلا-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ*جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (البينة:8)، وفي قوله-سبحانه-: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً*خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (الكهف:107-108)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

    يقول السائل: يوجد ناس عندنا يقولون: إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء شيخ غيره من الشيوخ المعروفين عندنا، ويأتي هؤلاء ويسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رؤوسهم من حرير وفي أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم وإلا غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديث في بطونهم وفي رؤوسهم. فهل هذا نوع من السحر؟ وهل نصدقهم في هذا، وهل نعطيهم ما يسألون؟

    هؤلاء من الطائفة التي تسمى الصوفية، وهؤلاء يلبسون على الناس ويخدعونهم بزعمهم أنهم أولاد فلان أو أولاد فلان، وبزعمهم أنهم يستحقون على الناس المساعدة، فهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل، وينبغي تأديبهم من الدولة إذا كانت تُحكِّم الإسلام، ولا يعطى مثل هؤلاء، وإذا ضربوا أنفسهم لعلهم يقتلون أنفسهم فلا حرج عليك أنت في ذلك، وهذا من التشويش والتلبيس الذي يفعلونه، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزوير من الشيطان وتلبيس من الشيطان، وهذا نوع من أنواع السحر يفعلون هذا الشيء كأنه لا يضرهم وهم لا يفعلونه في الحقيقة ولو فعلوه حقيقة لضرهم، فإن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه.

    ولكنهم يغممون هذه العيون بأنواع السحر، ويستحقون بهذا التأديب البليغ من ولي الأمر حتى لا يعودوا لمثل هذا العمل القبيح المنكر، ولا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا هؤلاء؛ لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم.

    لدي مشكلة أشغلت بالي وكثيراً من تفكيري وهي: أنني قمت أنا وابني في الحج مع جماعة لنا، فعندما وصلنا إلى مكة بدأنا بالحج وعندما وصلنا إلى طوائف الإفاضة قمنا بحسب الأشواط جميعاً، فحصل بيننا تشاجر، فبعضنا يقول: هيا ننصرف أتممنا سبعة أشواط وبعضنا يقول: لم نتم سبعة أشواط بل بقي لنا شوط واحد، وأخيراً انصرف منا البعض، والبعض أتى بشوط، وأنا كنت مع الذين انصرفوا، أرجو إفادتي حول هذا

    إذا كان الذين انصرفوا وأنت منهم انصرفوا باعتقاد أنهم كمَّلوا فحجكم صحيح والحمد لله، والذين شكوا عليهم أن يكملوا بأداء شوط سابع فهذا يختلف بحسب أحوال الناس، فمن شك هل كمل أو لم يكمل وجب عليه التكميل حتى يكمل سبعة عن يقين، ومن اعتقد أنه كملها وانصرف من أجل ذلك فلا شيء عليه والحمد لله. أولئك الذين انصرفوا ولم يتمموا وليسوا متيقنين من أن الأشواط سبعة وهم في غير مكة يعودون إلى مكة ليأتوا بهذا الشوط أم كيف؟ الذين انصرفوا وهم غير متيقنين تساهلوا وانصرفوا مع الشك عليهم أن يرجعوا إلى مكة وعليهم أن يأتوا بهذا الطواف كاملاً مع التوبة والاستغفار، عما حصل من التقصير وإذا كان رجلاً أتى زوجته أو امرأة أتاها زوجها فعليهم مع ذلك ذبح شاة تذبح في مكة؛ لأنه لا يجوز للرجل أن يأتي زوجته قبل الطواف وليس لها أن يأتيها زوجها قبل أن تكمل الطواف، فإذا كانت أتاها زوجها أو الرجل أتته زوجته ولم يطف هذا الطواف فإن عليه أن يرجع وأن يطوف وعليهم مع ذلك ذبيحة واحدة تذبح في مكة للفقراء بسبب جماعه لزوجته إذا كان رجلاً، أو بسبب جماع زوجها لها إن كانت امرأة قبل الطواف، أما الذين انصرفوا وهم يتيقنون أنهم قد طافوا سبعة ما عندهم شك هذا لا شيء عليه.

    فتاوي نور على درب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    حدث حوار بيني وبين صديق لي عن الإسلام حيث قال هذا الصديق: إنه لا يصلي على الإطلاق، فقلت له: أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ[1]، وقال لي: أنت أيضاً كذلك، وذكر لي القول: أن من كفر مسلماً فقد كفر، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه، فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا وهل نأثم عليه؟
    الصواب: أن من ترك الصلاة فهو كافر، وإن كان غير جاحد لها، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح؛ ولقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، ولقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)) خرجه الإمام أحمد والإمام *الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ ولأحاديث أخرى جاءت في الباب. فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بفعلها، ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم ألا يعود، هذا هو الواجب عليه.
    وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصياً معصية كبيرة، وجعلوا هذا كفراً أصغر، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب. فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام، ومن ذلك أمر الصلاة، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين، ولو أن إنساناً قال: لا إله إلا الله، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر، ولا ينفعه قوله: لا إله إلا الله، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلاً وعمداً وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله، ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر، كما قال الله عز وجل: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[2] وهكذا لو قال: لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة، أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة، أو جحد تحريم الزنا، أو جحد تحريم السرقة، أو جحد تحريم اللواط، أو ما أشبه ذلك، فإن من جحد وجوبها كفر إجماعاً، ولو أنه يصلي ويصوم، ولو أنه يقول: لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه، وتجعله بريئاً من الإسلام بهذه النواقض، فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر، وهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافراً، وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من أقوال العلماء؛ للأحاديث السابقة وما جاء في معناها، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرد كافرهم وعاصيهم من الناس إلى التوبة، ومن ذلك من ترك الصلاة، فنسأل الله أن يهديه للإسلام، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة، ويمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح.
    أما الحديث: ((من كفر مسلماً فقد كفر)) فإن المراد به إذا كان التكفير في غير محله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لأخيه يا عدو الله، أو قال يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه)) لكن هذا الذي قال: أنت كافر بترك الصلاة، قد وقعت في محلها فلا يرجع التكفير إلى القائل، ولا يكون القائل كافراً، لأن القائل قد نفذ أمر الله، وأدى حق الله، وبيَّن ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس، فهو مأجور وليس بكافر؛ لأن كلامه وقع في محله، وإنما الكافر هو الذي ترك الصلاة وعاند وكابر، نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين.

    قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (سيأتي زمانٌ على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن الإيمان إلا رسمه، ومن القرآن إلا حرفه، همهم بطونهم، دينهم دراهمهم، قبلتهم نساؤهم، لا بالقليل يقنعون، ولا بالكثير يشبعون) ، السؤال: هل الحديث صحيح، وهل يدل على اقتراب يوم القيامة؟
    لا أعلم صحة هذا الأثر, ولكن جاء معنى بعضه عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: (يأتي على الناس زمان لا يبقى فيما يبقى من الإسلام إلا اسمه, ولا من القرآن إلا رسمه, مساجدهم عامرة وهي خرابٌ من الهدى, علماؤهم شر من تحت أديم السماء, من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود), هذا مروي عن علي - رضي الله عنه -, وفي صحته نظر, وهذا معناه صحيح, فإن الأمور في آخر الزمان تتغير, ولا يبقى من الإسلام إلا اسمه, ولا يبقى من القرآن إلا رسمه؛ لأنهم لا يعملون به ثم يرفع إذا لم يبق إلا رسمه يرفع في آخر الزمان, وهو من أشراط الساعة, ويأتي على الناس زمان لا يقال فيه الله الله, ولا يقال فيه لا إله إلا الله كما صح به الحديث عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام-, فهذا المعنى صحيح, هذا المعنى وإن كان الأثر فيه نظر لكن معناه صحيح؛ لأنه تتغير الأحوال في آخر الزمان, ويقل العلم والفضل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (يتقارب الزمان, ويظهر الجهل, ويقل العلم, ويفشوا الزنا, ويشرب الخمر, ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل القتل) كل هذا واقع كما أخبر به النبي- عليه الصلاة والسلام-, وكذلك في آخر الزمان تعمر المساجد في اللبن بالحجر والإسمنت بأنواع العمارة, ولكن يقل قاصدوها والمصلون فيها لقلة الرغبة في كثرة الخير, وقلة الإيمان, وضعف الوازع الإيماني, كذلك يوجد علماء لكن منحرفون عن الهدى في آخر الزمان, وقد وجدوا في هذا الزمان وفي غير هذا الزمان ولكن يزداد الأمر شدة, يكونون علماء سوء علماء ضلالة يدعون إلى الفساد والشر, وإلى الشرك بالله- عز وجل-, وإلى البدع والخرافات وهم علماء في الاسم ولكن في الحقيقة ليسوا بعلماء لضلالهم وبعدهم الهدى نسأل الله السلامة. جزاكم الله خيراٌ

    إذا أخطأ أحدنا خطأ فهل يجوز للمسلمين أن يفضحوا أمره، وينشروه، وما حكم الشرع فيمن يفعل ذلك؟

    هذا يختلف إن كان الرجل أظهر منكر فلا بأس أن يقام عليه ويعامل بما يستحق من إقامة الحد أو التعزير، أما إذا كان أسر المنكر فلا يجوز فضيحته ولا غيبته، بل الواجب الستر عليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) ولقول الله -جل وعلا-: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً[الحجرات: 12]، فالمؤمن يستر على أخيه ولا يفضحه ما دامت المعاصي خفية، أما إذا أظهر المنكر، وبارز الله بالمحاربة، فهذا لا بأس أن يظهر أمره، ويرفع أمره، حتى تقام عليه الحدود الشرعية، أو التعزيرات الشرعية، حتى لا يتجرأ الناس على المعاصي كما تجرأ.

    ما معنى كل قرض جر نفع فهو ربا؟

    كل قرض يجر عليك نفع إذا أقرضت زيد ألف ريال وأعطاك كسوة أو أهدى إليك فاكهة أو ما أشبه ذلك فهذا من الربا، أو أسكنك في البيت بدون أجرة، أو أعطاك السيارة تستعملها بدون أجرة فهذا من الربا. لأنه أعطاك من أجل القرض.


    فتاوي نور على درب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    كثرت الأحاديث الموضوعة، فما السبيل إلى العلاج في تدارك هذه الأحاديث الموضوعة؟


    تداركها العلماء، ألفوا فيها مؤلفات والحمد لله وضحوها، فيها مؤلفات كثيرة, وضحت الموضوعة والضعيفة، الموضوعات لابن الجوزي، والجامع الصغير للسيوطي، شرح المناوي، كشف الخفاء للعجلوني، كتب أخرى، وضحوا فيها، نصب الراية للهيثمي، وغير ذلك، كتب كثيرة ألفت في هذا الباب والحمد لله.

    نحن الحمد لله مسلمون ولدينا أخٌ مسيحي، هل يجوز الأكل والشرب معه أو لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟


    المسيحي ليس أخاً لك إذا كنت مسلماً، إلا إذا كان أخاً لك من النسب الكافر ليس أخاً لك، يقول الله -جل وعلا-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [(10) سورة الحجرات]. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم). فالمسلم هو أخو المسلم، وليس أخاً للكافر، وإن كان من نسبه ليس أخاً له في الدين، سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً أو شيوعياً أو قاديانياً أو وثنياً كل هؤلاء كفرة ليسوا إخوة لنا، بل بيننا وبينهم البغضاء والعداوة، وإذا أحسنا إليهم إذا كانوا فقراء ليسوا محاربين لا مانع من أن نحسن إليهم، إذا كانوا أهل ذمة أو مستأمنين نحسن إليهم لفقرهم وندعوهم إلى الإسلام، فلا بأس، لكن ليسوا إخوةً لنا، وليسوا أحباباً لنا، بل نبغضهم في الله حتى يهتدوا، ومع هذا نحسن إليهم وندعوهم إلى الله ونسأل الله لهم الهداية، كل هذا مطلوب، أما إذا كانوا حرباً لنا بيننا وبينهم القتال، ليس بيننا وبينهم ذمة ولا أمان فهؤلاء نبغضهم في الله ونقاتلهم ولا نعطيهم شيئاً ولا نساعدهم على المسلمين، بل نبغضهم في الله ونحاربهم، ونرفع الصلة بيننا وبينهم، ولا نساعدهم بشيءٍ أصلاً، بل إعانتهم على المسلمين كفرٌ وردة،... تؤاكلهم معك أو ضيف لا مانع أن تأكل معه، ولكن لا تتخذه صاحباً ولا بطانةً، بل تتخذه عدواً وبغيضاً في الله - عز وجل – حتى يهتدي، وأما مؤاكلته العارضة بسبب الضيافة أو بسبب أنه نزل معك في محل السكن لعارض فإنك تأكل معه إذا دعت الحاجة، وأن تسعى في الخلاص من صحبته ومساكنته لئلا يجرك إلى بلائه، ولئلا تتساهل فيما أوجب الله عليك من شأنه


    هل يجوز لي التبرع بنقل دم لمريض أوشك على الهلاك وهو على غير دين الإسلام؟



    لا أعلم مانعاً من ذلك، لأن الله تعالى يقول جل وعلا في كتابه العظيم: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ[1].

    فأخبر سبحانه أنه لا ينهانا عن الكفار الذين لم يقاتلونا ولم يخرجونا من ديارنا أن نبرهم ونحسن إليهم، والمضطر في حاجة شديدة إلى الإسعاف، وقد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها إلى بنتها، وهي كافرة، في المدينة في وقت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة تسألها الصلة، فاستفتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأفتاها أن تصلها، وقال: ((صلي أمك)) وهي كافرة.

    فإذا اضطر المعاهد أو الكافر المستأمن الذي ليس بيننا وبينه حرب، إذا اضطر إلى ذلك فلا بأس بالصدقة عليه من الدم، كما لو اضطر إلى الميتة، وأنت مأجور في ذلك؛ لأنه لا حرج عليك أن تسعف من اضطر إلى الصدقة


    هل يجوز للبنت بعد أن عقد عليها أن توكل غير وليها بإتمام العقد في ليلة الزفاف؛ لأن البنت عندنا بعد أن يأخذ الأب المهر ويتم التراضي على هذا الزواج وفي ليلة الزفاف يحضر الشهود وتقوم البنت بتوكيل شخص غير وليها لإتمام صيغة العقد، ومثال ذلك: يأتي بالعريس وبالوكيل من غير الولي, ثم يقول وكيل البنت: زوجتك موكلتي فلانة بنت فلان بمهر قدره كذا على سنة الله ورسوله, ثم يقول العريس: قبلت نكاح موكلتك فلانة على سنة الله ورسوله, فما هو قولكم في ذلك؟


    هذا لا يجوز، ليس لها أن توكل، إنما الولي هو الذي يتولى ذلك، ولكن تستأذن فإذا أذنت زوجها وليها، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (لا نكاح إلا بولي)، ويقول-صلى الله عليه وسلم-: (البكر تستأذن وأذنها سكوتها، والأيم تستأمر), فالأيم هي التي قد تزوجت تستأمر وتأذن نطقاً، والبكر يكفي سكوتها، ولكن لا يزوج كلا منهما إلا الولي، الأب، ثم الجد، ثم الابن, ثم ابن الابن وإن نزل، ثم الأقارب حسب الميراث، كالأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، بن الأخ الشقيق، ثم ابن الأخ لأب وهكذا، وليس للمرأة أن تزوج نفسها، ولا أن توكل من يزوجها، بل الواجب أن يتولى هذا الولي سواء في ليلة الزفاف أو قبل ذلك، لا بد أن يتولى النكاح الولي، فيقول زوجتك ويقول الزوج قبلت بحضرة شاهدين، بعد رضا البنت، أو الأخت، لا بد أن تكون راضية نطقاً إذا كانت ثيب، أو بالسكوت إن كانت بكرا، هذا هو الواجب, وهذا هو المشروع الذي عليه جمهور أهل العلم.

    فتاوي نور على درب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    الأدعية والأذكار التي تخاطب العباد بلفظ العبودية, هل هي للمسلم والكافر، أم أنها خاصة فقط للمؤمنين؟


    بل هي عامة لجميع المسلمين للناس المسلمين وغير المسلمين عامة لهم, فعليهم أن يدعوا, المسلم يدعوا وحري بالإجابة, والكافر قد يدعوا ويستجاب له, فإذا قال اللهم اغفر لي أو توب علي, أو اللهم ارحمني قد يتوب الله عليه ويرحمه ويهديه للإسلام, وإذا قال اللهم عافني, أو اللهم أرزقني ولداً صالحاً, أو اللهم أجرني من كذا، اللهم ارحمني من كذا، فالباب مفتوح الدعوة للجميع الله يقول-سبحانه وتعالى-:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ(البقرة: من الآية186), الكافر عبد من عباد الله, ويقول-جل وعلا-:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60), فكم من كافر استجب له وهداه الله للإسلام, أو رزق ولداً, أو أنجي من ضيق إلى غير ذلك ربنا-سبحانه وتعالى-جواد كريم يقول-سبحانه-: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ(النمل: من الآية62) يعم المسلم والكافر، وإجابة دعوة الكافر من إقامة الحجة عليه, إذا أجاب الله دعوته فهذا من إقامة الحجة عليه, فالواجب عليه أن يستجير بالله, وأن يتوب إليه الذي أجاب دعوته ورحمه, عليه أن يتوب إلى الله, ويبادر بالتوبة, والإخلاص, والدخول في الإسلام, والحذر من الشرك ومن تاب، تاب الله عليه.


    فتاوي نور على درب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    اختلاف مدلولات الإيمان والتوحيد والعقيدة


    الإيمان والتوحيد والعقيدة أسماء لمسميات هل تختلف في مدلولاتها؟


    نعم، تختلف بعض الاختلاف، ولكنها ترجع إلى شيء واحد. التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، والإيمان هو الإيمان بأنه مستحق للعبادة، والإيمان بكل ما أخبر به سبحانه، فهو أشمل من كلمة التوحيد، التي هي مصدر وحد يوحد، يعني أفرد الله بالعبادة وخصه بها؛ لإيمانه بأنه سبحانه هو المستحق لها؛ لأنه الخلاق؛ لأنه الرزاق؛ ولأنه الكامل في أسمائه وصفاته وأفعاله؛ ولأنه مدبر الأمور والمتصرف فيها، فهو المستحق للعبادة، فالتوحيد هو إفراده بالعبادة ونفيها عما سواه، والإيمان أوسع من ذلك يدخل فيه توحيده والإخلاص له، ويدخل فيه تصديقه في كل ما أخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام، والعقيدة تشمل الأمرين، فالعقيدة تشمل التوحيد، وتشمل الإيمان بالله وبما أخبر به سبحانه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، والإيمان بأسمائه وصفاته.
    والعقيدة: هي ما يعتقده الإنسان بقلبه ويراه عقيدة يدين الله بها ويتعبده بها، فيدخل فيها كل ما يعتقده من توحيد الله والإيمان بأنه الخلاق الرزاق وبأنه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والإيمان بأنه لا يصلح للعبادة سواه، والإيمان بأنه حرم كذا وأوجب كذا وشرع كذا ونهى عن كذا، فهي أشمل

    مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟


    هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية؟ يرجى التفصيل أثابكم الله؟



    الإجماع اليقيني حجة قطعية، وهو أحد الأصول الثلاثة التي لا تجوز مخالفتها وهي: الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع، وينبغي أن يعلم أن الإجماع القطعي المذكور هو إجماع السلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم؛ لأن بعدهم كثر الاختلاف وانتشر في الأمة، كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (العقيدة الواسطية)، وغيره من أهل العلم. ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى في سورة النساء: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[1] وفق الله المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، والحذر مما يخالفه، إنه سميع قريب.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] سورة النساء الآية 115.

    مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    يقول الحق - تبارك وتعالى - : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا [الكهف[الكهف:107)(108)]. ويقول - سبحانه وتعالى - :أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:19] إلى غير ذلك من الآيات التي توضح ثواب الذين آمنوا عملوا الصالحات، والتي وردت في القرآن الكريم، وقد سمعت حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه: (لن يدخل أحدٌ عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته). والسؤال: كيف نوفق بين مفهوم الحديث الشريف وبين مفهوم الآيات الكريمة


    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس بحمد الله بين الآيات وبين الأحاديث اختلاف، فالله -جل وعلا- بين أن أسباب دخولهم الجنة أعمالهم الصالحة؛ كما قال- عز وجل -: ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [(32) سورة النحل]. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [(107) سورة الكهف]. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أن الأعمال الصالحة هي أسباب دخول الجنة، كما أن الأعمال الخبيثة هي أسباب دخول النار، والحديث يبين أن دخولهم الجنة ليس بمجرد العمل، بل لا بد من عفو الله ورحمته - سبحانه وتعالى - فهم دخولها بأسباب أعمالهم، ولكن الذي أوجب ذلك رحمته - سبحانه وتعالى – وعفوه ومغفرته، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحدكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل). فالباء هنا باء العوض هي ليست عوض العمل، ولكنه مجرد رحمة الله وعفوه - سبحانه وتعالى - حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة من النار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل، ويسر العمل وأعان عليه، فكل خير منه - سبحانه وتعالى -، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة وإنجائه من النار بأسباب أعماله الصالحة، فالمعوّل على عفوه ورحمته لا عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله -جل وعلا- لما كان هذا العمل، ولا ما وفق له، فهو الذي وفق له وهدى له - سبحانه وتعالى - فله الشكر وله الحمد -جل وعلا-، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومنَّ بذلك هو الله - سبحانه وتعالى-
    أرجو أن تذكروا لي عدة أحاديث عن الدابة، فإني لا أعرف الكثير عنها، وأقصد بالدابة التي جاءت في سورة سليمان، وهي التي تخرج في آخر الزمان؟


    الدابة بين الله أمرها بقوله: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) سورة النمل، وقد جاء فيها أحاديث صحيحة أنها تخرج في آخر الزمان قبل طلوع الشمس من مغربها أو بعدها أيتهما خرجت فالثانية على إثرها، أما تفصيلها وبيان صفاتها فلا أعلم فيها شيئاً ثابتاً ًإنما هي أقوال وروايات فيها ضعف وأخبار عن بعض السلف وعن بعض أهل الكتاب، ولكن ليس عليها دليل واضح بصفاتها وتمييز طولها وقوائمها وكبر جسمها، ليس فيها حديث ثابت، أما خروجها فثابت، تخرج في آخر الزمان.


    فتاوي نور على درب
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •