النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصيدة الألبيري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483

    قصيدة الألبيري

    قال الفقيه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الألبيري رحمه الله :
    تفت فؤادك الأيام فتا ... وتنحت جسمك الساعات نحتا
    وتدعوك المنون دعاء صدق ... ألا يا صاح أنت أريد أنتا
    أراك تحب عرسا ذات غدر ... أبت طلاقها الأكياس بتا
    تنام الدهر ويحك في غطيط ... بها حتى إذا مت انتبهتا
    فكم ذا أنت مخدوع وحتى ... متى لا ترعوي عنها وحتى
    أبا بكر دعوتك لو أجبتا ... إلى ما فيه حظك لو عقلتا
    إلى علم تكون به إماما ... مطاعا إن نهيت وإن أمرتا
    ويجلو ما بعينك من غشاها ... ويهديك السبيل إذا ضللتا
    وتحمل منه في ناديك تاجا ... ويكسوك الجمال إذا عريتا
    ينالك نفعه ما دمت حيا ... ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
    هو العضب المهند ليس ينبو ... تصيب به مقاتل من ضربتا
    وكنز لا تخاف عليه لصا ... خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
    يزيد بكثرة الإنفاق منه ... وينقص إن به كفا شددتا
    فلو قد ذقت من حلواه طعما ... لآثرت التعلم واجتهدتا
    ولم يشغلك عنه هوى مطاع ... ولا دنيا بزخرفها فتنتا
    ولا ألهاك عنه أنيق روض ... ولا دنيا بزينتها كلفتا
    فقوت الروح أرواح المعالي ... وليس بأن طعمت ولا شربتا
    فواظبه وخذ بالجد فيه 000 فإن أعطاكه الله انتفعتا
    وإن أعطيت فيه طويل باع ... وقال الناس إنك قدعلمتا
    فلا تأمن سؤال الله عنه ... بتوبيخ علمت فهل عملتا
    فرأس العلم تقوى الله حقا ... وليس بأن يقال لقد رأستا
    وأفضل ثوبك الإحسان لكن ... نرى ثوب الإسادة قد لبستا
    إذا ما لم يفدك العلم خيرا ... فخير منه أن لو قد جهلتا
    وإن ألقاك فهمك في مهاو ... فليتك ثم ليتك ما فهمتا
    ستجنى من ثمار العجز جهلا ... وتصغر في العيون إذا كبرتا
    وتفقد إن جهلت وأنت باق ... وتوجد إن علمت ولو فقدن
    وتذكر قولتي لك بعد حين ... إذا حقا بها يوما عملتا
    وإن أهملتها ونبذت نصحا000 وملت إلى حطام قد جمعتا
    فسوف تعض من ندم عليها ... وما تغني الندامة إن ندمتا
    إذا أبصرت صحبك في سماء ... قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
    فراجعها ودع عنك الهوينى ... فما بالبطء تدرك ما طلبتا
    ولا تحفل بمالك واله عنه ... فليس المال إلا ما علمتا
    وليس لجاهل في الناس معنى ... ولو ملك العراق له تأتى
    سينطق عنك علمك في ندي ... ويكتب عنك يوما إن كتبتا
    وما يغنيك تشييد المباني ... إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
    وبينهما بنص الوحي بون ... ستعلمه إذا طه قرأتا
    لئن رفع الغنى لواء مال ... لأنت لواء علمك قد رفعتا
    وإن جلس الغنى على الحشايا ... لأنت على الكواكب قد جلستا
    وإن ركب الجياد مسومات ... لأنت مناهج التقوى ركبتا
    ومهما افتض أبكار الغواني ... فكم بكر من الحكم افتضضتا
    وليس يضرك الإقتار شيئا ... إذا ما أنت ربك قد عرفتا
    فماذا عنده لك من جميل ... إذا بفناء طاعته أنختا
    فقابل بالقبول صحيح نصحي ... فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
    وإن راعيته قولا وفعلا ... وتاجرت الإله به ربحتا
    فليست هذه الدنيا بشيء ... تسؤوك حقبة وتسر وقتا
    وغايتها إذا فكرت فيها ... كفيئك أو كحلمك إن حلمتا
    سجنت بها وأنت لها محب 000 فكيف تحب ما فيه سجنتا
    وتطعمك الطعام وعن قريب ... ستطعم منك ما فيها طعمتا
    وتعرى إن لبست لها ثيابا ... وتكسى إن ملابسها خلعتا
    وتشهد كل يوم دفن خل ... كأنك لا تراد بما شهدتا
    ولم تخلق لتعمرها ولكن ... لتعبرها فجد لما خلقتا
    وإن هدمت فزدها أنت هدما ... وحصن أمر دينك ما استطعتا
    ولا تحزن على ما فات منها ... إذا ما أنت في أخراك فزتا
    فليس بنافع ما نلت فيها ... من الفاني إذا الباقي حرمتا
    ولا تضحك مع السفهاء لهوا ... فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
    ومن لك بالسرور وأنت رهن ... ولا تدري أتفدى أم غللتا
    وسل من ربك التوفيق فيها ... وأخلص في السؤال إذا سألتا
    وناد إذا سجدت له اعترافا ... بما ناداه ذو النون بن متى
    ولازم بابه قرعا عساه ... سيفتح بابه لك إن قرعتا
    وأكثر ذكره في الأرض دأبا ... لتذكر في السماء إذا ذكرتا
    ولا تقل الصبا فيه امتهال... وفكر كم صغير قد دفنتا
    وقل لي يا نصيح لأنت أولى ... بنصحك لو بعقلك قد نظرتا
    وتعذلني على التفريط يوما ... وبالتفريط دهرك قد قطعتا
    وفي صغري تخوفني المنايا ... وما تجري ببالك حين شختا
    وكنت مع الصبا أهدى سبيلا ... فما لك بعد شيبك قد نكستا
    وها أنا لم أخض بحر الخطايا ... كما قد خضته حتى غرقتا
    ولم أشرب حميا أم دفر ... وأنت شربتها حتى سكرتا
    ولم أحلل بواد فيه ظلم ... وأنت حللت فيه وانتهكتا
    ولم أنشأبعصر فيه نفع ... وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
    وقد صاحبت أعلاما كبارا ... ولم أرك اقتديت بمن صحبتا
    وناداك الكتاب فلم تجبه ... ونبهك المشيب فما انتبهتا
    ويقبح بالفتى فعل التصابي ... وأقبح منه شيخ قد تفتى
    فأنت أحق بالتفنيد مني ... ولو سكت المسيء لما نطقتا
    ونفسك ذم لا تذمم سواها ... بعيب فهي أجدر من ذممتا
    ولو بكت الدما عيناك خوفا ... لذنبك لم أقل لك قد أمنتا
    ومن لك بالامان وأنت عبد ... أمرت فما أئتمرت ولا أطعتا
    ثقلت من الذنوب ولست تخشى ... لجهلك أن تخف إذا وزنتا
    وتشفق للمصر على المعاصي ... وترحمه ونفسك ما رحمتا
    رجعت القهقرى وخطبت عشوا ... لعمرك لو وصلت لما رجعتا
    ولو وافيت ربك دون ذنب ... وناقشك الحساب إذا هلكتا
    ولم يظلمك في عمل ولكن ... عَسَيرٌ أَنْ تقُومَ بما حَمَلْتَا
    وَلَوْ قَدْ جِئْتَ يَوْمَ الْفَصْلِ فَرْدًا000وَأَبْصَرْتَ الْمَنَازِلَ فِيهِ شَتَّى
    لأعظمت الندامة فيه لهفا ... على ما في حياتك قد اضعتا
    تفر من الهجير وتنقيه ... فهلا من جهنم قد فررتا
    ولست تطيق أهونها عذابا ... ولو كنت الحديد بها لذبتا
    ولا تكذب فإن الأمر جد ... وليس كما حتسبت ولا ظننتا
    أبا بكر كشف أقل عيبي ... وَمَا اسْتَعْظَمْتَهُ مِنْهَا سَتَرْتَ
    فقل ما شئت في من المخازي ... وضاعفها فأنك قد صدقتا
    ومهما عبتني فلفرط علمي ... بباطنتي كأنك قد مدحتا
    ولا ترض المعايب فهي عار ... عظيم يورث الانسان مقتا
    وتهوي بالوجيه من الثريا ... وتبدله مكان الفوق تحتا
    كذا الطاعات تنعلك الدراري ... وتجعلك القريب وإن بعدتا
    وتنشر عنك في الدنيا جميلا ... فتلقى البر فيها حيث شئتا
    وتُمسِي في مَسَاكِنِهَا عَزِيزً... وتجني الحمد مما قد غرستا
    وأنت اليوم لم تعرف بعيب ... ولا دنست ثوبك مذ نشأتا
    ولا سابقت في ميدان زور ... ولا أوضعت فيه ولا خببتا
    إنْ لَمْ تَنْأَ عنهُ نَشَبْتَ فِيهِ000فَمَنْ لَكَ بَالخَلاصِ إِذَا نَشَبْتَا ؟!
    وَدَنِّسَ مِنْكَ مَا طَهَّرْتَ حَتَّى00كَأنَّكَ قَبْلَ ذلكَ مَا طَهُرْتَا
    وَصِرْتَ أَسِيرَ ذَنْبِكَ فِي وِثَاقٍ000وَكَيْفَ لَكَ الفِكَاكُ وَقَدْ أُسِرْتَا ؟!
    فَخَفْ أبْنَاءَ جِنْسِكَ وَاخْشَ مِنْهُمْ000كَمَا تَخْشَى الضَّرَاغِمَ والسَّبَنْتَا
    فَخَالِطْهُم وَزَايلْهُمْ حِذارًا000وَكُنْ كالسَّامِري إِذَا لُمْستَا
    وإن جهلوا عليك فقل سلاما ... لعلك سوف تسلم إن فعلتا
    ومن لك بالسلامة في زمان ... يزل العصم إلا إن عصمتا
    ولا تلبث بحي فيه ضيم ... يميت القلب إلا إن كبلتا
    فغَرِّبْ فالتَّغْرُّبُ فِيهِ خَيْرٌ... وشرق إن بريقك قد شرقتا
    فَلَيْسَ الزُّهْدُ في الدُّنْيَا خُمُولاً000فأنْتَ بها الأميرُ إذا رَهِدْتَا
    ولو فوق الأمير يكزن عال... عُلُّوًا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا
    فإن فارقتها وخرجت منها ... إلى دار السلام فقد سلمتا
    وإن أكرمتها ونظرت فيها ... بإجلال فنفسك قد أهنتا
    جمعت لك النصائح فامتثلها ... حياتك فهي أفضل ما امتثلتا
    وطولت العتاب وزدت فيه ... لأنك في البطالة قد أطلتا
    لا تَأْخُذْ بَتَقْصِيرِي وَسَهْوي ... وَخُذْ بِوَصِيَّتِي لَكَ إِنْ رُشِدْتَا
    وَقَدْ أَرْفَقْتُهَا سِتًّا حِسَانًا ... فَكَانَا قَبْلَ ذَا مِأةً وَسِتًّا
    وَصَلَّى اللهُ مَا أَوْرَقْ نَضَارٌ ... عَلَى الْمُخْتَارِ في شَجَرٍ وَحَنَّا
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصر ; 10-08-2010 الساعة 11:01 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    2,483
    كنت حذفت هذا البيت ولا أدري كيف ذكرته بعد ذلك فيتنبه له بارك الله فيكم وأستغفر الله من ذكره وهو :

    رجعت القهقرى وخطبت عشوا ... لعمرك لو وصلت لما رجعتا

    00000000000000000000000000

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •