صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على

    نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فهذه فوائد تتعلق بالعقيدة من دروس و شروحه الشيخ محمد أمان الجامي يرحمه الله :

    الذي يجري الآن في المجتمعات الإسلامية في الغالب الكثير لدى أضرحة من سموهم بالصالحين الحب مع الله لا الحب في الله الحب مع الله من أعظم أنواع الشرك الأكبر .
    من أحب غير الله مع الله وعظمه كما يعظم الموحدون رب العالمين وتذلل له كما يتذلل الموحد لله سبحانه وتعالى ، وبالغ في تعظيمه إلى درجة اعتقاد أنه يعلم ما في الصدور وأنه ينفع ويضر هذا هو الشرك الأكبر الذي تورط فيه عوام المسلمين لدى كثرٍ من أضرحة الصالحين أو غير الصالحين ، وشجعهم على ذلك كثير من المنتسبين إلى العلم وزينوا لهم أن ما يفعلونه عند قبور الصالحين من الطواف بها والذبح لها والنذر لها كل ذلك من محبة الصالحين ومن التوسل بالصالحين وليست من العبادة في شيء هذا هو الواقع . كأن جامع هذه الأصول يدرس أحوال المسلمين وواقع المسلمين اليوم وخصوصاً في خارج هذا البلد(1):

    لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة لابد من وقوع ذلك ولا يدل وقوع ذلك أن ذلك أمر محبوبٌ عند الله ، هذا الذي أريد أن أصل إليه ، وإن كان واقعاً بإرادته الكونية ، ولكن ليس بمحبوب ؛ بل منهيٌ عنه ، إخبارُ النبي عليه الصلاة والسلام عن وقوع ذلك لابد من وقوعه ليصدق قوله عليه الصلاة والسلام ، يدل ذلك على أن هذا التفرق ليس بحبوبٍ عند الله على أن كلها في النار إلا واحدة الفرقة الناجية فرقة واحدة وهي التي كانت وتمسكت وصبرت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه وهي الجماعة ؛ هُنا جماعة وجماعات ، الجماعة هي التي كانت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، جماعة المسلمين سواءٌ كان لها إمام أو لم يكن لها إمام .
    إن وجدت جماعة ولها إمام فعلى كل مسلم أن ينضم إلى هذه الجماعة ويعيش تحت طاعة هذا الإمام إمام الجماعة .
    وإن وجدت جماعة في مكان ما ليس لها إمام عليه أن يعيش مع هذه الجماعة .
    وإن لم توجد جماعة المسلمين المتمسكة بدين الله الفاهمة لشرع الله فليعش ولو كان وحيداً فهو الأمة وهو الجماعة .
    أما تفسير هذه الجماعات بالجماعة والتلبيس على الناس هذا غلط ، هذا أمر لا يليق بطالب العلم ، وأن الجماعات غير الجماعة .
    نحن مأمورون أن نكون جماعة ، دائماً جماعة واحدة ، ولا يجوز أن نكون جماعات فإذا وحدت جماعة المسلمين ولهم إمام حرُمَ إيجاد جماعات أخرى لأن الجماعات الأخرى وهي الجماعات السياسية تنافس القائم الموجود ، والإسلام شدد في هذا الأمر غاية التشديد إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) .
    الجماعات السياسية عندما توجد وتنشئ إنما تعني إيجاد من يبايع .. إيجاد من ينافس الحكم القائم ومنافسة الحكم القائم على أيً كان الحاكم القائم عادلاً كان أو فاجراً طالما جمع الله المسلمين على يده يحرُم منافسة هذا الحكم وإيجاد من ينافس هذا الحكم ، وأن الجماعات الكثيرة الموجودة في الساحة الآن من هذا القبيل وإن ادعت أنها جماعات للدعوة إلى الإسلام ولكن الواقع يشهد لكل عاقل أنها جماعات سياسية وليست جماعة الدعوة ولو كانت جماعة الدعوة ما يحصل الاختلاف الدين واضح والمنهج واضح (2):

    ولا يشترط أن يكون الوالي التي تجب طاعته والسماع له والولاء له والدعوة له لا يشترط أن يكون عادلاً بل من تولى أمور المسلمين وجمع الله على يده كلمة المسلمين وجبت طاعته والسمع له (3):


    ما وصل إليه أمر جمهور المسلمين اليوم إذ تركت العقيدة السلفية التي كان عليها سلف هذه الأمة وتركت الأحكام ؛ الأحكام الكتاب والسنة تركاً واضحاً وأُعرض عنها واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تماماً واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية التي كلها كذب ونفاق هكذا أعرض جمهور المسلمين وخصوصاً المثقفين عن دين الله تعالى الذي جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذن لابد من الاجتماع على الدين ولا يتم الاجتماع إلا بالسمع والطاعة(4):

    الفقه في الدين الفهم الصحيح الثاقب المبني على الأدلة هذا الفهم الصحيح قد يكون الإنسان قليل الإطلاع ربما لم يطلع إلا على المتون لا يعرف من الشروح شيئاً لم يخض خوضاً لكن يرزقه الله فهماً صحيحاً ثاقباً فيفقه في الدين (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) لم يرزق هذا الفقه ولكن حفظ المتون وحفظ القواعد وقعد القواعد وحفظ طلاب العلم يأخذ طلاب العلم قد ينتفعون به فتلك الأرض التي حفظت الماء ولم تنتفع بالماء ولكن الناس انتفعت بذلك الماء (5):

    جمهور المنتسبين إلى الإسلام ، المسلمون بالإسلام الرسمي شهادة الميلاد الديانة مسلم أكثر الدول من هذا القبيل حتى بالمستوى الدولي دولة إسلامية أي إسلام رسمي يعني مكتوب بين قوسين الديانة الإسلام ليست مسيحية أو يهودية مثل هذا الإسلام ينفع في المعاملات الدنيوية يعيش الإنسان بهذا الإسلام بين الناس لكنه إسلام مقبول عند الله (6):


    النبوة بالاصطفاء لكن الولاية بالاكتساب تكتسب أنت الولاية بصرف النظر عن أبويك وعن أصلك وفرعك قد يعيش الإنسان في أول حياته عدواً لله فيتحول إلى وليٍ لله تعالى بالاكتساب تكتسب . بما تُكتسب الولاية بالإيمان الصادق الصحيح وبالعمل الصالح(7):

    العبد يعيش بين هدايتين : الهداية العامة هداية إرشاد وبيان ، هذه الهداية عامة ، الله هدى الناس بهذه الهداية العامة ؛ والرسول هدى الناس { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } هداية إرشاد وتعليم وإيضاح والقرآن يهدي { يهدي للتي هي أقوم } هناك هداية أخرى بها يصير العبد ولياً لله ، يطلبُ هذه الهداية من الله ؛ هداية التوفيق وهي المنفية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام { إنك لا تهدي من أحببت } هداية القلب والتوفيق بيد الله وحده (9):

    فإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاء ، إذا رأيت من نفسك النشاط والاندفاع في العبادة والرغبة فيما عند الله وعدم الكسل وعدم الركون إلى الراحة ، والطمع فيما عند الله رأيت من نفسك الحرص على هذا المعنى . هذا معنى هداية القلب هداية القلب تبعث على عمل الجوارح ، وأما قول العوام وأشباه العوام ، إذا أمرت ونهيت يقول : دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان هُنا يا أخي صل يا أخي احرص على صلاة الجماعة ..يا أخي اترك كذا .لا لا دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان في القلب .
    هذا إرجاءٌ للأسف الشديد ، إرجاءٌ يقع فيه العوام ولا أدري متى درسوا الإرجاء ، هذه عقيدة المرجئة الذين يرون أن الإيمان مجرد التصديق لأ خطأ .. لو صح إيمانك الذي هُنا الذي تشير إليه لأنتج .
    ما نتيجة هذا الإيمان ؟ لذلك عطف الله العمل الصالح على الإيمان { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } لأن العمل الصالح دليل على صحة إيمان القلب إيمان القلب عمل قلبي لا يُعرف ..
    بم نعرف إنه مصدق تصديقاً صادقاً وخاشع وخائف من الله ومعظم ؟نعرف بهذه الأعمال الظاهرة .
    هؤلاء هم الأولياء .. الأولياء يعرفون بمحبة الله { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ، علامة واضحة من صفات الأولياء اتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام (10):

    يبدأ اكتساب الولاية ولاية الله سبحانه وتعالى بأداء الفرائض إذ لا يتقرب عبدٌ من عباد الله إلى الله بأمرٍ أحب إلى الله من أداء الفرائض كما في الحديث القدسي ؛ المراد بأداء الفرائض أداء ما أوجب الله على العبد جميع الواجبات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وأمر بالمعروف ونهيً عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، وطلب العلم الواجب ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم إلى غير ذلك ؛ هذه أول ما يبدأ الولي في اكتساب الولاية يتقرب إلى الله بأداء هذه الواجبات ؛ ثم بعد ذلك يكثر من النوافل ، من الطاعات ، من الأمور غير الواجبة ، من تطوع الحج والصيام والصلاة والإنفاق ، والتوسع في العلم غير العلم الضروري ، وغير ذلك من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم ، فإذا فعل ذلك أحبه الله لأنه تقرب إليه بالفرائض والنوافل معاً فإذا أحبه يقول الرب سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : (( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ؛ ولأن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )) يقول الحافظ ابن رجب وهذا الحديث من أشرف الأحاديث في باب الوَلاية وأعظمها وبيان حقيقة الولي ، معنى أنه يكون سمعه وبصره ويده ورجله بأن الله يوفقه توفيقاً تاماً بحيث لا يكاد يسمع بأذنيه إلا ما يرضي الله ، ولا يكاد ينظر إلى شيءٍ إلا في مرضاة الله ، لا يبطش ولا يضرب ولا يمد يده إلا في مرضاة الله تعالى ، كالجهاد في سبيل الله تعالى والقتال ، ولا يمشي بقدميه إلا في مرضاة الرب سبحانه وتعالى ، يوفقه الله في ذلك ، يكاد أن يكون في حكم المعصوم وإن لم يكن معصوماً بتوفيق الله تعالى (11):

    أشرف العلم على الإطلاق علم العقيدة لأن معلوم هذا العلم من هو ؟ الله بأسمائه وصفاته ، موضوع علم العقيدة والمعلوم الذي نبحث عنه في باب العقيدة من هو ؟ الله رب العالمين بأسمائه وصفاته ؛إذن أشرف العلوم على الإطلاق علم العقيدة ، وعلوم القرآن داخلة في ذلك ، وعلوم الحديث أيضاً لأن معرفة الله لا تتم إلا في ضوء الآيات القرآنية والسنة الصحيحة النبوية ، هذه هي العقيدة عندنا ليست أراء الرجال (12):

    الذين آمنوا بالله وآمنوا برسله وآمنوا بكتبه وآمنوا بالملآئكة وآمنوا باليوم الآخر وآمنوا بالقضاء والقدر ، وآمنوا بكل ما يجب الإيمان به ، الذين آمنوا الإيمان الكامل التام لا الدعوى { الذين آمنوا وكانوا يتقون } التقوى هُنا في هذا المكان تفسر بأعمال الجوارح في قوة الذين { آمنوا وعملوا الصالحات } هذه الآية في قوة { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وإن كان في الأصل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( التقوى هاهُنا ))صحيحٌ التقوى هاهُنا ، والإيمان هاهُنا ، لكن الذي هاهُنا في القلب من التقوى والإيمان بحاجة إلى الدليل ، ما الدليل على أن هُنا إيمان في قلبك وفي قلبك تقوى وخوفٌ وتعظيمٌ لله ، ما الدليل على ذلك ؟ لابد من الاستدلال على ذلك بإثبات ذلك ، لأن هذا عمل قلبي الذي يدل على ذلك قول اللسان وعمل الجوراح ، قول اللسان الإكثار من ذكر الله تعالى من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، إذا أكثرت من ذكر الله في كل لحظة ، وأنت ماشي ، وأنت جالس بين الناس ، وحدك حيث لا يسمعك إلا إياه ، تكثر من ذكره ، من تلاوة كتابه بتدبر وتعقل ، وتكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وتكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في كل لحظة ، هذا عمل هذه الأعمال تدل على صدق ذلك الإيمان المُدعى ، ذكرك لربك والإكثار من ذكر الله دليلٌ على المحبة والتعظيم ، ثم أعمال الجوارح نشاطك في عبادة الله تعالى في الصلاة أدائها في الجماعة في الصيام واجباً وتطوعاً في الإنفاق ، في الرحمة ، هذه الأعمال تدل على صدق إيمانك وإنك ترجو ما عنده سبحانه وتعالى ، ولذلك تعمل .{ الذين آمنوا وكانوا يتقون } هؤلاء هم الأولياء (13):

    ويتبع أن شاء الله
    _________________________________
    (1)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (2)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (3)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (4)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (5)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (6)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (7)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (8)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (9)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (10)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (11)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (12)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (13)الأمالي الجامية على الأصول الستة
    التعديل الأخير تم بواسطة البلوشي ; 06-25-2010 الساعة 03:42 PM
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بلد الخير
    المشاركات
    108
    جزيت خيرا ووقيت شرا وزوجت بكرا يا البلوشي


    رحم الله شيخنا محمد أمان الجامي رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته ومن عليه بمغفرته ورضوانه وجزاه عما قدّم للإسلام والمسلمين خيرًا . . . .
    قال ابنُ طاهر المقدسي الحافظ: سمعتُ الإمام أبا إسماعيلَ عبدالله بن محمد الأنصاري-بهراة-يقول: عرضت على السيف خمس مرات , لا يُـقـال لي: ارجع عن مذهبك ! لكن يُـقـال لي: اسكت عمن خالفك, فأقول: لا أســـــكــــتُ ...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فوائد في العقيدة من كتاب الشيخ رحمه الله

    قال الأزهري: "السنة الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل: فلان من أهل السنة أي من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة"والسنة من النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها (حكمه، وأمره، ونهيه) مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أو نهى عنه، أو ندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال: أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث(1):

    يطلق جمهور علماء الحديث (السنة) على ما يقابل البدعة، فيقولون: فلان على السنة إذا كان عمله وتصرفاته الدينية وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما يقال: فلان على خلاف السنة، أو فلان مخالف للسنة إذا كان مبتدعاً، وعاملاً على خلاف هديه عليه الصلاة والسلام(2):


    الفرق بين القرآن والسنة واضح كما يظهر مما ذكرنا آنفاً من حيثية واحدة، وهي أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، متعبد بتلاوته، ولا تصح الصلاة إلاّ به، وهو من المعجزات الخالدة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد أعجز بلغاء العرب وأقعدهم.
    وأما السنة فهي من عند الله من حيث المعنى، وأما ألفاظها فمن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتعبد بتلاوتها، ولا تصح الصلاة بها، وليست بمعجزة ويجوز روايتها بالمعنى بشروطها.
    وأما من حيث ثبوت الأحكام بها، والاستدلال بها في فروع الشريعة وأصولها فلا فرق بين القرآن والسنة من هذه الحيثية، إذا ثبتت السنة عند أهلها بالطريقة المعروفة عندهم.
    وأما الأحاديث القدسية - وإن كانت من عند الله لفظاً ومعنى - على خلاف في ذلك لأنهم مختلفون في تعريف الحديث القدسي- إلا أنها مثل الأحاديث النبوية في عدم التعبد بتلاوتها، وعدم صحة الصلاة بها، وأما من حيث ثبوت الأحكام والعقائد بها فهي مثل القرآن والسنة الصحيحة على ما تقدم(3):

    ولا يشك مسلم مهما انحطت منـزلته العلمية، وضعفت ثقافته، وضحلت معرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ما أنزل الله عليه من القرآن، ذلك لأن الإيمان بأن الله أنزل القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه بلغه كما نزل، وأنه بيّن للناس، وأوضح ما يحتاج إلى البيان والإيضاح، وأنه دعا الناس إلى معرفة الله بصفات الكمال، ولم يفتر عن الدعوة إلى الله وإلى تعريف العباد بربهم حتى التحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم(4):

    إن الحديث الصحيح نفسه ينقسم إلى متفق عليه، ومختلف فيه، كما يتنوع إلى مشهور وغريب.
    ويتفاوت الصحيح من حيث القوة أيضاً، فأقواه ما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري وحده ثم ما انفرد به مسلم، وهكذا.
    وقد يحكم بعضهم على سند بعينه أنه أصح الأسانيد على الإطلاق، فيرى الإمام إسحاق بن راهويه أن أصح الأسانيد كلها ما رواه الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر، ويوافقه على ذلك الإمام أحمد بن حنبل.
    ويرى أبو بكر بن أبي شيبة أن أصح الأسانيد كلها: الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي(5):

    فشبه الحديث بالحيوان ذي القوائم، فكما أن الحيوان لا يقوم بغير قوائم، فكذلك الحديث لا يقوم بغير الإسناد، فتحت هذه العناية البالغة بالإسناد والمتن معاً وصلت إلينا السنة المطهرة، ثم إن هذا الإسناد الذي ينقل إلينا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة الدقيقة لا تتمتع به أية ملة أخرى، لا اليهودية ولا النصرانية، بل الإسناد من خصوصيات هذه الأمة المحمدية.
    يقول صاحب كتاب (الوضع في الحديث): "والإسناد بنقل الثقة عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصية لهذه الأمة المحمدية، امتازت به عن سائر الأمم، فإن اليهود ليس لهم إلى نبيهم إلا الإسناد المعضل، ولا يقربون إلى نبيهم موسى عليه السلام قربنا لنبينا عليه الصلاة والسلام، بل الانقطاع بينهم وبينه بأكثر من ثلاثين نفساً، فغاية أسانيدهم تبلغ إلى شمعون ونحوه. وأما النصارى فلا يعرفون الإسناد إلا ما قيل في تحريم الطلاق"
    قال محمد بن حاتم بن المظفر: "إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول(6):

    كتاب الله خير واعظ ولا ينبغي العدول عنه إلى غيره وأن كل من طلب علماً ينتفع به في دينه، يجب أن يرشد ويشجع على التمسك بكتاب الله، ولا ينبغي للوعاظ والعلماء والمشايخ تزهيد الناس في كتاب الله بترغيبهم في التماس الحق والهدى والعقيدة السليمة في غيره، بل الواجب ترغيب الناس في التمسك بكتاب الله المنـزل مشروحاً بالسنة المطهرة التي لا يستغني عنها كل مفسر لكتاب الله لأنها صنو القرآن، ووحي مثله في باب التشريع ووجوب الاتباع(7):

    على الرغم من إجماع الأمة الإسلامية على أن السنة صنو القرآن، وأنها هي الحكمة المذكورة في القرآن في عديد من الآيات، وعلى الرغم مما هو معروف من أن الدين الإسلامي مستمد من الكتاب والسنة معاً عقيدة وأحكاماً، على الرغم من كل ذلك لم تسلم السنة من أقلام بعض المتهورين المتطرفين، ولفرط جهلهم أطلقوا على أنفسهم (القرآنيون) أي العاملون بالقرآن -في زعمهم- المكتفون به، المستغنون عن السنة، هذا تفسير كلمة (القرآنيون) بناء على زعمهم، ولكن التفسير المطابق لواقعهم إذا نظرنا إلى تصرفاتهم أنهم المخالفون للقرآن، اتباعاً للهوى، وتقليداً لبعض الزنادقة، التقليد الأعمى، لأنهم في واقعهم قد خرجوا على القرآن بخروجهم على السنة، لأنهما كالشيء الواحد من حيث العمل بهما، إذ السنة تفسير القرآن، ولأن القرآن نفسه يدعو إلى الأخذ بالسنة والعمل بها إيجاباً وسلباً، إذ يقول الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} والأمر بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يشمل كل ما صحت به السنة المطهرة من الأحكام (8):

    ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم(9):
    ______________________________________________
    (1)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (2)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (3)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (4)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (5)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (6)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (7)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (8)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    (9)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    عالية نجد
    المشاركات
    16
    ما شاء الله واصل بارك الله فيك .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    الجزيرة
    المشاركات
    136
    جزيت خيرا عزيزي البلوشي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فوائد في العقيدة من مقال للشيخ العلامة محمد أمان الجامي العقل والنَّقل عند ابن رشد

    لا يجوز تعطيل العقل في مجال العقيدة وغيرها؛ لأن العقل أساس التكليف ومناط الأهلية، إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز العقل حدوده ويتجاهل وظيفته ويجمع في مجال الخيال الفاسد والأوهام الكاذبة، والخيالُ والأوهامُ لا يصلحان أساساً للعقيدة والمعرفة الصحيحة حتماً(1):

    العقل نور جعله الله في قلبك ليكشف لك عن الأشياء الموجودة والحقائق الواقعة ولتفهم به عن الله ورسوله، هذه وظيفة العقل، فلو أردت منه أن يريك كل ما تحبه وتتخيله من المعدومات فلا يجد إلى ذلك سبيلاً، اللهم إلا إذا كان على سبيل الوهم والخيال، وسبق أن قلنا: إن الوهم والخيال لا يصلحان للمعرفة الصحيحة والعقيدة السليمة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل(2):

    مما لا يختلف فيه اثنان أن ابن رشد فيلسوف كبير وخطير، ومن الصعوبة بمكان أن يحدد المرء معالم فلسفته ومذهبه كما قلت آنفاً حيث اختار لنفسه الغموض في حياته، ولا أقول إن ابن رشد لا يملك الجرأة الكافية التي تمكنه من الإعلان عما يتفاعل في نفسه من آراء عرفانية ولكني أقول: عن ابن رشد لم يستخدم أو لم يرد أن يستخدم جرأته في الإعلان عن مذهبه، والثبات عليه بشكر واضح ودائم بل قد اضطر أحياناً إلى مسايرة الناس في خلاف ما يعتقد، وخصوصاً بعد أن نكب على يد السلطان المنصور ابن أبي يعقوب، سلطان الموحدين وأحرقت كتبه في الفلسفة، ورمي بالإلحاد(3):
    _______________________________________________
    (1)العقل والنَّقل عند ابن رشد
    (2)العقل والنَّقل عند ابن رشد
    (3)العقل والنَّقل عند ابن رشد
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    جميع الحركات حول هذه الدعوة وضد هذه الدعوة إنما هي حركة الشاة المذبوحة تتحرك لتموت لا لتحيى والدعوة ماشية بحمد الله تعالى وننصح بدراسة العقيدة والأحكام وفروع اللغة العربية وعلوم الحديث وعلوم القرآن وكل علم نافع يكون مساعداً لفهم الكتاب والسنة وطلب العلم نوع من الجهاد وأنتم في جهاد طالما تطلبون العلم ، والعلم قبل القول والعمل(1):


    والدين الإسلامي هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، أما بعض التقاليد وبعض البدع التي ابتدعها بعض الناس ثم يسمون إسلامياً كما نسمع هذه الأيام في بعض الدساتير فيقولون التقاليد الإسلامية كالمولد والختمة والذكر والتهليل وغير ذلك أسماء لغير مسمياتها كل ذلك من الإسلام إذا قالوا الذكر من الإسلام فلا يعنون الذكر الشرعي المراد بالذكر هناك مجالس يجتمع فيه الناس ويذكرون بالالفاظ المفردة الله لا يذكرون الله بالتهليل والتكبير والإستغفار والأذكار الشرعية يبدؤون بالله وينتهون بالله الله الله الله ويسمونها مجالس الذكر ، وهذه المجالس يجب أن تكون من الدين ، ومن ينكر المجالس ينكر الدين ، وهو المراد بالتهليل أيضاً وبالختمة ما يفعل من البدع عند ختم القرآن . والتوسل المراد به عندهم هو الإستغاثة بالصالحين ودعوة الصالحين والطواف بقبور الصالحين والنذر لهم يسمونه توسلاً إذا جمعت بعض الناس هذه العناوين ، وقدموها للمجتمع على أن هذا هو الإسلام هذا تضليل وجهل مركب منهم ، وإن كانوا على علم ولكن لينالوا المكانة عند الشعوب فهو تضليل وتجهيل وتلبيس للناس لعقيدة الإسلام . وحقيقة الإسلام : هو الاستسلام لله والإنقياد له بالطاعة والعبادة ، وكل ذلك لا ينفع إلا إذا كان مأخوذ من مشكاة النبوة ، وأيما عمل لا يؤخذ مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ودرج عليه الصحابة لا يسمى إسلاماً وإن أعلن رسمياً إنه من الإسلام (2)


    والعصر هو المقسم به فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فيما خلق ، وفيما شرع في أحكامه في قضاءه وقدره حكيم يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ولا يسال عما يفعل يقسم وكثيراً ما يقسم بمخلوقاته (3):

    أقسم الله بالعصر سواءً كان هذا المعنى أو ذاك أو غيرهما ، إن جنس الإنسان في خسارة وفي هلاك ، الجنس قد يخرج من هذا الجنس الأفراد الذين عصمهم الله (إن الإنسان لفي خسر ( إلا الذين إتصفوا بهذه الصفات الآتية ، صفة الإيمان ، والإيمان يشمل الإيمان بالله ويجب الإيمان به يدخل في قوله تعالى : ( إلا الذين أمنوا ( وهذا ضربٌ من ضروب إعجاز القرآن ، لفظ وجيز ، جملة شملت هذه المعاني كلها إلا الذين أمنوا بالله أمنوا بربو بيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، أمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (4):

    وتواصوا بالحق ، الحق ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، والحق لا يتعدد ، واحد ، وتواصوا بالحق يدعوا بعضهم بعضاً إلى الحق إلى العقيدة ، إلى تصحيح العقيدة ، إلى تصحيح العبادات ، إلى تصحيح المعاملات ، إلى التقيد بالشريعة في عبادتهم وأحكامهم واقتصادهم وسياستهم وجميع أعمالهم .( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ، وأن يدعون هذه الدعوة العامة الشاملة ويحاول أن يتقيد الناس بالدين الإسلامي الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في عقيدتهم في عبادتهم في معاملتهم في سياستهم واقتصادهم وغير ذلك ، لابد أن يؤذى ولا بد ، ولكن الله لطيف في باب الإنذاء ، يلطف بعباده إذا علم الله من العبد الصلابة والقوة في إيمانه إبتلاه إبتلاءاً عظيماً وسلط عليه أعداءه ليصفه وليرفع درجته ، وإن أعظم الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وإن علم الدقة الضعف في إيمانه لطف به وخفف عليه الإمتحان والبلاء كحالنا كما ترون وانظروا إلى من قبلنا من الدعاة المصلحين بدأً من الأنبياء وأنظروا إلى حالنا ، أولئك ابتلوا ذلك الإبتلاء لأن الله علم في إيمانهم القوة والصلابة ولفطف بنا ورحمنا وخفف عنا الإمتحان والإبتلاء لما يعلم منا من الرقة والضعف في إيماننا إنه بعباده لطيف خبير سبحانه (5)

    هذه المعاني التي تغيرت والتي يجب على طلاب العلم اليوم أن يقوموا بدور التجديد والإصلاح حيثما كانوا ودعوتنا اليوم في الغالب الكثير دعوة تصحيح ، تصحيح هذه الأخطاء ، تصحيح العقيدة ، وتصحيح العبادة ، وليس معنى قولنا إذا قلنا ندعو إلى الله أن غيرنا من الناس غير مسلمين وأننا ندخلهم إلى الإسلام من جديد لا، هذا تصور خاطئ ، مسلمون ولكن مسلمون دخلت عليهم بعض الأخطاء في عقيدتهم وفي عبادتهم وفي أحكامهم وفي معاملاتهم واقتصادهم وسياستهم هذا هو الواقع ، وإن كان لايمنع هذا أن يقوم الدعاة بدعوة التأسيس في غير المسلمين الذين وفدوا على هذه البلاد بأسم العمال وهم كثير في كثير من المناطق يعيشون بين المسلمين ومما يظهر أنهم ربما فهم بعضهم بحياتهم بين المسلمين بعض محاسن الإسلام لذلك نراهم يعتنقون الإسلام كثيراً هذه الدعوة دعوة تأسيسية ، والدعوة الأولى دعوة تصحيحية وعلينا أن نعمل في المجالين (6):


    __________________________________-
    (1)شرح الأصول الثلاثة
    (2)شرح الأصول الثلاثة
    (3)شرح الأصول الثلاثة
    (4)شرح الأصول الثلاثة
    (5)شرح الأصول الثلاثة
    (6)شرح الأصول الثلاثة
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    قال الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله من من مقال مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
    ( وممَّا يزيد المقام وضوحاً ، ويقطع دابر تلك الأوهام لا تزال عالقة بأذهان بعض العوام وأشباه العوام من أن الرسول _عليه الصلاة والسلام_ يدعو للناس بعد موته ويتوسل به بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، ممَّا يقطع دابر هذه الأوهام حديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب المرضى عن عائشة _رضي الله عنها_ أنَّها قالت ذات مرة وهي مريضة : (( وارأساه . فقال رسول الله : ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ))1


    أي : إن متِ وأنا حي سأستغفر لك . ذلكم هو لفظ الحديث ، وهذا معناه واضح جلي وبه فسر الحافظ ابن حجر ثمًَّ ساق رواية أخرى توضح معنى هذا الحديث أكثر فأكثر وملخصها هكذا: (( أما يرضيكِ لو متِ قبلي حتى أكفنكِ وأصلي عليكِ وأدفنكِ وأدعو لك ))2 .

    ومفهوم الحديث : أما لو متُ أنا قبلكِ فليس في إمكاني أن أفعل كل ذلك ، وهذا معنى لايختلف فيه اثنان من طلاب الحق ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .


    ثم إن عدول الصحابة عن التوسل به بعد وفاته يدل أيضا على أن التوسل به لم يكن بالذات ، إذ لو كان كذلك لما عدلوا عنه لأن جسده الشريف لم يزل ولايزال محفوظاً في قبره إلى يوم البعث ، لأن الله حرم على الأرض أن تأكل جسد الأنبياء كما ثبت ذلك عن رسول الله _عليه الصلاة والسلام _ عند الترمذي وغيره 3.) أ.هـ


    تصحيح المفاهيم في جوانب من العقيدة (ص22،21)
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الثاني للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    معنى صرف الذبح لغير الله تعالى ؟ وهذا شئ معروف لدا جمهور عوام المسلمين إلى يومنا هذا كثير منهم إذا سافر أو رجع من السفر بالسلامة ولا سيما في سفر الحج بادر بكبشة إلى الشيخ إما يذبحه في بيته باسم الشيخ ومحبة للشيح وتقرباً إلى الشيخ أو يأخذه إلى ضريحه فيذبحه عند الضريح مما زاد الطين بله ، وهذه الذبائح لا يحل أكلها ولو قال عند قطع الرقبة باسم الله طالما تقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله التلفظ بالبسملة كلمة جوفاء يقولها عند قطع الرقبة بسم الله لا تفيده لأنها لا تفيده لأنها إنما ذبحت لغير الله فليفهم هذا جيداً ، ومن تقرب بذبيحة من الذبائح سواء ذبحها في بيته أو عند قبر الشيخ طالما أخذ ونوى التقرب بهذه الذبيحة إلى غير الله تعالى فهي جيفة ميته ومن السنة : { لعن الله من ذبح لغير الله } الذبح لغير الله لا يستشكل إلا كثيراً في شبابنا الذين نشأوا في الإسلام ولا يعرفون شيئاً من ذلك ، لكن من يصغي إلى الخارج وما الذي يجري في كثير من الأقطار أن أكثر التقرب إلى المشائخ بسببه (1):


    النذر عبادة غريبة بمعنى لم يحث الشارع على النذر بل حث على عدم النذر { إن النذر لايأتي بخير } وإنما شيء يخرج الله به من يد البخيل ، البخيل الذي لا يتصدق يخرج الله من يده بالمرض مثل أن يمرض أو يمرض ولده فيقول : إن شفى الله مريضي أو إن رد الله علىّ ظالتي أو نجح ابني في الدور الأول أذبح لله تعالى كبشاً أطعم الفقراء كان بخيلاً لا يجود ، لكي يذبحه ويطعم به الفقراء أخرج الله من يده هذا الكبش بهذا النذر إذاً النذر لا يأتي بخير ووجه غرابته وندارته ومخالفته لسائر العبادات لم يحث الشارع على النذر ولكن أوجب الوفاء من نذر وجب عليه الوفاء { من نذر أن يطيع الله فليطعه } ، لكن ابتداء ليس محل الحث ، ولكن عند الإيفاء واجب ايفاء النذر (2):


    العقيدة جانب مهم من الإيمان ومن يدعي الإيمان وهو لا يحقق العقيدة إيمانه دعوى لأن العقيدة الجانب المهم من الإيمان لأن الإيمان اعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ونطق باللسان ، الاعتقاد بالقلب هو الذي يسمى عقيدة وهو الإيمان لذلك ليست العقيدة مادة خاصة يدرسها طلاب العلم المنتسبون إلى الجامعات والمعاهد بل العقيدة علم لايستغنى عنها أي مسلم ومسلمة3):

    نحث شبابنا الطبيين الذين يرغبون كثيراً في الجهاد ويقولون في هذه الأيام ما العلم وما العلم ، الجهاد الجهاد ، نصيحتنا لهم هذا غرور وخديعة شيطانية أيما فكرة وأيما جماعة وأيما شخص يحثك على ترك العلم والاندفاع إلى الجهاد يزين لك ما ظاهره عملاً صالحاً وليس بصالح لاتعرف درجة المجاهدين ولاتصل إلى درجة المجاهدين ودرجة الإحسان والقرب من الله إلا بالعلم . العلم هو الطريق قد يزين لك بعض الناس الجهاد وتنقطع عن العلم فتمر سنة سنتين الجهاد الجهاد لا جاهدت ولا تعلمت ، هذا واقع كثيرٌ من الشباب تزيين من الشيطان اجتهد في تحصيل العلم وفي بعض الفرص اذهب فجاهد تدرب أولاً وتعلم ثم جاهد هكذا يفعل كثيرٌ من الشباب المخلصين الذين نرجو أن يكونوا مخلصين وهم يجاهدون من وقتٍ لآخر في صمت تام ، دون جعجعة ، أما اتخاذ الجهاد شعاراً أجوف ـ الجهاد الجهاد ـ هكذا كان يفعل بعض الناس ولما اندلعت الحرب في أفغانستان وقام الجهاد انكشفوا تلك ظاهرة حقيقية لا يعلمها إلا المجربون ، واسألوا المجربين ، لا تتخذوا الجهاد شعاراً أجوف الجهاد عمل صالح ذروة سنام الإسلام ليس معناه ألفاظ جوفاء ومظاهرات وإعلانات لا ، جاهد في سبيل الله سراً اذهب حيث يوجد الجهاد فجاهد وأنت صامت لا يعلم ذلك إلا الله(4):
    __________________________________-
    (1)شرح الأصول الثلاثة
    (2)شرح الأصول الثلاثة
    (3)شرح الأصول الثلاثة
    (4)شرح الأصول الثلاثة


    (
    التعديل الأخير تم بواسطة البلوشي ; 07-05-2010 الساعة 06:08 PM
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    1,500
    فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الثالث للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    وافقت الأشاعرة المعتزلة في القول بأن القرآن كلام الله تناقضوا في ذلك مع دعوى أنهم خصوم للمعتزلة بالنسبة للكتب السماوية نؤمن بأنها من عند الله تعالى ، وأما هذا القرآن نؤمن بأنه من عند الله ونتبعه دستوراً نحكم به ونتحاكم إليه ونسير إلى الله في ضوئه هو الحكم وهو كتاب العقيدة كتاب التوحيد كتاب العبادة كتاب الأحكام كتاب الأخلاق كتاب السياسة كتاب الإقتصاد كتاب كل شيء إذا فهم وعمل به هذا هو الفرق بين الكتب السماوية وبين إيماننا بالقرآن الكتب السماوية لا يجب علينا العمل بها لأنها نسخت انتهت بنزول القرآن ، الكتاب الذي يجب الإيمان به والعمل به هو هذا القرآن العظيم وهو كلام الله حقيقة لأن الله سماه كلاماً ( وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ( ذلك الكلام الذي تلاه الرسول ( على المشركين فسموه هو هذا القرآن الذي بين دافتي المصحف ، تقول عائشة رضي الله عنها : { ما بين دفتي المصحف كلام الله }، ولكن الأثر لم يسلم من تأويل الأشاعرة قالوا أي خلقٌ من خلق الله مخلوق لله ، الأشاعرة الذين يقولون نحن من أهل السنة والجماعة هم الذين أولوا هذا التأويل فانتبهوا للأشاعرة عفى الله عنا وعنهم (1):

    بالدعوة إلى التوحيد وليست دعوة نبينا محمد( ودعوة اتباعه ليست قاصرة على التوحيد ولكنه بدأبالتوحيدوركز على التوحيد لأنه الأساس ، والمراد بالتوحيد هنا توحيد العبادة ومحل المعركة ، أما توحيد الربوبية فالناس معترفون من قبل ، فتوحيد الربوبية يستوي فيه الكافر والمؤمن لذلك أخبر الله عن المشركين ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ( لا يوجد في المشركين من يدعي بأن أحداً شارك الله في خلق السماوات والأرض وفي تدبير الأمر من السماء إلى الأرض وفي التصرف في هذا الكون ، والعجب كل العجب أن يحصل في الآونة الأخيرة في المتصوفة من يشرك بالله سبحانه وتعالى في ربوبيته بعد أن كان المشركين يوحدون الله تعالى في ربوبيته ، وفي مشايخ الطرف وكثير من الطرق الصوفية اعتقادهم أن الشيخ شيخ الطريقة إذا كان حياً مشغولٌ بالخدمة ، وهذه عبارتهم المقصود بالخدمة العبادة ، فإذا مات تفرغ ليتصرف في هذا الكون لأتباعه وهو المسؤول عن أرزاقهم وآجالهم وتدبير شؤونهم ناسين رب العالمين سبحانه وتعالى وهذا الكلام الذي نقوله مروٍ في كتب المتصوفة كتب أبن عربي مثل فصوص الحكم وغير ذلك من الكتب لأبن الفارض وأبن سبعين وأبن عجيبه وهؤلاء الأبناء غير البررة تجد في كتبهم الكفر البواح والكفر الذي لم يرتكبه كفار قريش ، لذلك يقول الإمام أبن تيميه ( أتت فرقة وحدة الوجود بكفر لم يعرفه كفار قريش ) لأن في كفار قريش لم يقع ولم يحصل من يقول ليس في الجبة إلا الله ، وهذه مقالة أبن عربي وعلى طلاب العلم أن يفرقوا بين أبن عربي وأبن العربي ، أبن العربي عالمٌ سنيٌ إمام من أهل الحديث مالكي المذهب وهذا معروف ومشهور ، أما أبن عربي المنكر هذا هو النكرة ، المنكرة هو الذي أنشأ فكرة وحدة الوجود أي نفى الإثنينية على حد تعبيرهم نفى الإثنينية في الكون ، الكون شيء واحد قال أبن عربي :
    الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
    إن قلت عبدٌ فذاك حقٌ وإن قلت ربٌ فأنى يكلف
    الشاهد التوحيد الذي دعت إليه الرسل وتعبوا في الدعوة إليه ، وقامت الخصومة بينهم وبين أتباعهم هو توحيد العبادة وإلا جميع الكفار في جميع الملل كلهم يعترفون بربوبية الله تعالى أي يوحدون الله تعالى بأفعاله ولايعتقدون بأن أحداً شارك الله في خلقه وفي رزق العباد وفي تدبير أمور العباد لذلك يؤمنون بالله بربوبيتة ، ولكن يتخذون آلهة من دون الله تعالى لا لأنها تخلق أو ترزق ولكن لتقربهم إلى الله زلفى وسائط وشفعاء وهذا هو شرك المشركين الأولين ، ولكن كما قلنا زين الشيطان لكثيرٍ من اتباع المتصوفة فوقعوا في الشركين معاً شرك في توحيد الألوهية وشرك في توحيد الربوبية ويحسب كثيرٌ من الناس الذين لا يعرفون ترجمة وحياة الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إنما دعا إلى توحيد العبادة وإنما جدد الدين في توحيد العبادة فقط وهذا خطأ وإذا درست حياته تجد أن أول ما نفذ من [ عمل ] الحكم أن رجم امرأة اعترفت بفاحشة الزنا أمامه وأصرت على ذلك أي إن دعوته بدأت بالتوحيد وفي إقامة الحدود والإصلاح العام والحكم بما انزل الله وفي إصلاح العقيدة وفي إصلاح العبادة أي دعوة عامة ، ولكن نظراً لأن الوضع الذي جاء فيه وما يجري في أرض نجد في تلك الأيام هو الشرك في العبادة لأن القوم كانوا يعبدون النخل كان النخل عندهم كثير ، يعبدون أشجار النخل ويعبدون الجن ويعبدون القبور لذلك ركز على توحيد العبادة ولما استقر به المقام بعث وهو بالدرعية رسائل كثيرة إلى الأقطار بين تلك الرسائل دعوته وبين موقفه من الأئمة الأربعة وبين موقفه من الصحابة ، وبين موقفه من السنة ، وبين موقفه من جميع الأحكام وأوضح أن دعوته ليست مجردة ، القول بأن هذا شرك وهذا توحيد كما يُذيع خصومه ولكنها دعوة عامة تجديد عام إلى كل ما دعي إليه محمد ( وعلق غبار الجاهلية بتلك الأحكام ، بداً من العقيدة والعبادة إلى الأحكام ، أما تجديده جميع هذه النواحي فليفهم إن هذا التجديد تجديد عام لذلك ينبغي أن تقرءوا ما كتب أخيراً في ترجمته لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ترجمة خاصة ولبعض الشيوخ المعاصرين ينبغي أن تطلعوا على ذلك وتعرفوا حقيقة هذا التجديد ولذلك معنى قولنا يدعو إلى التوحيد كما قلنا إلى توحيد العبادة لذلك ركز هو أيضاً على توحيد العبادة لأن الوضع متشابه ، الوضع في نجد متشابه مع الوضع في مكة عند أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام ثم أن الرجل تجول في كثير من الأمصار فعرف أن الوضع متشابه في العالم كله ، إن العالم كله بحاجة إلى التجديد العام (2):
    __________________________________
    (1)شرح الأصول الثلاثة
    (2)شرح الأصول الثلاثة
    قال الشيخ العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله (( فلا يُقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، فإذا فقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ولأهلها ما يشاءون ))


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فوائد في العقيدة من شرح الأصول الثلاثة الجزاء الرابعة للشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير موجود في أكثر أرض الله اليوم باسم الحرية قضي على الجهاد فنسأل الله تعالى أن يقويه وغير ذلك من شرائع الإسلام ، وأما الجهاد فعند كثير من الناس شعارٌ أجوف يرفعون الشعار فإذا جد الجد لاجهاد اعتذروا أو جهاد مقلوب بمعنى معكوس غير الجهاد الإسلامي ، أما الجهاد الإسلامي لإعلاء كلمة الله قليل جداً من يجاهدون هذا الجهاد دون جعجعة ، ولكن في صمت وإخلاص لله تعالى ، وقد كشف الجهاد الأفغاني كثيراً من الجهات التي كانت تنادي وتتخذ الجهاد شعاراً أجوف كشفهم ففضحهم ، ولما قام الجهاد اعتذروا ، وأما الذين ينادون الآن بالجهاد الجهاد وهم ممن يجاهدُ فيهم ليسوا ممن يجاهدون في سبيل الله والقضية معكوسة فليفهم شباب الإسلام وطلاب العلم معنى قوله ( : { أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً } وقد استشكل الصحابة قوله : { أنصر أخاك ظالماً } كون تنصره مظلوماً واضح ولكن كيف تنصر أخاك ظالماً ؟ لهذا الحديث مفهومان ، مفهومٌ إسلامي ، ومفهومٌ جاهلي ، المفهوم الإسلامي هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تكلف أخاك الظالم من الظلم وتمنعه من الظلم وتحول بينه وبين الظلم تكون بذلك قد نصرته ، أما المفهوم الجاهلي أن تنظم إليه في ظلمه فتظلم معه وتؤيده وتصفق له حتى يتمادى في الظلم بسبب تشجيعك وتصفيقك وهذا ما يجري الآن للأسف بين الغوغائيين المنتسبين إلى الإسلام الذين لا يفهمون من الإسلام إلا هذه الكلمة الجوفاء والله المستعان(1):

    توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لم يمت دينه معه ، بل بقي لأن الدين دين الله الذي أنزله هو رب العالمين الحي الذي لا يموت فرسول الله ( بلغ دين الله ونشر العقيدة والتوحيد والشرائع بعد أن ثبت الله الإسلام والمسلمين وفهموا ما جاء به النبي ( قبضه إليه ، ولكن لم يقبضه إليه إلا بعد أن بلغ البلاغ النهائي فأكمل الله له دينه إشارة إلى قرب أجله عليه الصلاة والسلام كأن الله أعلمه في حجة الوداع في خطبة يوم عرفة وفي خطبة يوم النحر خاطب الصحابة فقال لهم أنتم مسؤولون عني ماذا أنتم قائلون بعد أن خطب فيهم وبين لهم كل شيء قالوا نشهد بأنك بلغت ونصحت ونحن نشهد معه أنه عليه الصلاة والسلام بلغ ونصح فرفع الرسول (إصبعه كان يرفعها وينفثها عليهم ويقول:{ اللهم أشهد اللهم أشهد }وسميت تلك الحجة حجه الوداع التي جرى فيها هذا الكلام لأنه بعد أن رجع من الحج لم يمكث في هذه الدنيا وفي هذه المدينة إلا ثمانين يوماً وألتحق بالرفيق الأعلى ( بعد أن بلغ ونصح لأمته عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام للصحابة : { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم } كل هذا دليل على أنه بلغ البلاغ المبين فبقي دينه إلى هذا يشير الشيخ بقوله رحمه الله لا خير إلادل الأمة عليه ولا شر إلا وحذرها عنه ، فأكمل الله له الدين وفي مقدمة ذلك التوحيد ، أي إفراد الله تعالى بالعبادة فإذا أطلقالتوحيد المراد به توحيد العبادة وجميع ما يحبه الله ويرضاه ، لأن الطاعات بريد التوحيد وتثبت التوحيد وتصدق التوحيد ، والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه المعاصي بريد الشرك وتدعوا إلى الشرك وتزين الشرك للناس(2):

    __________________________________
    (1)شرح الأصول الثلاثة
    (2)شرح الأصول الثلاثة
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم شرحها الشيخ محمد أمان الجامي

    فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيدُ وعلى حسَب كماله، وقوته، وزيادته يكونُ انشراحُ صدر صاحبه، قال اللَّه تعالى: ?أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه?[الزمر: 22]، وقال تعالى: ?فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَـيِّقًا حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ?فالهُدى والتوحيدُ مِن أعظم أسبابِ شرح الصدر، والشِّركُ والضَّلال مِن أعظم أسبابِ ضيقِ الصَّدرِ وانحراجِه، ومنها: النورُ الذي يقذِفُه اللَّه في قلب العبد، وهو نورُ الإيمان، فإنه يشرَحُ الصدر ويُوسِّعه، ويُفْرِحُ القلبَ. فإذا فُقِدَ هذا النور من قلب العبد، ضاقَ وحَرِجَ، وصار في أضيق سجنٍ وأصعبه(1):

    التوحيد يضعف ويقوى في نفس العبد، ويزيد وينقص؛ لأن أصل التوحيد هو الإيمان؛ الإيمان بالله تعالى وإفراده بالعبادة وتوحيده في أسمائه وصفاته بعد توحيده في ربوبيته، والناس يتفاوتون في هذا التوحيد، وعلى حسب كمال هذا التوحيد وضعف هذا التوحيد وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، وهذا شيء يعلمه الإنسان من نفسه، زيادة الإيمان ونقص الإيمان وقوة الإيمان وضعف الإيمان وقوة توحيدك وضعفه، لو درس الإنسان حول نفسه في كل لحظة يدرك، هذه أعراض تعتري كل إنسان؛ لأن القوة والضعف لهما أسباب.
    أسباب ضَعف التوحيد ونُقصان التوحيد وضَعف الإيمان ونقصان الإيمان المعاصي والإعراض عن الله سبحانه وتعالى.
    وأسباب قوة الإيمان وقوة التوحيد وزيادة الإيمان وزيادة التوحيد الطاعة والامتثال، إذا كانت الطاعة على وجه ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    نحن نذكر مع قوة التوحيد وضعف التوحيد قوة الإيمان وضعف الإيمان؛ لأن الإيمان تلك الحقيقة التي في النفس، حقيقتها تعظيم الرب سبحانه وتعالى، ومحبة الله وتعظيم أوامره، هذه الأمور تُنتج إفراد الله تعالى بالعبادة وعدم الالتفات إلى سواه وإفراده في أسمائه وصفاته وإفراده في ربوبيته، وذلك هو الإيمان(2):

    تبقى هداية التوفيق الإلهام بأن يوفقه للعمل الصالح والإخلاص فيه ومتابعة رسوله عليه الصلاة والسلام، إذ لا قَبول للأعمال إلا بالأمرين معنا إخلاص العمل لله تعالى بحيث لا يشوب شيء من الرياء، وحب الشهرة والظهور والبروز؛ ولكن يريد وجه الله وحده ويكون ذلك العمل وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوفقه إلى ذلك.
    أما من يريد الله أن يضله وأمسك عنه التوفيق وخذله ولم يُعنه على نفسه وشيطانه؛ فلم يُعنه إعانة تجعله يحب الله ورسوله وطاعته، ويجعل صدره ضيقا حرجا كأنّما يصعد في السماء، يرى في امتثال المأمورات واجتناب المنهيات صعوبة شديدة، لا يرى من نفسه الانشراح بأن يمتثل ويعمل ولينتهي عما نُهي عنه؛ بل يرى هذه قيود صعبة تقيد وتقضي على حريته وإنسانيته، يريد أن يطلق هذا هو الضياع، فإذا رأى الإنسان من نفسه هذا المعنى ووقف هذا الموقف عليه أن يبادر بالفرار إلى الله؛ ليخلصه وإن يوفقه الله سبحانه وتعالى في هذه الظروف بالفرار إليه يوفقه توفيقا، وإن لم يوفقه ضلّ وضاع(3):

    إذا تَمّ للمرء هذا التوحيد ثم حصل له الهدى ابتاع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك يحصل له انشراح صدره أعظم انشراح، والشرك كما مثّلنا، والضلال كما أشرنا من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحرافه، من علَّق قلبه بغير الله تعالى يخاف من هذا ويحذر من ذاك ويرجو زيدا ويخاف عمرا ويحلف بخالد، وهكذا موزع بين عباد الله، يخاف من الجن والإنس، لا يوحد الله بالمحبة والرّغبة والرهبة، ويتَّبع كل ما سمع، لا يبحث عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتّبعه في صلاته في جميع عباداته لا يتقيد بالهدي النبوي.
    من أُبتلي بهذا الداء أُصيب بأعظم أسباب ضيق الصدر والانحراف فإنه في حرج في ضيق لأن محبته موزعة وخوفه موزع واتباعه موزع، لم يوحّد اتجاهه في سيره إلى الله؛ لذلك فهو دائما في ضيق وفي حرج، نسأل الله لنا ولكم السلامة(4):

    ____________________________________

    (1)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

    (2)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

    (3)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد

    (4)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد للعلامة ابن القيم شرحها الشيخ محمد أمان الجامي


    ننصح إخواننا المسلمين أن يتعلّموا العلم الضروري، العلم علمان، علم ضروري لا يسع مسلما جهله أبدا، لذلك عندما بدأ شيخ الإسلام المصلح المجدد تجديده، ألّف للناس رسالة صغيرة كانوا يحفظونها حتى العوام والأطفال، يحفظون العوام في مساجدهم، والأطفال في بيوتهم؛ لأن هذه رسالة التي تسمى الأصول الثلاثة مشتملة على العلم الضروري الذي لا يسع مسلما جهله، لذلك على طلاب العلم وعلى المصلحين المنتشرين في العالم للإصلاح أن يبدؤوا في تربية الناس بصغار العلم، بأن يعرّفوهم رب العالمين ودينه ونبيه، وشروط الصلاة وواجبات الصلاة أركان الصلاة، معنى لا إله إلا الله، نواقض الإسلام، هذه الأمور لا يسع مسلما جهلها، من جهل هذه الأمور إسلامه على خطر، إسلام تقليدي، إيمانه تقليدي لا يجدي ولا ينفع لذلك فهو في ضيق وفي حبس، فنسأل الله أن رزقنا علما نافعا وعملا صالحا مقبولا عنده سبحانه(1):


    ____________________________________

    (1)شرح فصل في أسباب إنشراح الصدر من زاد المعاد في هدي خير العباد
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى

    إن الدعاء والاستغفار والتعوذ من الأبواب التي تدخلها النيابة ، في إمكان الإنسان أن يستغفر لغيره ويستعيذ بالله لغيره ويدعو لغيره ، هذا ما قيل في سر إثبات نون الجمع في هذه الألفاظ ، بينما إذا وصل إلى الشهادة قال (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) لم يرد " نشهد أن لا إله إلا الله " بالنون ، لأن الشهادة إقرار منك واعتراف منك لا تنوب عن غيرك في ذلك وإنما هذا عملك الخاص ، لا تدخل النيابة في مثل هذا ، لذلك تكاد أن تتفق الروايات كلها بهذا الأسلوب ، وإن ثبتت رواية بـ " نشهد " يبحث عن ثبوتها - إن وردت أعني - إن وردت أو اطلعنا على بعض النسخ فيه " نشهد " يبحث عن ثبوتها ، لأن أكثر أهل العلم يقولون : لا تثبت " نشهد " ولكنها " أشهد " ، والفرق واضح بين ما تقدم وبين الشهادة (1):

    كل من يحتاج إلى العلم تتعين إجابته إذا سأل ، سواء سأل بلسان المقال أو بلسان الحال ، من سألك بلسان المقال عن علمٍ ، وجب عليك أن تجيبه إذا كنت تعلم تلك المسألة ، أو سألك بلسان الحال ، كأن صلى بجوارك رجل لا يجيد الصلاة ، صلى صلاة كصلاة المسيء صلاته وجب عليك أن تجيبه لأنه سألك بلسان حاله ، تعامله كما عامل النبي عليه الصلاة والسلام المسيء صلاته ، تعلمه وترشده وتبين له صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا أكثر الناس قد سألونا وطلبوا منا طلبا حثيثا بلسان الحال وإن لم يسألوا بلسان المقال خصوصا في هذه التجمعات كالحرمين وغيرهما ، عندما نرى الجهل الواضح لدى كثير من المسلمين في العقيدة والعبادة وغير ذلك لا ينبغي أن ننتظر حتى نُسأل بلسان المقال ، بل يجب المبادرة إلى إجابتهم ، إجابة سؤالهم بلسان الحال ، فهذا البيان فرض عين على كل طالب علم ، وبيان العلم وبيان الهدى والدعوة إلى الدين مقدم على الجهاد في سبيل الله ، أكرر هذه المسألة في هذه الأيام بالمناسبة لأننا نرى أن كثيرا من شبابنا ينشطون في للجهاد في سبيل الله - تقبل الله منهم - ما لا ينشطون في البيان والتعليم والتبليغ(2):

    حُفِظَ فَرَّ وما كُتِبَ قَرَّ ، لذلك طالب العلم لا يكتفي بالحفظ ، يحفظ فيسجل (3):

    نقول : ظاهر النصوص مرادة لله ، عندما قال الله " وهو السميع العليم " إثبات السمع والبصر مراد لله ، وعندما قال الله " وجاء ربك والملك صفا صفّا " إثبات المجيء مراد لله ، ودعوى أن ظاهر النصوص غير مرادة لله تعالى فرية على الله سبحانه وتعالى وجرأة(4):

    في الكتب المقررة الآن على كثير من شباب المسلمين في كثير من الأقطار متن يسمى متن ( السنوسية ) هذا الكتاب ينص على العبارة الآتية ( ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا عن يمينه ولا عن شماله ) وهذا كما ترون نفي محض لصفة الاستواء وليس بتأويل ، لذلك يعدون من هذا الباب من الجهمية لأن هذه العقيدة في الأصل للجهمية فدخلت على الأشاعرة (5)

    ___________________________________________
    (1)شرح التدمرية
    (2)شرح التدمرية
    (3)شرح التدمرية
    (4)شرح التدمرية
    (5)شرح التدمرية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الثاني

    6_الله يدعى بأسمائه وصفاته ، ولكن هل الأسماء تدعى ؟
    انتبهوا لهذه المسألة ، هل ممكن للإنسان كما يقول يا الله يقول : يا علم الله يا سمع الله اغفر لي ، يا سمع الله اغفر لي ، يا بصر الله أعطني هل يجوز هذا ؟ . .
    نبه شيخ الإسلام على أن هذا كفر بالاتفاق ، الطلب من صفات الله تعالى محضة كأنها مجردة عن الله تعالى لا يجوز ، تدعو الله بأسمائه وصفاته ، لكن لا تدعو اسما ولا تدعو صفة ، راجعوا ، هذه المسألة دقيقة ، في كتاب الرد على البكري ، تقريبا في حدود – ما أضبط الآن الصفحة – ولكن في الجزء الأول تجدون أقرب إلى أول الكتاب نبه على ذلك شيخ الإسلام .

    7-الله سبحانه وتعالى يدعى بأسمائه وصفاته لا تدعى الأسماء وحدها ، ( عليم ) اسم من أسماء الله تعالى ، ( العلم ) صفة من صفات الله ، فرِّقوا بين الصفة وبين الاسم أولا ، الصفة معنى من معاني الأسماء ، مثلا : لا يجوز أن تقول يا سمع الله ، يا علم الله ، يا كلام الله اغفر لي أو أعطني ، لا يجوز ، إنما تقول : اللهم إني أسألك بسمعك وبصرك ورحمتك وعفوك وهكذا ، أحلتكم بصفتكم طلاب على مرجع ولم أستحسن التوسع لوجود غيركم ممن قد يشوش عليه مثل هذا البحث..

    8- بعض الناس الذين لا يعرفون قيمة العقيدة وقيمة هذه الكتب كتب الأئمة التي تدرس في باب العقيدة قد يشوشوا على صغار الطلبة : لماذا تُدْرَس هذه الكتب كتب ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم ومن في طبقتهم ، هذه الكتب قديمة لماذا لا تدرس الكتب الحديثة ؟
    الشاب الساذج قد ينطلي عليه مثل هذا الكلام ، لذلك ينبغي التنبيه على أن ما يُقرأ ينقسم إلى قسمين :
    - كتب أساسية في العقيدة .
    - وكتب الثقافة .
    أما كتب الثقافة فلطالب العلم الناضج له أن يقرأ ما يشاء من كتب العلماء المعروفين بالاستقامة ومن كتب الطوائف الأخرى والفرق الأخرى وكتب أصحاب الانتماءات كل ما يُكتب ينبغي أن يُقرأ إذا كان هناك وقت يساعدك ، هذه كتب الثقافة ، كتب الثقافة تدرس لهدفين اثنين :
    - الهدف الأول : يؤخذ ما فيها من الخير ، وبأسلوب مناسب أسلوب عصري لأنه كتب بأسلوب عصرك ، تأخذ ما فيه من الخير بدون تكلف والأسلوب أسلوبك والخير معروف لديك .
    - الأمر الثاني : ليرد ما فيها من الشبه والانحرافات ، ولتعرف من قراءة هذه الكتب اتجاه أصحاب الكتب ، هل هو اتجاه سليم يتمشى مع روح الإسلام أو هو اتجاه منحرف ، تعرف لكل إنسان موقعه وموقفه .
    هذا بالاختصار ، لهذا تدرس كتب الثقافة العامة .
    أما كتب التوحيد وكتب العقيدة وكتب الحديث وكتب الفقه هذه أحكام ، أساس ، أساس الإسلام ينبغي أن تُدرس وتؤخذ العقيدة من الذين عرفوا بالاستقامة ويُحافَظ على كتبهم وتحفظ كتبهم ، الذين ينتقدون قراءة هذه الكتب عليهم أن ينتقدوا عندما نقرأ كتاب الصلاة والصيام والزكاة والحج في نيل الأوطار في صحيح البخاري في صحيح مسلم فليقولوا هذه كتب قديمة فلتترك ، كما أن الأحكام لا يقال فيها إنها قديمة فتترك ، وكتب الأحكام أيضا فكتب العقيدة من باب أولى ، أساس الإسلام ، ينبغي أن تدرس العقيدة في كل وقت وحين ويحافظ عليها وخصوصا العقيدة على المنهج السلفي السليم ، لأننا بحمد الله إنما ندرس العقيدة على المنهج ، المنهج السليم منهج السلف الصالح تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات وعرض توحيد الربوبية عرضا للاستدلال به على توحيد العبادة ، والذي ينبغي أن ينتقد ذلك المنهج الذي يدرسه كثير من طلبة العلم من شبابنا المسلمين في كثر من الأقطار الذين يرددون توحيد الربوبية ويقضون أعمارهم في توحيد الربوبية الذي لم يجهله أبو جهل نفسه ، ما الفائدة في تكرار توحيد ( الربوبية ) في كل وقت وحين وأنت تجهل تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات ؟ هما محل الخصومة الآن ومحل الحاجة الآن ، تترك محل الحاجة وتجتهد فيما لا خلاف فيه قديما وحديثا ، اللهم إلا ما حصل من بعض الملحدين الذين أنكروا وجود الله تعالى عنادا لذلك لا تؤثر فيكم ثرثرة بعض الكتاب المعاصرين الذين ينتقدون منهج السلف في باب الأسماء والصفات وفي توحيد العبادة ، يُدرس هذا المنهج وهذه العقيدة ويُهتم بها أكثر من الاهتمام بالصلاة والزكاة والحج لأن هذه أساسها العقيدة ، إذا كانت العقيدة فاسدة ما يعتقده العبد نحو ربه ودينه ونبيه ، لا صلاة له ولا صيام ولا زكاة إلى آخره .
    لذلك ينبغي التنبيه على هذا وعدم الإصغاء إلى تلبيس الملبسين وبالله التوفيق .

    9- كل الصفات الذاتية راجعة إلى اسمه تعالى ( الحي ) وكل الصفات الفعلية راجعة إلى اسمه تعالى ( القيوم ) ، ( الحي ) أي بالحياة الكاملة ، الحياة الكاملة تتضمن ( العلم) ( والسمع) ( والبصر ) ( والكلام ) وغير ذلك من الصفات هذا معنى رجوع الصفات الذاتية إلى اسمه تعالى ( الحي ) وإنما يحصل النقص في ( العلم ) ( والسمع ) ( والبصر ) لنقص الحياة ، لما كانت حياتنا ناقصة لزم من ذلك أن يكون علمنا ناقصا محدودا ، ويعتري سمعنا وبصرنا وجميع صفاتنا نقص وعيب لأن الحياة نفسها ناقصة ، ولما كانت حياة الله الحياة الكاملة من كل وجه استلزمت ثبوت جميع الصفات الذاتية الكاملة .
    (القيوم) القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى غيره في وجوده ، المقيم لغيره لا يقوم شيء إلا بإقامته ، والمقيم على غيره أيضا بتدبير أمور عباده وشؤونهم ، إذن جميع الصفات الفعلية راجعة إلى هذا الاسم العظيم..

    10- المناظر أحيانا ينبغي له أن لا يحتد وينبغي له أن يوافق خصمه أحيانا بحيث لا يؤدي ذلك إلى كتمان الحق..

    11-صفة الاستواء صفة فعليه وهي غير صفة العلو ، وصفة العلو صفة ذاتية لا تفارق الله سبحانه وتعالى ، بمعنى : لم يزل الله سبحانه في علوه ولن يزال وحتى في حال نزوله إلى سماء الدنيا وفي حال مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء فهو يوصف بالعلو لأن نزول الرب سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوق ولا مجيئه كمجيء المخلوق حتى يلزم من ذلك فراغ المحل الأول والانتقال ، بل نزول يليق به ومجيء يليق به ، هما صفتان فعليتان أي النزول والمجيء لا يتنافيان مع الصفة الذاتية الثابتة لله تعالى وهي صفة العلو..

    12- الاستواء كما أخبر الله في هذه الآية (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى) بـ ( ثم ) التي تفيد الترتيب والتراخي أي حصل الاستواء على العرش بعد خلق السماوات والأرض ، وما يقوله بعض المفسرين المتأخرين من أن ( ثم ) ليست للترتيب هنا ، لا ترتيب ولا تقديم ولا تأخير وأن معنى استوى إنما هو الهيمنة والسلطان فتفسير خَلَفي أشعري إلا أن الكاتب لبراعته في أسلوبه لا يظهر أشعريته ، ولا يدرك أشعريته إلا من يعرف تلك العقيدة ، وتتبعت تفسير في ظلال القرآن فوجدت أنه يسلك في جميع الآيات السبع هذا المسلك أن المراد من الاستواء الهيمنة يقول لا نشك في ذلك ، وثم يدعي أنه لا يعلم معنى العرش ، العكس هو الصواب ، العرش معروف في اللغة : ( سرير الملك ) إلا أن عرش الرحمن لا ندرك كنه أو حقيقة كبره وسعته ولكنه مخلوق معلوم ، الذي لا يُعلم : كيفية استواء الرب سبحانه وتعالى بعد أن نعرف معنى استوى " الرحمن على العرش استوى " علا ، أما كيفية علوه واستوائه على عرشه هو الذي لا يُعلم فلينتبه لمثل هذا لأن هذا التفسير المشار إليه منتشر في أيدي الشباب ولكونه يستعمل أسلوبا عصريا إنشائيا يحبه الشباب قد ينخدعون بما فيه من بعض الهفوات في باب الأسماء والصفات .

    13- فنحن نثبت الصفة ونثبت لازمها ، فهم ينفون الصفة ويثبتون اللازم هذا تناقض حتى من الناحية العقلية ، إذا نفيت الصفة يلزم نفي اللازم فنحن نثبت الصفة أي : بأن الله يحب عباده ونثبت لازم الصفة : الإنعام والإكرام والعطاء العظيم . هذا لازم المحبة ، كذلك نثبت بأن العباد يحبونه ومن محبتهم ربهم وخالقهم طاعتهم إياه وعبادتهم إياه هذا من لازم ذلك ، هذا ما درج عليه السلف ، انتبه دائما ابحث في كل صفة وفي كل مقام وجدت فيه الاختلاف بين السلف وبين الخلف عليك أن تؤثر دائما طريقة السلف ، والخلف أنفسهم يشهدون بذلك ويحثون على ذلك من تناقضاتهم حيث يقول قائلهم :
    وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
    والعجب العجاب أن هذا الكتاب ( جوهرة التوحيد ) من الكتب المقررة التي يحفظها طلاب الأزهر وفروع الأزهر حفظا في تلك المنظومة هذا البيت وأبيات أخرى بهذا المعنى ومع ذلك كأن الله أعمى بصيرتهم لم يلتفتوا لمنهج السلف ، متمسكون بمنهج الخلف ، هذه الأبيات لا معنى لها في قراءتها بالنسبة لهم .

    14- الذي عليه بعض المفسرين قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء " بخلاف قوله تعالى " ثم استوى على العرش " أي : إذا تعدى بـ ( إلى ) يكون بمعنى القصد أي قصد ..

    15- ينبغي أن نفرق دائما بين الصفتين الذاتية والفعلية ، كل صفة تتعلق بمشيئة الله تعالى وتتجدد حسب مشيئة الرب سبحانه فهي من الصفات الفعلية لأن الله فعال لما يريد ، وأما الصفات الذاتية فهي الصفة القديمة اللازمة لذات الله تعالى ولا تنفك عنه .

    16- فصفة الكلام لها اعتباران :
    - باعتبار أصل الكلام ونوع الكلام فهي صفة ذاتية أي : بأن الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال أن يتصف بالكلام لأن الكلام من صفات الكمال ولا يجوز أن يَعدم صفة الكمال إذن فالله سبحانه وتعالى موصوف بصفة الكلام دائما وأبدا ولا يجوز أن يُعتقد أن الكلام كان ممتنعا عليه يوما ما ثم تكلم ، ولم يكن عاجزا عن الكلام ثم تكلم ، بل صفة الكلام باعتبار أصل الصفة ونوع الصفة صفة ذاتية .
    وباعتبار أفراد الكلام صفة فعلية لأن أفراد الكلام يحصل في وقت دون وقت : خاطب الله نوحا فذلك كلامه ، وكلم موسى في وقت غير ذلك الوقت وكلم رسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج فأسمعه كلامه فذلك فرد من أفراد كلامه والقرآن من كلام الله والتوراة والإنجيل والزبور .

    17- القاعدة التي لا ينبغي أن ننساها مع ملاحظة أنها لا تُطَبق على كل من اندرج تحتها وهي القاعدة التي أجمع عليها السلف " أن من نفى صفة ثابتة بالكتاب والسنة فهو كافر " هذه قاعدة ينبغي أن تحفظ ، لكن لا يلزم من إطلاق القاعدة أن من وقف هذا الموقف كلهم كفار لأنه قد ينفي صفة ثابتة بالكتاب والسنة تمنعه الشبهة من الكفر أو يمنعه الجهل الذي يعذر به من الكفر ، ليس كل جاهل معذورا إن كان جهله جهلا يعذر به..
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •