النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى

    إن الدعاء والاستغفار والتعوذ من الأبواب التي تدخلها النيابة ، في إمكان الإنسان أن يستغفر لغيره ويستعيذ بالله لغيره ويدعو لغيره ، هذا ما قيل في سر إثبات نون الجمع في هذه الألفاظ ، بينما إذا وصل إلى الشهادة قال (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) لم يرد " نشهد أن لا إله إلا الله " بالنون ، لأن الشهادة إقرار منك واعتراف منك لا تنوب عن غيرك في ذلك وإنما هذا عملك الخاص ، لا تدخل النيابة في مثل هذا ، لذلك تكاد أن تتفق الروايات كلها بهذا الأسلوب ، وإن ثبتت رواية بـ " نشهد " يبحث عن ثبوتها - إن وردت أعني - إن وردت أو اطلعنا على بعض النسخ فيه " نشهد " يبحث عن ثبوتها ، لأن أكثر أهل العلم يقولون : لا تثبت " نشهد " ولكنها " أشهد " ، والفرق واضح بين ما تقدم وبين الشهادة (1):

    كل من يحتاج إلى العلم تتعين إجابته إذا سأل ، سواء سأل بلسان المقال أو بلسان الحال ، من سألك بلسان المقال عن علمٍ ، وجب عليك أن تجيبه إذا كنت تعلم تلك المسألة ، أو سألك بلسان الحال ، كأن صلى بجوارك رجل لا يجيد الصلاة ، صلى صلاة كصلاة المسيء صلاته وجب عليك أن تجيبه لأنه سألك بلسان حاله ، تعامله كما عامل النبي عليه الصلاة والسلام المسيء صلاته ، تعلمه وترشده وتبين له صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا أكثر الناس قد سألونا وطلبوا منا طلبا حثيثا بلسان الحال وإن لم يسألوا بلسان المقال خصوصا في هذه التجمعات كالحرمين وغيرهما ، عندما نرى الجهل الواضح لدى كثير من المسلمين في العقيدة والعبادة وغير ذلك لا ينبغي أن ننتظر حتى نُسأل بلسان المقال ، بل يجب المبادرة إلى إجابتهم ، إجابة سؤالهم بلسان الحال ، فهذا البيان فرض عين على كل طالب علم ، وبيان العلم وبيان الهدى والدعوة إلى الدين مقدم على الجهاد في سبيل الله ، أكرر هذه المسألة في هذه الأيام بالمناسبة لأننا نرى أن كثيرا من شبابنا ينشطون في للجهاد في سبيل الله - تقبل الله منهم - ما لا ينشطون في البيان والتعليم والتبليغ(2):

    حُفِظَ فَرَّ وما كُتِبَ قَرَّ ، لذلك طالب العلم لا يكتفي بالحفظ ، يحفظ فيسجل (3):

    نقول : ظاهر النصوص مرادة لله ، عندما قال الله " وهو السميع العليم " إثبات السمع والبصر مراد لله ، وعندما قال الله " وجاء ربك والملك صفا صفّا " إثبات المجيء مراد لله ، ودعوى أن ظاهر النصوص غير مرادة لله تعالى فرية على الله سبحانه وتعالى وجرأة(4):

    في الكتب المقررة الآن على كثير من شباب المسلمين في كثير من الأقطار متن يسمى متن ( السنوسية ) هذا الكتاب ينص على العبارة الآتية ( ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا عن يمينه ولا عن شماله ) وهذا كما ترون نفي محض لصفة الاستواء وليس بتأويل ، لذلك يعدون من هذا الباب من الجهمية لأن هذه العقيدة في الأصل للجهمية فدخلت على الأشاعرة (5)

    ___________________________________________
    (1)شرح التدمرية
    (2)شرح التدمرية
    (3)شرح التدمرية
    (4)شرح التدمرية
    (5)شرح التدمرية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الثاني

    6_الله يدعى بأسمائه وصفاته ، ولكن هل الأسماء تدعى ؟
    انتبهوا لهذه المسألة ، هل ممكن للإنسان كما يقول يا الله يقول : يا علم الله يا سمع الله اغفر لي ، يا سمع الله اغفر لي ، يا بصر الله أعطني هل يجوز هذا ؟ . .
    نبه شيخ الإسلام على أن هذا كفر بالاتفاق ، الطلب من صفات الله تعالى محضة كأنها مجردة عن الله تعالى لا يجوز ، تدعو الله بأسمائه وصفاته ، لكن لا تدعو اسما ولا تدعو صفة ، راجعوا ، هذه المسألة دقيقة ، في كتاب الرد على البكري ، تقريبا في حدود – ما أضبط الآن الصفحة – ولكن في الجزء الأول تجدون أقرب إلى أول الكتاب نبه على ذلك شيخ الإسلام .

    7-الله سبحانه وتعالى يدعى بأسمائه وصفاته لا تدعى الأسماء وحدها ، ( عليم ) اسم من أسماء الله تعالى ، ( العلم ) صفة من صفات الله ، فرِّقوا بين الصفة وبين الاسم أولا ، الصفة معنى من معاني الأسماء ، مثلا : لا يجوز أن تقول يا سمع الله ، يا علم الله ، يا كلام الله اغفر لي أو أعطني ، لا يجوز ، إنما تقول : اللهم إني أسألك بسمعك وبصرك ورحمتك وعفوك وهكذا ، أحلتكم بصفتكم طلاب على مرجع ولم أستحسن التوسع لوجود غيركم ممن قد يشوش عليه مثل هذا البحث..

    8- بعض الناس الذين لا يعرفون قيمة العقيدة وقيمة هذه الكتب كتب الأئمة التي تدرس في باب العقيدة قد يشوشوا على صغار الطلبة : لماذا تُدْرَس هذه الكتب كتب ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم ومن في طبقتهم ، هذه الكتب قديمة لماذا لا تدرس الكتب الحديثة ؟
    الشاب الساذج قد ينطلي عليه مثل هذا الكلام ، لذلك ينبغي التنبيه على أن ما يُقرأ ينقسم إلى قسمين :
    - كتب أساسية في العقيدة .
    - وكتب الثقافة .
    أما كتب الثقافة فلطالب العلم الناضج له أن يقرأ ما يشاء من كتب العلماء المعروفين بالاستقامة ومن كتب الطوائف الأخرى والفرق الأخرى وكتب أصحاب الانتماءات كل ما يُكتب ينبغي أن يُقرأ إذا كان هناك وقت يساعدك ، هذه كتب الثقافة ، كتب الثقافة تدرس لهدفين اثنين :
    - الهدف الأول : يؤخذ ما فيها من الخير ، وبأسلوب مناسب أسلوب عصري لأنه كتب بأسلوب عصرك ، تأخذ ما فيه من الخير بدون تكلف والأسلوب أسلوبك والخير معروف لديك .
    - الأمر الثاني : ليرد ما فيها من الشبه والانحرافات ، ولتعرف من قراءة هذه الكتب اتجاه أصحاب الكتب ، هل هو اتجاه سليم يتمشى مع روح الإسلام أو هو اتجاه منحرف ، تعرف لكل إنسان موقعه وموقفه .
    هذا بالاختصار ، لهذا تدرس كتب الثقافة العامة .
    أما كتب التوحيد وكتب العقيدة وكتب الحديث وكتب الفقه هذه أحكام ، أساس ، أساس الإسلام ينبغي أن تُدرس وتؤخذ العقيدة من الذين عرفوا بالاستقامة ويُحافَظ على كتبهم وتحفظ كتبهم ، الذين ينتقدون قراءة هذه الكتب عليهم أن ينتقدوا عندما نقرأ كتاب الصلاة والصيام والزكاة والحج في نيل الأوطار في صحيح البخاري في صحيح مسلم فليقولوا هذه كتب قديمة فلتترك ، كما أن الأحكام لا يقال فيها إنها قديمة فتترك ، وكتب الأحكام أيضا فكتب العقيدة من باب أولى ، أساس الإسلام ، ينبغي أن تدرس العقيدة في كل وقت وحين ويحافظ عليها وخصوصا العقيدة على المنهج السلفي السليم ، لأننا بحمد الله إنما ندرس العقيدة على المنهج ، المنهج السليم منهج السلف الصالح تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات وعرض توحيد الربوبية عرضا للاستدلال به على توحيد العبادة ، والذي ينبغي أن ينتقد ذلك المنهج الذي يدرسه كثير من طلبة العلم من شبابنا المسلمين في كثر من الأقطار الذين يرددون توحيد الربوبية ويقضون أعمارهم في توحيد الربوبية الذي لم يجهله أبو جهل نفسه ، ما الفائدة في تكرار توحيد ( الربوبية ) في كل وقت وحين وأنت تجهل تحقيق توحيد العبادة وتحقيق توحيد الأسماء والصفات ؟ هما محل الخصومة الآن ومحل الحاجة الآن ، تترك محل الحاجة وتجتهد فيما لا خلاف فيه قديما وحديثا ، اللهم إلا ما حصل من بعض الملحدين الذين أنكروا وجود الله تعالى عنادا لذلك لا تؤثر فيكم ثرثرة بعض الكتاب المعاصرين الذين ينتقدون منهج السلف في باب الأسماء والصفات وفي توحيد العبادة ، يُدرس هذا المنهج وهذه العقيدة ويُهتم بها أكثر من الاهتمام بالصلاة والزكاة والحج لأن هذه أساسها العقيدة ، إذا كانت العقيدة فاسدة ما يعتقده العبد نحو ربه ودينه ونبيه ، لا صلاة له ولا صيام ولا زكاة إلى آخره .
    لذلك ينبغي التنبيه على هذا وعدم الإصغاء إلى تلبيس الملبسين وبالله التوفيق .

    9- كل الصفات الذاتية راجعة إلى اسمه تعالى ( الحي ) وكل الصفات الفعلية راجعة إلى اسمه تعالى ( القيوم ) ، ( الحي ) أي بالحياة الكاملة ، الحياة الكاملة تتضمن ( العلم) ( والسمع) ( والبصر ) ( والكلام ) وغير ذلك من الصفات هذا معنى رجوع الصفات الذاتية إلى اسمه تعالى ( الحي ) وإنما يحصل النقص في ( العلم ) ( والسمع ) ( والبصر ) لنقص الحياة ، لما كانت حياتنا ناقصة لزم من ذلك أن يكون علمنا ناقصا محدودا ، ويعتري سمعنا وبصرنا وجميع صفاتنا نقص وعيب لأن الحياة نفسها ناقصة ، ولما كانت حياة الله الحياة الكاملة من كل وجه استلزمت ثبوت جميع الصفات الذاتية الكاملة .
    (القيوم) القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى غيره في وجوده ، المقيم لغيره لا يقوم شيء إلا بإقامته ، والمقيم على غيره أيضا بتدبير أمور عباده وشؤونهم ، إذن جميع الصفات الفعلية راجعة إلى هذا الاسم العظيم..

    10- المناظر أحيانا ينبغي له أن لا يحتد وينبغي له أن يوافق خصمه أحيانا بحيث لا يؤدي ذلك إلى كتمان الحق..

    11-صفة الاستواء صفة فعليه وهي غير صفة العلو ، وصفة العلو صفة ذاتية لا تفارق الله سبحانه وتعالى ، بمعنى : لم يزل الله سبحانه في علوه ولن يزال وحتى في حال نزوله إلى سماء الدنيا وفي حال مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء فهو يوصف بالعلو لأن نزول الرب سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوق ولا مجيئه كمجيء المخلوق حتى يلزم من ذلك فراغ المحل الأول والانتقال ، بل نزول يليق به ومجيء يليق به ، هما صفتان فعليتان أي النزول والمجيء لا يتنافيان مع الصفة الذاتية الثابتة لله تعالى وهي صفة العلو..

    12- الاستواء كما أخبر الله في هذه الآية (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى) بـ ( ثم ) التي تفيد الترتيب والتراخي أي حصل الاستواء على العرش بعد خلق السماوات والأرض ، وما يقوله بعض المفسرين المتأخرين من أن ( ثم ) ليست للترتيب هنا ، لا ترتيب ولا تقديم ولا تأخير وأن معنى استوى إنما هو الهيمنة والسلطان فتفسير خَلَفي أشعري إلا أن الكاتب لبراعته في أسلوبه لا يظهر أشعريته ، ولا يدرك أشعريته إلا من يعرف تلك العقيدة ، وتتبعت تفسير في ظلال القرآن فوجدت أنه يسلك في جميع الآيات السبع هذا المسلك أن المراد من الاستواء الهيمنة يقول لا نشك في ذلك ، وثم يدعي أنه لا يعلم معنى العرش ، العكس هو الصواب ، العرش معروف في اللغة : ( سرير الملك ) إلا أن عرش الرحمن لا ندرك كنه أو حقيقة كبره وسعته ولكنه مخلوق معلوم ، الذي لا يُعلم : كيفية استواء الرب سبحانه وتعالى بعد أن نعرف معنى استوى " الرحمن على العرش استوى " علا ، أما كيفية علوه واستوائه على عرشه هو الذي لا يُعلم فلينتبه لمثل هذا لأن هذا التفسير المشار إليه منتشر في أيدي الشباب ولكونه يستعمل أسلوبا عصريا إنشائيا يحبه الشباب قد ينخدعون بما فيه من بعض الهفوات في باب الأسماء والصفات .

    13- فنحن نثبت الصفة ونثبت لازمها ، فهم ينفون الصفة ويثبتون اللازم هذا تناقض حتى من الناحية العقلية ، إذا نفيت الصفة يلزم نفي اللازم فنحن نثبت الصفة أي : بأن الله يحب عباده ونثبت لازم الصفة : الإنعام والإكرام والعطاء العظيم . هذا لازم المحبة ، كذلك نثبت بأن العباد يحبونه ومن محبتهم ربهم وخالقهم طاعتهم إياه وعبادتهم إياه هذا من لازم ذلك ، هذا ما درج عليه السلف ، انتبه دائما ابحث في كل صفة وفي كل مقام وجدت فيه الاختلاف بين السلف وبين الخلف عليك أن تؤثر دائما طريقة السلف ، والخلف أنفسهم يشهدون بذلك ويحثون على ذلك من تناقضاتهم حيث يقول قائلهم :
    وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
    والعجب العجاب أن هذا الكتاب ( جوهرة التوحيد ) من الكتب المقررة التي يحفظها طلاب الأزهر وفروع الأزهر حفظا في تلك المنظومة هذا البيت وأبيات أخرى بهذا المعنى ومع ذلك كأن الله أعمى بصيرتهم لم يلتفتوا لمنهج السلف ، متمسكون بمنهج الخلف ، هذه الأبيات لا معنى لها في قراءتها بالنسبة لهم .

    14- الذي عليه بعض المفسرين قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء " بخلاف قوله تعالى " ثم استوى على العرش " أي : إذا تعدى بـ ( إلى ) يكون بمعنى القصد أي قصد ..

    15- ينبغي أن نفرق دائما بين الصفتين الذاتية والفعلية ، كل صفة تتعلق بمشيئة الله تعالى وتتجدد حسب مشيئة الرب سبحانه فهي من الصفات الفعلية لأن الله فعال لما يريد ، وأما الصفات الذاتية فهي الصفة القديمة اللازمة لذات الله تعالى ولا تنفك عنه .

    16- فصفة الكلام لها اعتباران :
    - باعتبار أصل الكلام ونوع الكلام فهي صفة ذاتية أي : بأن الله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال أن يتصف بالكلام لأن الكلام من صفات الكمال ولا يجوز أن يَعدم صفة الكمال إذن فالله سبحانه وتعالى موصوف بصفة الكلام دائما وأبدا ولا يجوز أن يُعتقد أن الكلام كان ممتنعا عليه يوما ما ثم تكلم ، ولم يكن عاجزا عن الكلام ثم تكلم ، بل صفة الكلام باعتبار أصل الصفة ونوع الصفة صفة ذاتية .
    وباعتبار أفراد الكلام صفة فعلية لأن أفراد الكلام يحصل في وقت دون وقت : خاطب الله نوحا فذلك كلامه ، وكلم موسى في وقت غير ذلك الوقت وكلم رسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج فأسمعه كلامه فذلك فرد من أفراد كلامه والقرآن من كلام الله والتوراة والإنجيل والزبور .

    17- القاعدة التي لا ينبغي أن ننساها مع ملاحظة أنها لا تُطَبق على كل من اندرج تحتها وهي القاعدة التي أجمع عليها السلف " أن من نفى صفة ثابتة بالكتاب والسنة فهو كافر " هذه قاعدة ينبغي أن تحفظ ، لكن لا يلزم من إطلاق القاعدة أن من وقف هذا الموقف كلهم كفار لأنه قد ينفي صفة ثابتة بالكتاب والسنة تمنعه الشبهة من الكفر أو يمنعه الجهل الذي يعذر به من الكفر ، ليس كل جاهل معذورا إن كان جهله جهلا يعذر به..
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الثالث

    18- الصابئة ينقسمون إلى قسمين :
    - صابئة حنفاء موحدون هم الذين أثنى الله عليهم بقوله "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر " الآية .
    - ومنهم مشركون .
    ليس كل صابئ ضالا ، الصابئ : من انتقل من دين إلى دين أو من ملة إلى ملة قد يكون مشركا وقد يكون موحدا .

    19- عقيدة ابن سينا الذي يسمَّى بالأستاذ والفارابي والكندي هي عقيدة أرسطو وأمثاله لا يختلفون في العقيدة لذلك لا ينطلي عليكم ما يقوله بعض الكتاب من تبجيل ابن سينا والثناء عليه والاعتزاز به أنه من فلاسفة المسلمين ، وهل الفلسفة من العلوم الإسلامية حتى نعتز بالفلسفة ؟

    20- من تمكن من دراسة العقيدة الإسلامية وفهم الكتاب والسنة ومنهج السلف لو أراد بعد ذلك أن يدرس المنطق والفلسفة قد يُسْتَحْسَن ذلك وخصوصا في وقتنا هذا ، وقتنا هذا يشبه الوقت الذي ظهر فيه ابن تيمية لأن هذا الانفتاح العظيم الذي نعيشه وجاءت جميع العقائد والفِرق والمِلل والانتماءات اجتمعت كلها هنا من باب عرفت :
    عرفت الشر لا للشر لكن لأتقيه من لم يعرف الشر وقع فيه
    من هذا الباب الطالب الذكي الفطن الذي تمكن من دراسة العقيدة على منهج السلف ونضج في علمه وعقله لو درس هذه الاصطلاحات الحديثة من هذا الباب يُستحسن ذلك وهذا رأي فردي والله أعلم .

    21- والقديم الأزلي يذكران – هذان الاسمان – من باب الإخبار عن الله لا من باب أنهما من أسماء الله تعالى بل يؤديان إلى حد ما معنى اسم الله ( الأول الذي ليس قبله شيء ) وإن كان معناهما فيهما نقص من هذا المعنى..

    22- الشيخ – يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى- عندما يخاطب القوم الذين أفحمهم وألف في إبطال مذهبهم قد يخاطبهم بالأساليب وبالاصطلاحات التي يعرفونها ، طالما تلك الاصطلاحات معناها صحيح..

    23-( القديم ) اسم اصطلاحي يخبر به عن الله وليس من أسماء الله.
    24- الصفة السلبية : كل صفة وقعت في سياق النفي أو النهي أو الاستفهام الإنكاري وهذا كثير في القرآن كما تقدم " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " هذه من السلوب وهي التي سمينا فيما تقدم بالنفي المفصل ، النفي المفصل هو السلوب ، ولكن القرآن يجمع بين السلب وبين الإيجاب ، وبين النفي المفصل والإثبات المجمل وبالعكس ، يجمع ، ولكن هؤلاء يصفون الله تعالى إما بالسلوب كما تقدم : ليس بجوهر ولا عرض ولا متحيز ، هذه كلها سلوب ، وإذا أردتم أن تقفوا على أمثلة كثير للسلوب راجعوا ( مقالات الإسلاميين ) لأبي الحسن الأشعري ، سلوب كثيرة يقشعر جسم الموحد عند سردها .
    - أما الإضافات الصفات الإضافية هي الصفة التي يتوقف تعقل معناها أو تصور معناها على تعقل معنى صفة أخرى أو على تعقل ما يقابلها ، كل صفة يتوقف تصورها أو تعقلها على تصور وتعقل ما يقابلها تسمى صفة إضافية ، قبل أن نذهب في الصفات مثلا : الأبوة والبنوة ، تصورك لمعنى الأبوة يتوقف على تصورك لمعنى البنوة ، كذلك تصورك لمعنى البنوة يتوقف على تصورك لمعنى الأبوة أي صفات متقابلة كذلك الفوقية والتحتية.

    25- الأشاعرة يثبتون صفات كثيرة ليست الصفات السبعة فقط كما يظن بعض الناس ، الصفات السبع هي المشهورة ولكن يثبتون صفة يسمونها صفة نفسية ( الوجود ) والصفات السلبية السبع ( القِدم ) و ( البقاء ) و ( الوحدانية ) و ( مخالفته للحوادث ) و ( قيامه بنفسه ) هذه الصفات وإن لم ترد بهذه الألفاظ بعضها في الكتاب والسنة لكن من حيث المعنى توافق ما جاء في الكتاب والسنة فيه معنى التنزيه ، هذا هو السر في أن شيخ الإسلام الذي نازل وناظر هذه الفرق كلها شهد للأشاعرة بأنها من أقرب الطوائف - الكلام - إلى منهج السلف الصالح لهذا لإثبات أو لهذا القدر من الإثبات .

    26- أسماء الله تعالى أوصاف وأعلام هذه قاعدة عند أتباع السلف ، أسماء الله تعالى أعلام من حيث دلالتها على الذات وأوصاف من حيث دلالتها على الصفات ، لذلك وجه خطأ المعتزلة جعلوا أسماء الله تعالى أعلاما مجردة لا تدل على المعاني وتلك المعاني هي الصفات ، أي : اسم الله (العليم) يدل على العلم ، واسم الله (السميع) يدل على السمع ، واسم الله (البصير) يدل على البصر وهكذا إلى آخر الصفات ، وهم نفوا هذا المعنى .

    27- طالب علم يناقش في قاعدة ذكرها فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ومد في عمره في طاعة الله تعالى – لا تحزنوا من كلمة رحمه الله تقال في الأحياء والموتى على حد سواء فنقول رحمه الله ومد في عمره في طاعة الله – الشيخ ذكر قاعدة تحفظونها كلكم ( أسماء الله تعالى توقيفية لا إشكال في ذلك ، كذلك صفات الله تعالى توقيفية ) ومع ذلك ذكر في القواعد المثلى أن ( باب الصفات أوسع من باب الأسماء ) وهذا باعتبار ليس مطلقا ، باعتبار الصفات الفعلية والشيخ مثل لذلك بأمثلة ، فمثلا أسماء الله تعالى لا نستطيع حتى أن نصوغها من الأفعال نقف عند ما ورد من الأسماء ، أسماء الله تعالى تدل دلالتين :
    - تدل على الذات باعتبار دلالتها على الذات فهي أعلام ولذلك يقال ( أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف ) باعتبار دلالتها على الذات فهي أعلام .
    - وباعتبار دلالتها على المعاني أي على صفات الله تعالى فهي أوصاف .
    ومع ذلك لا تصاغ من الأفعال التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة بل هي توقيفية إلا إذا كان من باب الإخبار كفاعل ، مريد ، متكلم ، قديم ، من باب الإخبار لا على أساس أنها من أسماء الله الحسنى ، وصفات الله تعالى كما هي تؤخذ من الأسماء أي أن الأسماء تدل على الصفات كذلك هناك صفات فعلية تؤخذ من الأفعال ، وهذه الصفات التي تؤخذ من الأفعال لا تصاغ منها الأسماء " الرحمن على العرش استوى " الفعل استوى يدل على صفة فعلية اسمها صفة ( الاستواء ) ، " ينزل ربنا " يدل على صفة ( النزول ) الفعل ( ينزل ) يدل على فعل ( النزول ) وهل تستطيع أن تأخذ من هذا أسماء تسمى الله سبحانه وتعالى بأنه ( مستوٍ ) وبأنه ( نازل ) ، لا ، إلا إذا كان من باب الإخبار ، ولا يعد ذلك من أسماء الله الحسنى لماذا ؟ لما فيه الاشتراك ، أسماء الله الحسنى البالغة في الحسن والكمال ، كلمة ( نازل ) وكلمة ( مستوي ) يشترك فيه الخالق والمخلوق وتستعمل فيما يليق بالله وفيما لا يليق بالله كذلك مريد قد يريد الخير وقد يريد الشر ، إذن هذه الأفعال تصاغ منها الصفات الفعلية ولا تصاغ منها الأسماء هذا معنى قول الشيخ ( باب الصفات أوسع من باب الأسماء ) لأنك تصوغ الصفات الفعلية من بعض الأفعال الواردة في الكتاب والسنة وإن لم يرد ، أما الأسماء لا تستطيع أن تسوغ ما ترد كـ ( المعطي المانع ) للورود ما لم يرد لا تصوغ الأسماء من الأفعال ، هذا معنى قوله إن كان الكتاب لديكم الآن تقرأون هذه القعدة ما فيش مانع .. على كلٍّ راجع هذا معنى كلام الشيخ ...هذا ليس اسم هذا من باب الإخبار ، باب الإخبار أوسع من باب الأسماء ، يخبر عن الله تعالى بأسماء تدل على المعاني الطيبة ولكن لا يلزم من ذلك كما قلنا قبل قليل أن تكون من الأسماء الحسنى ...
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الرابع

    28- قدم شيخ الإسلام قاعدة عظيمة وهي : أن اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات ، هذه القاعدة هي التي مثل لها بهذه الأمثلة الكثيرة من الآيات لذلك ينبغي الرجوع إلى هذه القاعدة وفهمها وهضمها .
    (اتفاق الأسماء ) سميع وسميع عليم وعليم (لا يوجب تماثل المسميات ) ليس كل من سمي عليما أو سميعا أو بصيرا كالآخر الذي سمي بهذا الاسم أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق هذا توضيح للقاعدة.

    29- سمع الله تعالى سمع محيط بجميع المسموعات وعلم الله تعالى علم محيط بجميع المعلومات لا يفوته شيء ، هذا معنى قول السلف ( علمه في كل مكان وفي كل شيء ) ثم إن علم الرب سبحانه لم يسبق بجهل ولا يطرأ عليه نسيان أو غفلة أو ذهول هذه مواصفات علم الرب سبحانه وتعالى وقس على ذلك سائر الصفات..

    30- يقال القليل المفهوم خير من الكثير غير المفهوم ، فليكن حرصكم على الفهم والهضم لتهضموا المسائل لا على أن تمروا على جميع المسائل مر الكرام بدون فهم.

    31- الأشاعرة ينفون الحكمة ويقولون : أفعال الله تعالى لا تعلل فقوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " يقولون هذه اللام ليست لام العلة ولكنها لام الصيرورة وهو خلقهم بغير علة وبغير حكمة لكن آل الأمر فيما بعد إلى عبادة الله تعالى ، هكذا القول على الله بغير علم ، الذي يدل عليه الأسلوب العربي أن الله خلق الجن والإنس لهذه الغاية لعبادته وإفراده بالعبادة وليخضعوا له وليكونوا عبيدا خالصين له سبحانه ، وهذا الذي تنتهي إليه العواقب الحميدة تدل على حكمة الله البالغة.
    32- ما هي العلة الغائية ؟
    [ ما يوجد الشيء لأجله ] .
    لماذا أوجد الله الجن والإنس ؟
    للعبادة ، هذه هي العلة الغائية وهي أقوى .
    لماذا خلق الله الجنة والنار ؟
    خلق الله الجنة كرامة لأوليائه وخلق النار سجنا وعذابا لأعدائه .

    33-( عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ) هذه القاعدة يجب أن تحفظوها حفظا وهي تنفعكم في كل مقام عند المناظرة مع الخصوم.

    34- الأشاعرة في صفة الحكمة يتناقضون ، قد تقرأ لبعضهم ما يدل على أنهم يثبتون صفة الحكمة ولكن الغالب على كلامهم نفي صفة الحكمة ، يسمونها علة فيقولون : أفعال الله تعالى لا تعلل إنما تحصل أفعال الرب سبحانه وتعالى عندهم بمجرد تعلق الإرادة بها ، يعني المفعول يحصل ويقع ، والمخلوق يخلق بمجرد تعلق الإرادة به ثم إيجاده بالقدرة ، لا تعلل أفعال الله لا يقال أوجد لكذا ، خلق لكذا ، أكرم لكذا ، عاقب لكذا ، هذا غير وارد عندهم وهذا نفي للحكمة ، ونفي الحكمة يستلزم نفي اسم الله تعالى الحكيم وهم يثبتون اسم الله تعالى الحكيم ويؤمنون بذلك وينفون الحكمة ، تنطبق عليهم القاعدة أن ( كل من خالف الكتاب والسنة ولم يلتمس الهدى قي الكتاب والسنة لا بد أن يتناقض ) هذه قاعدة ، لا بد أن يتناقض ، ولو تتبعت كلام السلف في كل وقت وكلام السلفيين أيضا ـ أي علماء السلف وعلماء السلفيين ـ لا تجد في كلامهم تناقض أبدا كأنهم تخرجوا من مدرسة واحدة وعلى أستاذ واحد وهذا هو الواقع لأن أستاذهم الحقيقي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان إطلاق لفظة ( أستاذ ) على النبي عليه الصلاة والسلام غير وارد إلا من باب الإخبار ، باب الإخبار أوسع – الحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله – .


    35- جميع فرق الشيعة أقربهم وأبعدهم كلهم على عقيدة المعتزلة ، والأشاعرة هم الذين زعموا أنهم من أهل السنة لأنهم في الغالب من أتباع الأئمة الأربع بالنسبة للفقهيات ، إذن هؤلاء كلهم موجودون ، ليعلم الحضور وغير الحضور أن هؤلاء الذين نتحدث عنهم وعن عقيدتهم ونحاورهم ونناظرهم موجودون في دنيانا ، وأما الجهمية فهم غير موجودة بصفتها فرقة قائمة بنفسها ولكن دخلت بعض عقائدهم على الأشاعرة الذين هم أقرب الناس إلينا ، كما تلاحظون ذلك في صفة العلو وفي صفة الكلام ، قد كررنا الكلام في هاتين المسألتين فلينتبه طلاب العلم .

    36- تحذيرنا من عقيدة الجهمية لكونها دخلت على أقوام يعيشون بيننا وينتسبون إلى أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة ، أما الأشاعرة ، التحذير من الأشاعرة والمعتزلة أمر وارد لوجودهم الجماعي بكثرة ..

    37- دراستنا لهذه العقيدة حفاظا على العقيدة ودفاعا عن العقيدة وحفاظا على شبابنا لئلا ينحرفوا عن هذه العقيدة السلفية السليمة لا إلى الأشعرية ولا إلى الصوفية ، هاتان الفرقتان هما الموجودتان الآن وجودا جماعيا بين المسلمين ، الصوفية منتشرة والأشعرية منتشرة ، دراستنا لهذه الفرق ومعرفة مذاهبها نافع جدا لإثبات عقيدتنا من باب :
    عرفت الشر لا للشر لكن لأتقيه من لم يعرف الشر وقع فيه
    وهذا حاصل ، كثير ممن لا يعرفون الشر يقعون في الشر لتعلموا مغزى وعظمة هذا الكلام راجعوا الفوائد لابن القيم عندما حلل هذا الأثر عن عمر ( إنما تنقض عرى الإسلام عروة عُروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية ) أدع شبابنا ليرجعوا إلى هذه الرسالة هذا الكتاب فيطلعوا على كلام ابن القيم عندما يحلل هذا الأثر ، إذن ندرس هذه الطوائف لنعرف عقائدها ولنتقي شرها ولنحافظ على عقيدتنا لشبابنا لئلا تصاب .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء الخامس

    38- فقدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيلات ولا بالواجبات ، ولكنها تتعلق بالممكنات أو بالجائزات وكما قلنا : الجائزات والممكنات بمعنى واحد ، أما المستحيلات فلا تتعلق بها قدرة الله ، من المستحيلات : الشريك والصاحبة والولد والوزير والمعين ، قدرة الله تعالى لا تتعلق بهذه ( الممكنات ) لأن إيجادها نقص لا يليق بالله تعالى ، إذا قلنا قدرة الله لا تتعلق بها ، لا ينبغي بأن يفهم أن الله عاجز عن إيجاد هذه الأشياء ، ليس بعاجز ولكن قدرته لا تتعلق بها حكمة منه وكمالا لأنها نقص ، الشريك نقص في حق الله تعالى ، والصاحبة والولد والوزير هذه كلها من المستحيلات التي تعتبر نقصا في حق الله تعالى ، فقدرة الله تعالى لا تتعلق بها .
    39- قدرة الله تعالى لا تتعلق بأسمائه وصفاته لأنها من الواجبات ، ولا تتعلق بالمستحيلات لأن إيجادها نقص ، إذن تتعلق بالممكنات فقط .
    40- اسم الله تعالى يوصف بالبركة ، الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي البركة ، البركة أصلها الزيادة والنماء ودوام الخير وكثرة الخير ، البركة لا تكون إلا من الله ، الله هو الذي يبارك ، يبارك في عمرك يبارك في عملك ، يبارك في علمك وفي رزقك بدوام ذلك وبالكثرة والنماء ، لذلك طلب البركة من غير الله تعالى فيه معنى الإشراك ، طلب البركة من الجمادات ، من المخلوقات ، نرجو بركتك ، نريد بركتك ، هذا خطأ محض ، الذي يبارك فيعطي فيديم ذلك العطاء وينمي ذلك العطاء ويكثر ذلك العطاء هو الله ، إذن يجب أن تطلب البركة من الله وحده لا تطلب البركة حتى من الرسول صلى الله عليه وسلم ، رسول الله مبارك الله جعل فيه بركة ، وكتاب الله مبارك ، ودين الله مبارك والشريعة مباركة ، لكن الذي تطلب منه البركة هو الله جعل الله.
    41- الأمن والأمان في هذا البلد بركة من بركات التمسك بالشريعة وتحكيم الشريعة ، وما تعيشه كثير من الشعوب من القلق والفتن وعدم الدين وعدم الأمن والأمان من عدم البركة لأن الكتاب المبارك لم يعمل به ولأن الشريعة المباركة لم تطبق ، فإذا قصرنا في تطبيق هذه الشريعة المباركة وفي العمل بهذا الكتاب المبارك تنقص هذه البركة ، فإذا زال العمل بالكتاب والسنة وبالشريعة المباركة زالت البركة ، يعيش هذا المجتمع الآن من حيث لا يشعر كثير منهم بركة تطبيق الشريعة ، بركة العمل بالكتاب والسنة بركة العمل بالعقيدة الإسلامية وتطبيق الشريعة إلى حد ما ، هذه هي البركة التي نعيشها ، ومن البركات : مضاعفة الصلاة في المسجدين بركة ، لأن البركة معناها الزيادة ، وكل ما يحصل لك من الخير عندما تصلي في المسجدين العظيمين بركة من البركات ، لنتصور معنى البركة ولا يتعلق الإنسان بعمود أو باب بدعوى أنه يتبرك ، وربما يظن من يأتي من الخارج أن كل ما يرى في هذا المسجد من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك يزعمون أنهم يتبركون بمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام فليعلموا أنه لا يوجد في هذا المسجد شيء من آثار النبي عليه الصلاة والسلام ، وكل ما يشاهد كما يعلم الجميع من الأعمدة والبلاط ومن هذا النحاس وهذه الزخرفة كلها أمور حادثة ليس هناك شيء يستحسن أو ينبغي للعاقل أن يتبرك به ، وكما قلنا فلنتبرك بالعمل بالكتاب والسنة وتطبيق الشريعة ، هناك البركة . نعم .
    42- الإسلام ليس هو الفكر الإسلام إسلام والدين دين.
    43- المحبة والرضا والرحمة كلها من صفات الله تعالى الصفات الفعلية الخبرية يجب إثباتها كما جاءت..
    44- الشيخ محمد خليل هراس ليس بالرجل الهين رجل تخصص في علم الكلام وفي المنطق وفي الفلسفة وأخذ الدكتوراه بامتياز في هذه العلوم ، وفي مدة ثلاثة أشهر عكف على دراسة كتب شيخ الإسلام كان يدرسها ليرد عليه لأنه كما قيل له عدو للمنطق والهراس ابن المنطق البار قيل له كن ابنا بارا فدافع عن المنطق ورد على ابن تيمية ، فدرس كتبه ليرد عليه فهداه الله واعترف أنه لم يفهم الدين الصحيح الذي جاء به محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا بعد دراسته لهذه الكتب فتاب وأناب وألف رسالة سماها (ابن تيمية السلفي) بها أخذ الدكتوراه وإن كان هضموا حقه لكنه أخذ وليس فرحه بأنه نال الدكتوراه من الأزهر لكن فرحه بتلك التوبة وبفهمه لمنهج السلف ورجوعه إلى ذلك ، بعد ذلك جاء إلى هذا البلد ونفع الله به كثيرا من شباب المسلمين وأنا من الذين درسوا على ذلك الشيخ رحمه الله .
    45- الوجود الواجب هو الله ، الله يقال له الواجب ويقال له واجب الوجود (الذى لا يقبل العدم) هذا تفسير لواجب الوجود ، واجب الوجود الذي لا يقبل العدم ولم يسبق بعدم.
    46- يصف شيخ الإسلام أن رئيس وحدة الوجود ابن عربي جاء بكفر أقبح من كفر كفار قريش بكفر لم يأت به كفار قريش لأن كفار قريش يؤمنون بتوحيد الربوبية مع كفرهم بتوحيد العبادة وابن عربي خرج من كل ذلك وجعل الكون كله شيئا واحدا أي نفى وجود الله الحقيقي .
    47- لا ينبغي أن يفهم أن الواجب من أسماء الله تعالى الواجب ليس من أسماء الله وإنما يذكر الواجب من باب الإخبار كما نقول هو مريد متكلم ومكون هذا الكون وصانع هذا الكون هذا كله من باب الإخبار وليس من باب الأسماء ، أسماء الله تعالى توقيفية كالصفات لا يسمى الرب سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه ، وإطلاق الواجب من باب الإخبار فهو مقابل الجائز . فالرب سبحانه وتعالى يمكن من باب الإخبار أن يقال الله سبحانه وتعالى هو المفتي في مسألة الكلالة لأنه هو الذي أفتي ، لكن المفتي ليس من أسماء الله تعالى ولكن يطلق ذلك من باب الإخبار كما قلنا ، باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء السادس



    48- إن رئيس وحدة الوجود ابن عربي الطائي صاحب فصوص الحكم ، كتاب اسمه فصوص الحكم وصاحب الفتوحات المكية كتابان كبيران فيهما الكفر البواح ، يصرح ابن عربي في الكتابين وفيما نقل عنهما بأن العبد والرب شيء واحد فيقول :
    العبد رب والرب عبد ليت شعري من المكلف
    بمعنى أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، ومن مبادئهم أو مبدؤهم الأساسي نفي الاثنينية في الكون لا يوجد في الكون اثنان الكون كله شيء واحد لذلك يقول :
    وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته
    ولعل المسلم الذي على الفطرة يستغرب أن يقول مسلم هذا القول ولكن في الواقع هذا ليس بمسلم خرج عن الإسلام خرج عن الملة ، رئيس وحدة الوجود جاء بكفر لم يأت به كفار قريش ولا ينبغي أن ينخدع المسلم بما تقوله الصوفية إنه سلطان العارفين ، ابن عربي يسمونه سلطان العارفين ، وذاك زميله ابن الفارض شاعرهم وأديبهم كل هذا من باب الجهل لأن الناس لا تدرس هذا الباب في الغالب الكثير لذلك يدافع بعض المعاصرين عن ابن عربي أنه ليس بكافر ، إن لم يكن هذا القول كفرا فأين الكفر ؟ ما معنى الكفر ؟ كفار قريش شهد الله لهم بأنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " كفار قريش يؤمنون بأن الله خالق كل شيء خالق السماوات والأرض مدبر الأمر من السماء إلى الأرض يؤمنون هذا الإيمان ، لكن إنما كفروا واستحل النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم وأُطلق عليهم أنهم كفار لأنهم لم يوحدوا الله تعالى في عبادته ، عبدوا مع الله أصنامهم وأوثانهم أي أشركوا بالله في العبادة وإلا هم يعرفون الله ، يعرفون الله تعالى أكثر مما يعرف ابن عربي وأتباعه .
    ثم إن الصوفية العادية الآن لا نحكم عليهم بما حكمنا أو بما حُكم على ابن عربي ولكن الخطأ الذي تقع فيه الصوفية ويضلَّلون من أجله يؤمنون بفكرة ابن عربي وإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة يؤمنون ويتمنون أن يصلوا لأن هذا يعتبر عندهم الوصول ، عندهم العارف بالله في أسلوبهم إذا وصلوا إلى الله تسقط عنهم جميع التكاليف لا يقال في حقه هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب ، يقول ما يشاء ويأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ليس في حقه حلال أو حرام ويترك جميع العبادات ، وليس هذا مما يحكى عن لأولين كابن عربي وابن الفارض وأمثالهم هذا وقع في هذا الوقت ، محمود محمد طه سمعت أنا بأذنيّ وهو يقول ( قمنا الليالي وصمنا النهار فسقطت عنا التكاليف ) يأمر أتباعه بالصلاة وهو لا يصلي جالس لأنه وصل ، هذا الرجل لي محاضرة ( المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية ) في الرد عليه لو اطلعتم على ما كتب وما كتبه غيري تتأكدون بأن الصوفية المعاصرة تسعى لتصل إلى ما وصل إليه ابن عربي ، فاعتقاد بأن ابن عربي من المؤمنين ومن الأولياء ومن الصالحين مغالطة ولا ينبغي التمويه على العوام بل ينبغي البيان بأن ابن عربي المنكّر كافر وليس بمؤمن ، لذلك المؤمن لا يقول هذا الكلام ، الذي ينفي الاثنينية ويجعل الكون كله شيئا واحدا فهو كافر وهو ليس ابن العربي – ننبه في كل مناسبة – ليس ابن العربي بـ ( ال ) هذا عالم مالكي سني وإن كان فيه بعض التأويلات ، وشيخ الإسلام من الذين خاضوا مع هؤلاء جميعا في المناظرات والرد عليهم لذلك يؤخذ كلام شيخ الإسلام في بيان الطوائف والفرق وحقيقتهم قضية مسلمة لأنه عايشهم وناظرهم وأفحمهم بحمد الله تعالى لأن الله فتح عليه وتبحر في جميع العلوم في المعقولات والمنقولات حتى جعله الله مدافعا عن الحق وعن العقيدة وعن الشريعة رحمه الله.
    49- في إمكان طالب العلم الصغير أن يبدأ إذا أراد أن يعرف التصوف وشطحات الصوفية يقرأ أولا كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل المصري الذي كان رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى بمكة ، ثم ينطلق منه إلى مصرع التصوف للبقاعي ، البقاعي معاصر لشيخ الإسلام في القرن السابع ، وكتاب هذه الصوفية يذكر لك جميع مراجع الصوفية وله تحقيق لمصرع التصوف ، ثم لشيخ الإسلام مجلد خاص في التصوف في ضمن المجموع ينبغي الإطلاع وقراءة هذه الكتب لئلا تكون معرفة الصوفية مجرد سماع ، ينبغي أن تكون من قراءة مراجعهم وكتبهم بالذات .
    50- القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) ينبغي أن تُحفظ هذه القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) لوازم نزولنا معروف ولوازم استوائنا معروف إذا استوى مخلوق على مخلوق لا يخلو أن يكون المستوي أكبر من المستوى عليه أو أصغر منه أو مساويا له ، القسمة ثلاثية ليست رباعية ، هذا بالنسبة للوازم استواء المخلوق ، أما استواء الخالق لا تلزمه هذه اللوازم ، استواء الله تعالى لا تلزمه لوازم استوائنا ، ونزول الرب سبحانه وتعالى لا يلزمه شيء من لوازم نزولنا ، وسمعه وبصره وكلامه كذلك ، لا يقال إذا أثبتنا له الكلام يلزم أن نثبت له مخارج الحروف ، هذا بالنسبة لتكلمنا نحن أما تكلم الرب سبحانه وتعالى حيث لا ندرك كنهه وحقيقته لا تجري عليه لوازم صفات المخلوق من الكلام وغيره ، ضبط هذه القواعد يريح طالب العلم أو يريح كل مسلم .
    51- الروح يذكر ويؤنث يقال (هذه الروح) و (هذا الروح) ، الروح التي فينا ويكون الإنسان به إنسانا لأن الإنسان مجموع الروح والجسد ، لا يقال للجسد وحده إنسان كما يقال للروح وحدها إنسان وإنما الإنسان مجموع الروح والجسد..
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزء السابعة


    52- المشاركة في الاسم العام والصفة العامة أو في المعنى العام أو في المطلق الكلي لا يُثبت أو لا يرفع المباينة ويُثبت المشابهة أو المماثلة بين الخالق والمخلوق لأن ذلك لم يُثبت.
    53- القاعدة تُحفظ بأن الله يوصف بالإثبات والنفي ، لا يوصف بالإثبات فقط ولا يوصف بالنفي فقط ولكن يوصف بالإثبات والنفي معا .
    54-(وينبغى أن يعلم أن النفى ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا) إذن النفي الذي يوصف به الرب سبحانه وتعالى هو النفي الذي يتضمن إثباتا وليس مجرد نفي.
    55- يجب أن نفرق بين الرؤية وبين الإدراك ، الرؤية شيء والإدراك شيء زائد على الرؤية ، لذلك قال :
    (إنما نفى الإدراك الذي هو الإحاطة) الإدراك الإحاطة ، قد ترى شيئا ولا تحيط به ترى الشمس فوقك ، تنظر إلى الشمس وترى لكن لا تحيط بها ، شعاعها القوي ، نورها القوي يحول بينك وبين الإحاطة بالشمس ، مخلوق من مخلوقات الله تعالى لكن لن تستطيع أن تحيط بها فكيف الرب سبحانه وتعالى ؟ إذن الرؤية أو الإدراك أمر زائد على الرؤية ، قد ترى شبحا من بعيد لا تدرك هل الشخص الذي تراه من بعيد رجل أو امرأة ، لا تدرك لكن رأيت ، إذن الرؤية تثبت ولا يلزم من إثبات الرؤية إثبات الإدراك.
    56- من الخطأ أن ينفي الرؤية بعض أتباع الأئمة الأربعة ، الرؤية تنفيها المعتزلة مع انتساب بعضهم إلى بعض الأئمة ، وتضطرب الأشاعرة في باب الرؤية اضطرابا خطيرا غير مفهوم ، يثبتون الرؤية بدون مقابلة ، ما الذي أداهم إلى هذا الاضطراب ؟
    المحافظة على مذهبهم في نفي العلو والاستواء ، نفوا العلو واستواء الله على عرشه ولكن أثبتوا رؤية مضطربة وكون الرائي يرى المرئي في غير مقابلة لا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن يساره غير معقول ، وقد قالوا قولا متناقضا ، والذي أوقعهم وغيرهم في هذا التناقض عدم التقيد بما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الباب وعدم التقيد بما عليه سلف هذه الأمة بما في ذلك الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ، ننبه هذا التنبيه خشية أن يوجد بين طلاب العلم من يطالع كتب الأشاعرة لأنها انتشرت الآن لتعلموا أن هذا تناقض وليس بصواب ما يقولون ، اضطراب وتناقض . الصحيح إثبات العلو وإثبات الرؤية معا ، كما أنهم يخافون ربهم من فوقهم يرون ربهم من فوقهم ، هذا هو الحق الذي عليه سلف هذه الأمة وأئمتها .
    57- كلمة الجهمية كما تقدم توسعوا في استعمالها ، يستعملونها في المعتزلة بل حتى في الأشاعرة لأنهم شاركوا الجهمية إما في نفي الصفات كلها أو في نفي بعض الصفات .
    58- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (القاعدة الثانية) في هذه القاعدة يبحث الشيخ عن الألفاظ ويَقْسِم الألفاظ إلى قسمين :
    - ألفاظ ورد ذكرها واستعمالها في حق الله تعالى وتعتبر ألفاظا شرعية ، وهذه الألفاظ الشرعية الحكم التصديق والتسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
    - وهناك ألفاظ غير ورادة .
    والألفاظ الغير الواردة تنقسم إلى قسمين :
    - ألفاظ لها معان صحيحة ، أو جميع معانيها صحيحة ، أي ألفاظ غير محتملة وإن لم يَرِد ذكرها في الكتاب والسنة في حق الله تعالى لا اسما ولا صفة ولكن من حيث المعنى صحيح ، هذه الألفاظ تستعمل من باب الإخبار لا من باب أنها من أسماء الله تعالى أو من صفاته كـ (القديم) و (المريد) و (المتكلم) و (الصانع) تستعل هذه الألفاظ من باب الإخبار يجوز أن يقال (الله صانع كل مصنوع) (وصانع هذا الكون) معناه الخالق ، و (مريد) و (متكلم) و (قديم) هذه الألفاظ لا تشتمل على الباطل ، المعاني صحيحة وإن كانت الألفاظ غير واردة .
    - ولكن هناك ألفاظ غير واردة وهي مجملة تشتمل على الحق والباطل ، هذه الألفاظ هي التي يتحدث عنها شيخ الإسلام في هذا الدرس .
    -
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    96- ينبغي أن يدرس طلاب العلم قسم المعاني من البلاغة يهتموا بدراسة قسم المعاني ويتحفظوا في دراسة قسم البيان لما فيه من التأويلات التي فيها التحريم ولكن دراسة قسم المعاني تجعلك تتذوق كلام الله لأن كلام الله بليغ ليس أبلغ منه افهم هنا هذه البلاغة.
    97- لا يجوز أن تقول توكلت على الله ثم عليك أو توكلت عليك ثم على الله عكست قدمت وأخرت لا يجوز مطلقا ، التوكل والحسب لا يجوز إلا لله ، توكلت على الله وحده ، وثم هنا لا تجدي ولا تنفع ، (ما شاء الله ثم شئت) لا تقس على هذا كما فعل بعض الناس هذا خطأ لأن المشيئة ثابتة للمخلوق (ما شاء الله ثم شئت) المنهي عنه الممنوع أن تجمع بين مشيئة الله ومشيئة المخلوق بحرف الواو التي تقتضي الجمع ونوعا من المساواة (ما شاء الله وشئت) هذا نوع من الشرك ذريعة إلى الشرك لكن لو قلت (ما شاء الله ثم شئت) لأن لك مشيئة تابعة لمشيئة الله تعالى لا شيء في ذلك هذا جائز لكن هل يجوز أن تقول (توكلت على الله ثم عليك) ؟ لا ، لا يجوز ، توكلت على الله وحده نأخذ من هذا الأسلوب وهذا الأسلوب متكرر في القرآن كثيرا سيمر بنا الآن (وعلى الله) وحده (فتوكلوا ان كنتم مؤمنين) إن لم تفردوا الله تعالى بالتوكل وأشركتم معه غيره في التوكل لستم بمؤمنين .
    ((وعلى الله فليتوكل المتوكلون)) كالتي قبلها تماما (وعلى الله) وحده (فليتوكل المتوكلون) لا يجوز للمتوكلين أن يتوكلوا على غير الله ولو مع الله .
    98- كثير من المنتسبين إلى العلم اليوم يفسرون لا إله إلا الله بأنه لا خالق إلا الله وتؤلف الكتب في هذا التوحيد فقط ، وربما سموا ما خالف ذلك من الأفكار الهدامة كما يقع في هذه الأيام العقيدة السلفية التي تثبت الأسماء والصفات وتدعو إلى توحيد العبادة وإلى هذا المنهج السلفي أطلق على هذا بعض الناس في بعض الأقطار في هذه الأيام أنها من الأفكار الهدامة التي تهدم الإسلام ، غريب ، أي إسلام الذي يهدم بس ؟ أين الإسلام الذي يهدم ؟ وكون الإنسان كلما خالفه يسمى إما علمانية أو أفكار هدامة هذه من الأساليب الجديدة ينبغي لطالب العلم أن يقتصد في كلامه لا تسمي كل من خالفك وغضبت عليه أنه علماني كما نسمع من بعض الناس الذين يتطرفون أو تقول إنه يحمل أفكار هدامة وإنه وإنه ، هذا لا يجوز أنت تسيء إلى نفسك من حيث لا تشعر ، والناس مهما أخطأوا ما لم يصلوا إلى درجة الشرك الأكبر وإلى درجة رفض ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام يسمون من عصاة الموحدين لا ينبغي أن يلقبوا بمثل هذه الألقاب كلهم عباد الله الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات هؤلاء كلهم الله سماهم عباده ، ينبغي التنبه لمثل هذا التطرف الذي نسمع كثيرا .
    99- رسالة ابن القيم رسالة الصلاة كثيرا ما يبدأ طلاب العلم في قراءته ويقطعون القراءة قبل أن يتموا الرسالة ويخرجون بدون نتيجة لم يفهموا هل هو مع القائلين بأن تارك الصلاة كافر أو مع الآخرين ، لأنه يسوق حجج الطرفين لذلك اعرفوا لهذا الإمام أسلوبه ، فإذا عرفت أسلوبه وتأنيت في قراءة ما كتب وجدت هناك علما شافيا وعلما نافعا رحمه الله .
    100- ولو شرع رجال التشريع تشريعا أحكاما وعقوبات مخالفة لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ودعوا الناس إلى ذلك يعتبرون أربابا من دون الله ، وقد استساغوا أن يطلق عليهم رجال التشريع وهي عبارة صعبة عند المؤمنين إطلاق رجال التشريع على الناس صعبة جدا لأن المشرع هو الله ، المشرع الحقيق هو الله وقد يأذن الله لرسوله أن يشرع ويحرم ويحلل بإذنه لأن الله جعل طاعته من طاعته "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" طاعة رسول الله من طاعة الله لذلك للنبي عليه الصلاة والسلام أن يحرم ما لم يأت تحريمه في الكتاب كما حرم لحوم الحمر الأهلية في خيبر وكما حرم الجمع بين المرأة وخالتها والمرأة وعمتها القرآن إنما حرم الجمع بين الأختين لذلك إطلاق المشرع على النبي عليه الصلاة والسلام جائز لأن الله أعطاه الطاعة المطلقة حيث أعاد الفعل في قوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" ولما وصل الأمر إلى ولاة الأمر لم يعطهم الطاعة المطلقة قال "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر" أولوا الأمر إنما يطاعون إذا أطاعوا الله ورسوله في حدود طاعة الله وطاعة رسوله ليس لهم أن يشرعوا فيطاعوا لو شرعوا تشريعا وحللوا وحرموا ووضعوا قوانين في الأحكام في العقوبات لا طاعة لهم وهم أرباب من دون الله فعبادتهم باطلة اتباعهم في التحليل والتحريم والتشريع والتبديل ووضع العقوبات الجديدة المخالفة لشرع الله تعالى اتباعهم في ذلك يعتبر عبادة لهم ويعتبر شركا أكبر ، ليس الشرك أن تسجد لغير الله وتركع وتذبح وتستغيث فقط ، إن اتبعت غير الله في التشريع في التحليل والتجريم قد أشركت وجعلت ذلك المشرع المحلل المحرم شريكا لله تعالى لذلك يقول الشيخ رحمه الله (والدين الحق أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ما شرعه الله) .
    101- العقيدة النافعة هي العقيدة التي جاء بها محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وورثها لأصحابه وأصحابه نقلوها إلى التابعين ثم إلى تابعي التابعين فبقي على هذا العقيدة الفرقة الناجية التي لازمن ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وإن خالفهم من خالفهم وخذلهم من خذلهم وقد بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام "لاتزال طائفة من أمتي منصورة على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم" فيه إشارة إلى من يخالف الطائفة الناجية والفرقة الناجية كثيرون والفرقة الناجية كما قلنا غير مرة كما أثبتت التجارب في هذا الوقت تكثر في مكان وتقل في مكان ليست مجتمعة في مكان معين بل موزعون في أقطار الدنيا ومن يتتبع أخبارهم وأحوالهم ويتعرف عليهم يجدهم متفرقون في الدنيا ولكن متحدون في المنهج على العقيدة الواحدة والمنهج الواحد وهم يؤذون في كل مكان ويخالَفون وكثير من يخالفهم ويؤذيهم ويحاول خذلانهم إلا أنهم يبقون كما وعد الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام "حتى يأتي أمر الله" المراد بأمر الله عندما يرسل الله تلك الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين حتى لا تقوم الساعة إلا على لكع بن لكع لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله ، يقبضون جميعا إلى تلك اللحظة الطائفة المنصورة تبقى متفرقة في أنحاء الدنيا تكثر هنا وتقل هناك ولكنها تتجاوب ، هكذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله، وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال، يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع والأصول قد يصوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق وفي زعمه إذا فعل ذلك سوف يفوت على الله, قال لأن قَدِرَ الله عليَّ ليعذبني عذابا لم يعذب أحداً قبلي أو كما قال. يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى. وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على، هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول: أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة, الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا، كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ، التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف، منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله، التفويض تفويضان: تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه، وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم، السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم، مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة، وهذا الخطأ فشى للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: - اللهم اهدي قلوبهم -.

    شريط مفرغ

    قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الأنبياء جاها والتوسل بجاه الصالحين وبحرمة القران هذه الألفاظ الطيبة التوسل بها مبتدع، توسل مبتدع لا يقال شرك بدعة عملٌ احْدِثَ في الإسلام ولا اصل له ولا ينبغي الاغترار بكثرة من يستعمله ولا ينبغي التفرد إلى تجرد انه شرك أو كفر بل بدعة تصحح.

    شريط مفرغ

    قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    فقد ظهرت واشتهرت بعد انقراض القرون الثلاثة المفضلة فيحدثنا عن نشأتها شيخ الإسلام ابن تيمية كما يعين لنا مكان نشأتها وملخص حديثه إن الصوفية ظهرت أول ما ظهرت في البصرة بالعراق على أيدي بعض العباد الذين عُرفوا بالغلو في العبادة والزهد والتقشف المبالغ فيه بل لقد زين لهم الشيطان أن يتخذوا لباس الشهرة فلبسوا الصوف وقاطعوا القطن بدعوى أنهم يريدون التشبه بالمسيح عليه السلام هكذا تقول الرواية فنسبوا إلى الصوف فقيل لهم الصوفية فدعوى أنهم منسوبون إلى أهل الصفة أو إلى الصف المتقدم دعوى باطلة يكذبها الواقع واللغة ولما سمع بعض السلف أن قوماً لازموا لباس الصوف زاعمين التشبه بالمسيح عليه السلام قالوا : هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا وهو يلبس القطن وغيره ينسب هذا الكلام إلى ابن سيرين رحمه الله ويروي لنا شيخ الإسلام أن مدينة البصرة قد عرفت من تلك الفترة بهؤلاء المتصوفة وتصوفهم كما عرفت الكوفة بالفقه والآراء والقضاء حتى قيل عبادة البصرة وفقه الكوفة .
    هكذا ظهرت جاهلية التصوف ومن هذه المدينة انتشرت .
    ولو رجعنا إلى الوراء في تاريخنا الطويل لوجدنا أن هذه البدعة التي تسمى بالتصوف اليوم قد أطلت برأسها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أنها قمعت عند أول ظهورها أو التفكير فيها وذلك عندما جنح بعض الناس إلى نوع من الرهبانية فذهب ثلاثة أشخاص من الصحابة إلى بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا ن عبادته عليه الصلاة والسلام فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي رأوا أن ما يفعله الرسول من العبادة قليل فهم يريدون أكثر من ذلك فقال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثاني : وأما أنا فأقوم الليل ولا أنام ، وقال الثالث : وأما أنا فلا أتزوج النساء فلما بلغ ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام طلبهم فأتي بهم فقال :" أنتم الذين قلتم كذا وكذا " فلم يسعهم إلا أن يقولوا نعم فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :" أما والله إني لأعبدكم وأخشاكم لله ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
    هذه الواقعة رويناها بالمعنى تقريباً وهي عند الشيخين وبعض أهل السنن
    ومما يلاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام استخدم في إنكار هذه البدعة أسلوباً لا نعم أنه كان يستخدمه عندما يبلغه أن إنساناً ما ارتكب مخالفة أو أتى معصية بل كانت عادته الكريمة المعروفة أنه في مثل هذه الحالة يجمع الناس فيوجه إليهم كلمة عامة واستنكاراً وتوبيخاً لا مجابهة فيه كأن يقول :" ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا " وقد كان هذا الأسلوب كافياً للردع والإنكار مع ما يتضمنه من الستر على مقترف تلك المعصية
    ولكننا رأينا الرسول عليه الصلاة والسلام هذه المرة يطلب حضور الثلاثة الذين جنحوا إلى ما يسمى ( التصوف ) اليوم ثم يسألهم أنتم الذين قلتم كذا وكذا ثم يعلن لهم أنه أعبدهم وأخشاهم لله مؤكداً ذلك بالقسم كأنهم لا يعلمون ذلك تقريعاً لهم وتوبيخاً فأشعرهم أن الأساس في العبادة الاتباع دون الابتداع وأن الكيفية مقدمة على الكم المخالف للسنة ثم يختم التوبيخ بالبراءة أي الإخبار أن من رغب عن سنته وهديه ليس منه ولا هو على دينه الذي جاء به من عند الله .
    ومما ينبغي التنويه به هنا أن حسن النية وسلامة القصد والرغبة في الإكثار من التعبد كل هذه المعاني لا تشفع لصاحب البدعة لتقبل بدعته أو لتصبح حسنة وعملاً صالحاً لأن هؤلاء الثلاثة لم يحملهم على ما عزموا عليه إلا الرغبة في الخير بالإكثار من عبادة الله رغبة فيما عند الله فنيتهم صالحة وقصدهم حسن إلا أن الذي فاتهم هو التقيد بالسنة التي موافقتها هو الأساس في قبول الأعمال مع الإخلاص لله تعالى وحده .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    سائل آخر يسال ما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في العقيدة، وفي التفسير، وفي الحديث وعلومه، وفي الفقه؟

    الجواب:

    أول رسالة أنصح بها لمن يريد أنْ يبدأَ في طلب العلم أن يحفظ الأصول الثلاثة وأدلتها وأركان الصلاة وواجبات الصلاة وشروط الصلاة فهي نسخة جامعة لهذه المعلومات، مع القواعد الأربعة، ويستحسن أن يحفظ أيضا شروط "لا إله إلا الله" ونواقض"لا إله إلا الله" فينبغي أن يحفظ هذه المسائل حفظا جيدا، ثم يعرض على طلاب العلم ليأخذ العلم من أفواه الرجال لا من بطون الكتب, وبعد هذا إن تيسر له أن يحفظ كشف الشبهات فَحَسَنُ ولكن الكتابَ الذي لا بد منه ان يحفظ فيدرس طالب العلم في باب العقيدة خصوصاً في توحيد العبادة وتوحيد الحاكمية بالأسلوب الجديد هو "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" كتابٌ عظيمٌ وهو عبارة عن الآيات المختارة من كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية وآثار بعض أهل العلم، وهو كتاب نفع الله به كثيرا فننصح شبابنا أن يهتموا بهذا الكتاب حفظا وفهما وبالنظر في شروحه حتى يكونوا على يقين في هذا الباب باب العقيدة، ثم بعد ذلك بالنسبة لتوحيد الأسماء والصفات فعلى الطالب الذي لديه نهمة شديدة في العلم أن يحفظ متن الواسطية أو أن يدرس فيفهم ثم تلك الرسائل التي جُمِعَتْ تحت عنوان " مجموع فتاوى شيخ الإسلام" في هذا المجموع رسائل مهمة جدا ينبغي ان يدرسها طالب العلم واذا أراد ان يتوسع في كتابٍ مؤلفٍ في باب الأسماء والصفات – بتوسع - عليه أن يدرس شرح الطحاوية لأن صاحب شرح الطحاوية نقل كتابه كله أو جلّه من كتب شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب ابن كثير وهو كتاب جامع ومفيد.

    وأما بالنسبة للتفسير فينبغي أن يبدأ طالب العلم الصغير بتفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله لأنه مختصر ومنهجه معروف منهج سلفي فإذا كان لديه إطلاع على فروع اللغة العربية وكان متمكنا من اللغة وَوُفِّقَ إلى مدرسٍّ ومفسر سلفي فعليه أن يدرس فتح القدير للشوكاني وإنما تحفّظت هذا التحفظ وشرطت هذه الشروط لأن الإمام الشوكاني على الرغم من سعة علمه وحسن تأليفه خصوصا في فتح القدير ونيل الأوطار لم يسلمْ من تأويل بعض النصوص والصفات؛ لئلا ينطلي عليه هذا ينبغي أن يختار المفسر السلفي فيدرس هذا الكتاب؛ لأنه يعينه على تذوق كتاب الله تعالى إذ ينبهه على أوجه الإعراب وأحيانا على النكت البلاغية ثم التفسير المشهور عندنا هو تفسير ابن كثير لا بأس أن يدرس المختصرات التي اخْتُصِرتْ من هذا التفسير حتى يتوسع فيما بعد وكل ذلك كما قلت لا ينبغي أن يكتفي طالب العلم بالمطالعة بل لابد من العرض على أهل العلم, وأما الحديث وعلومه وينبغي أن يدرس علوم التفسير أيضا فمن علوم التفسير فن التجويد ومن علوم التفسير فروع اللغة العربية كلها من علوم التفسير.

    ثم يدرس الحديث فيحفظ المتون كما ذكرنا في الليلة الماضية بدءا من الأربعين النووية وعمدة الأحكام وبلوغ المرام ثم ينظر في الشروط ويعرف هذه الكتب ويدرسها على أهل الاختصاص.

    والفقه وإن أراد التوسع طالب العلم ويطلع على خلافات أهل العلم الفرعية فعليه أن يحفظ من كل مذهب من المذاهب الأربعة مَتْنَاً وألا يعوّد نفسه التمسك بمذهبٍ معين لأن الفقه الصحيح هو ما درسه في عمدة الأحكام وبلوغ المرام "فقه السنة" وبعض كتب الإمام الشوكاني شريطة كما قلتُ عدم التعصب لشخصٍ معين أو لمذهبٍ معين بل يكون هدفه طلب العلم.

    "28" سؤالاً في الدعوة السلفية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    سائل يسأل فيقول: - هذا السؤال من أسئلة مدينة الخرج- نجد كثيرا من الشباب هداهم الله إلى الحق يتهمون علماء أهل السنة والجماعة بالمداهنة والعمالة للدول، ليس لدولة معينة للدول أفلا يَرِدُ على هؤلاء قوله عليه الصلاة والسلام:( من قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج) ردغة الخبال:عصارة أهل النار، فيطلب السائل التعليق على هذا الحديث..

    مما ابْـتُلِيَ بِهِ شبابنا في هذه الأيام بسبب هذا التهييج السياسي المحيِّر أوقع هذا التهييج كثيرا من شبابنا من الوقوع في أعراض كبار العلماء - أهل الفتوى والقضاء والعلم العلماء-، العلماء الربانيون الذين يستفيدوا من علمهم المسلمون في الداخل والخارج يُتْهَمُون بالمداهنة والعمالة، ومعنى المداهنة والعمالة في لغة هؤلاء:"أن من لا يسب الحكام ومن لا يسيء إليهم ومن لا يتتبع هفواتهم وأخطائهم ومن لا يشهِّر بهم ومن يذكرهم بخير ويقدم لهم النصح ويدعوا لهم" هذا معنى المداهنة في لغة هؤلاء ومعنى العمالة.

    كم أفسد التهييج السياسي قلوب الناس؟؟!! إذا وقع مفهوم المداهنة عند الشباب أن أي عالم يذكر الحكام بخير ويدعو لهم ويذكر ما لهم من المحاسن الواقعة الملموسة، و يكف عن التشهير بهم في محاضرته في خطبه ويحاول أن يقدم النصح بأي طريقة فيما هو واقع من الأخطاء والتقصير والمخالفات والمعاصي المنتشرة ولا يقف موقف التشهير ولكنه يقف موقف النصح إما مباشرة أو بواسطة، إذا كان من يقف هذا الموقف يتهم بالمداهنة، هذا هو الموقف الشرعي التليد الذي يأمر به الإسلام وهو عدم التشهير بالحكام وعدم الوقوع في أعراضهم وعدم إثارة السفهاء ضدهم وتقديم النصح لهم بأي وسيلة من الوسائل الممكنة والدعاء لهم وذكر ما يقومون به من المحاسن وخدمة الإسلام فإن كانت هذه هي المداهنة فجميع علماء أهل السنة والجماعة الذين جانبوا التهييج والإثارة كلهم مداهنون وكلهم عملاء ويتصفون بالعمالة، العمالة هذه أسلوب جديد!! وعلى كلٍّ هذا الموقف مؤسف جدا لأنه تصورٌ ما كنا نتوقع أنه يقع بين شبابنا مثل هذا التصور؛ ولكنه وقع، السبب تساهل دعاة الحق في أول الأمر عندما بدأ المهيِّجون يعملون في صفوف الشباب، تساهل دعاة الحق وتركوا لهم الميدان، خلا لهم الجو حتى افسدوا قلوب كثيرٍ من الشباب فأبعدوهم من العلماء، فضربوا الشباب بعضهم ببعض ووزعوهم على الانتماءات: إخواني، سروري، تبليغي، تحريري، نِسَبٌ ما كنا نعهدها في هذا البلد، هذا البلد عُرِفَ بالوحدة والتوحيد منذ أن جَدَّدَ الله لهم دينهم بهذا التجديد المبارك، عُرِفَ هذا البلد بالوحدة وحدة الصف وبالتوحيد وبالتحابب وبالتعاون؛ لكن قدر الله وما شاء فعل.

    وعلى كلٍّ لا نيأس؛ لأن الأمر ليس بعامٍّ يوجد بحمد الله عدد كبير جدا من شبابنا الصالحين كما استنتجتُ ذلك من لقاءاتٍ متكررة في مدينة الرياض وفي الخرج وجدتُ أن عددا كبيرا من الشباب يسيئهم هذا الموقف؛ ولكن وجود عدد قليل في شبابنا يحملون هذه الفكرة يُحْزِنُ جداً وان كان العدد قليل، فينبغي الحرص على نصحهم وإصلاحهم وهذا واجب طلاب العلم وواجب العلماء وواجب العقلاء، أحياناً بعض العقلاء وإن كانوا أقل علماً من العلماء قد ينفع الله بهم كثيرا - العقل نور - الإنسان العاقل والوالد العاقل والأستاذ العاقل وان كان قليل العلم قد يصلح ما لا يصلح كثير ممن لديهم علم كثير؛ لذلك يجب التعاون بين العلماء وبين العقلاء للإبقاء على شبابنا وللقضاء على هذه الفتنة، فتنة التهييج.

    الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    سائل آخر يسال عن حكم الغيبة وهل تقييم الرجال أن تُذْكَرَ عيوبهم وأخطاؤهم دون أن تذكر محاسنهم؟؟ وهل ذكر أخطائهم من الغيبة؟؟

    الجواب:

    هذه مسالة عظيمة جدا وفقهية يجب أن يفهم طلاب العلم يوجد فرق بين التقييم والتحذير، فموقفنا هنا عندما نتكلم في هؤلاء الذين يتهجمون على الإسلام عقيدة وشريعة ويتهجمون على كتب العقيدة موقفنا موقف الدفاع وليس موقف التقييم لأننا لا نقيم هنا حتى نتتبع حسناته وسيئاته ولكننا ندافع عن العقيدة وعن الإسلام فهؤلاء الذين يريدوا أن يغيروا الإسلام باسم التجديد يسموهم مجددين وهم مغيرين وينالون من العقيدة وينفرون من العقيدة فالكلام في هؤلاء ليس بغيبة بل نصيحة، هو نصيحة للشباب ونصيحة للمسلمين ونصح لدين الله ونصح لكتاب الله ونصح لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لأن هؤلاءِ ينالون حتى من رب العالمين ومن صفاته وينالون من رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن أصحابه وينفرون المسلمين من عقيدتهم.

    فالكلام في هؤلاء أقرب ما يكون من باب الجرح والتعديل، فعلماء الجرح والتعديل هم ناصحون، ناصحون للمسلمين، وناصحون للسنة، ومدافعون عن السنة، فهم يقولوا فيمن يكذب عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أكثر مما قلنا في هؤلاء ويقولون في الوضاعين والكذابين ويسمونهم بأسمائهم: ففلان كذاب، وفلان وضَّاع، وفلان مُدَلِّسْ وفلان رافضيٌ خبيثٌ.. وهكذا يستعملون هذه الألفاظ لأولئك الذين ينالون من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ويكذبون على رسول الله عليه السلام.

    وأكثر من يكذب على الرسول هم الشيعة ثم الصوفية، والصوفية تندرج في الدرجة الثانية بعد الروافض، فالصوفية كذبوا ولكن حاولوا أن يعالجوا كذبهم قالوا:"نحن ما نكذب على الرسول نكذب له هو "، يكذبون للنبي عجباً !!! هل النبي بحاجة إلى أن تكذبوا له؟؟!!! النبي الذي أكملَ اللهُ له لدين في حجة الوداع فتأتوا بعد ذلك تكذبوا له، فلا تكذب له لستَ بمشكور، لا تكذب له وإنما تكذب تظلم نفسك.

    الشاهد يعتبر كلامنا في هؤلاء من هذا الباب فلا غيبة ولا حب التشهير ولا حب النيل منهم بل نتمنى من كل قلوبنا لو أنهم اهتدوا لتركوا هذا الموقف وذكرتُ لكم أن بعضهم كنتُ أعرفهم عندما كان مستقيما كنت أحبه في الله ولكنه انحرف فحارب الإسلام حربا شعواء فكرهته في الله كما كنت أحبه في الله، فيجب أن انصح الناس من شره وانفر الناس من كتبه ومن أشرطته وأُبَيِّنَ ما فيها نصحاً للمسلمين وأداءً لواجب النصح، أما كونهم يعدون هذا غيبة لا، ليس هذا من الغيبة في شيء.


    الأجوبة الذهبية على الأسئلة المنهجية
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •