سائل يسال فيبين وجهة نظره فيقول لماذا لا ترسل إلى الشيخ ناصر رسالة توضح له أخطائه وترى ماذا يرد عليك؟؟

الجواب:

سؤالك وجيه؛ ولكني عاشرت الشيخ كثيراً ولو أرسلتُ له رسالة سوف لا يَرُدُّ هذا جانب من الجوانب هذا حسب تجربتي.

الجانب الثاني إني علمت بعد أن انتشر شريطه ما حصل في نفوس شبابنا من التشويش والبلبلة لذلك رأيت أن أبادر.

ممكن أن نزيد نقطة ثالثة في الجواب وإني عازم سوف أرسل له كلامي هذا في شريط سأرسله للشيخ فانتظر منه الجواب.

لا يهمك ما بيني وبين الشيخ أيها السائل كن مطمئنا.

استصعب بعض الحضور كلمة الإرجاف

استصعابك في محله وإن كنت أنا لا أحب أن اقرأ كل ما كتبت ولكن العاطفة شيء وبيان الحق شيء آخر، عندما يسمع إنسان عادي - لا يعرف أبعاد هذه الفتنة - عندما يسمع وهو خارج البلاد قول الشيخ إن الأمريكان احتلت السعودية وإن احتلال الأمريكان للسعودية أفظع وأشد من احتلال العراق للكويت أليس في هذا إرجاف وأي إرجاف بالنسبة لمن يعيش بعيدا عن هذه المنطقة ولا يعرف أبعاد ما يجري، إرجاف واضح.

وأما ما يحصل من النتيجة ضد الشيخ من هذا التعبير هذا لا يُلْتَفَتُ إليه لأن كل من كتب كتابا أو قال قولا أو سجل شريطا؛ قد اسْتُهْدِفَ للناس لابد أن يقال فيه شيء وأنا متأكد سوف يقول بعض الناس فيَّ مثلما قلته في الشيخ ناصر، لا استبعد ذلك فَلْيُقَلْ وهذه سنة الله في خلقه لابد منه ولذلك ادعوكم إلى الابتعاد عن العواطف، عاطفة المحبة والتقدير كما قلت في مطلع كلامي

إن أكثركم لا تعرفون الشيخ كمعرفتي لست أدري هل تحبونه كمحبتي وتقدرونه كتقديري

ولكني قلت في مطلع كلامي ما قال العلامة ابن القيم في شيخ الإسلام الهروي شيخ الإسلام حبيب والحق أحب.



﴿2﴾ سائل يسال يقول قرأ كلاما لشيخ الإسلام بأن الاستعانة بالكافر لا تجوز.

فلنفرض بأنك لست بواهم وأن هذا الكلام صَدَرَ من شيخ الإسلام، القضية الآن ليست قضية مقارنة بين قول إمام وإمام أو بين قول عالم وعالم وإنما القضية قضية الفحص في النصوص والأحاديث التي ظاهرها التعارض كيف يخرج بالنتيجة منها وإذا اختلف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم فلا غرابة يقع هذا كثيرا اضرب لكم مثالا واحدا في مسألة فسخ الحج إلى العمرة يرى ابن القيم وجوب الفسخ إلى العمرة دائما وأبداً إلى يوم القيامة ويرى شيخ الإسلام أن وجوب الفسخ كان خاصا بأولئك الركب من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والاختلاف بين العلماء في القضايا الاجتهادية لا غرابة فيه ولكن القضية التي حَرَّكَتْنَا إعراض الشيخ ناصر عن جميع الأحاديث إلا الحديث الذي تعلق به الذي يرى مَنْ قَبَله من الأئمة أنه منسوخ هذا جانب، والجانب الثاني قوله:"الزمن ليس زمن جهاد بل الزمن زمن فتنة، كونوا أحلاس بيوتكم" وعجباً!! إذا قلتَ للمسلمين:"كونوا أحلاس بيوتكم" وقلت للسعودية:"لماذا هذا الاستعداد والاعتداء لم يقع بعد" لو كان هذا الكلام من غير الشيخ ناصر يقال إنه أعطى الضوء الأخضر للعراق لاحتلال السعودية بكل سهولة، فهل نَوَّمَ المسلمين جميعا لا تتحركوا وقال للسعودية لماذا هذا الاستعداد لم يقع الاعتداء حتى يدخلوا، لو كان هذا الكلام من غير الشيخ ناصر لَفُسِّرَ هذا التفسير وهو كلام خطير ليس بالأمر الهين، انظروا إلى القضية نظرة جدية ليست مجرد جدال.

على كلٍّ الأوراق التي قُدِّمَتْ هذه أكثرها فليسمحوا لي أصحابها

﴿3﴾ إخوة تأثروا للشيخ ناصر وغلبت عليهم العاطفة كانوا يتمنون ألا يقال في الشيخ ناصر شيء هذه محاولة فاشلة.

أيها الشباب شيخ الإسلام ابن تيمية يعتبر شيخاً لجميع السلفيين الذين جاؤوا بعده بما فيهم الشيخ ناصر الألباني لأن ابن تيمية جدد هذا الدين في القرن السابع بعد أن كادت تُنْسَى العقيدة الإسلامية، جاهد جميع الفرق الضالة وحافظ لنا على هذه العقيدة، مع ذلك إلى يومكم هذا يوجد من يطعن فيه مع مكانته العلمية وشهرته وكثرة مؤلفاته وكثرة إطلاعه على المنقولات و المعقولات معا واعتراف الجميع الخصم وغير الخصم بأنه من أعلم الناس في وقته.

كونكم تحاولوا ألا يقال شيء في الشيخ ناصر، لا تحاولوا هذه المحاولة ولكن؛ تعصبوا للحق ولا تتعصبوا للرجال وهل فيما ناقشته بصرف النظر عن التعبير وعن الألفاظ وهل هذه المعاني التي أخطأ فيها الشيخ أنتم مقتنعون بأنها خطأ؟؟ إذا كنتم غير مقتنعين لا تكتبوا:"لا تقل في الشيخ كذا وكذا" لكن؛ قولوا أنت أخطأت في هذا والصواب مع الشيخ، اكتبوا مثل هذا، هكذا طلاب العلم يناقشون المسألة اتركوا الأشخاص، عليكم بمناقشة المسائل العلمية، قلت لكم فيما تقدم الحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق، ناقشوا المسألة مناقشة علمية لا تكونوا عاطفيين وقد قلت وكررت

لستم بأعلم من الشيخ ناصر بأكثر مني وقد تزاملنا في العمل في المدينة المنورة، وفيما اعتقد لا تحبونه أكثر مني وكلامي في الشيخ ناصر ومناقشتي له بهذا الأسلوب لا ينقص ما عندي من محبتي وتقديري للشيخ ناصر ولكني أحبه فاقدره فأناقشه مع ذلك فيها فواكه.

﴿4﴾ سائل يسأل -هذا هو السؤال العلمي المطلوب الإجابة عليه- يقول قلت هناك فرق بين الحاجة والضرورة وهل يمكن التوضيح؟؟

أي نعم يمكن، الحاجة إن احتجت مثلا للطعام أو لشرب الماء بحيث إذا لم تأكل أو تشرب لا تخاف الهلاك على نفسك أي فيك رغبة في أن تأكل أو تشرب، هذه تسمى حاجة وإذا احتجت للطعام بحيث يغلب على ظنك أنك إن لم تأكل تهلك هذا يسمى اضطرار وما نحن بصدده من النوع الأخير لا من النوع الأول أي الاضطرار بمعنى لولا الله ثم المبادرة بالاستعانة بالقوات القوية لكنتم تعيشون اليوم غير هذه الحياة.

يجب أن يفهم كل عاقل هذا المعنى لأن العدو كان عازما على أن يفعل بهذا البلد ما فعله بالكويت وكان يعلم مِنْ نفسه أنه يملك سلاحاً خاصاً لا تملكه دول المنطقة كلها وكل من له خبرة يعلم ذلك.

إذن ما وقع من الاستعانة بالكفار من باب الضرورة لا من باب الحاجة.

﴿5﴾ الذي يظهر من سؤال هذا السائل أنه لا يفرق بين المودة والولاء وبين التعامل والاستعانة؟؟

بينهما فرق كبير التعاون مع الكفار والتعامل معهم جائز بالإجماع وقد وقع ذلك في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وكان يوجد في المدينة اليهود والمنافقين والمسلمون يتعاملون معهم.

التعامل والتعاون شيء والمودة والحب شيء آخر فوق ذلك، يجب أن تفرق بين الأمْرَيْن أيها السائل لئلا تقع في سوء ظن بأن ما وقع من باب الولاء والمودة لا.

وأنت تعلم تماما ما مِن دولة من الدول الإسلامية العربية وغير العربية يوجد في مصانعها الحربية عدد من الخبراء الكفار، وهل استقدموهم لمحبتهم أو لحاجتهم إليهم؟؟ للحاجة أَقَلَّ من الضرورة، ولماذا سيتنكر هذا الموقف فقط فوجود الخبراء بالآلاف في جميع المصانع الحربية لجميع الدول لم يستنكر المسالة فيها هوى.

﴿6﴾ سائل يسأل- ويسمي سؤاله مهم جداً إذا كان وقتكم يسمح- يقول لم تتكلم في سؤال الكويت الذي قال:" يريد دولة إسلامية في الكويت" فيقول السائل وضحك الشيخ ناصر رحمه الله من الشاب الكويتي؟

هذا السائل صاغ السؤال بالمعنى ولكنه لم يُوَفَّقْ كل التوفيق في صياغة السؤال.

السؤال ورد للشيخ هكذا شبيبة من الكويتيين يريدون محاولة إقامة دولة إسلامية في الكويت، أي يريدون أن ينتهزوا فرصة هذه الهزة لعل هذه الهزة تؤثر في المسئولين فيتوبون إلى الله فمن التوبة إلى الله تحكيم الشريعة بين عباد الله وفي أرض الله، هناك شبيبة من الكويتين يحاولون هذه المحاولة مع المسئولين أي أن يقولوا لهم:"إن رَدَّ الله علينا بلادنا فَلْنُقِم دولة إسلامية".

هذه المحاولة كلنا إذا سمعنا نجدها مقبولة وليست بمرفوضة ولكن الشيخ مثلما قال السائل:"أجاب عليه بجواب فيه نوع من السخرية" أين كان هؤلاء من قبل؟؟ لماذا لم يحاولوا هذه المحاولة من قبل؟ وهل كان هذا قبل هذا؟ جواب من هذا القبيل وأنا لا أستحسن بمثل الشيخ ناصر أن يَرُدَّ بمثل هذا الجواب، مثل الشيخ ناصر شخصية إسلامية لامعة واضحة كان المفروض يرحب بمثل هذا السؤال بل عليه أن يوجه خطاباً خاصا إلى الحكام الكويتيين وغير الكويتيين من الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فيذكرهم بالله لعل الذي وقع علينا من هذه المصيبة العامة من أثار ذنوبنا فتعالوا بنا نرجع إلى الله فنعاهد الله بأن نُحَكِّمَ شريعة الله بين عبيد الله في أرض الله، كم كان جميلا ومقبولا لدى الجميع لو أن الشيخ ناصر سلك هذا المسلك فوجه مثل هذا النداء إلى الحكام المسلمين في كل مكان بدءا بالحكام الكويتيين، الشيخ ناصر ليس بإنسان عادي بل هو عالم جليل مرموق، مثله يوجه مثل هذا النداء ولكن لا يرد على الشبيبة بمثل ذلك الجواب لاشك أن ذلك الجواب من الهفوات.


﴿7﴾ سائل يسال عن حديث:(كونوا أحلاس بيوتكم) مناسبة هذا الحديث؟؟

الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحدث عن الفتن التي ستقع، فالرسول عليه الصلاة والسلام اللهُ أطلعه على بعض المغيبات كما نؤمن جميعاً، وعندما حدثهم أي الصحابة عن وقوع بعض الفتن، فسألوا ماذا يصنعون نروي الحديث بالمعنى لا باللفظ، قال لهم:(كونوا أحلاس بيوتكم) أي لازموا بيوتكم ولا تشتركوا في الفتن وهذا قطعا كما فهم علماء الحديث عندما تقع فتنة بين فئتين مسلمتين مجتهدتين كتلك الفتن التي وقعت بين الصحابة.

وأما عندما تقع الفتن مثل اليوم بين ظالم ومظلوم وأنت تعرف الظالم من المظلوم ليس هذا مراد الحديث بل هنا كما قلت سابقا يأتي دور قوله عليه الصلاة والسلام:(انصر أخاك ظالما أو مظلوما) فيجب أن نضع النصوص في مواضعها ولا نضرب ببعضها ببعض.

وبعد نحمد الله على ما يسر ونؤخر بقية الأسئلة إلى وقت آخر واكتفي بهذا المقدار أما ليلة غد إن شاء الله فليلة الدرس انتهت المحاضرات والمناقشات فمن الآن وصاعدا نحن ندرس في عقيدتنا ونكتفي بما حصل من المناقشة في هذه الآراء مع الإجابة على بعض هذه الأسئلة التي في يدي إن تيسر ذلك.

تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء مع الشيخ ناصر الدين الألباني