النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    العقيدة أولاً

    الحمد الله رب العالمين وصلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

    أما بعد:

    أيها الإخوة الحضور لعلكم قرأتم العنوان عنوان الحديث معكم في هذه الليلة المباركة إن شاء الله:

    هذا هو عنوان الحديث، اخترتُ هذا العنوان نظراً لِقِلة الحديث حول العقيدة، المشاكل التي يعيشها المجتمع الإسلامي كثيرة والحديث عنها كثيرٌ أيضاً، نسمع في الاذاعة ونقرأ في الصحف، الكلام حول المشاكل المتنوعة التي يعيشها المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، مشاكل الربا ومشاكل التهاون بالأمر والنهي عن المنكر ومشاكل علاقة الجار بالجار ومشاكل تربية الشباب، مشاكل كثيرة والكلام حولها كثير؛ ولكن العقيدة وبيانها وتحقيقها والدعوة إليها يقل الكلام حول هذا الموضوع مع أهميته ومع العلم أنه هو الأصل قبل جميع المشاكل التي أشرنا إليها، هذا هو الذي جعلني اخترت هذا العنوان لحديثي معكم.

    العقيدة في اللغة هذه اللفظة لها عدة معانٍ، من عقد يعقد من ذلك عقد النكاح وعقد (...) وعقد العهود وعقد الحبال في الأمور الحسية ومنها عقد البيوع، العقد يستعمل في الأمور الحسية والأمور المعنوية بمعنى الربط والشد ويؤخذ مِنْ هذا المعنى الاصطلاحي وانطلاقاً من هذا المعنى اللغوي العقيدة معناها عقد القلب والتصميم الصادق الذي لا يخالطه شك في المطالب الإلهية أن يعقد الإنسان ويعزم عزماً لا يتردد فيه فيما يتعلق بالمطالب التي بينه وبين ربه سبحانه وتعالى، المراد بالمطالب الإلهية: توحيد العلم والمعرفة ويشمل توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد القصد والطلب وهو توحيد العبادة والنبوات وأمور المعاد كالبعث بعد الموت وما يترتب على ذلك وما يتبع ذلك، والعقيدة في أفعال العباد والعقيدة في تعريف وتحقيق الإيمان والعقيدة في الجنة والنار كل هذه عقائد لا يستغني عنها مَرءٌ بحياته، ولو استغنى عن أمور أخرى؛ ولكن لا غنى له ليصبح – مسلم- مؤمن يؤمن بربه سبحانه وتعالى لابد له من هذه العقيدة.

    أما توحيد الله تعالى في ربوبيته فأمر لا إشكال فيه يستوي فيه المؤمن والكافر:) وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.. ( (لقمان: 25) حتى الكفار الذين استحل النبي صلى الله عليه وسلم دمائهم وأموالهم، يؤمنون بأن الله وحده خالق السماوات والأرض مدبر الأمر من السماء إلى الأرض، خالق الكون والمتصرف في هذا الكون، هذا المقدار يشترك فيه الكافر والمؤمن من التوحيد ومن العقيدة.

    وأما توحيد الأسماء والصفات أي نثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه من صفات الكمال وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال، فهذا النوع أيضاً لَمْ يقعْ فيه نزاع لأن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ القرآن على قومه فسمعوه ولم يعترضوا على سَمَعِ الله وبصره وعلى قدرة الله وإرادته وعلى أنه سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة لفصل القضاء كما يليق به وعلى أنه مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله - كما أخبر عن نفسه- وأنه عليم حكيم لم يعترضوا عندما سمعوا القرآن من رسول الله عليه الصلاة والسلام، بمعنى إنهم مُسَلِّمُون له كما سلموا بتوحيد الربوبية.

    ولكن النوع الذي وقعت فيه الخصومة والعداوة الشديدة بين النبي صلى الله عليه وسلم وقومه وبين جميع الأنبياء وأقوامهم وبين المصلحين وأممهم، ولا تزال تقع الخصومة والخلاف في ذلك وهو توحيد القصد والطلب أي توحيد العبادة أي إفراد الله تعالى بالعبادة وتَصَوُّرُ معنى العبادة وتَصَوُّر معنى الشرك وتَصَوُّر معنى إفراد الله تعالى بالعبادة، هذا النوع لم يزل - وفيما اعتقد- لا يزال محل إشكالٍ دائماً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر "أنه لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" أي جماعات من أمتي الأوثان، الأوثان جمع وثن والوثن كل ما يعبد من دون الله.

    المشكلة التي نعانيها مع مجتمعنا المجتمع الإسلامي -اقصد بصفة عامة - تصور معنى العبادة، إن كثيرا من الناس يتصورون أن العبادة هي الصلاة والزكاة والصيام والحج، إذا أدى هذه الأركان كما يؤديها غيره ولو على طريقة تقليدية رأى نفسه أنه عَبَدَ الله وأدى ما عليه من العبادة ولا يبالي بعد ذلك، كونه إذا اشتدت به الأمور يستغيث بغير الله يجأر باسم غير الله ويتقرب بالقربات والنذور إلى غير الله ويلجأ إلى غير الله ويتوكل على غير الله ويرى أن كل ذلك لا يضر إيمانه، علماً بأن هذا هو صميم العقيدة وصميم الإيمان وأن هذه الأمور محض العبادة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، (الدعاء مخ العبادة)([1]).

    كَوْنَ المرء عند الشدة ينسى ربه ويقول:"يا سيدي فلان خُذْ بيدي وأغثني"، ويجعل النذور في أمواله ليحفظ الصالحون أمواله "حوشه ونخله" ويتقرب بالذبائح إلى ضريح السيد فلان والشريف فلان والصالح فلان، هذه هي العبادات التي كان يقدمها المشركون لألهتهم لِلَّاتْ والعُزَّى ومُناة وهُبَل، تلك الآلهة ما كانت الأقوام تسجد لها أو تركع لها؛ ولكنهم إذا أرادوا أن يسافروا ذهب كل قوم إلى آلهتهم أو إلههم وتَمْتَمَ عنده وشكر إليه وودعه وطلب منه أن يحفظه في سفره ويحفظه في أهل ونفسه، وكفار قريش كانوا يعتزون بعزى لذلك قال أبو سفيان - قبل أن يكرمه الله بالإسلام والصحبة- يوم أُحُدْ كانوا يقول:" لنا العزى ولا عزى لكم" أي يعتز بعزى، إلههم، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:"رُدُّوا عليه فقولوا: الله مولانا ولا مولى لكم"، هذا الاعتزاز، ماذا يفعلون عند عزى؟؟ هل سمعتم أنهم يركعون لعزى و يسجدون لها؟؟، جنية شيطانية كانت في غابة أو في فناء، كل العبادات التي يقدمون لها الطواف لها والخضوع عندها والشكوى إليها واعتقاد أنها تنفعهم عند الله ولكنها لا تخلق ولا ترزق، وهذا المعنى هو الذي يفعله عوام المسلمين عند كثير من الأضرحة اليوم؛ ولكن لا يسمون عبادة ولا يسمون الأضرحة والمشاهد والقبور آلهة، بل يسمون"قبور الصالحين" وما يفعلون يسمون "توسلا ومحبة الصالحين" أي غيروا الأسماء.

    تغيير الأسماء لا يغير الحقائق لو أن إنسانا شرب كأسا من الخمر فسماها لبناً أو ماءاً بارداً، هل يتغير الحكم؟؟ "لا يتغير"، إذن تقديم هذه القربات للأضرحة والمشاهد ثم تسميتها "محبة الصالحين" "والتوسل بالصالحين" لا يغير الحقائق أبداً إنما هي عبادات تقدم لغير الله تعالى، هذه الحقيقة وإنْ كان لا يجهلها سكان هذه الأرض وسكان هذا البلد وشباب هذا البلد؛ ولكن الزوار ومَنْ في معناهم الذين وفدوا إلى هذه البلاد لهم علينا حق لِنُبَيِّنَ لهم أن ما يجري هناك وما يفعله عوام المسلمين فِي كثيرٍ مِن الأقطار عبادات صُرِفَتْ لغير الله وأن ذلك من الشرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(الدين النصيحة)، مِنَ النصيحة للمسلمين عامة ونحن نعيش في الحرمين الشريفين وقد انفتحنا على العالم والعالم وَفَدَتْ وهؤلاء الوفود الذين جاؤوا طلباً للرزق والمعيشة حيث يأمنون على أنفسهم وأموالهم، هؤلاء يجهلون كثيرا ًوكثيراً فِي أصول الدين، في العقيدة، في العبادة، والواجب البيان لهم وتوضيح الحقائق لهم لنكون بذلك أديْنَا ما علينا مِنْ واجبِ النصح للمسلمين.

    إذاً العقيدة أولاً وقبل كل شيء، وكل شيء بَعْدَ العقيدة، خصوصا ما يتعلق بتوحيد العبادة.

    هنا أيضاً عقيدة يجهلها كثير من الناس وهي عقيدة الإرجاء، كأنْ يعتقد كثير من عوام المسلمين يكفي للإيمان أن يقول المرءُ:"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله"، أو أن يزعم أنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يضره بعد ذلك أن يترك الصلاة والصيام وجميع الواجبات وأن يرتكب جميع الموبقات والمعاصي، لا يضره ذلك لأن الإيمان في القلب؛ لأن المؤمن من يقول:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" وكفى.. هذا التصور خطأ، بل الإيمان حقيقة مركبة من "القولِ باللسان والعمل بالأركان والاعتقاد بالقلب"، مَنْ زعم أنه مؤمن لأنه مصدق بكل ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنه متلفظ بـ"لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ثم رأيناه لا يلتزم، لا في المأمورات ولا في المنهيات، هذا ناقص الإيمان، ذهب ثلث إيمانه.

    الإيمان يتألف من: "القول باللسان" أي التلفظ بالشهادتين و"التصديق بالجنان" أي القلب و"العمل بالأركان" التصديق الذي في القلب، ما الذي أعلمنا بأنه صادق؟؟، التصديق.. بالقلب يحتاج إلى شاهد وإلى ما يصدقك فِي اعتقادك وفي صحة اعتقادك، ما هو؟؟ التلفظ باللسان قد يقع من المنافق، قد كان المنافقون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام يقولون:" لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله" ويصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لذلك لم يرَ النبي عليه الصلاة والسلام أن يقتلهم لأنهم في الظاهر مع الصحابة، لئلا يُقال إن محمدا يقتل أصحابه، والناس لا يعلمون إلا هذا الظاهر ولكنهم المنافقون كفار في قلوبهم وهم في الدرك الأسفل من النار، إذن التلفظ وحده ودعوى التصديق، إن لم يكن ما يصدق ذلك التصديق لا يُقْبَلْ، ما الذي يصدق التصديق؟؟ "الأعمال"

    وإذا حلّت الهداية قلباً ‍


    نشطت في العبادة الأعضاء




    من رأيته نشيطاً في العمل بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، حريصا على أداء الفرائض والإكثار من النوافل، حريصا على اجتناب المحرمات وعلى أداء الأمانات، دلَّ ذلك على عمران قلبه وأن التصديق الذي في قلبه صادق، ذلك التصديق الصادق الذي في قلبه هو الذي بعثه على العمل، وإذا رأيت إنسانا فاتراً كسولا معرضا يقول: "لا إله إلا الله " ويدعي التصديق؛ لكن لا عمل لا امتثال ولا اجتناب بارد كسول معرض غير مبالٍ وغير متأثر بالمواعظ والتذكير، مَيـِّتُ القلب، هذا لديه إيمانٌ يحفظ ماله ودمه فقط، ليس لديه ذلك الإيمان الذي يُمْدح به ويُشْكر عليه عند الله؛ لأن الله من أسمائه الشكور يقبل القليل ويعطي الكثير.

    إذن الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء المذكورة والطريق إلى الإيمان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع أن تعرف الطريق إلى الإيمان إلا بإتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام تحتاج إلى دراسة - العلم قبل القول والعمل- لا يأتي العلم بدون طلب كما لا يأتي الولد بدون الزواج، لابد من أسباب، إذاً لابد من تعلم ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لِتعرف الطريق إلى الإيمان بالله وإلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإيمان بكتاب الله وإلى الإيمان باليوم الآخر والعمل لذلك.

    وأما الاكتفاء بالإيمان التقليدي هذا أمر لا يجدي أبدا واعتقاد كثيرٍ مِن الناس أن الأعمال ليست من الإيمان يسمى عند أهل العلم عقيدة الإرجاء.. الإرجاء معناه التأخير، تأخير الأعمال من مسمى الإيمان وإخراجها من الدين وأنها مِنَ الأمور الثانوية هذا خطأ، إذا كان الأمر كذلك قد فتحنا الباب للحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كيف تعاتبهم وتقول لهم:)وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ( (المائدة: 44 ) أي كيف تطبق عليهم هذه الآية؟ الله سماهم كفارا وفساقا وظالمين؛ لكنهم يقولون:"لا إله إلا الله محمد رسول الله" ويدَّعون تصديق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا كنتَ مقتنعاً بأن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان وأنه يكفي للإيمان التلفظ أو التصديق أو هما معا،ً لا سبيل لك أبداً لِتَحْكُمَ على الذين يَحْكُمون بغير ما أنزل الله وعلى الذين يستبيحون الربا وعلى الذين يستبيحون الخمور وغير ذلك، لا سبيل لك لتلومهم ولتحكم عليهم بالكفر والفسوق والظلم؛ لأنك وافقت معهم على الإرجاء.

    هذه عقيدة الإرجاء يقع فيها كثير من الناس من حيث لا يشعرون وعقيدة الإرجاء منتشرة حيث تنتشر الأشعرية والماتريدية، لأن الأشاعرة والماتريدية كلهم من المرجئين وهذا الإرجاء منتشر بين عوام المسلمين من حيث لا يشعرون ذلك أنك تعاتب شخصا يترك الصلاة مثلاً أو يتعاطى بعض المحرمات فيقول:"دعني الإيمان هاهنا، الإيمان في القلب" طالما الإيمان في القلب لا يضره أن يترك الصلاة وأن يترك جميع الواجبات وأن يرتكب جميع المحرمات طالما الإيمان في قلبه - في زعمه- هذه هي عقيدة الإرجاء وإن كان القوم القائلين بهذا الإرجاء لا يعلمون معنى الإرجاء ولكن توارثوا هذه العقيدة مع الناس مع أهل الكلام، سَرَتْ إليهم هذه العقيدة - عقيدة الإرجاء - لذلك هي عقيدة خطيرة تُخْرِجُ الأعمال من مسمى الإيمان وتهوِّن على الناس ترك الواجبات وارتكاب الكبائر والمحرمات، لذلك يجب على طلاب العلم تنبيه الناس إلى هذا المعنى وان الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.

    لك أن تقول:"أين الدليل في أن الأعمال داخلة تحت مسمى الإرجاء؟ ، لقد تكلمت كثيراً فأين الدليل ؟؟ الدليل بل هناك أدلة من الأدلة:

    من السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله ألا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) جعل النبي صلى الله عليه وسلم "لا إله إلا الله" أعلى شعبة من شُعَبِ الإيمان، القول باللسان زائد على التصديق، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وجعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، إماطة الأذى عن الطريق من أعمال الجوارح ولو رأى إنسان قشرة موز في الطريق فأخذته الرأفة والشفقة على الناس وخاف بأن تسبب هذه القشرة سقوط إنسان و انزلاق أحد بهذا المعنى وبهذه الرحمة وبهذا الاهتمام بالمسلمين، عمل بشعبة من شعب الإيمان وأثيب على ذلك فلو ترك نقص من إيمانه بقدر ما ترك لأنه ترك شعبة من شعب الإيمان، والحياء شعبة من الإيمان الحياء عمل قلبي و"لا إله إلا الله" عمل اللسان وإماطة الأذى عمل الجوارح، إذن هذه الثلاثة كلها عدَّها النبي لا إله إلا الله" من الإيمان.

    من القران: يقول الرب سبحانه وتعالى في أوائل سورة الأنفال: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ( (الأنفال:2-4) ارجع إلى الآية وتدبرها، بدأ بإنما )إنما( أداة قصر )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ( خافت ورجت ما عند الله وخافت من عذاب الله هذا عمل القلب، )وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً( أيضا عمل القلب )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (عمل القلب، )الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( عمل الجوارح، جعلت الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من حقيقة الإيمان لذلك قال الله تعالى:)أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً( الذين يؤمنون حق الإيمان، الذين يتلفظون :" لا إله إلا الله " يقول :" لا إله إلا الله "صادقا من قلبه ويعتقد ويصدق ما جاء به النبي عليه السلام، يدل على ذلك خوفه من الله إذا ذُكِرَ الله وأن يزداد الإيمان عند تلاوة كلامه والاعتماد على الله دون غيره )وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( لا على غيره يتوكلون، التوكل لا يكون إلا على الله ثم الذي يدل على صحة هذه الأعمال القلبية أنهم )يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ(كما فرضت وكما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، )وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( هذا الإنفاق تدخل فيه الزكوات الواجبة والانفاقات المستحبة كلها والنفقات كثيرة كلها داخلة في هذا الإنفاق، هذا هو الإيمان كما صورت الآية.

    وأنتم ترون أن الآية والحديث يصوران معاً حقيقة الإيمان، وأن الإيمان ليس مجرد تصديق وأن الإيمان ليس مجرد تلفظ بشهادة :" لا إله إلا الله "ولكن الإيمان مُؤَلَّف من هذا وذاك .. وذاك، هكذا صَوَّرت الآية وصور الحديث وهذا المعنى يغيب على كثير من الناس و يقعون في كثير من الإرجاء من حيث لا يعلمون.

    وهنا عقيدة أخرى تسمى عقيدة الجبر وهي يقع فيه كثيراً خصوصا من المثقفين، معنى الجبر الإنسان له أعمال، أعمال العباد تضاف إلى الله تعالى وتضاف إلى العباد، فتضاف إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق لأن الله خالقنا وخالق أعمالنا وحركاتنا وسكناتنا وجميع أعمالنا، وتضاف الأعمال إلى العباد إضافة المسبب إلى السبب لأن العبد هو السبب في وقوع هذا العمل، أنت الذي صليت وأنت الذي صمت وأنت الذي تصدقت وأنت الذي جاهدت.

    أهل السنة والجماعة عقيدتهم في هذا الباب إن العبد يفعل بإرادته وباختياره وبقدرته، له قدرة وله إرادة وله اختيار يفعل ما يفعل باختياره وبقدرته وبإرادته ويترك ما يترك بإرادته وباختياره ليس مجبورا على العمل وليس مجبورا على فعل الخير وليس مجبورا على فعل الشر، الله سبحانه وتعالى خلقنا وأرسل إلينا رسوله عليه الصلاة والسلام وهدانا النجدين وخلق لنا القدرة والإرادة والاختيار، أمرنا ونهانا ولم يؤمرنا ولم ينهنا إلا بعد أن خلق فينا القدرة والإرادة والاختيار ولسنا بمجانين، كل ما يفعله الإنسان من خير وشر إنما ذلك باختياره وإرادته وقدرته لذلك يثاب على فعل الخير ويعاقب ويؤاخذ على فعل الشر.

    هناك قوم يقال لهم قدرية وقوم آخرون يقال لهم الجبرية، القدرية يلغون علم الله وقدرة الله ويجعلون العبد هو الخالق، يخلق أفعال نفسه الاختيارية، فقدرة الله غير داخلة في أفعاله هذه طريقة القدرية الكفر بالله، جعلوا جميع العباد من الملائكة والجن والإنس خالقين مع الله، كل مخلوق من هؤلاء يخلق أفعال نفسه الاختيارية وقابلهم من الطرف الثاني قوم يقال لهم الجبرية قالوا:"العباد مجبورون على ما يفعلون ليست لهم إرادة ولا قدرة مثلهم كمثل الشجرة في مهب الريح فتحركوا بغير إرادتها، هكذا الإنسان في أفعاله" وهذه العقيدة عوام المسلمين في عافية منها، منها ومن التي قبلها بل بفطرة يعلمون بأن العبد يفعل ما يفعل ويترك ما يترك باختياره و له قدرة؛ ولكن هذه العقيدة تُدَرَّسُ الآن، كانت تدرس عند غيرنا ولكنها دخلت الآن في بعض جامعاتنا بواسطة الوافدين من المدرسين فصار الأستاذ الدكتور يقرر أمام الطلاب وأمام الطالبات بأن الأفعال كلها لله وأن العبد ليس له قدرة ويستدل على ذلك بقوله تعالى: ) وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى...( (الأنفال: 17) والطالب الساذج لا يستطيع أن يرد عليه؛ لأن هذه الآية ليس فيها ما يدعي بل هي على العكس لأن في الآية إثبات رَمْي ونَفْيُ رمي، أي رَمْيٌ منفي عن الرسول عليه الصلاة والسلام ورمي مُثْبَتْ ولابد من التفريق بين الرميين )وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ(: ) وَمَا رَمَيْتَ( نفي، )إِذْ رَمَيْتَ( إثبات، إذن لابد من التفريق ما بين الرميين، أيُّ الرميين وقع من النبي عليه الصلاة والسلام وأيهما نُفِيَ عن النبي عليه الصلاة والسلام، الرمي معناه الحذف، حذف التراب في وجوه الكفار هذا حصل من النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولكن إيصال ذلك التراب القليل وتفريقه في وجوه الكفار حتى عمهم وأثر فيهم، هذا فِعْلُ مَنْ؟؟ فعل الرب سبحانه وتعالى.

    إذن بداية الرمي من رسول الله عليه الصلاة والسلام ونهاية الرمي من الله سبحانه وتعالى، إذن رمي مثبت ورمي منفي والطالب الساذج الصغير لا يستطيع أن يناقش الدكتور بهذا الأسلوب فيستسلم ويقول:"الآية دلت على أن الرامي هو الله والرسول ليس له رمي وهذا دليل على أن العبد لا يفعل والفاعل الحقيقي هو الله"، ولو نوقش هذا الجبري لأُحْرِج وأُفْحِمَ ولو قيل له: هل في إمكانك أن تقول وما صليت إذ صليت ولكن الله صلى؟؟! أيمكن أن يقال هذا وما صمت إذ صمت ولكن الله صام هل يقال ؟؟..لا، وبعد هذا هناك عبارت لا أستطيع أن أقولها، لو قيل في السرقة وشرب الخمر وغير ذلك ما الذي فعل ذلك من الذي شرب ومن الذي سرق، هل يستطيع أن يقول غير العبد؟؟ لا يستطيع، العبد هو الذي فعل ذلك بإرادته وبقدرته وباختياره، الله نهاه عن ذلك وأعطاه القدرة والاختيار على ذلك، هكذا بالنسبة لمن يستطيع أن يحاججهم لا يجدون حجة لا في الكتاب و السنة على ما يدعون ولكن القوم يُلَبِّسُون وهكذا يفسدون عقيدة شبابنا من حيث لا يشعرون.

    إذن العقيدة أولاً لابد من تحقيق العقيدة ولابد من إثبات العقيدة ولابد من تعميق العقيدة في قلوب نشئنا وشبابنا.

    ثم إن شبابنا مع هذا كله واقفون على مفترق طرق، جاءهم أشياء شغلتهم عن الاشتغال بالعقيدة وعن الاشتغال بطلب العلم، العلم الصحيح من المصدر الصحيح من الكتاب والسنة، جاءتهم الانتماءات فجعل الشباب ينتمون انتماءات إلى جماعات وفرق فصاروا مشغولين بتنفيذ ما تُمْلِي عليه جماعته التي ينتمي إليها فيترك الاشتغال بالعلم "أنا مع الجماعة الفلانية والجماعة الفلانية تقول واجب الشباب أن يفعلوا كيت.. وكيت.." ولو قرأت في الواجبات التي تمليها تلك الجماعات على الشباب ما وجدت فيها تحقيق العقيدة أو تصحيح العبادة، ما وجدتَ شيئا من ذلك.

    من واجب الشباب إذا انتمى إلى جماعة من الجماعات ألا ينتمي إلى جماعة أخرى وأن يكون ولاؤه لهذه الجماعة وأن يكون الحب والبغض في إطار هذه الجماعة، فصار شبابنا مشغولين بهذه الانتماءات وبالتزام هذه الواجبات التي تُمِلِي عليها الجماعات فصار الولاء والحب والبغض كله في إطار الجماعات المتفرقة فذهبت الوحدة، الوحدة الإسلامية، الحب في الله والبغض في الله والاشتغال بتحقيق العقيدة، وربما في هذه الجماعات مَنْ يعيب عليه الاشتغال بالعقيدة ما هي العقيدة؟؟ العقيدة .. العقيدة يا سبحان الله إذا كان الاشتغال بالعقيدة عَيْبَاً ونَقْصَاً ويتنافى مع أداء واجبات الجماعة فبئست تلك الجماعة التي تحول بين الشباب وبين الاشتغال بالعقيدة وتحقيق العقيدة.

    عاش شبابنا في هذا البلد لا يعرفون إلا سبيل المسلمين، لا يعلمون إلا سبيل الخير فجاءهم أقوام بفرق وأحزاب وبانتماءات وزينوا لهم تزيينا فوقعوا فيما وقعوا فيه، وصدق على شبابنا ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(تنقض عرى الإسلام عروة، عروة إذا نشا في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)، عدم معرفة الجاهلية قد يوقع الإنسان في شر من حيث لا يعلم، أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام - الذي ضرب مثلا وحلل هذا الكلام هو ابن القيم في الكتيب الذي في مكتبتكم "الفوائد" راجع الفوائد- يقول العلامة ابن القيم :"أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام مرت عليهم الجاهلية فعرفوها وذاقوا مرارتها ثم جاءهم هذا الخير على يد محمد صلى الله عليه وسلم وذاقوا حلاوة الخير وعرفوا الخير وقارنوا بين الشر الذي كانوا فيه والجاهلية التي عاشوها وبين الإسلام والإيمان الذي جاءهم على يد محمد صلى الله عليه وسلم وقارنوا بينهما فأحبوا الإسلام كل الحب وكرهوا الجاهلية كل الكره" فإذا نشا في الإسلام شباب لا يعرفون إلا سبيل المسلمين ويجهلون سبيل المجرمين ويجهلون الجاهلية، يأتي الْمُلَبِّسُ فَيُلَبِّسُ عليهم فيقول لهم:" هذا خير تعالوا بنا نتعاهد، تعالوا بنا"، نتبايع علاما؟؟ على العمل الإسلامي!!! كلمات جميلة ومعسولة، "تعالوا بنا نتبايع على العمل الإسلامي"، ما هو العمل الإسلامي الذي تقدمه هذه الجماعات؟؟ أين هو لا تراه، اجتماعات سرية وهمسات في الآذان واجتماعات في ظلام الليل ووراء الأبواب المغلقة ومشاورات سرية وهكذا..

    وإذا خرجوا كل ما نرى منهم لعب الكرة على الطريقة الإسلامية عجبا!!! لعب الكرة تحول عمل إسلامي، الاشتغال بالعلم، زهدوهم فيه كالاشتغال بالعلم وزهدوهم في الاتصال في المشايخ ليستفيدوا منهم قالوا:"لا"- نريد عمل إسلامي-"، يا فتى أين العمل الإسلامي؟؟ لا تراهم، تسمع العمل الإسلامي ولا ترى تسمع جعجعة ولا ترى طِحنا - ما فيش طحين جعجعة-، الماكينة شغالة الطحين لا يخرج.

    عجباً!! أين العمل الإسلامي الذي نتبايع عليه؟؟ ولماذا تكون البيعة سرية في ظلام الليل ووراء الأبواب المغلقة لماذا؟؟ وهل نحن في دار أرقم؟؟!! رجعنا بالإسلام إلى السرية فأصبحت الدعوة الإسلامية دعوة سرية في دار أرقم؟؟!!، الإسلام علني له حكومة قائمة وله دولة قائمة والدعوة سائرة، دخلت الدعوة الإسلامية علنا في دول أوروبا وأمريكا ودخلت في مجاهيل أفريقيا التي كانوا يسمونها مجاهيل فتحتها الدعوة الإسلامية السلفية في هدوء وبدون جعجعة.

    الدعوة سائرة فيأتي الملبس فِي عقر دارنا فيلبس على الشباب باسم العمل الإسلامي... العمل الإسلامي... العمل الإسلامي.. ولا ترى عملا.

    أيها الشباب انتبهوا لأنفسكم، التزموا منهجكم وقد رُزِقْتُم فِي دراستكم، في جامعاتكم ومعاهدكم ومدارسكم بدءاً من تحفيظ القرآن والتعليم الابتدائي إلى التعليم الجامعي، منهجاً لا وجود على وجه الأرض مثله خُذْ هذا مِن مُجَرِّب، هذا المنهج الذي تدرسون فيه فروع اللغة العربية، القرآن وعلومه الحديث وعلومه والفقه وأصوله والعقيدة على منهج السلف لا وجود له إلا عندكم احمدوا ربكم على هذه النعمة.

    وإنْ جاء متحذلق فقال:"انتم متأخرون تعالوا نتبايع لنعمل العمل الإسلامي العام، لنرفع راية الإسلام فوق كل ارض تحت كل سماء نريد الخلافة العامة وبلاش من الدويلات هذه"، إياكم ثم إياكم السماع إلى مثل هذه الجعجعة، مضللة، قوم حسدوكم على ما أنتم عليه من الخير من التحابب في الله من التعاون على البر والتقوى، من دراسة المنهج السلفي السليم الذي ليس فيه شيء مِنَ الشركيات والبدع، مع دراسة حاضر العالم الإسلامي، تدرسون حاضر العالم الإسلامي وتعلمون ما يجري حولكم، فيكم من الخير ما لا يوجد عند غيركم، ولو أنكم سافرتم وزرتم تلك البلاد كالجامعات وما يدرسون من المناهج وأخلاق الطلاب هناك والتعليم المختلط لحمدتم ربكم ولَرَدَتُّمْ هذه الشبهات وهذا التزيين ولم تصغوا إليه.

    وبعد الموضوع طويل والنقاط أمامي كثيرة لعل لديكم بعض الاستفسارات والأسئلة اكتفي بهذا المقدار ولعلي أتمكن بأن أعود مرة أخرى لأكمل هذا المشوار إن شاء الله



    --------------------------------------------------------------------------------

    (1)حديث ضعيف، ضعفه العلامة الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الترغيب والترهيب.

    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    يقول السائل يقول بعض الدعاة :"من يلزم الناس أن يكونوا سلفيين يستتاب أو يقتل" - حكم صارم أشد من حكم الدكتور الترابي – من يحاول أن يلزم الناس أن يكونوا سلفيين ويقول للناس كونوا سلفيين يُسْتَتَاب، ارتكب جريمة فإن تاب فذاك وإلا فيقتل – نتساءل: السائل يقول الذي قال هذا الكلام أحد الدعاة لو قال يقول بعض الناس لهان الأمر-.

    إذا كان من ينتسب إلى الدعوة إلى الله يقول هذا الكلام ما الذي بقي؟؟ ليفهم الحضور جميعا ما هي السلفية التي من أجل الدعوة إليها ومحاولة إلزام الناس بها يكون مجرما يستحق القتل إن لم يتب، ما هي السلفية؟؟

    الجواب: السلفية نسبة إلى السلف ولفظة السلف والخلف معروفة لدى طلاب العلم- سلفنا- سلف هذه الأمة هم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، بما في ذلك الأئمة الأربعة المشهود لهم بالإيمان، أول السلف الصحابة- السلف- اثبت القران السلف وأثنَى عليهم ووعدهم الله بالرضا والجنة: )وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ..( (التوبة : 100)، )وَالسَّابِقُونَ(السالفون، السابق والسالف بمعنى واحد، إذن أول هذه الأمة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام من المهاجرين والأنصار، يقال لهم السابقون والسالفون ومن يأتي بعدهم ) وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ( دون أن يبدلوا أو يغيروا في منهج السلف يقال لهم:" السلفيون أي المنتسبون إلى السلف، المتبعون إلى السلف"، إذا قلنا الآن للناس كونوا سلفيين معناه كونوا متبعين لسلفكم ويدخل في ذلك أو يتضمن ذلك القول كونوا متبعين لرسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لأن السلف لم يستحقْ هذا الوعد وهذا الثناء من رب العالمين إلا لإتباعهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، إلا بإيمانهم بالله وإيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام وإتباعهم لطريقته، ومَنْ جاء بعدهم أَثبت اللهُ لهم ما اثبت للسلف من الرضا والجنة ) وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ( كل مَن جاء بعد مَن سبقه إلى الإيمان والعمل الصالح واتبعه في ذلك فهو سلفي ومَنْ خَالف مَن سبقه فهو خلفي، والقرآن سماه خَلْف (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ..) (مريم: 59 ) خَلْف.

    إذن كلمة السلفي أو السلفيين أي الناس الذين يتبعون سلف هذه الأمة، يتبعون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وبمعنى أدق الذين امنوا بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام واتبعوا رسول الله واتبعوا أصحابه والذين أخذوا من الصحابة التابعون، هؤلاء هم السلفيون.

    وهل الدعوة إلى السلفية على هذا مكرمة ودعوة إلى الله؟؟ أو دعوة مخالفة لدين الله ؟؟حتى يستحق من يدعو الناس إلى إتباعهم الاستتابة أو القتل، هذه كلمة لو لم تُنْسَبْ إلى الدعاة لقلتُ كلمة سفيهة لكن للأسف يقول السائل: بعض الدعاة هم الذين يقولون هذا الكلام، أرجو أن يكون هذا خطأ من السائل لأنه لا يتوقع أبدا من داعية من الدعاة أن يقول هذا الكلام فليتحمل السائل الوهم فإنه واهم لأن ليس القائل من الدعاة إلا إذا كان الدعوة مختلفة دعوة إلى جهة أخرى ليست دعوة إلى الإسلام هذا شيء آخر.

    الردُّ عَلَى "حَسَنِ الترابي"

    "ما هكذا يا سعد تورد الإبل"
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    سائل يسال فيقول: هل هناك فرق بين المنهج والعقيدة، مع الدليل إن كان هناك تفريق؟

    الجواب: المنهج كما سمعتَ الطريق، إذا قيل منهج أهل السنة في العقيدة أي طريقهم أو طريقتهم في العقيدة، وطريقتهم في العقيدة كما ترى إثبات ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له رسوله عليه الصلاة والسلام وأَخْذُ العقيدة من الكتاب والسنة رأساً والاهتداء بهدي سلف هذه الأمة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة ولا فرق بين المنهج وبين العقيدة، المحاولة للتفريق بين العقيدة والمنهج محاولة غير سليمة تدل على عدم الفهم.

    منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    سائل يسال ما نصيحتك للشباب الذين ينتقصون كبار العلماء ويصفونهم بعدم فقه الواقع وأنهم علماء حيض ونفاس؟؟

    الله المستعان، نصيحتي لمن بلغ به الحال إلى هذه الدرجة أن يراقب الله في كل شيء ويعلم بأن الله يراه ويسمعه عندما يقول هذا الكلام، كبار العلماء خصوصا في هذا البلد علماء عالميون وليسوا بمحليين كلكم تعلمون ذلك بمعنى: علماء يستفيد من علمهم وفتواهم كل مسلم حيث ما هو بواسطة ما ينشرون وما يذيعون من فتاويهم في "نور على الدرب" وكلًّ مَنِ اسْتَمَعَ إلى هذا البرنامج وما يرد فيه من الأسئلة وإجابة العلماء على ذلك، ومَنْ يعلم بأن قُضَاتَنَا هم القضاة الوحيدون الذين يصدرون الأحكام ويقولون عند إصدار الأحكام: قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يوجد، الحكام عند غيرنا عندما يصدرون الأحكام الوضعية يقولون: اعتمادا على قانون مادة (50) الصادر في (30) أكتوبر مثلاً، وبحمد الله لا عندنا أكتوبر ولا نوفمبر، عندنا قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل العلماء الذين يحكمون بين المسلمين بهذه الأحكام المأخوذة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، العلماء الذين يشتغلون ليل نهار بالفتوى للمسلمين والإجابة على أسئلتهم يقال لهم: إنهم علماء الحيض والنفاس!!! وأن مهمتهم انحسرت في إعلان دخول شهر رمضان وخروجه، هذا ما وصل به الأمر بالنسبة بعض شبابنا للأسف الشديد في النيل من مشايخهم بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم:

    أُعَلِّمَهُ الرمايةً كُلَّ يَوْمٍ ‍


    وَلَمَّا اسْتَدَّ ساعدُه رَمَانِي([1])

    هذا يَصْدُقُ على هؤلاء الذين ينتقصون كبار العلماء بعد أن تعلموا عليهم وتخرجوا على أيديهم عفا الله عنهم ويردهم إلى الصواب.


    منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    سائل يسأل ما هو الطريق الصحيح الذي أستطيع أن أسلكه ويستطيع أن يسلكه من أراد العلم في العقيدة الصحيحة؟

    اسأل الله أن يمن عليك وعلى شبابنا بمعرفة الطريق الصحيح في تعلم العقيدة، الطريق الصحيح هو الخط الذي كنتم عليه فلا تحيدوا عنه، الطريق الصحيح لتعلم العقيدة هي الطريقة التي سلكها مشايخنا ونحن من بعدهم بأن نحفظ كتب العقيدة، المتون الصغار أولا وقبل كل شيء تبدأ بحفظ الأصول الثلاثة كتيب عظيم مشتمل على العقيدة و بعض العبادة و بعض الشروط والواجبات كما تعلمون، حِفْظُ طالب العلم لهذه الرسالة ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات ثُم الواسطية ثم الحموية والتدمرية حتى يتدرج في العقيدة، أو إذا استصعب هذه الكتب التي ذكرتها قد لخص هذه الكتب هذه الأيام بعض الفضلاء من زملائنا ومشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والدكتور الفوزان لهم ملخصات مفيدة جدا في باب العقيدة فعليك بها، احفظ المتون ثم تَعْرِضُ هذه المتون التي حفظتها مع الشروط على الشيوخ على طلاب العلم ما أكثرهم اليوم!

    وفيما مضى يسافر المرء من مكان إلى مكان، من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى بلد ليبحث شيخا يدرس عليه أما اليوم وفي كل محكمة وفي كل مكتب وفي كل مسجد شيخ أو في أكثر المساجد مشايخ، عليكم أن تدرسوا على هؤلاء المشايخ وتبتعدوا من التهييج السياسي هذا يَحُولُ بينكم وبين العلم.

    أيها السائل - أنت وزملاؤك - قبل أن تبدأ في هذه الدراسة صكوا آذانكم من هذا التهييج، لا تسمع، خَلِّيهِم يصرخون وكأنك لا تسمع، إِحْفَظْ هذهِ المتون واطلب العلم واجتهد في التحصيل واجمع المعلومات السياسية وحركات التهييج، اجمعها خَلِّيهَا فيما بعد حتى؛ تنضج فإذا نضجتَ إنْ انتهى التهييج وانطفأت الفتنة فذاك والحمد الله وإلا بعد ذلك تشترك في العلاج في الإصلاح، أما الآن لستَ أهلا للإصلاح ولست أهلا للكلام في السياسة - غير مؤهل-.

    فأنت الآن طالب علم صغير عليك أن تبدأ في العقيدة هكذا وفي الوقت نفسه تحفظ متونا في السنة وفي مصطلح الحديث والأربعين النووية والمنظومة البيقوينة وعمدة الأحكام وتكون على اتصال بالعلماء دائما وأبداً - إياك ثم إياك أنْ تُحاول أنْ تأخذ العلمَ مِن بطون الكتب مِن عند نفسك، هذا خطأ يَكْثُرُ خطؤك، يكون خطؤك أكثر من صوابك إنْ اعتمدتَ على نفسك وذكائك - لتستفيد من الكتب حتى تنضجَ فإذا نضجتَ وصِرْتَ فِي مُستوى الطُّلاب الجامعيين أو أخذت ماجستير هنا يستطيع طالب علمٍ أن ينظر في كتب أهل العلم ويستفيد ولو لم يأخذْ على المشايخ وإن كانت الناس تختلف في فهمها وذكائها.

    منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    ﴿7﴾ سائل يسال: ملخص السؤال أنه إذا قرأ في بعض كتب العقيدة في باب الأسماء والصفات في إثبات صفات الله تعالى كإثبات الاستواء وإثبات النزول وإثبات المجيء يوم القيامة وإثبات الوجه والدين... الخ قد يخطر بباله خاطر شيطاني وربما يخطر في باله نوع من التشبيه وإن فر من التشبيه فوقع في التعطيل، ما هي الطريقة الصحيحة وبما تنصحه؟؟

    ننصحه بأنه إذا وجد في نفسه هذا الخاطر واستعظمه واستثقله بحيث لا يستطيع أن يمسك به فذلك محض الإيمان هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، فمن يرى في نفسه خاطرا شيطانيا لا يستطيع أن ينطق به نحو رب العالمين وأسمائه وصفاته، خاطر شيطاني، كونه يكره هذا الخاطر ويستعظم نطقه ويتضايق منه هذا دليل على إيمانه وتعظيمه لربه فليستعذْ بالله.

    وأما في باب الإثبات والتنزيه فليجعل نصب عينيه دائما قوله تعالى:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (الشورى: 11 ) أي تثبت صفات الله تعالى وتعتقد أن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا واستواءه على عرشه ليس كاستوائنا ونزوله ليس كنزولنا بل هو مخالف لنا في كل شيء، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقضائه وقدره:)لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( (الشورى:11) ومع ذلك كُنْ على اتصال دائما بالعلماء الربانيين الذين يشتغلون بالعقيدة ويربون الشباب على العقيدة عليك أن تتصل بهم مرة أخرى مع الابتعاد عن التهييج.

    ﴿8﴾ سائل يسال فيقول ما رأيكم فيمن يقول:"التوحيد أمرٌ مُسَلَّمٌ بِهِ وَلا داعي للإكثار من الكلام حول التوحيد، عليكم بتوجيه الناس حول الصلاة وتحذيرهم مما يحاول أعداء المسلمين من الغرب من الحرب على الإسلام من الحرب الفكري وغيره"؟؟

    شنشنة نعرفها، هذه الشنشنة لا تؤثر فينا، أقول التوحيد مُسَلَّمٌ به مع ذلك يجب أن يُدْرَس، ثم أقول مرة أخرى بينكم - يا أصحاب التوحيد أهل التوحيد يا أهل العقيدة - مسلمون وفدوا عليكم لكونكم أهل عقيدة وأهل إسلام وهم مسلمون وفدوا إلى بلادكم وهم بحاجة إلى أن تعلموهم التوحيد وتعلموهم العبادة الصحيحة، استقدمتم العمال يعملون في مؤسساتكم وفي بيوتكم وبعد سنتين أو ثلاث سنوات يرجعون إلى بلادهم لم تعلموهم التوحيد والعقيدة والعبادة والأخلاق الإسلامية، انتم مسئولون أمام الله.

    الإكثار من قراءة التوحيد وتمكين العقيدة من قلوب شبابنا أمر مطلوب لأننا؛ نعيش في زمن الأهواء زمن الفتن زمن البلاء يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(ما من عام إلا والذي بعده شر منه) ونحن نعيش في الشر.

    يجب أن نركز على تدريس العقيدة وكتب التوحيد لشبابنا قبل غيرهم ثم نرجوا أن نوفق لنعلم هذا التوحيد وهذه العقيدة لغيرنا ممن هم بين أيدينا وكان الواجب أن نسافر إلى بلادهم لندعهم إلى الله ولنعلمهم، فهاهم قد جاؤوا فلنقدر هذه المسؤولية.

    أما تحذير الناس مِنْ تَرْكِ الصَّلاة فَمُسَلَّمٌ، وأما الكلام حول الغرب والشرق من الكفار الذين يحاربون الإسلام والمسلمين لم تقصر الدول الإسلامية، وفي مقدمتها دولتك هذه واقفة مع المسلمين المضطهدين والمحاربين في أرضهم في كل مكان، أنتم بحمد الله مساعداتكم تصل إليهم وعونكم يصل إليهم وموقف حكوماتكم معروف لدى العالم وحكامكم، أول من يبادر إلى نصرة الإسلام والمسلمين حيثما كانوا وحيثما يضطهدون ويحاربون، هذا أمر مُسَلَّمٌ، ليس معنى ذلك نترك الدعوة والإصلاح ومقاومة التيارات الحديثة ومقاومة التهييج، نتكلم دائما في الحرب وفي الغرب وفي الشرق.. هذا أسلوب يحاول أن يصرف الدعاة عن الدعوة إلى الله وعن تأكيد العقيدة وإصلاحها أسلوب سيء.

    منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    ﴿9﴾ سائل يسأل شخص لعله حريص إن شاء الله على الدعوة الله لكنه؛ اخطأ فيقول:"لا بد من الدعوة ولو كان بدون علم"

    تصور خطير جدا تدعو إلى الله بدون علم، إلى أي شيء تدعوا؟؟ إلام تدعوا؟؟، )قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ( (يوسف: 108 ) البصيرة العلم.

    أما خروج بعض الناس إلى البوادي إلى خارج البلاد إلى الهند إلى باكستان إلى إفريقيا بدعوى الدعوة إلى الله بغير علم يقول بعضهم:"يكفي أن ندخل الناس المساجد" طيب دخلوا المساجد فإذا دخلوا المساجد ماذا يفعلون؟؟ يدخلون ويجلسون فقط في المسجد فقط!!!، هذا هو الإسلام؟؟ لا يا أخ الإسلام تَعَلَّمْ أولاً "العلم قبل القول والعمل" تَعَلَّمْ ثم اعمل ثم ادعُ وإذا كنتَ حريصاً هذا الحرص أبشرك بأن دعاة الحق لطلبة العلم يكفونك المئونة، اجلس تعلم، لا تستعجل طلاب العلم انتشروا في العالم يدعون إلى الله والعلم انتشر والعقيدة انتشرت والدعوة انتشرت وإن كانت بدأت تحارب اليوم في عقر دارها هنا بأساليب ملتوية وأما في الخارج فهي منتشرة والدعاة في الخارج يعتبرونكم ظهرا لهم فاعلموا هذه المكانة لأنفسكم.

    وأيها الحريص على الدعوة لا يجوز لك أبدا أن تخرج إلى الناس فتدعوا بزعمك من دون علم، تفسد ولا تصلح لذلك من الواجب أن تتعلم ولا تشتغل بالدعوة حتى تتعلم.

    وعلى آله وصحبه وبعد:

    ﴿10﴾ سائل يسال وهو جزاه الله خيرا يرحب وأنا أرحب بسؤاله وأسأل الله لي وله ولإخواننا الحاضرين وغير الحاضرين التوفيق والثبات بعد مقدمة قدمها لا استحسن قراءتها لأن فيها نوع من الثناء بما لا استحق أنا لأنه لا يعلم مني شيئا.

    يقول حَدِّثْنَا عن قرب عن جماعة السرورية و عقيدتها و أهدافها وما تدعوا إليه وما هي كتبهم التي ينشرونها أو يستقون منها؟؟ ومن هم مشايخهم؟ وأين الخطأ عندهم؟ وكيف التصحيح؟ وما هي النصيحة؟ وهل فعلاً لديهم بيعة؟ فهارس طويلة تحتاج إلى الكتابة.

    زادك الله حرصا وعُدْ إلى طلب العلم ولا تكسل.

    سبق لي أن تحدثت غير مرة عن محمد سرور وأنا عندما أصرح باسم هذا الرجل وأكرر التصريح باسمه أنا متعمد لذلك وأعني ما أقول وليس ذلك عبثا بل أرى إنه عملٌ وأيُّ عمل لأني؛ لاحظت - في جولتي في هذه المنطقة وفي المنطقة الوسطى وفي المنطقة الغربية- لاحظت أن معظم شبابنا تأثروا بالدعابات التي ينشرها هذا الرجل وهو في بريطانيا والعجب كل العجب أن شبابنا أو معظمهم لا يعرفون عن الرجل إلا بواسطة مجلاته التي تحمل تلك الأسماء الطيبة "السنة" و"البيان" وكتابه الذي يحمل ذلك العنوان الْخَدَّاع "منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله" انخدع معظم شبابنا بهذه العناوين مع ما يقوم به من المدح والتلميع، بعض المخدوعين الذين خُدِعُوا مِنْ قِبَلِه وبدؤوا يخدعون صغار الشباب، بكل ذلك صار للرجل في قلوب بعض شبابنا مكانة وأيُّ مكانة، معرضين عن مشايخنا وعلمائنا وعن الكتب النافعة التي توزع عليهم مجانا، الكتب الدراسية والمراجع العلمية والمكتبات الحافلة بالكتب النافعة كل ذلك تركوها، ووقعوا، إنهم يتبادلون مجلة البيان والسنة ومنهاج الأنبياء والعدالة الاجتماعية وما في معنى هذه الكتب التي تدمر العقيدة وتحارب الإسلام باسم الإسلام، أقول: تحارب الإسلام باسم الإسلام، زِدْ على ذلك الكتب الحديثة التي بدأ يكتبها الدكتور الترابي وأشرطته التي زادت الطين بلة [الذي يريد]([2]) إسلاما جديدا بعقيدته وبشريعته، إسلاما يرفض أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا وافقت الهوى بدعوى موافقة العقل كل هذه الكتب وكل هؤلاء الأشخاص شغلوا بعض شبابنا وصرفوهم عن علمائهم وعن الكتب النافعة.

    السرورية نسبة إلى هذا الرجل، أما عقيدته في باب الأسماء والصفات فهو أشعري العقيدة كما أن صاحب العدالة الاجتماعية أشعري العقيدة، وأهدافه هدف سياسي لأنه رجل سياسي عاش في بعض المناطق في هذا البلد ثم خرج إلى الكويت ثم لجا إلى بريطانية، كل هذه حركات سياسية إنه سياسي طموح يعشق الكرسي ولما عجز عن الوصول إلى الكرسي الحكم لجأ إلى بريطانيا ليعيش هناك ويبث سمومه من هناك بين شبابنا.

    يدعو دعوة تشبه دعوة الخوارج الذين زعموا أن من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الخوارج الخروج على الحكام ومحمد سرور يعلم شبابنا للأسف السب واللعن والبذاءة وإطلاق لفظة الطواغيت على كل حاكم ولو كان يحكم بالإسلام "بالتعميم إن جميع الحكام طواغيت الجميع دون استثناء" هذه دعوته وهذا أسلوبه أسلوب سيء لذلك نخشى على شبابنا أن يتأثروا بهذا الأسلوب ويتعلموا البذاءة، أعيذكم أن تذهبوا هذا المذهب وأن تسلكوا هذا المسلك فهو مسلك غير إسلامي يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والرجل يعلم الشباب في مجلاته البذاءة وطول اللسان والنيل من الناس وخصوصا الحكام.

    أنتم بالنسبة لحكامكم لستم بحاجة لأكرر عليكم، كما أنتم مسلمون ومجتمعكم مجتمع إسلامي وحكامكم مسلمون، لست بحاجة لأكرر هذا الكلام غير مرة وأما بالنسبة للمجتمعات الأخرى موقفكم موقف الدعوة والإصلاح إلى ما انتم عليه إلى عقيدتكم إلى أحكامكم إلى شريعتكم دون سبٍ أو لعن.

    وليس من الدعوة في شيء أن تطلق لفظة الطواغيت على الحكام ولو حكموا غير شريعة الله تعالى ويصدق عليهم لفظ الطواغيت لكنك؛ في أسلوب وفي مقام الدعوة أنت تدعو ولا تجرح ولا تلعن ولا تنفر، تدعوا بالحكمة، ليس من الحكمة أن تقف هناك بين تلك الشعوب فتطلق عليهم انهه مجتمع جاهلي وأن الحكام طواغيت، هل دعوت أم سببتَ؟؟!! وإذا سببتَ وشتمتَ ثم أخذتَ شنطتك وشردت ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من سبك وشتمك؟؟ ماذا استفدت أنت؟؟ ماذا استفاد الشباب؟؟ ماذا استفاد المجتمع؟؟؟ ما هي الفائدة؟؟؟ أسأت إلى نفسك وإلى مجتمعك وإلى شبابك كلك إساءة، هذه ليست دعوة، لا تحسبوا بأن هذه هي الدعوة، ولا تحسبوا بأن هذه هي الشجاعة، هذا تهور، الشجاعة إذا وُضِعَتْ فِي غير موضعها اسمها التَّهَوُّر، وما يقوم به سرور وأمثاله تَهَوُّرٌ وليس بشجاعة.

    بعض الشباب يحبون الشجاعة لأن؛ الشجاعة محبوبة الشجاعة والكرم من الأخلاق المحبوبة، يحسبون عندما يطلق هؤلاء هذه الكلمات الناري من على المنابر وفي محاضراتهم وفي مجلاتهم يقولون:"ما شاء الله هؤلاء الشجعان"، لا، هذا تهور وليس بشجاعة لذلك أعيذكم أن تتخلقوا بأخلاق هؤلاء، أخلاقٌ غير إسلامية وصفات بعيدة عن الإسلام.

    يسأل السائل عن الكتب التي يستقون منها حتى لو علمت ما ذكرت لك لا اعلمها لكن؛ لو علمتُ ما ذكرتُ لك، لا حاجة بك إلى الكتب يعني تريد أن تستقي منها وتستفيد منها وتذهب مذهبهم أَمْ ماذا تريد؟؟ لا داعي لأن تسال عن الكتب التي استفادوا منها، استفاد بعضهم من بعض وهذا الكلام يجرنا إلى كلام كثير وطويل وإننا ننال من غيرهم من الذين تأثروا بهم وبكتبهم ولا داعي إلى ذلك.

    وأين الخطأ عندهم؟ عجبا!!!! ما ظهر لك خطأهم حتى الآن، ما سمعت ما قاله في كتب العقيدة التي تدرسها وما سمعت ما قاله في حكامك وفي علمائك، سموا حكامكم سادة وعلماؤكم عبيدا، العلماء عبيد - علماء السعودية عبيد- والحكام سادة هذا أسلوب محمد سرور زين العابدين ما أحسن هذا الاسم!! وما أسوأ المسمى!!

    أما التصحيح إن هداه الله واستعد للتصحيح يوجد من يصحح له خطأه ويدعوه إلى الرشد والهدى لكن؛ لست أدري هل هو مستعد لذلك أم لا.

    أما النصيحة له إني قد طلبت من بعض الشباب في أول محاضرة انتقدتُ فيه طريقته هذه طلبت منهم إرسال شريطي إليه وطلبت منه الرد مع العلم أني اعلم أن رده شتم وسباب، ليس رد علمي أنا متأكد، لو رَدًّ رُدُودَه سُبَابٌ وشَتَائم مقدما لأنه؛ ليس طالب علم يقرأ الدليل بالدليل يقول الإمام الشافعي وهو الأصولي المعروف يقول:" ما ناظرت عالما إلا غلبته ولا ناظرت جاهلا إلا غلبني"، لو رد سوف يغلبني بالسب والشتم وقد سب وشتم - عبيد وسادة - هذا موقفنا منه وموقفه منا ولكن؛ النصيحة هنا إنما توجه إلى المخدوعين المهيجين، إلى بعض الشباب الذين خدعوا وهيجوا.

    والعجب كل العجب وقعت في يدي عدة صفحات فيها شروط للمخدوعين ولعل هذه الشروط ليست من السروريين لعلها من الإخوانيين، يسمون المخدوع ملتزما فكتبوا شروطا للملتزمين، ذكرت في المحاضرة الفائتة شرطا واحدا واقف عنده الليلة عن ذلك الشرط.

    الشرط السرية الكاملة أن يحافظ الملتزم(المخدوع) أن يحافظ على السرية الكاملة لدعوته السرية الكاملة ممن؟؟ أنت مسلم تعيش بين المسلمين مسلم ابن مسلم تعيش بين المسلمين وهذه السرية إلى متى؟؟ وهل انتم في دار أرقم؟؟!! يوم كانت الدعوة سرية لحاجة لغرض ضرورة، الدعوة اليوم إن كانت إسلامية لا تحتاج إلى سرية حتى في أوروبا وأمريكا وفي جميع الدنيا، دعوتنا اليوم جهرا، دعاتنا هناك يجهرون بهذه العقيدة في بلاد الكفر في فرنسا في بريطانيا وينشئون مُدُنا يحولونها إلى مدن إسلامية.

    الدعوة اليوم جهرية في كل مكان حيث كان يضرب دعاة الحق قبل عشرين سنة في داخل المساجد اليوم يدعوا الدعاة إلى هذه الدعوة جهرا وعلنا على المنابر، وهنا المهيجون يقولون لبعض الشباب الذين سموهم ملتزمين عليكم بالسرية.

    إذن هذه دعوة غير إسلامية إذن هذه عقيدة غير عقيدتنا واتجاه غير اتجاهنا طالما هناك سرية كاملة ويقول الطريق بعيد.. بعيد جدا معنى ذلك نَمْ لا تعمل شيء.

    ويتناقض مرة أخرى فيقول أيها الشباب الملتزمون الفجر قريب في توقعاتي إن الفجر قريب يعني عن قريب تصلون إلى ما تريدون، هكذا بهذه الهمسات وبهذه التصريحات وبهذه الشروط يضللون الشباب هذا التضليل، أعود فأقول المسؤولية مسؤوليتنا ولا عتاب على شبابنا لأننا تركناهم فريسة للمهيجين فاسأل الله لي ولكم الثبات أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويزقنا الإخلاص فيما نقول وان يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •