النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزاء السادس



    48- إن رئيس وحدة الوجود ابن عربي الطائي صاحب فصوص الحكم ، كتاب اسمه فصوص الحكم وصاحب الفتوحات المكية كتابان كبيران فيهما الكفر البواح ، يصرح ابن عربي في الكتابين وفيما نقل عنهما بأن العبد والرب شيء واحد فيقول :
    العبد رب والرب عبد ليت شعري من المكلف
    بمعنى أن الخالق والمخلوق شيء واحد ، ومن مبادئهم أو مبدؤهم الأساسي نفي الاثنينية في الكون لا يوجد في الكون اثنان الكون كله شيء واحد لذلك يقول :
    وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته
    ولعل المسلم الذي على الفطرة يستغرب أن يقول مسلم هذا القول ولكن في الواقع هذا ليس بمسلم خرج عن الإسلام خرج عن الملة ، رئيس وحدة الوجود جاء بكفر لم يأت به كفار قريش ولا ينبغي أن ينخدع المسلم بما تقوله الصوفية إنه سلطان العارفين ، ابن عربي يسمونه سلطان العارفين ، وذاك زميله ابن الفارض شاعرهم وأديبهم كل هذا من باب الجهل لأن الناس لا تدرس هذا الباب في الغالب الكثير لذلك يدافع بعض المعاصرين عن ابن عربي أنه ليس بكافر ، إن لم يكن هذا القول كفرا فأين الكفر ؟ ما معنى الكفر ؟ كفار قريش شهد الله لهم بأنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " كفار قريش يؤمنون بأن الله خالق كل شيء خالق السماوات والأرض مدبر الأمر من السماء إلى الأرض يؤمنون هذا الإيمان ، لكن إنما كفروا واستحل النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم وأموالهم وأُطلق عليهم أنهم كفار لأنهم لم يوحدوا الله تعالى في عبادته ، عبدوا مع الله أصنامهم وأوثانهم أي أشركوا بالله في العبادة وإلا هم يعرفون الله ، يعرفون الله تعالى أكثر مما يعرف ابن عربي وأتباعه .
    ثم إن الصوفية العادية الآن لا نحكم عليهم بما حكمنا أو بما حُكم على ابن عربي ولكن الخطأ الذي تقع فيه الصوفية ويضلَّلون من أجله يؤمنون بفكرة ابن عربي وإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة يؤمنون ويتمنون أن يصلوا لأن هذا يعتبر عندهم الوصول ، عندهم العارف بالله في أسلوبهم إذا وصلوا إلى الله تسقط عنهم جميع التكاليف لا يقال في حقه هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب ، يقول ما يشاء ويأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء ليس في حقه حلال أو حرام ويترك جميع العبادات ، وليس هذا مما يحكى عن لأولين كابن عربي وابن الفارض وأمثالهم هذا وقع في هذا الوقت ، محمود محمد طه سمعت أنا بأذنيّ وهو يقول ( قمنا الليالي وصمنا النهار فسقطت عنا التكاليف ) يأمر أتباعه بالصلاة وهو لا يصلي جالس لأنه وصل ، هذا الرجل لي محاضرة ( المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية ) في الرد عليه لو اطلعتم على ما كتب وما كتبه غيري تتأكدون بأن الصوفية المعاصرة تسعى لتصل إلى ما وصل إليه ابن عربي ، فاعتقاد بأن ابن عربي من المؤمنين ومن الأولياء ومن الصالحين مغالطة ولا ينبغي التمويه على العوام بل ينبغي البيان بأن ابن عربي المنكّر كافر وليس بمؤمن ، لذلك المؤمن لا يقول هذا الكلام ، الذي ينفي الاثنينية ويجعل الكون كله شيئا واحدا فهو كافر وهو ليس ابن العربي – ننبه في كل مناسبة – ليس ابن العربي بـ ( ال ) هذا عالم مالكي سني وإن كان فيه بعض التأويلات ، وشيخ الإسلام من الذين خاضوا مع هؤلاء جميعا في المناظرات والرد عليهم لذلك يؤخذ كلام شيخ الإسلام في بيان الطوائف والفرق وحقيقتهم قضية مسلمة لأنه عايشهم وناظرهم وأفحمهم بحمد الله تعالى لأن الله فتح عليه وتبحر في جميع العلوم في المعقولات والمنقولات حتى جعله الله مدافعا عن الحق وعن العقيدة وعن الشريعة رحمه الله.
    49- في إمكان طالب العلم الصغير أن يبدأ إذا أراد أن يعرف التصوف وشطحات الصوفية يقرأ أولا كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل المصري الذي كان رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى بمكة ، ثم ينطلق منه إلى مصرع التصوف للبقاعي ، البقاعي معاصر لشيخ الإسلام في القرن السابع ، وكتاب هذه الصوفية يذكر لك جميع مراجع الصوفية وله تحقيق لمصرع التصوف ، ثم لشيخ الإسلام مجلد خاص في التصوف في ضمن المجموع ينبغي الإطلاع وقراءة هذه الكتب لئلا تكون معرفة الصوفية مجرد سماع ، ينبغي أن تكون من قراءة مراجعهم وكتبهم بالذات .
    50- القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) ينبغي أن تُحفظ هذه القاعدة ( لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق ) لوازم نزولنا معروف ولوازم استوائنا معروف إذا استوى مخلوق على مخلوق لا يخلو أن يكون المستوي أكبر من المستوى عليه أو أصغر منه أو مساويا له ، القسمة ثلاثية ليست رباعية ، هذا بالنسبة للوازم استواء المخلوق ، أما استواء الخالق لا تلزمه هذه اللوازم ، استواء الله تعالى لا تلزمه لوازم استوائنا ، ونزول الرب سبحانه وتعالى لا يلزمه شيء من لوازم نزولنا ، وسمعه وبصره وكلامه كذلك ، لا يقال إذا أثبتنا له الكلام يلزم أن نثبت له مخارج الحروف ، هذا بالنسبة لتكلمنا نحن أما تكلم الرب سبحانه وتعالى حيث لا ندرك كنهه وحقيقته لا تجري عليه لوازم صفات المخلوق من الكلام وغيره ، ضبط هذه القواعد يريح طالب العلم أو يريح كل مسلم .
    51- الروح يذكر ويؤنث يقال (هذه الروح) و (هذا الروح) ، الروح التي فينا ويكون الإنسان به إنسانا لأن الإنسان مجموع الروح والجسد ، لا يقال للجسد وحده إنسان كما يقال للروح وحدها إنسان وإنما الإنسان مجموع الروح والجسد..
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    شرح التدمرية للشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله تعالى الجزء السابعة


    52- المشاركة في الاسم العام والصفة العامة أو في المعنى العام أو في المطلق الكلي لا يُثبت أو لا يرفع المباينة ويُثبت المشابهة أو المماثلة بين الخالق والمخلوق لأن ذلك لم يُثبت.
    53- القاعدة تُحفظ بأن الله يوصف بالإثبات والنفي ، لا يوصف بالإثبات فقط ولا يوصف بالنفي فقط ولكن يوصف بالإثبات والنفي معا .
    54-(وينبغى أن يعلم أن النفى ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا) إذن النفي الذي يوصف به الرب سبحانه وتعالى هو النفي الذي يتضمن إثباتا وليس مجرد نفي.
    55- يجب أن نفرق بين الرؤية وبين الإدراك ، الرؤية شيء والإدراك شيء زائد على الرؤية ، لذلك قال :
    (إنما نفى الإدراك الذي هو الإحاطة) الإدراك الإحاطة ، قد ترى شيئا ولا تحيط به ترى الشمس فوقك ، تنظر إلى الشمس وترى لكن لا تحيط بها ، شعاعها القوي ، نورها القوي يحول بينك وبين الإحاطة بالشمس ، مخلوق من مخلوقات الله تعالى لكن لن تستطيع أن تحيط بها فكيف الرب سبحانه وتعالى ؟ إذن الرؤية أو الإدراك أمر زائد على الرؤية ، قد ترى شبحا من بعيد لا تدرك هل الشخص الذي تراه من بعيد رجل أو امرأة ، لا تدرك لكن رأيت ، إذن الرؤية تثبت ولا يلزم من إثبات الرؤية إثبات الإدراك.
    56- من الخطأ أن ينفي الرؤية بعض أتباع الأئمة الأربعة ، الرؤية تنفيها المعتزلة مع انتساب بعضهم إلى بعض الأئمة ، وتضطرب الأشاعرة في باب الرؤية اضطرابا خطيرا غير مفهوم ، يثبتون الرؤية بدون مقابلة ، ما الذي أداهم إلى هذا الاضطراب ؟
    المحافظة على مذهبهم في نفي العلو والاستواء ، نفوا العلو واستواء الله على عرشه ولكن أثبتوا رؤية مضطربة وكون الرائي يرى المرئي في غير مقابلة لا فوقه ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن يساره غير معقول ، وقد قالوا قولا متناقضا ، والذي أوقعهم وغيرهم في هذا التناقض عدم التقيد بما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الباب وعدم التقيد بما عليه سلف هذه الأمة بما في ذلك الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ، ننبه هذا التنبيه خشية أن يوجد بين طلاب العلم من يطالع كتب الأشاعرة لأنها انتشرت الآن لتعلموا أن هذا تناقض وليس بصواب ما يقولون ، اضطراب وتناقض . الصحيح إثبات العلو وإثبات الرؤية معا ، كما أنهم يخافون ربهم من فوقهم يرون ربهم من فوقهم ، هذا هو الحق الذي عليه سلف هذه الأمة وأئمتها .
    57- كلمة الجهمية كما تقدم توسعوا في استعمالها ، يستعملونها في المعتزلة بل حتى في الأشاعرة لأنهم شاركوا الجهمية إما في نفي الصفات كلها أو في نفي بعض الصفات .
    58- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (القاعدة الثانية) في هذه القاعدة يبحث الشيخ عن الألفاظ ويَقْسِم الألفاظ إلى قسمين :
    - ألفاظ ورد ذكرها واستعمالها في حق الله تعالى وتعتبر ألفاظا شرعية ، وهذه الألفاظ الشرعية الحكم التصديق والتسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
    - وهناك ألفاظ غير ورادة .
    والألفاظ الغير الواردة تنقسم إلى قسمين :
    - ألفاظ لها معان صحيحة ، أو جميع معانيها صحيحة ، أي ألفاظ غير محتملة وإن لم يَرِد ذكرها في الكتاب والسنة في حق الله تعالى لا اسما ولا صفة ولكن من حيث المعنى صحيح ، هذه الألفاظ تستعمل من باب الإخبار لا من باب أنها من أسماء الله تعالى أو من صفاته كـ (القديم) و (المريد) و (المتكلم) و (الصانع) تستعل هذه الألفاظ من باب الإخبار يجوز أن يقال (الله صانع كل مصنوع) (وصانع هذا الكون) معناه الخالق ، و (مريد) و (متكلم) و (قديم) هذه الألفاظ لا تشتمل على الباطل ، المعاني صحيحة وإن كانت الألفاظ غير واردة .
    - ولكن هناك ألفاظ غير واردة وهي مجملة تشتمل على الحق والباطل ، هذه الألفاظ هي التي يتحدث عنها شيخ الإسلام في هذا الدرس .
    -
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    59- نصوص الصفات مفهومة المعنى ولكن مجهولة الكيفية ، كيفيات الصفات مجهولة بمعنى : نعلم معنى السمع ومعنى البصر ومعنى العلم ومعنى النزول ومعنى المجيء ومعنى الاستواء المعاني معروفة لكن لا نعلم كيفية هذه الصفات ، هذه قاعدة لا يختلف فيها اثنان سلكا مسلك السلف.
    60- نصوص الصفات لم يختلف السلف فيها إلا لفظة (ساق) " يوم يكشف عن ساق " اختلف الصحابة في تفسير الساق هنا لأن لفظة الساق جاءت منكَّرة غير مضافة ، لم تضف إلى الله لذلك اختلفوا في ذلك قبل أن يثبت عندهم حديث أبي موسى الأشعري ، وبعد ثبوت الحديث لم يبق هناك خلاف ، في أول الأمر هذا اللفظ يعتبر عندهم مجملا لذلك فسره بعضهم بالمعنى اللغوي ولكن لما ثبت أن معنى الساق هو ساق الله تعالى بالحديث الصحيح حديث أبي موسى الأشعري " إن الله سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة " في حديث الشفاعة " فيكشف عن ساقه " جاء مضافا ، هذه الإضافة إضافة تخصيص فإذا كشف عن ساقه عرف المؤمنون أنه ربهم فسجدوا له سجودا ، ويحاول المراءون والمنافقون أن يسجدوا فتصير ظهورهم طبقا واحدا فلا يستطيعون أن يميلوا إلى السجود ، هذا معنى الحديث ، روينا الحديث بالمعنى ، مثل هذا اللفظ هو الوحيد أو هذا اللفظ هو اللفظ الوحيد الذي وقع فيه الاختلاف بين الصحابة بالنسبة لنصوص الصفات وإلا جميع النصوص مفهومة عندهم ، وعندنا الآن لفظ الساق ليس بمجمل بل مفسر ، هذا من باب : لفظ مجمل قرآني فسرته السنة ، السنة تفسر وتفصل وبعد تفسير السنة لا يبقى هناك إشكال ، وإن مر على إنسان ما لم يفهم معناه من خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام عليه أن يؤمن أولا بالجملة ثم يبحث عن المعنى ويستحضر قول الإمام الشافعي رحمه الله ( آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنا برسول الله عليه الصلاة والسلام وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) ( من الله الإرسال وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم) هكذا يقول الزهري من كبار التابعين، هذا هو منهج السلف أي التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم حتى ما أشكل عليك معناه ، وبعد معرفة المعنى تزداد إيمانا ، الإنسان الشيء الذي لم يفهمه يسأل ولا يجوز أن يرده.
    61- إذا ذكر دليل من الكتاب والسنة ثم ذكر بعد ذلك آثار من الصحابة والتابعين فائدة هذه الآثار :
    - تفيد أولا أن هذه النصوص محكمة باقية غير منسوخة .
    - وثانيا تؤكد لنا المعنى المراد ، بفهم كلام السلف نستطيع أن نجزم مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قوله ومن قول رسوله عليه الصلاة والسلام .
    من ذلكم قول أم المؤمنين زينب تتفاخر على أمهات المؤمنين فتقول لهن ( زوجكن أهالكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات ) هذا الأثر منها رضي الله عنها يبين لنا معنى " الرحمن على العرش استوى " ومعنى " أأمنتم من في السماء " وغير ذلك من نصوص الصفات نصوص العلو أي أن السلف هكذا فهموا ، ولم يكن هذا الفهم أو هذا المفهوم جديدا كما يزعم بعض المتأخرين الآن يحسبون أن شيخ الإسلام هو الذي أتى بهذا المفهوم من عند نفسه لذلك حرص شيخ الإسلام في الفتوى الحموية في نقل فتاوى الصحابة والتابعين والأئمة بل جميع العلماء الذين اطلع على أقوالهم إلى وقته حتى من بعض الصوفية حتى من بعض علماء الكلام نقل كلاما يؤكد بأن هذا ليس مفهومه الخاص بل هذا مفهوم المسلمين الأولين جميعا وإنما جهله من جهل من المتأخرين .
    62-: إن جاء في كلام المتأخرين لفظ إن أراد به حقا قُبل وإن أراد باطلا رُد..
    63- نحن لا نستعمل لا (الجهة) ولا (التحيز) ولكن لو استعمل إنسان ما قال (الله في جهة) أو قال (ليس الله في جهة) أو قال (الله متحيز) أو (غير متحيز) لا نرد ردا ولكن نستفسر ماذا يريد ؟ إن كان طالب علم ومطلع على هذه الاصطلاحات وفسر تفسيرا صحيحا كما سيأتي في كلام الشيخ قبل ، وإن فسر تفسيرا باطلا رد ، ولكن نحن لا نستعمل باختيارنا هذه الألفاظ بل نستعمل الألفاظ الشرعية ، أما كلمة (التحيز)و (الجهة) و (العرض) و (الجسم) لا نستعمل شيئا من ذلك في حق الله تعالى لعدم الورود ولاشتمال هذه الألفاظ على الحق والباطل .
    نعم .
    64- إذا قال (ليس الله في جهة) وأراد بذلك ليس الله فوق العالم وليس وراء هذا العالم لا يوجد وراء هذا العالم وفوق العالم شيء ، ليس هناك رب يعبد وإله يسجَد له ، هذا المعنى باطل يرد ، إذن لا بد من هذا الاستفسار ، كل من قال (ليس الله في جهة) يستفسر هذا الاستفسار ، وإن قال (الله في جهة) كذلك ، إذا قال (الله في جهة) ما تريد ؟ هل تريد الله في السموات ؟ تحيط به السماوات ؟ المعنى باطل ، إذا قال (الله في جهة) أي فوق جميع المخلوقات أراد بالجهة العدم الجهة العدمية ، فوق جميع المخلوقات بائن من خلقه المعنى صحيح ، ولكن لا يضطر المسلم إلى هذا اللفظ المحتمل ، لذلك يستعمل الألفاظ الشرعية ويستغني عن هذه الألفاظ ، ولكن ينبغي أن يدرس هذا خشية أن تسمع من أحد لا تبادر بالرد ولا بالموافقة إلا بعد هذا الاستفسار .
    65- قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ((وكذلك يقال لمن قال إن الله فى جهة أتريد بذلك ان الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل فى شىء من المخلوقات فان اردت الأول فهو حق وان اردت الثانى فهو باطل))
    وإن شرح هذا الكلام مرة أخرى يقال لمن قال (إن الله في جهة) وهذا كثيرا ما يستعملونه ، علماء الكلام كثرا ما يستعملون (إنه في جهة) أو (ليس في جهة) ، وربما بعض أتباع السلف من المؤلفين الآن قد يستعملون (إن الله في جهة العلو) وكان الأولى أن يقولوا (إن الله في العلو) ويحذفوا لفظة الجهة في جميع المؤلفات الحديثة التي يؤلفها أتباع السلف إن تأثروا بعلم الكلام استعملوا هذه الألفاظ أحيانا وربما بعض المؤلفين السلفيين الطيبين ورد في كتبهم استعمال لفظ (الجهة) والأولى عدم الاستعمال ، لكن إذا قال (إن الله في جهة) يقال (أتريد بذلك ان الله فوق العالم) إن أردت هذا ، المعنى صحيح .
    (أو تريد به أن الله داخل فى شىء من المخلوقات) وهذا المعنى باطل .
    (فان اردت الأول فهو حق) لكنه يخطّأ في استعماله هذا اللفظ المستحدث الغير وراد في الكتاب والسنة .
    (وان اردت الثانى فهو باطل) باطل لفظا ومعنى ، الأول يخطّأ من حيث استعمال لفظ محدث ، والثاني على المعنى الثاني يخطّأ لأنه أراد معنى باطلا .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    بسم الله الرحمن الرحيم


    66-(وقد قال الله تعالى(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)) فرسول الله عليه الصلاة والسلام فيما أخبر عندما يقرأ هذه الآية هكذا يقول " مطويات بيمينه " يقبض ويبسط ، بعض صغار الطلبة يستنكرون الإشارة ويستنكرون مثل هذا القبض وهذه الإشارة وهذا البسط ، هذا شيء ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يراد بذلك التشبيه ، يراد التوكيد ، فالنبي عليه الصلاة والسلام أشار هكذا " وكان الله سميعا بصيرا " أشار هذه الإشارة ، وأشار إلى السماء إلى الله سبحانه وتعالى في خطبة يوم عرفة لذلك استنكار بعض الناس الإشارات عند ذكر هذه النصوص إنكار يدل على الجهل لا ينبغي أن ينكَر ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام وأما مبالغة علماء الكلام على الحكم بقطع الإصبع التي تشير فلينتبهوا لإصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أول من أشار ، لا يتورطوا في الحكم بالقطع على إصبع رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذا كلام جريء جدا يدل على الجهل ، الشاهد الإشارة إلى العين إلى الأذن بالقبض والبسط هكذا إشارة إلى تأكيد هذه المعاني ليس فيها أدنى تشبيه لا يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يشبه ولا يتهم من اتبعه بأنه يشبه فليُنتبه لذلك .
    67- لو سئل الإنسان هل ظاهر نصوص الصفات مراد لله سبحانه وتعالى أو غير مراد ؟ وهل هي على ظاهرها أو ليست على ظاهرها ؟ بعد أن دخل مبحث علم الكلام في باب العقيدة لا يجاب على هذا السؤال لا بنفي ولا بإثبات بل يستفسر ، وهذا المبحث تجدد ،أي كون الظاهر لفظ محتمل إنما تجدد بعد أن دخل علم الكلام في مبحث العقيدة وإلا عند السلف الصالح لا يتوقفون في مثل هذا ولا يحتمل أي احتمال بل عندهم ظاهر النصوص مراد لله تعالى ولا يفهمون من الظاهر إلا ما يليق بالله ولا يعتقدون أنه يوجد في كتاب الله أو في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحيحة ما يدل على الباطل حتى يحتاج إلى التأويل كأن ذلك التأويل هو التصحيح لله تعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام ، هذا مفهوم خاطئ دخل على المسلمين من حين أن نشأ علم الكلام فعلم الكلام لم ينشأ إلا في عهد العباسيين ، بمعنى أن المسلمين قبل ذلك كانوا في عافية وليس عندهم هذا الارتباك في لفظة ظاهر النصوص .
    68- الفعل (استوى) إذا تعدى بـ (على) يدل على العلو ، وإذا تعدى بـ (إلى) يدل على القصد (استوى إلى كذا) أي قصد إلى كذا ، و (استوى على كذا) علا على كذا هذا ما يدل عليه ظاهر اللفظ .
    69- الجهمية أتباع جهم بن صفوان الذين أعرضوا الإعراض الكلي لم يثبتوا لله تعالى لا الأسماء ولا الصفات إلا الوجود المطلق الذهني هؤلاء أجمع السلف وأتباع السلف على تكفيرهم وهم كفرة ، وبحمد الله تعالى ليس لهم اليوم وجود جماعي إلا إذا كان بعض أفراد من المعتزلة تأثروا بعقيدتهم واعتقد عقيدتهم ، لا وجود للجهمية بالمفهوم الأول وجود جماعي اليوم إلا أن السلف وأتباع السلف توسعوا في إطلاق الجهمية على كل ناف أي يطلقون أن فلانا جهمي على كل مؤول ولو كان معتزليا ولو كان أشعريا ، الأشعري وإن كان لا يطلقون عليه أنه من النفاة بل يطلقون عليه أنه من المؤولة ولكن تأويل الأشاعرة أحيانا يؤول إلى النفي خصوصا في هذه الصفة في صفة العلو لأننا اطلعنا على كتبهم المقررة حتى اليوم أنها تنفي نفيا صريحا علو الله حيث يوجد في كتبهم (ليس الله فوق العرش ولا تحت العرش ولا عن يمينه ولا عن يساره) هذه الكتب موجودة في أيدي طلاب العلم اليوم في خارج هذا البلد ، إذن معنى ذلك القوم ينفون العلو بهذا لحقوا بالمعتزلة والجهمية فيطلق عليهم أنهم جهمية من هذا الباب ، أريد أن أتوسع في مسألة الأشاعرة ، الأشاعرة لهم ألقاب عند أتباع السلف :
    - يقال لهم صفاتية أحيانا أي أنهم من الصفاتيين أي من مثبتة الصفات باعتبار إثباتهم بعض الصفات .
    - ويقال لهم مؤولة لأن غالب نصوص الصفات مؤولة عندهم .
    - ويقال لهم نفاة لنفيهم علو الله تعالى كما سمعتم ولنفيهم عن الله تعالى الكلام اللفظي بهذا الاعتبار يدخلون في الجهمية ، يدخلون في عداد الجهمية وقبلهم المعتزلة .
    70- لا تغتروا بما يقوله بعض الدكاترة الأشاعرة اليوم كالذي يقول لا يسعنا أن نقول اليوم كما قال الإمام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول) لا يسعنا ذلك وقد درسنا العلوم العربية ودرسنا البلاغة وأدركنا أسرار اللغة العربية لا يسعنا ما وسع مالكا . بمعنى : يريد أن يقول : لا يسعنا ما وسع المسلمين الأولين ، ويريد أن يتبع غير سبيل المؤمنين هذا خطأ وخطر جدا وحيث أن هذا الكتاب موجود في الأسواق قد يقع في أيديكم وهو كتاب (كبرى اليقينيات) .. للدكتور سعيد رمضان البوطي والكتاب موجود في الأسواق ينبغي أن تنتبهوا لمثل هذه الأمور لأن المتأخرين عندهم دعوى طويلة وعريضة يزعمون أنهم أعلم من السلف لذلك القاعدة التي تقول (طريقة الخلف أعلم وأحكم طريقة السلف أسلم) كلام متناقض ينقض أولُه آخرَه أو ينقض آخرُه أولَه لأن السلامة إذا كانوا هم أسلم السلامة إنما تتوافر مع وجود العلم والحكمة ، لو كانوا ناقصي العلم والحكمة ما يكونون أسلم بل هم أعلم وأحكم وأسلم ، هذا الذي يجب اعتقاده ، يجب أن تعتقد في سلفك أنهم أعلم منك وأحكم وطريقتهم أسلم .
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    71- لله سبحانه وتعالى يدان مبسوطتان مع ذلك جاء في الكتاب ذكر اليد أحيانا بصيغة الإفراد وأحيانا بصيغة الجمع وأحيانا بصيغة التثنية . لا تكن ظاهريا متعصبا لظاهريتك حتى تقول الله له يد وله يدان وله أيدي ، هذا ما يفعله بعض الضعفاء في فهم النصوص بل له يدان مبسوطتان ليست هناك أيدي كثيرة ولا يد واحدة بل له يدان ، بهذا تجتمع النصوص ، تفهم لماذا جمع ؟ لأن اليد أضيفت إلى ضمير العظمة والأسلوب في مثل هذا يقتضي الجمع وإذا ذُكرت اليد بصيغة الإفراد هذا يقال له جنس يصلح للواحد وللأكثر من واحد ، الذي يفسر كل هذا قوله تعالى " لما خلقت بيدي " وقوله تعالى في آية أخرى " بل يداه مبسوطتان " "يداه" "لما خلقت بيدي" هاتان الآيتان تفسر لك كل ما فيه إجمال كذكر اليد بصيغة الإفراد وجمع اليد وتخرج بنتيجة أن لله يدين مبسوطتين .
    72- العلو والفوقية صفة واحدة والاستواء صفة أخرى ، العلو والفوقية صفة ذاتية علو الله تعالى على جميع المخلوقات صفة ذاتية ثابتة لازمة للذات بمعنى لم يزل الله سبحانه وتعالى في علوه ولن يزال لأن العلو صفة كمال والكمال لا يفارقه ، لا يوصف الرب سبحانه وتعالى في لحظة من اللحظات بالسفول ، مستحيل لأنه لا يليق بالله بل هو موصوف بالعلو دائما وأبدا ، ثبوت العلو كثبوت الحياة والقدرة والسمع والبصر أي من الصفات الذاتية ، وأما استواؤه على العرش فصفة فعلية لأن الاستواء تجدد ، الله أخبر أنه استوى على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام استوى على عرشه استواء يلي به وخص العرش بهذا العلو الخاص الذي هو الاستواء لحكمة يعلمها لا لحاجته إلى العرش بل الله سبحانه وتعالى هو الذي يحمل العرش وحملة العرش بقدرته وسلطانه ليس العرش هو الذي يحمل رب العالمين ولا حملة العرش بل الله فوق العرش مستويا على العرش عاليا على العرش استواء يليق به ، يثبت شيخ الإسلام كيفية الاستدلال على العلو وعلى الاستواء ، أي بم نثبت العلو وبم نثبت الاستواء انتبه هذه مسألة دقيقة مهمة جدا .
    73- ومن زعم أن في القرآن توجد ألفاظ تدل على ظاهر لا يليق بالله تعالى حتى يؤول ويصحح [فهذا] باطل.
    74- نقطة مهمة يوافق فيها جل أهل الكلام أهل السنة والجماعة وهي الإيمان بحقيقة الذات العلية المقدسة الغنية عن كل شيء وأن وجود الله وجود حقيقي وأن العباد لا يعلمون حقيقة الذات ، هذا محل الاتفاق ، لو وفق أهل الكلام لانطلقوا من هذه الحقيقة في حقائق الصفات لقالوا في الصفات ما قالوا في الذات لم يوفق في هذا إلا السلف وأتباع السلف هم الذين قالوا الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه أي كما آمنا بالله سبحانه وتعالى وبوجوده الحقيقي ولم نبحث عن الكيفية ولم نحاول تكييف الذات العلية كذلك لا يجوز لنا أن نبحث عن حقائق الصفات ونحاول تكييف صفاته تعالى لتكون النتيجة إما التشبيه وإما الإنكار ، هذه الحقيقة كما قلنا اتفق جل أهل الكلام مع أهل السنة والجماعة .
    75- المعتزلة لهم وجود الآن في عالمنا المعاصر لأن جميع فرق الشيعة من المعتزلة.
    76- النصوص لا تحتمل إلا الحق وكون الإنسان يفهم من ظاهر النصوص الباطل هذا من سوء فهمه وإلا فمستحيل أن يحتمل كلام الله وما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا الحق لا يحتمل إلا الحق بل هو الحق المحض.
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    77- الأشاعرة يثبتون بعض الصفات بل من الصفاتية من يثبت جميع الصفات كما سيأتي في بعض أئمة الأشاعرة الذين سوف يورد الشيخ أسماءهم يثبتون جميع الصفات إلا العلو وإثبات العلو عندهم يؤدي إلى التجسيم بينما يثبتون جميع الصفات ، كذلك ينفون العلو والأفعال الاختيارية وكلمة الاختيارية يقال لها صفة كاشفة المراد بالأفعال الاختيارية أفعال الرب سبحانه وتعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة هذه الأفعال المتعدية يثبتونها وينفون الأفعال اللازمة كالمجيء والنزول والاستواء كلها تسمى الأفعال الاختيارية ، إثبات هذه الأفعال الاختيارية وإثبات العلو لله تعالى يؤدي إلى التشبيه في نظر هؤلاء الصفاتية الذين يثبتون بعض الصفات .
    78- أبو يعلى كما سيأتي ذكره من كبار أئمة الحنابلة الذين تأثروا بهذه الفكرة فكرة المعتزلة ، اضطرب أحيانا يثبت جميع الصفات وينفي العلو وأحيانا يثبت العلو ولكن يرى أن العلو صفة خبرية وليست بعقلية وتقدم البحث في هذه الصفة أن صفة العلو صفة ثابتة بالأدلة العقلية والأدلة النقلية والفطرة والإجماع ، فأبو يعلى بعد أن تأثر بعلماء الكلام اضطرب اضطرابا خطيرا جدا أحيانا ينفي الصفات إلا الصفات العقلية على طريقة الأشاعرة وأحيانا يثبتها كلها إلا العلو وأحيانا يثبت العلو ويرى أن العلو صفة نقلية خبرية سمعية والعقل لا يثبت ذلك ، هكذا اضطرب .
    79- الأئمة أئمة السلف بما فيهم الأئمة الأربعة نكرر هنا الأئمة الأربعة على مذهب واحد موحد في العقيدة لم يكن بينهم اختلاف قط الاختلاف الذي الذي وقع بين الأئمة الأربعة وغيرهم أئمة المسلمين ليسوا بأربعة أكثر من أربعين كلهم قد يتفقوا وقد يختلفوا في المسائل الفقهية التي مطرح الاجتهاد ولكن بحمد الله تعالى لم يقع بينهم اختلاف قط من عهد الصحابة إلى آخر أيانهم لم يقع بينهم اختلاف قط في باب العقيدة لا في باب الأسماء والصفات ولا في باب توحيد العبادة ولا في باب توحيد الحاكمية لا اختلاف بين أئمة المسلمين قديما وحديثا أبدا هذا أمر موحد بحمد الله تعالى وحدة كاملة يتمتع بها المسلمون من قديم عهدهم إلى وقت قريب من هذا الذي حصل فيه التفرق لم يكن بينهم اختلاف أبدا ، وهذا الاختلاف الذي وقع بين المسلمين والفرق الإسلامية الكثيرة التي تنتسب إلى الإسلام التي تتضارب وتتناحر في الاختلاف في باب العقيدة إنما حدثت كل ذلك بعد نشأة علم الكلام فعلم الكلام لم ينشأ إلا في عهد العباسيين ما قبل عهد العباسيين المسلمون يتمتعون بالوحدة الكاملة في عقيدتهم في باب الأسماء والصفات أي في ما يعتقدونه نحو ربهم سبحانه وتعالى وفي ما يخص نبيهم عليه الصلاة والسلام وفي باب العبادة وفي تحكيم شرع الله تعالى ما بينهم اختلاف ..
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615
    80-يخطئ كثير من الناس عندما يستدلون بقوله تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله" يحسبون أن معاني نصوص الصفات لا يعلمها إلا الله هذا خطأ كبير وجسيم جدا حال بين كثير من الناس وبين تدبر كتاب الله ، التأويل الذي لا يعلمه إلا الله حقائق الصفات وحقائق الأسماء وحقيقة ذاته سبحانه وتعالى وحقائق ما أعده الله في الجنة لعباده ، الحقائق لا المعاني ، لا أحد يجهل معنى السمع ومعنى البصر ومعنى الاستواء ومعنى النزول ومعنى المجيء ، هذه المعاني كلها معلومة سواء كانت الصفات صفات ذاتية كالقدرة والإرادة والسمع والبصر أو صفات فعلية كالاستواء والنزول والمجيء أو صفات خبرية كالوجه واليدين والقدم والأصابع أو صفات عقلية كالسمع والبصر والإرادة كل هذه الصفات معانيها معلومة عند أهل العلم بل عند كل من يعلم اللغة العربية لأنها معلومة من وضعها أمال الذي لا يمكن أن يعلمه العباد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الحقائق ، حقيقة سمع الرب سبحانه وتعالى وحقيقة بصره وحقيقة استوائه على عرشه وحقيقة نزوله وحقيقة مجيئة وكيفية هذه الصفات لا يعلمها إلا الله هكذا يجب أن نفرق بين التأويل الذي لا يعلمه إلا الله وبين التأويل الذي يعلمه الراسخون بل بين المعاني التي لا يعذر أحد بجهلها يقول عبدالله بن عباس : تفسير القرآن على أربعة أوجه : تفسير تعلمه العرب من لغتها ، المفردات الغريبة إذا أشكلت عليك اسأل عليك اسأل صاحب البادية المتوغل في البادية يعلم الانشقاق والانفطار لا تعلم هذه المفردات إلا من العرب الذين بقوا على لغتهم ولم تتغير لغتهم ، هذا تفسير ، وتفسير يعلمه العلماء ، العلماء هم الذين يعلمون الناسخ من المنسوخ والمقيد والمطلق وغير ذلك والجمع بين المحكم وبين المتشابه هذا تفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعذر أحد بجهله ولو كان أعجميا ولو كان لا يقرأ القرآن يجب أن يطبق معاني تلك الآيات "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" هل يعذر مسلم في جهل معنى "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" ؟
    لا ، حتى إذا كان لا يقرأ ، حتى إذا كان أعجميا طالما هو مسلم يعرف أنه مطالب بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ومطالب بأن يتجنب ما حرمه الله عليه ، هذه المعاني أي الأحكام "إلهكم إله واحد" لا يعذر أحد بجهل هذا ، من الذي يجهل وهو مسلم "إلهكم إله واحد" ؟ يعلمه كل مسلم وإن جهل لا ييعذر بجهله في مثل هذا هذا معنى (تفسير لا يعذر أحد بجهله) الرابع تفسير لا يعلمه إلا الله ، حقائق الأسماء والصفات حقيقة ذات الرب الحقائق التي هيأها الله سبحانه وتعالى في الجنة لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، هكذا يعلم أهل العلم ويفرقون بين هذه الأشياء.
    81-(حاكي الكفر ليس بكافر).
    82- لا يمكن للآدميين مطلقا كافرهم ومسلمهم لا يمكنهم أن يعيشوا بلا شرع كأن شيخ الإسلام يتحدث عما نعيشه اليوم ، لاحظوا لما ترك الآدميون في الجملة إلا من شاء ربك وقليل ما هم لما تركوا شرع الله تحولت الحياة جحيما لا يطاق بين قاتل ومقتول وطارد ومطرود ومغتال ومحاول للاغتيال وقتال مستمر بين بني الإنسان في مدينة واحدة بين جنس واحد بين الإخوان فيما بينهم قتال ونهب ، جحيم لا يطاق هذه الحياة التي يعيشها أكثر العالم اليوم السبب في هذه الحياة الجهنمية عدم الشرع لأن الناس تركت شرع الله لا يسع الآدميين كافرهم ومسلمهم إلا شرع الله ليعيشوا حياة الإنسان وإن تركوا شرع الله تحولت حياتهم إلى حياة الحيوان وأسوأ ، الحيوانات التي في الغابة تعيش اليوم حياة أهدأ وأحسن من حياة كثير من الآدميين وليس في ذلك أدنى مبالغة وأنتم تقرأون وتسمعون ما الذي يجري في العواصم الإسلامية والعربية اليوم بين بني الإنسان بين بني جنسهم فيما بينهم تلك الحياة الذي سبب هذه الفوضى وهذا الجحيم الذي لا يطاق عدم شرع الله ، ابتعادهم عن شرع الله ، عندما كان الشرع يطبق أو إذا كان الشرع يطبق يعلم الإنسان من يُقتل ومن لا يُقتل الشرع يبين المستحق للقتل فيقتل عدلا يبين الشرع من تقطع يده فتقطع تلك اليد لتحفظ الأيدي كلها ، تقطع الرقبة لتحفظ الرؤوس كلها "ولكم في القصاص حياة" إقامة القصاص والحدود حياة وحفظ للحياة حفظ للأرواح حفظ للرؤوس والأيدي جميعا وما نعيشه اليوم أكبر شاهد لما نقول ، حياة المسلمين الأولين عندما كانت تطبق شريعة الله في جميع الأرض كانوا يعيشون حياة سعيدة هادئة متحابين ومتعاونين مقبلين على الله وعلى عبادة الله ولما ابتعدت الناس عن الشريعة حصل ما حصل مما لا يحتاج إلى وصف ولكن فلنحمد الله على ما نحن فيه في هذه المنطقة مع ما فينا من القصور لكن بعض الشر أهون من بعض أهل هذه المنطقة لا يزال ينعمون بنعمة الإسلام لا تزال آثار الشريعة تظهر في حياتهم في تصرفاتم في أمنهم وأمانهم وفي عقيدتهم وتطبيق الشريعة وهذا شيء ملموس.
    83- الفرد نفسه لا تنضبط حياته إلا بالشرع ، علاقته فيما بينه وبين الله ليوحده ويخلص له العبادة علاقته بنبيه الذي بعث إليه ليتبعه متابعة صادقة ، علاقة بأهله وأولاده وجيرانه وبالمسلمين عامة وبالكافرين ، الإسلام نظم حياتنا حتى في الكفار ، الكفار الذين يجب علينا أن نقاتلهم ونقتلهم والكفار الذين لا يجوز لنا أن نقاتلهم أو نقتلهم ، بين الشرع كل ذلك ، إذن بالشرع تعرف من تسالم ومن تقاتل ومن تعادي ، الفرد نفسه لا تنضبط حياته إلا بالشرع.
    84- توحيد الربوبية في الأصل هو محل اتفاق بين الكفار والمؤمنين لأنه توحيد فطري ولكن قد يطرأ أحيانا على بعض من ساءت تربيته وتربى في أحضان المرتزقة من المتصوفة الذين يحاولون تسخير أتباعهم لأنفسهم حيث يوهمون بأن في إمكانهم أن يتصرفوا مع الله في هذا الكون بالعطاء والمنع حتى بحسن الخاتمة وسوء الخاتمة لذلك المريد والدرويش عندما يجلس أمام الشيخ يضع يده على قلبه لئلا يطلع الشيخ على ما في ضميره فيصاب بسوء الخاتمة أو بمصيبة ما ، أي يصل أتباع المتصوفة إلى اعتقاد بأن الشيخ يتصرف فيعطي ويمنع ويضر وينفع ، هذا شرك أكبر في توحيد الربويية جرهم إلى الشرك الأكبر في توحيد العبادة دعوتهم والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم ، ولا بد في كل مناسبة من التنبيه على هذه النقطة لأن هذا واقع جمهور عوام المسلمين في كثير من الأقطار الإسلامية ، الله المستعان .
    85-الفرق بين الإيمان بالقرآن وبين الإيمان بالكتب السابقة الإيمان بالقرآن لا يكفي مجرد التصديق وأنه من عند الله فقط ، لا ، لا بد من العمل به وتطبيق شرعه وتطبيق عقيدته واعتباره كتاب عقيدة وشريعة وأحكام وسياسة واقتصاد وأخلاق كتاب كل شيء ، بالنسبة للكتب السابقة يكفي أن تؤمن بأنها من عند الله ، ما وافق منها شرع الله في هذا الكتاب آمنا به وعملنا به لكونه موافقا لشرعنا الجديد المهيمن على تلك الشرائع وإلا فلا يجب البحث عنها للعمل بها – الكتب السماوية السابقة – وإن كانت كلها من عند الله لأنها نسخت هذا هو الفرق بين الإيمان بالقرآن وبين الإيمان بالكتب السابقة.
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •