﴿9﴾ سائل يسأل شخص لعله حريص إن شاء الله على الدعوة الله لكنه؛ اخطأ فيقول:"لا بد من الدعوة ولو كان بدون علم"

تصور خطير جدا تدعو إلى الله بدون علم، إلى أي شيء تدعوا؟؟ إلام تدعوا؟؟، )قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ( (يوسف: 108 ) البصيرة العلم.

أما خروج بعض الناس إلى البوادي إلى خارج البلاد إلى الهند إلى باكستان إلى إفريقيا بدعوى الدعوة إلى الله بغير علم يقول بعضهم:"يكفي أن ندخل الناس المساجد" طيب دخلوا المساجد فإذا دخلوا المساجد ماذا يفعلون؟؟ يدخلون ويجلسون فقط في المسجد فقط!!!، هذا هو الإسلام؟؟ لا يا أخ الإسلام تَعَلَّمْ أولاً "العلم قبل القول والعمل" تَعَلَّمْ ثم اعمل ثم ادعُ وإذا كنتَ حريصاً هذا الحرص أبشرك بأن دعاة الحق لطلبة العلم يكفونك المئونة، اجلس تعلم، لا تستعجل طلاب العلم انتشروا في العالم يدعون إلى الله والعلم انتشر والعقيدة انتشرت والدعوة انتشرت وإن كانت بدأت تحارب اليوم في عقر دارها هنا بأساليب ملتوية وأما في الخارج فهي منتشرة والدعاة في الخارج يعتبرونكم ظهرا لهم فاعلموا هذه المكانة لأنفسكم.

وأيها الحريص على الدعوة لا يجوز لك أبدا أن تخرج إلى الناس فتدعوا بزعمك من دون علم، تفسد ولا تصلح لذلك من الواجب أن تتعلم ولا تشتغل بالدعوة حتى تتعلم.

وعلى آله وصحبه وبعد:

﴿10﴾ سائل يسال وهو جزاه الله خيرا يرحب وأنا أرحب بسؤاله وأسأل الله لي وله ولإخواننا الحاضرين وغير الحاضرين التوفيق والثبات بعد مقدمة قدمها لا استحسن قراءتها لأن فيها نوع من الثناء بما لا استحق أنا لأنه لا يعلم مني شيئا.

يقول حَدِّثْنَا عن قرب عن جماعة السرورية و عقيدتها و أهدافها وما تدعوا إليه وما هي كتبهم التي ينشرونها أو يستقون منها؟؟ ومن هم مشايخهم؟ وأين الخطأ عندهم؟ وكيف التصحيح؟ وما هي النصيحة؟ وهل فعلاً لديهم بيعة؟ فهارس طويلة تحتاج إلى الكتابة.

زادك الله حرصا وعُدْ إلى طلب العلم ولا تكسل.

سبق لي أن تحدثت غير مرة عن محمد سرور وأنا عندما أصرح باسم هذا الرجل وأكرر التصريح باسمه أنا متعمد لذلك وأعني ما أقول وليس ذلك عبثا بل أرى إنه عملٌ وأيُّ عمل لأني؛ لاحظت - في جولتي في هذه المنطقة وفي المنطقة الوسطى وفي المنطقة الغربية- لاحظت أن معظم شبابنا تأثروا بالدعابات التي ينشرها هذا الرجل وهو في بريطانيا والعجب كل العجب أن شبابنا أو معظمهم لا يعرفون عن الرجل إلا بواسطة مجلاته التي تحمل تلك الأسماء الطيبة "السنة" و"البيان" وكتابه الذي يحمل ذلك العنوان الْخَدَّاع "منهاج الأنبياء في الدعوة إلى الله" انخدع معظم شبابنا بهذه العناوين مع ما يقوم به من المدح والتلميع، بعض المخدوعين الذين خُدِعُوا مِنْ قِبَلِه وبدؤوا يخدعون صغار الشباب، بكل ذلك صار للرجل في قلوب بعض شبابنا مكانة وأيُّ مكانة، معرضين عن مشايخنا وعلمائنا وعن الكتب النافعة التي توزع عليهم مجانا، الكتب الدراسية والمراجع العلمية والمكتبات الحافلة بالكتب النافعة كل ذلك تركوها، ووقعوا، إنهم يتبادلون مجلة البيان والسنة ومنهاج الأنبياء والعدالة الاجتماعية وما في معنى هذه الكتب التي تدمر العقيدة وتحارب الإسلام باسم الإسلام، أقول: تحارب الإسلام باسم الإسلام، زِدْ على ذلك الكتب الحديثة التي بدأ يكتبها الدكتور الترابي وأشرطته التي زادت الطين بلة [الذي يريد]([2]) إسلاما جديدا بعقيدته وبشريعته، إسلاما يرفض أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام إلا إذا وافقت الهوى بدعوى موافقة العقل كل هذه الكتب وكل هؤلاء الأشخاص شغلوا بعض شبابنا وصرفوهم عن علمائهم وعن الكتب النافعة.

السرورية نسبة إلى هذا الرجل، أما عقيدته في باب الأسماء والصفات فهو أشعري العقيدة كما أن صاحب العدالة الاجتماعية أشعري العقيدة، وأهدافه هدف سياسي لأنه رجل سياسي عاش في بعض المناطق في هذا البلد ثم خرج إلى الكويت ثم لجا إلى بريطانية، كل هذه حركات سياسية إنه سياسي طموح يعشق الكرسي ولما عجز عن الوصول إلى الكرسي الحكم لجأ إلى بريطانيا ليعيش هناك ويبث سمومه من هناك بين شبابنا.

يدعو دعوة تشبه دعوة الخوارج الذين زعموا أن من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الخوارج الخروج على الحكام ومحمد سرور يعلم شبابنا للأسف السب واللعن والبذاءة وإطلاق لفظة الطواغيت على كل حاكم ولو كان يحكم بالإسلام "بالتعميم إن جميع الحكام طواغيت الجميع دون استثناء" هذه دعوته وهذا أسلوبه أسلوب سيء لذلك نخشى على شبابنا أن يتأثروا بهذا الأسلوب ويتعلموا البذاءة، أعيذكم أن تذهبوا هذا المذهب وأن تسلكوا هذا المسلك فهو مسلك غير إسلامي يقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام:(ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والرجل يعلم الشباب في مجلاته البذاءة وطول اللسان والنيل من الناس وخصوصا الحكام.

أنتم بالنسبة لحكامكم لستم بحاجة لأكرر عليكم، كما أنتم مسلمون ومجتمعكم مجتمع إسلامي وحكامكم مسلمون، لست بحاجة لأكرر هذا الكلام غير مرة وأما بالنسبة للمجتمعات الأخرى موقفكم موقف الدعوة والإصلاح إلى ما انتم عليه إلى عقيدتكم إلى أحكامكم إلى شريعتكم دون سبٍ أو لعن.

وليس من الدعوة في شيء أن تطلق لفظة الطواغيت على الحكام ولو حكموا غير شريعة الله تعالى ويصدق عليهم لفظ الطواغيت لكنك؛ في أسلوب وفي مقام الدعوة أنت تدعو ولا تجرح ولا تلعن ولا تنفر، تدعوا بالحكمة، ليس من الحكمة أن تقف هناك بين تلك الشعوب فتطلق عليهم انهه مجتمع جاهلي وأن الحكام طواغيت، هل دعوت أم سببتَ؟؟!! وإذا سببتَ وشتمتَ ثم أخذتَ شنطتك وشردت ماذا استفاد الإسلام والمسلمون من سبك وشتمك؟؟ ماذا استفدت أنت؟؟ ماذا استفاد الشباب؟؟ ماذا استفاد المجتمع؟؟؟ ما هي الفائدة؟؟؟ أسأت إلى نفسك وإلى مجتمعك وإلى شبابك كلك إساءة، هذه ليست دعوة، لا تحسبوا بأن هذه هي الدعوة، ولا تحسبوا بأن هذه هي الشجاعة، هذا تهور، الشجاعة إذا وُضِعَتْ فِي غير موضعها اسمها التَّهَوُّر، وما يقوم به سرور وأمثاله تَهَوُّرٌ وليس بشجاعة.

بعض الشباب يحبون الشجاعة لأن؛ الشجاعة محبوبة الشجاعة والكرم من الأخلاق المحبوبة، يحسبون عندما يطلق هؤلاء هذه الكلمات الناري من على المنابر وفي محاضراتهم وفي مجلاتهم يقولون:"ما شاء الله هؤلاء الشجعان"، لا، هذا تهور وليس بشجاعة لذلك أعيذكم أن تتخلقوا بأخلاق هؤلاء، أخلاقٌ غير إسلامية وصفات بعيدة عن الإسلام.

يسأل السائل عن الكتب التي يستقون منها حتى لو علمت ما ذكرت لك لا اعلمها لكن؛ لو علمتُ ما ذكرتُ لك، لا حاجة بك إلى الكتب يعني تريد أن تستقي منها وتستفيد منها وتذهب مذهبهم أَمْ ماذا تريد؟؟ لا داعي لأن تسال عن الكتب التي استفادوا منها، استفاد بعضهم من بعض وهذا الكلام يجرنا إلى كلام كثير وطويل وإننا ننال من غيرهم من الذين تأثروا بهم وبكتبهم ولا داعي إلى ذلك.

وأين الخطأ عندهم؟ عجبا!!!! ما ظهر لك خطأهم حتى الآن، ما سمعت ما قاله في كتب العقيدة التي تدرسها وما سمعت ما قاله في حكامك وفي علمائك، سموا حكامكم سادة وعلماؤكم عبيدا، العلماء عبيد - علماء السعودية عبيد- والحكام سادة هذا أسلوب محمد سرور زين العابدين ما أحسن هذا الاسم!! وما أسوأ المسمى!!

أما التصحيح إن هداه الله واستعد للتصحيح يوجد من يصحح له خطأه ويدعوه إلى الرشد والهدى لكن؛ لست أدري هل هو مستعد لذلك أم لا.

أما النصيحة له إني قد طلبت من بعض الشباب في أول محاضرة انتقدتُ فيه طريقته هذه طلبت منهم إرسال شريطي إليه وطلبت منه الرد مع العلم أني اعلم أن رده شتم وسباب، ليس رد علمي أنا متأكد، لو رَدًّ رُدُودَه سُبَابٌ وشَتَائم مقدما لأنه؛ ليس طالب علم يقرأ الدليل بالدليل يقول الإمام الشافعي وهو الأصولي المعروف يقول:" ما ناظرت عالما إلا غلبته ولا ناظرت جاهلا إلا غلبني"، لو رد سوف يغلبني بالسب والشتم وقد سب وشتم - عبيد وسادة - هذا موقفنا منه وموقفه منا ولكن؛ النصيحة هنا إنما توجه إلى المخدوعين المهيجين، إلى بعض الشباب الذين خدعوا وهيجوا.

والعجب كل العجب وقعت في يدي عدة صفحات فيها شروط للمخدوعين ولعل هذه الشروط ليست من السروريين لعلها من الإخوانيين، يسمون المخدوع ملتزما فكتبوا شروطا للملتزمين، ذكرت في المحاضرة الفائتة شرطا واحدا واقف عنده الليلة عن ذلك الشرط.

الشرط السرية الكاملة أن يحافظ الملتزم(المخدوع) أن يحافظ على السرية الكاملة لدعوته السرية الكاملة ممن؟؟ أنت مسلم تعيش بين المسلمين مسلم ابن مسلم تعيش بين المسلمين وهذه السرية إلى متى؟؟ وهل انتم في دار أرقم؟؟!! يوم كانت الدعوة سرية لحاجة لغرض ضرورة، الدعوة اليوم إن كانت إسلامية لا تحتاج إلى سرية حتى في أوروبا وأمريكا وفي جميع الدنيا، دعوتنا اليوم جهرا، دعاتنا هناك يجهرون بهذه العقيدة في بلاد الكفر في فرنسا في بريطانيا وينشئون مُدُنا يحولونها إلى مدن إسلامية.

الدعوة اليوم جهرية في كل مكان حيث كان يضرب دعاة الحق قبل عشرين سنة في داخل المساجد اليوم يدعوا الدعاة إلى هذه الدعوة جهرا وعلنا على المنابر، وهنا المهيجون يقولون لبعض الشباب الذين سموهم ملتزمين عليكم بالسرية.

إذن هذه دعوة غير إسلامية إذن هذه عقيدة غير عقيدتنا واتجاه غير اتجاهنا طالما هناك سرية كاملة ويقول الطريق بعيد.. بعيد جدا معنى ذلك نَمْ لا تعمل شيء.

ويتناقض مرة أخرى فيقول أيها الشباب الملتزمون الفجر قريب في توقعاتي إن الفجر قريب يعني عن قريب تصلون إلى ما تريدون، هكذا بهذه الهمسات وبهذه التصريحات وبهذه الشروط يضللون الشباب هذا التضليل، أعود فأقول المسؤولية مسؤوليتنا ولا عتاب على شبابنا لأننا تركناهم فريسة للمهيجين فاسأل الله لي ولكم الثبات أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويزقنا الإخلاص فيما نقول وان يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله