النتائج 1 إلى 15 من 60

الموضوع: فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    المشاركات
    2,615

    فوائد في العقيدة من دروس الشيخ العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله ولي الصالحين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على

    نبينا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، وبعد : فهذه فوائد تتعلق بالعقيدة من دروس و شروحه الشيخ محمد أمان الجامي يرحمه الله :

    الذي يجري الآن في المجتمعات الإسلامية في الغالب الكثير لدى أضرحة من سموهم بالصالحين الحب مع الله لا الحب في الله الحب مع الله من أعظم أنواع الشرك الأكبر .
    من أحب غير الله مع الله وعظمه كما يعظم الموحدون رب العالمين وتذلل له كما يتذلل الموحد لله سبحانه وتعالى ، وبالغ في تعظيمه إلى درجة اعتقاد أنه يعلم ما في الصدور وأنه ينفع ويضر هذا هو الشرك الأكبر الذي تورط فيه عوام المسلمين لدى كثرٍ من أضرحة الصالحين أو غير الصالحين ، وشجعهم على ذلك كثير من المنتسبين إلى العلم وزينوا لهم أن ما يفعلونه عند قبور الصالحين من الطواف بها والذبح لها والنذر لها كل ذلك من محبة الصالحين ومن التوسل بالصالحين وليست من العبادة في شيء هذا هو الواقع . كأن جامع هذه الأصول يدرس أحوال المسلمين وواقع المسلمين اليوم وخصوصاً في خارج هذا البلد(1):

    لما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة لابد من وقوع ذلك ولا يدل وقوع ذلك أن ذلك أمر محبوبٌ عند الله ، هذا الذي أريد أن أصل إليه ، وإن كان واقعاً بإرادته الكونية ، ولكن ليس بمحبوب ؛ بل منهيٌ عنه ، إخبارُ النبي عليه الصلاة والسلام عن وقوع ذلك لابد من وقوعه ليصدق قوله عليه الصلاة والسلام ، يدل ذلك على أن هذا التفرق ليس بحبوبٍ عند الله على أن كلها في النار إلا واحدة الفرقة الناجية فرقة واحدة وهي التي كانت وتمسكت وصبرت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه وهي الجماعة ؛ هُنا جماعة وجماعات ، الجماعة هي التي كانت على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، جماعة المسلمين سواءٌ كان لها إمام أو لم يكن لها إمام .
    إن وجدت جماعة ولها إمام فعلى كل مسلم أن ينضم إلى هذه الجماعة ويعيش تحت طاعة هذا الإمام إمام الجماعة .
    وإن وجدت جماعة في مكان ما ليس لها إمام عليه أن يعيش مع هذه الجماعة .
    وإن لم توجد جماعة المسلمين المتمسكة بدين الله الفاهمة لشرع الله فليعش ولو كان وحيداً فهو الأمة وهو الجماعة .
    أما تفسير هذه الجماعات بالجماعة والتلبيس على الناس هذا غلط ، هذا أمر لا يليق بطالب العلم ، وأن الجماعات غير الجماعة .
    نحن مأمورون أن نكون جماعة ، دائماً جماعة واحدة ، ولا يجوز أن نكون جماعات فإذا وحدت جماعة المسلمين ولهم إمام حرُمَ إيجاد جماعات أخرى لأن الجماعات الأخرى وهي الجماعات السياسية تنافس القائم الموجود ، والإسلام شدد في هذا الأمر غاية التشديد إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) .
    الجماعات السياسية عندما توجد وتنشئ إنما تعني إيجاد من يبايع .. إيجاد من ينافس الحكم القائم ومنافسة الحكم القائم على أيً كان الحاكم القائم عادلاً كان أو فاجراً طالما جمع الله المسلمين على يده يحرُم منافسة هذا الحكم وإيجاد من ينافس هذا الحكم ، وأن الجماعات الكثيرة الموجودة في الساحة الآن من هذا القبيل وإن ادعت أنها جماعات للدعوة إلى الإسلام ولكن الواقع يشهد لكل عاقل أنها جماعات سياسية وليست جماعة الدعوة ولو كانت جماعة الدعوة ما يحصل الاختلاف الدين واضح والمنهج واضح (2):

    ولا يشترط أن يكون الوالي التي تجب طاعته والسماع له والولاء له والدعوة له لا يشترط أن يكون عادلاً بل من تولى أمور المسلمين وجمع الله على يده كلمة المسلمين وجبت طاعته والسمع له (3):


    ما وصل إليه أمر جمهور المسلمين اليوم إذ تركت العقيدة السلفية التي كان عليها سلف هذه الأمة وتركت الأحكام ؛ الأحكام الكتاب والسنة تركاً واضحاً وأُعرض عنها واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تماماً واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية التي كلها كذب ونفاق هكذا أعرض جمهور المسلمين وخصوصاً المثقفين عن دين الله تعالى الذي جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إذن لابد من الاجتماع على الدين ولا يتم الاجتماع إلا بالسمع والطاعة(4):

    الفقه في الدين الفهم الصحيح الثاقب المبني على الأدلة هذا الفهم الصحيح قد يكون الإنسان قليل الإطلاع ربما لم يطلع إلا على المتون لا يعرف من الشروح شيئاً لم يخض خوضاً لكن يرزقه الله فهماً صحيحاً ثاقباً فيفقه في الدين (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) لم يرزق هذا الفقه ولكن حفظ المتون وحفظ القواعد وقعد القواعد وحفظ طلاب العلم يأخذ طلاب العلم قد ينتفعون به فتلك الأرض التي حفظت الماء ولم تنتفع بالماء ولكن الناس انتفعت بذلك الماء (5):

    جمهور المنتسبين إلى الإسلام ، المسلمون بالإسلام الرسمي شهادة الميلاد الديانة مسلم أكثر الدول من هذا القبيل حتى بالمستوى الدولي دولة إسلامية أي إسلام رسمي يعني مكتوب بين قوسين الديانة الإسلام ليست مسيحية أو يهودية مثل هذا الإسلام ينفع في المعاملات الدنيوية يعيش الإنسان بهذا الإسلام بين الناس لكنه إسلام مقبول عند الله (6):


    النبوة بالاصطفاء لكن الولاية بالاكتساب تكتسب أنت الولاية بصرف النظر عن أبويك وعن أصلك وفرعك قد يعيش الإنسان في أول حياته عدواً لله فيتحول إلى وليٍ لله تعالى بالاكتساب تكتسب . بما تُكتسب الولاية بالإيمان الصادق الصحيح وبالعمل الصالح(7):

    العبد يعيش بين هدايتين : الهداية العامة هداية إرشاد وبيان ، هذه الهداية عامة ، الله هدى الناس بهذه الهداية العامة ؛ والرسول هدى الناس { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } هداية إرشاد وتعليم وإيضاح والقرآن يهدي { يهدي للتي هي أقوم } هناك هداية أخرى بها يصير العبد ولياً لله ، يطلبُ هذه الهداية من الله ؛ هداية التوفيق وهي المنفية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام { إنك لا تهدي من أحببت } هداية القلب والتوفيق بيد الله وحده (9):

    فإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاء ، إذا رأيت من نفسك النشاط والاندفاع في العبادة والرغبة فيما عند الله وعدم الكسل وعدم الركون إلى الراحة ، والطمع فيما عند الله رأيت من نفسك الحرص على هذا المعنى . هذا معنى هداية القلب هداية القلب تبعث على عمل الجوارح ، وأما قول العوام وأشباه العوام ، إذا أمرت ونهيت يقول : دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان هُنا يا أخي صل يا أخي احرص على صلاة الجماعة ..يا أخي اترك كذا .لا لا دعنا الإيمان هاهُنا الإيمان في القلب .
    هذا إرجاءٌ للأسف الشديد ، إرجاءٌ يقع فيه العوام ولا أدري متى درسوا الإرجاء ، هذه عقيدة المرجئة الذين يرون أن الإيمان مجرد التصديق لأ خطأ .. لو صح إيمانك الذي هُنا الذي تشير إليه لأنتج .
    ما نتيجة هذا الإيمان ؟ لذلك عطف الله العمل الصالح على الإيمان { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } لأن العمل الصالح دليل على صحة إيمان القلب إيمان القلب عمل قلبي لا يُعرف ..
    بم نعرف إنه مصدق تصديقاً صادقاً وخاشع وخائف من الله ومعظم ؟نعرف بهذه الأعمال الظاهرة .
    هؤلاء هم الأولياء .. الأولياء يعرفون بمحبة الله { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } ، علامة واضحة من صفات الأولياء اتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام (10):

    يبدأ اكتساب الولاية ولاية الله سبحانه وتعالى بأداء الفرائض إذ لا يتقرب عبدٌ من عباد الله إلى الله بأمرٍ أحب إلى الله من أداء الفرائض كما في الحديث القدسي ؛ المراد بأداء الفرائض أداء ما أوجب الله على العبد جميع الواجبات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وأمر بالمعروف ونهيً عن المنكر والجهاد في سبيل الله ، وطلب العلم الواجب ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم إلى غير ذلك ؛ هذه أول ما يبدأ الولي في اكتساب الولاية يتقرب إلى الله بأداء هذه الواجبات ؛ ثم بعد ذلك يكثر من النوافل ، من الطاعات ، من الأمور غير الواجبة ، من تطوع الحج والصيام والصلاة والإنفاق ، والتوسع في العلم غير العلم الضروري ، وغير ذلك من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم ، فإذا فعل ذلك أحبه الله لأنه تقرب إليه بالفرائض والنوافل معاً فإذا أحبه يقول الرب سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : (( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ؛ ولأن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه )) يقول الحافظ ابن رجب وهذا الحديث من أشرف الأحاديث في باب الوَلاية وأعظمها وبيان حقيقة الولي ، معنى أنه يكون سمعه وبصره ويده ورجله بأن الله يوفقه توفيقاً تاماً بحيث لا يكاد يسمع بأذنيه إلا ما يرضي الله ، ولا يكاد ينظر إلى شيءٍ إلا في مرضاة الله ، لا يبطش ولا يضرب ولا يمد يده إلا في مرضاة الله تعالى ، كالجهاد في سبيل الله تعالى والقتال ، ولا يمشي بقدميه إلا في مرضاة الرب سبحانه وتعالى ، يوفقه الله في ذلك ، يكاد أن يكون في حكم المعصوم وإن لم يكن معصوماً بتوفيق الله تعالى (11):

    أشرف العلم على الإطلاق علم العقيدة لأن معلوم هذا العلم من هو ؟ الله بأسمائه وصفاته ، موضوع علم العقيدة والمعلوم الذي نبحث عنه في باب العقيدة من هو ؟ الله رب العالمين بأسمائه وصفاته ؛إذن أشرف العلوم على الإطلاق علم العقيدة ، وعلوم القرآن داخلة في ذلك ، وعلوم الحديث أيضاً لأن معرفة الله لا تتم إلا في ضوء الآيات القرآنية والسنة الصحيحة النبوية ، هذه هي العقيدة عندنا ليست أراء الرجال (12):

    الذين آمنوا بالله وآمنوا برسله وآمنوا بكتبه وآمنوا بالملآئكة وآمنوا باليوم الآخر وآمنوا بالقضاء والقدر ، وآمنوا بكل ما يجب الإيمان به ، الذين آمنوا الإيمان الكامل التام لا الدعوى { الذين آمنوا وكانوا يتقون } التقوى هُنا في هذا المكان تفسر بأعمال الجوارح في قوة الذين { آمنوا وعملوا الصالحات } هذه الآية في قوة { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وإن كان في الأصل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( التقوى هاهُنا ))صحيحٌ التقوى هاهُنا ، والإيمان هاهُنا ، لكن الذي هاهُنا في القلب من التقوى والإيمان بحاجة إلى الدليل ، ما الدليل على أن هُنا إيمان في قلبك وفي قلبك تقوى وخوفٌ وتعظيمٌ لله ، ما الدليل على ذلك ؟ لابد من الاستدلال على ذلك بإثبات ذلك ، لأن هذا عمل قلبي الذي يدل على ذلك قول اللسان وعمل الجوراح ، قول اللسان الإكثار من ذكر الله تعالى من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، إذا أكثرت من ذكر الله في كل لحظة ، وأنت ماشي ، وأنت جالس بين الناس ، وحدك حيث لا يسمعك إلا إياه ، تكثر من ذكره ، من تلاوة كتابه بتدبر وتعقل ، وتكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وتكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في كل لحظة ، هذا عمل هذه الأعمال تدل على صدق ذلك الإيمان المُدعى ، ذكرك لربك والإكثار من ذكر الله دليلٌ على المحبة والتعظيم ، ثم أعمال الجوارح نشاطك في عبادة الله تعالى في الصلاة أدائها في الجماعة في الصيام واجباً وتطوعاً في الإنفاق ، في الرحمة ، هذه الأعمال تدل على صدق إيمانك وإنك ترجو ما عنده سبحانه وتعالى ، ولذلك تعمل .{ الذين آمنوا وكانوا يتقون } هؤلاء هم الأولياء (13):

    ويتبع أن شاء الله
    _________________________________
    (1)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (2)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (3)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (4)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (5)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (6)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (7)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (8)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (9)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (10)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (11)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (12)الأمالي الجامية على الأصول الستة

    (13)الأمالي الجامية على الأصول الستة
    التعديل الأخير تم بواسطة البلوشي ; 06-25-2010 الساعة 03:42 PM
    قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاءُ والبؤس والبخس فى أحواله وأعماله وقارنه سوءُ الحال وفساده فى دينه ومآله، فإن الرب تعالى إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس وأظلمت أرجاؤها وانكسفت أنوارها وظهرت عليها وحشة الإعراض وصارت مأْوى للشياطين وهدفاً للشرور ومصباً للبلاءِ، فالمحروم كل المحروم من عرف طريقاً إليه ثم أَعرض عنهاْ....

    موقع فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله
    http://www.sh-faleh.com/index.php

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •