سائل يسأل ما هو الطريق الصحيح الذي أستطيع أن أسلكه ويستطيع أن يسلكه من أراد العلم في العقيدة الصحيحة؟

اسأل الله أن يمن عليك وعلى شبابنا بمعرفة الطريق الصحيح في تعلم العقيدة، الطريق الصحيح هو الخط الذي كنتم عليه فلا تحيدوا عنه، الطريق الصحيح لتعلم العقيدة هي الطريقة التي سلكها مشايخنا ونحن من بعدهم بأن نحفظ كتب العقيدة، المتون الصغار أولا وقبل كل شيء تبدأ بحفظ الأصول الثلاثة كتيب عظيم مشتمل على العقيدة و بعض العبادة و بعض الشروط والواجبات كما تعلمون، حِفْظُ طالب العلم لهذه الرسالة ثم كتاب التوحيد وكشف الشبهات ثُم الواسطية ثم الحموية والتدمرية حتى يتدرج في العقيدة، أو إذا استصعب هذه الكتب التي ذكرتها قد لخص هذه الكتب هذه الأيام بعض الفضلاء من زملائنا ومشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والدكتور الفوزان لهم ملخصات مفيدة جدا في باب العقيدة فعليك بها، احفظ المتون ثم تَعْرِضُ هذه المتون التي حفظتها مع الشروط على الشيوخ على طلاب العلم ما أكثرهم اليوم!

وفيما مضى يسافر المرء من مكان إلى مكان، من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى بلد ليبحث شيخا يدرس عليه أما اليوم وفي كل محكمة وفي كل مكتب وفي كل مسجد شيخ أو في أكثر المساجد مشايخ، عليكم أن تدرسوا على هؤلاء المشايخ وتبتعدوا من التهييج السياسي هذا يَحُولُ بينكم وبين العلم.

أيها السائل - أنت وزملاؤك - قبل أن تبدأ في هذه الدراسة صكوا آذانكم من هذا التهييج، لا تسمع، خَلِّيهِم يصرخون وكأنك لا تسمع، إِحْفَظْ هذهِ المتون واطلب العلم واجتهد في التحصيل واجمع المعلومات السياسية وحركات التهييج، اجمعها خَلِّيهَا فيما بعد حتى؛ تنضج فإذا نضجتَ إنْ انتهى التهييج وانطفأت الفتنة فذاك والحمد الله وإلا بعد ذلك تشترك في العلاج في الإصلاح، أما الآن لستَ أهلا للإصلاح ولست أهلا للكلام في السياسة - غير مؤهل-.

فأنت الآن طالب علم صغير عليك أن تبدأ في العقيدة هكذا وفي الوقت نفسه تحفظ متونا في السنة وفي مصطلح الحديث والأربعين النووية والمنظومة البيقوينة وعمدة الأحكام وتكون على اتصال بالعلماء دائما وأبداً - إياك ثم إياك أنْ تُحاول أنْ تأخذ العلمَ مِن بطون الكتب مِن عند نفسك، هذا خطأ يَكْثُرُ خطؤك، يكون خطؤك أكثر من صوابك إنْ اعتمدتَ على نفسك وذكائك - لتستفيد من الكتب حتى تنضجَ فإذا نضجتَ وصِرْتَ فِي مُستوى الطُّلاب الجامعيين أو أخذت ماجستير هنا يستطيع طالب علمٍ أن ينظر في كتب أهل العلم ويستفيد ولو لم يأخذْ على المشايخ وإن كانت الناس تختلف في فهمها وذكائها.

منهج أهل السنة والجماعة في الدعوة إلى الله