77- الأشاعرة يثبتون بعض الصفات بل من الصفاتية من يثبت جميع الصفات كما سيأتي في بعض أئمة الأشاعرة الذين سوف يورد الشيخ أسماءهم يثبتون جميع الصفات إلا العلو وإثبات العلو عندهم يؤدي إلى التجسيم بينما يثبتون جميع الصفات ، كذلك ينفون العلو والأفعال الاختيارية وكلمة الاختيارية يقال لها صفة كاشفة المراد بالأفعال الاختيارية أفعال الرب سبحانه وتعالى كالخلق والرزق والإحياء والإماتة هذه الأفعال المتعدية يثبتونها وينفون الأفعال اللازمة كالمجيء والنزول والاستواء كلها تسمى الأفعال الاختيارية ، إثبات هذه الأفعال الاختيارية وإثبات العلو لله تعالى يؤدي إلى التشبيه في نظر هؤلاء الصفاتية الذين يثبتون بعض الصفات .
78- أبو يعلى كما سيأتي ذكره من كبار أئمة الحنابلة الذين تأثروا بهذه الفكرة فكرة المعتزلة ، اضطرب أحيانا يثبت جميع الصفات وينفي العلو وأحيانا يثبت العلو ولكن يرى أن العلو صفة خبرية وليست بعقلية وتقدم البحث في هذه الصفة أن صفة العلو صفة ثابتة بالأدلة العقلية والأدلة النقلية والفطرة والإجماع ، فأبو يعلى بعد أن تأثر بعلماء الكلام اضطرب اضطرابا خطيرا جدا أحيانا ينفي الصفات إلا الصفات العقلية على طريقة الأشاعرة وأحيانا يثبتها كلها إلا العلو وأحيانا يثبت العلو ويرى أن العلو صفة نقلية خبرية سمعية والعقل لا يثبت ذلك ، هكذا اضطرب .
79- الأئمة أئمة السلف بما فيهم الأئمة الأربعة نكرر هنا الأئمة الأربعة على مذهب واحد موحد في العقيدة لم يكن بينهم اختلاف قط الاختلاف الذي الذي وقع بين الأئمة الأربعة وغيرهم أئمة المسلمين ليسوا بأربعة أكثر من أربعين كلهم قد يتفقوا وقد يختلفوا في المسائل الفقهية التي مطرح الاجتهاد ولكن بحمد الله تعالى لم يقع بينهم اختلاف قط من عهد الصحابة إلى آخر أيانهم لم يقع بينهم اختلاف قط في باب العقيدة لا في باب الأسماء والصفات ولا في باب توحيد العبادة ولا في باب توحيد الحاكمية لا اختلاف بين أئمة المسلمين قديما وحديثا أبدا هذا أمر موحد بحمد الله تعالى وحدة كاملة يتمتع بها المسلمون من قديم عهدهم إلى وقت قريب من هذا الذي حصل فيه التفرق لم يكن بينهم اختلاف أبدا ، وهذا الاختلاف الذي وقع بين المسلمين والفرق الإسلامية الكثيرة التي تنتسب إلى الإسلام التي تتضارب وتتناحر في الاختلاف في باب العقيدة إنما حدثت كل ذلك بعد نشأة علم الكلام فعلم الكلام لم ينشأ إلا في عهد العباسيين ما قبل عهد العباسيين المسلمون يتمتعون بالوحدة الكاملة في عقيدتهم في باب الأسماء والصفات أي في ما يعتقدونه نحو ربهم سبحانه وتعالى وفي ما يخص نبيهم عليه الصلاة والسلام وفي باب العبادة وفي تحكيم شرع الله تعالى ما بينهم اختلاف ..