المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامي
أخرج أبو نعيم في كتابه الحلية ( 3 / 7 ) من طريق عبدالرزاق عن معمر قال كان في قميص أيوب بعض التذييل !، فقيل له، فقال : الشهرة اليوم في التشمير !
هذا تطبيق عملي من أحد أئمة السلف رحمه الله نابع عن فقه عزير و فهم سديد لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و سلف الأمة الأبرار ، فقد ترك أيوب التشمير مع أنه سنة شرعية ثابتة خشية الوقوع في عمل مذموم محرم و هو لباس الشهرة و هذا مثال واحد من سلفنا ممن سبق علمائنا الأموات و الأحياء في فتواهم التي طبقوها في عصرنا على مسألة إزارة المسلم إلى أنصاف الساقين و هو قائم على نفس التنظير فلا يفوتك .
و أنصح الإخوة بترك الجدال و اللجج في هذه المسألة فقد كفانا علمائنا المؤونة و لا نحتاج لفقه مستورد قائم على الإعتداد بالنفس و التعالم و الجرأة على تخطئة الأئمة بدعوى التمسك بالكتاب و السنة !
و إليكم رسالة مباركة وهي باسم : (( حدُّ الثوبِ والأُزرة و تحريم الإسبال ولباس الشهرة )) لفضيلة الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله بتقديم الشيخ العلامة صالح الفوزان .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيه السنيّون
سأورد ما في ذهني على شكل نقاط
1 - إذا ثبتت سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قولية أو فعلية أو تقريرية ، فلا مجال للعقل ولا للعرف ردها بأي حال من الأحوال . وسأورد على ذلك ما اذكره من دليل .
2 - ما من وجه تفريق بين الإزار والقميص من كلام السلف ولا من أفعالهم بل قد قال ابن عمر رضي الله عنهما كما صح عنه ( ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص ) ومن فرّق فعليه الدليل الشرعي من كلام الله أو رسوله أو الصحابة رضي الله عنهم .
3 - على فرض التسليم بترك السنة لأجل الشهرة ! فما هو ضابط الشهرة ؟! هل هي شهرة عند العلماء ؟ أم عند طلبة العلم ؟ أم عند عوام الناس ؟ أم عند الفساق ؟ أم عند من ؟!
4 - ورد عن بعض السلف فعل بعض السنن التي هي أضعف [ أعني من ناحية مجال الرد عليها ] في ثبوتها من سنة تقصير الثوب الذي وردت فيه أحاديث كثيرة وأيدها فعل كثير من السلف رحمهم الله تعالى ، كتحول الإمام أحمد لما طلبه السلطان عند أحد أصحابه بعد ثلاثة أيام لمكان آخر ، ولما سئل في ذلك أجاب : لم نكن ندع لنفعل سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الرخاء ونتركها في الشدة ( يعني تحول النبي صلى الله عليه وسلم من مكانه بعد ثلاث حين طلبه كفار قريش )
5 - [ وهو أقواها وأراه يكون نصاً في المسألة ] جاءت بعض النصوص من أفعال السلف الصالح رحمهم الله تدل على فعل السنة حتى ولو كانت شهرة لدى الناس !! فقد جاء عن
أ -
محمد بن واسع رحمه الله تعالى - وهو من هو في عبادته وزهده - أنه دخل على بلال بن أبي بردة [ ابن أبي الدرداء ! ] وكان والياً ، فرأى محمد بن واسع مشمّر الثوب فقال له : ما هذا ؟ أشهرةٌ ؟! فقال محمد واسع رحمه الله : أنتم أشهرتموها أرخيتم ذيولكم فصارت السنة شهرة [ أو كما قال ] .
[ أحد كتب التاريخ لا أذكره الآن ]
ب -
أحمد بن حنبل رحمه الله ، فقد سئل عن فرق الشعر ، فقال : سنُّة ، فرد عليه السائل : يكون شهرة ؟! فقال الإمام أحمد [ متعجباً ] : شهرة ! ، شهرة ! سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
[ كتاب الترجل ] .
ملاحظة : ما ذكرته من آثار من ذاكرتي ، وليس بالنص المذكور ، ولكن ما أجزم أنه لا يخالف معنى ما ذكرته ..
6 - كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما ذكره أيوب رحمه الله تعالى يحتاج إلى متابع له خاصة في زمانه ومن بعده ممن اشتهر عنهم العلم والديانة ، فما بالك إذا كان اجتهادًا مخالفاً للنص وفعل من قبله ومن بعده !
والله اعلم