الحقوق المشتركة بين الزوجين- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله، جعل الله الحياة الزوجية سكناً ومودة ورحمة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وحث الإسلام الزوجين على حسن المعاملة، وطيب العشرة، ولين الكلام، كما نهى عن كل ما ينغص الحياة الزوجية أو يكدر صفو الأسرة ويوقعها في أحضان الفرقة والشتات، وإن السعادة الزوجية مطلب عزيز ينشده كل فرد، وأمل عظيم يرغب فيه كل من الزوجين، ولكن لا تتم هذه الحياة السعيدة إلا تحت ظل تعاليم الشريعة، التي جاءت بوضع أسس وقواعد للحياة الزوجية بأن أوجبت على الزوج حقوق، وعلى المرأة حقوق، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).

أيها المسلم، وإذا تدبرت كتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ترى الحقوق الزوجية لها شأن عظيم في شريعة الله؛ فإن بإصلاح الحياة الزوجية إصلاح البيت، واستقامة البيت.

أيها المسلم، فهناك حقوق مشتركة بين الزوجين مطلوب من كليهما أن يقوما بهذه الحقوق؛ فأولاً: المسؤولية العامة على البيت؛ فهي مسؤولية مشتركة بين الرجل والمرأة، كل عليه واجب نحو هذه الأسرة؛ فالرجل عليه واجب، والمرأة عليها واجب، كل من الزوجين راع ومسؤول عن رعيته، ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الرجل راع على بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها"، إذاً فالمسؤولية مشتركة بين الجميع، وإن كان للرجل فضل، لكن لا بد من القيام بالواجب من كلا الزوجين؛ لإسعاد البيت وعمارته بالخير والتقوى والتعامل الصالح، ومن الحقوق المشتركة: أن يقوم كل بما وجب عليه فالله يقول: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)؛ فكما أن على الزوجة واجب وعليها حقوقا؛ فعلى الزوج واجب، وعليه حقوق؛ فلا بد من قيام كل منهما بالواجب عليه حتى تنتظم الحياة الزوجية، وإنما يأتي الخلل والنقص عند تقصير كل منهما بالقيام بالحق الواجب عليه، ومن الحقوق المشتركة بينهما: التشاور فيما يعود على الأسرة بالخير، ولأن كان للرجل القيم مسؤولية على المرأة: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)، ولكن مع هذا فلا بد من إشراك المرأة في شؤون البيت فيما يعود على الأسرة في الخير، وسيد ولد آدم محمد -صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلق خلقاً، وإيمانا، يوم الحديبية بعد ما اتفق مع المشركين على أن يرجع هذا العام ويأتي عام قادم، شق ذلك على أصحابه لما أمرهم أن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم، شق عليهم أن يرجعوا دون أن يعتمروا؛ لأن لله في ذلك حكمة عظيمة؛ فأمرهم بذلك؛ فكأنهم توقفوا لا عصيان، ولكن لمحبتهم للطواف بالبيت؛ فدخل على أم سلمة فقالت ما لي أراك كئيبا، قال: "آمر بالأمر فلا أطاع"، قالت: مهلاً يا رسول الله! اخرج وادع الحلاق؛ فليحلق رأسك، ثم سترى من الناس شيئاً يعجبك؛ فخرج فلما رأوه حلق، حلقوا رؤوسهم، وكادوا أن يقتتلوا -رضي الله عنهم- في حلق رؤوسهم، هذه المشورة النافعة يستعملها الرجل والمرأة في سبيل إصلاح الأسرة وسد كل خلة يمكن من خلالها أن يأتي الشيطان بسوء وبلاء، ومن الحقوق المشتركة: ما أباح الله للزوجين من استمتاع بعضهما لبعض في حدود المشروع، قال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ)؛ فأباح الاستمتاع، ولكنه حرم على الرجل والمرأة الاستمتاع المحرم؛ فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأة في دبرها"؛ لأن في ذلك فساد وضرر في كل الأحوال، وقال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، ومن الحقوق المشتركة بين الزوجين: ما أودع الله في قلب كل منهما من محبة الولد؛ فالولد نعمة من الله، قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ)؛ فالولد يرغب فيه كل من الزوجين، ولهذا وجه الله الخطاب لهما بالأمر بالقيام بشؤون تربية الأولاد، والأخذ على أيديهم لما فيه الخير: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع"، وقال: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)؛ فتربية الأولاد والبنات مسؤولية الجميع، كل في حدوده الممكنة واستطاعته وقدرته على ذلك، ومن الحقوق المشتركة بين الزوجين أيضا: صبر كل منهما على صاحبه؛ فيصبر الرجل على المرأة، يصبر على بعض قصورها، وبعض تقصيرها، وبعض أخطاءها، صبراً يحاول من خلاله إصلاح الأخطاء بكل طريق ممكن؛ فالمرأة لا بد منها من أخطاء، كما أن للرجل أخطاء، ومن يسلم من الأخطاء إلا من عصم الله، ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد الرجال إلى الصبر على المرأة؛ فقال: "استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته فاستوصوا بالنساء خيرا"، وقال أيضا: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كرها منها خلقا رضي منها آخر"؛ فالأخطاء يمكن إصلاحها، ويمكن تعديلها، بالحلم والأناءة والرفق في الأمور كلها، ومن الأمور المشتركة: ما حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلا الزوجين من إفشاء أسرار الحياة الزوجية، ونشرها بين الناس، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "تجدون شر الناس الرجل يفضي إلى امراته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها"، وقال لأصحابه يوماً: "إذا أرخى أحدكم ستره، وأغلق بابه، ثم أخذ يتحدث؛ فعلت مع امرأتي كذا، وكذا"؛ فسكت الرجال؛ فقالها للنساء؛ فقالت امرأة: نعم، يا رسول الله، إنهم ليقولون، وإنهن ليقلنه، قال: "أتدرون مثل ذلك كشيطان لقي شيطان بسكة؛ فقضى حاجته، والناس ينظرون"؛ لأن هذا من الفحش، والتحدث بجنس هذه الأمور من قلة الحياء وضعف الإيمان، وتصبر المرأة على بعض قصور زوجها وأخطاءه، ولا تحمله ما لا يطيق، ولا تكلفه ما لا يستطيع؛ فبذلك تنتظم الحياة الزوجية، ومن الأمور المشتركة: رفق كل من الزوجين بصاحبه، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق"؛ فالرفق إذا دخل البيت صار أهله في نعمة، ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف"؛ فحل المشاكل الزوجية بالرفق والطمأنينة مما يساعد على استمرارها، أما الغضب والطيش؛ فأمور لا تحمد عقباها وربما من هدم البيت بألفاظ وسوء تصرف.

أيها المسلم، وهناك حقوق أوجبها الشارع على المرأة نحو زوجها؛ فأوجب عليها طاعته في المعروف، يقول -صلى الله عليه وسلم- لعمر: "أتدري يا عمر ما خير ما يكنز الرجل"، قال: لا، قال: "المرأة الصالحة، إذا أمرها أطاعته، وإن نظر إليها أسرته، وإن غاب عنها حفظته"، هذه المرأة الصالحة، مطيعة في المعروف، حافظة لفراش زوجها وماله، قائمة بما أوجب الله عليها: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، ومن الأمور الواجبة عليها: ألا تأذن في بيته إلا لمن يريد، ولا يطىء فراش زوجها إلا من يريد، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "وإن لكم على نسائكم، أن لا يوطئن فرشاً تكرهونه، ولا يأذن لأحد تكرهونه"، ومن الحقوق الواجبة على المرأة: طاعة زوجها إذا طلبها للاستمتاع؛ فإن الله جعل الزوجة قضاء للوطر، إغناء بالحلال عن الحرام، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "وفي بضع أحدكم صدقة"، قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر! قال: "أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر؛ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر"، ولهذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- المرأة المسلمة من أن تعصي زوجها بالاستمتاع المباح، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعا الرجل امرأته لفراشه؛ فلم تجب؛ فبات ساخطاً عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح"، ومن الحق الواجب عليها: أن لا تصوم تنفل أو أي عبادة نافلة إلا بإذن زوجها؛ لأن حقه أوجب من الأمور النافلة غير الواجبة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه"، وأوجب على الرجل حقوق نحو المرأة؛ فأوجب عليه النفقة عليها بجميع أنواعها: كسوة، وطعام، ومسكنا، قال تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ)، وقال: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا)، ومن حقها عليه: أن يعلمها ما تجهل من أمور دينها إن قصر علمها، ومن حقها عليه: صيانتها، وحمايتها، والدفاع عنها، وحماية عرضها، ومن الحق أن لا يبتعد عن الشكوك والأوهام والوساوس التي لا أصل لها؛ فإن من الغيرة ما يحبه الله وهو الغيرة الريبة، ومن الغيرة ما يبغضه الله وهو الغيرة لغير هدى؛ فعليه المحافظة عليها، ورعايتها، وأنها أمانة في عنقه، يجب أن يقوم لها بالواجب، هكذا الدين الإسلامي يرشد كل من الزوجين إلى الحق الواجب عليه؛ لتنتظم الحياة السعيدة، وصدق الله في قوله جل وعلا: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)؛ فتعاليم شريعتنا الإسلامية كلها خير، وكلها عدل، وكلها توازن، وكلها رحمة، من شرع وأحكم ما شرع، لا إله إلا هو: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، كم نسمع من حالات الطلاق، وكم نسمع من نزاع بين الزوجين، وكم نسمع من فشل الزواج في شهوره الأولى، وكم، وكم، كل هذه الأمور نتيجة للبعد عن تعاليم الشريعة، نتيجة للبعد عن تعاليم الشريعة؛ فتعاليم الشريعة سبب في انتظام الحياة الزوجية، وسبب في استمرارها واستقرارها وطيب الحياة، الطلاق إنما ينشأ عندما يضعف الزوج عن القيام بواجبه أو تضعف المرأة عند ذلك؛ فيأتي دور الطلاق للزوج، وأحيانا قد يحمله الحماقة، وقلة الورع، أن يتلفظ بالطلاق؛ فيهدم بيته من حيث لا يشعر، والمرأة قد تخطئ أحياناً؛ فتهدم بيتها من حيث لا تشعر، إن التفاهم بين الزوجين، والتعاون على البر والتقوى، مما يساهم باستقرار الحياة الزوجية، وطمأنينتها، إن البعض من هؤلاء عندما يتقدم لخطبة فتاة، تجده يفتح ملف سابقا، ماذا حصل، وماذا، وماذا؛ فتجتمع أمور تقدح في نفسه أوهام ووساوس وهو لا يدري أن الله لا يسأله عما لا علم له به، لكن تحبط هذه الوساوس والأوهام من محادثات، وقيل، وقال، لا أساس، ولا أصل لها؛ فتقدح عند بعض الموسوسين أوهام وتخيلات سيئة، وقد يكون هذا الزوج يمارس أمور محرمة؛ فيظن الكل مثله، وينظر إليهم بعين طبعه، وأخلاقه السيئة، ثم يضايق الفتاة، ويسيء عشرتها، ويحاول ظلمها، والتخلص منها بالظلم والعدوان، وهكذا المرأة أيضا، وأهل الرجل وأهل المرأة، إذا لم يكن هناك اتفاق وتعاون في حل هذه المشاكل الزوجية قبل أن ترتفع للمحاكم؛ فإن الله يقول: (وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)؛ فالصلح بين الزوجين، وتضييق شقة الخلاف بينهما، والسعي في إصلاح الوضع، وتنظيم الحال، وسد الخلل، وجبر الكسر هي المطلوبة من الزوجين، ومن أهلهما جميعا، أما توسعة الخلاف، وتشقيق الخلاف، وتطوره إلى المحاكم مما يسبب كدر الحياة الزوجية؛ فتعود تلك العلاقة القائمة على المحبة والمودة، تعود إلى قطيعة وبغضاء.

أيها المسلم، ففكر في الأمر قبل أن تقدم عليه، وانظر إلى الأولاد من بنين وبنات هؤلاء الصغار ما ذنبهم عندما يكون الشقاق بين الزوجين، يضيع الأولاد في الحضانة بين أب متشدد أو أم متشددة، وكل هذه يمكن علاجها بالطريق المشروع، والسعي في حل المشاكل الزوجية قبل أن تتطور، وقبل أن تشتد، أسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه إنه على كل شيء قدير.

واعلموا -رحمكم الله-، أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ، شذ في النار.

وصلوا -رحمكم الله- على عبدالله ورسوله محمد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).