صدقة الفطر فيها معنيان
المعنى الاول انها تطهر الصائم مما قد يصدر منه وقت الصيام من ما لا يليق بصيامه وتطهره من ذلك
المعنى الثاني انها تدفع حاجة المحتاجين في هذا اليوم وتسد عوزهم وفقرهم وفاقتهم وفي قوله طعمة للمساكين دليل على مصرف صدقة الفطر وأنها تصرف للفقراء خاصة لا تصرف لغيرهم من مصارف الزكاة الثمانية إنما تصرف للفقراء خاصة لقوله طعمة للمساكين يعني الفقراء كذلك لا يضعها في مشروع من المشاريع أو يجمعون صدقات الفطر ويجعلونها يقيمون فيها مشروع خيري هذا لا يجوز بل تخصص للفقراء وتسلم لهم في هذا اليوم ولا يجوز جبايتها وتخزينها وحرمان الفقراء منها يوم العيد
لان بعض الناس خصوصا في هذا الزمان الجمعيات التي تسمى الجمعيات الخيرية صارت تعلن عن تقبلها لصدقات الفطر وأنها توزعها فهذا أمر فيه نظر لان صدقة الفطر مخصصة للفقراء ومخصصة لوقت معين وهو يوم العيد تغنوهم عن الطواف في هذا اليوم خصص ليوم العيد وخصص للفقراء وغالب الجمعيات تأخذها وتكدسها عندها وتحرم المحتاجين في هذا اليوم تجعلها للمستقبل أو تروحها لبلد أخر قد لا تصل إليه إلا بعد مدة فيفوت المقصود منها هذه عبادة مخصصة لفقراء البلد ومخصصة أخراجها في يوم معين فلا يجوز التوسع في هذه الأمور ولا يجوز للقائمين على الجمعيات أنهم يتحملون هذه المسؤولية وقد لا يقومون بالواجب وتمنع الزكاة عن مستحقيها في وقتها أو تنقل الى غيرهم في بلد أخر
حتى أنهم توسعوا وقالوا أدفعوا دراهم ونحن نشري بالدراهم أو نروحها لبلد أخر هذا تلاعب في العبادة عبادة تنفذ كما جائت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تغير شرعت لفقراء البلد كيف تنقلها لبلد أخر شرعت في هذا اليوم كيف أنت تؤخرها عن هذا اليوم وتكدسها عندك الى مدة أو ربما أنك ما تنفقها فيما خصصت له تنفقها في مشاريع خيرية بزعمك أنها خيرية نعم وإن كانت خيرية لكن العبادات لا تغير عن وضعها الشرعي مثل الأضاحي قالوا اعطونا دراهم ونحن نشري لكم أضاحي في بلد قد يكون مسافة أشهر والأضحية أنما شرعت في البلد وفي بيت المضحي يذبحها أويوكل من يذبحها في بيته ويأكلون منها ويتصدقون ويهدون الى جيرانهم فهي عبادة مخصصة في محل فإذا أخرجت عن مكانها وسافرت الى مكان بعيد ذهب المعنى المقصود منها

الحاصل أن العبادة أيها الأخوة لايجوز تغيّرها عن وضعها التي وضعها عليه الشارع لحكمة عضيمة ومن أراد أنه يتبرع للفقراء هنا وهناك الباب مفتوح لكن العبادة المخصصة صدقة الفطر الأضحية هذه لا تغير عن وضعها الشرعي لأنها إذا غيرت عن وضعها الشرعي خرجت عن مقصود الشارع وعن المصالح المترتبة عليها فهذا أمر يجب التفطن له

ولا يظن أننا ضد مساعدة المحتاجين نقول مساعدت المحتاجين واجبة لكن ما هو على حساب العبادات نغير العبادات عن وضعها الشرعي ونقول نساعد بها المحتاجين العبادة تبقى على وضعها الشرعي والمحتاجون يساعدون من طرق أخرى عندك باب التبرعات واسع فإذا كنت تريد نفع المحتاجين تبرع لهم جزاك الله خير أما العبادات لا تتصرف فيها المفروض عليك نفذه كما جاء وإذا أردت مساعدة المحتاجين تبرع من مالك تصدق من مالك أنت مأمور بهذا مأمور بأداء العبادات المالية كما هي ومأمور بالصدقات على الفقراء والمحتاجين

أيظاً جباية الزكاة سواء كانت صدقة الفطر أو زكاة المال هذه من صلاحيات ولي الأمر هو الذي يجبي الزكوات سواء زكاة المال او زكاة الفطر فإذا طلبها ولي الأمر وجب دفعها اليه أما واحد ماهو بولي أمر ويقول للناس هاتوا زكاتكم هاتوا أموالكم طيب هذا من صلاحياتك هذا من صلاحيات ولي الأمر أما أنت تنصب نفسك جابي للزكاة فهذا اختيات على ولي الأمر


شرح بلوغ المرام كتاب الزكاة للعلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله